عمّان- لا تكاد تخلو صيدلية منزلية من الباراسيتامول، فكثير منا  يستخدمونه لعلاج حالات مختلفة من الصداع وآلام الأسنان والمفاصل والظهر وغير ذلك. ربما لا نعرفه بهذا الاسم بعد شيوعه بأسماء تجارية عديدة، ولا نعرف ما قد يتسبب به من آثار جانبية، خصوصا عند تجاوز الكميات المسموح بها في اليوم الواحد، أو تداخله مع أدوية أخرى؛ لكننا بالتأكيد نستخدمه على نطاق واسع لتسكين الآلام.

تم اكتشاف الباراسيتامول في القرن الـ19، لكنه لم يشتهر كمسكن للآلام حتى منتصف القرن الـ20، وهو يُعدّ من الأدوية الآمنة نسبيا عند استخدامه وفقا للتوصيات الصحية، لذلك فإنه يُصرف دون وصفة طبية، ويباع في البقالات والمراكز التجارية فضلا عن الصيدليات.

ما الباراسيتامول؟

الباراسيتامول -واسمه العلمي الأسيتامينوفين- من الأدوية المسكنة للآلام وغير المخدرة، كما أنه خافض للحرارة أيضا، وهو من الأدوية التي يسمح بصرفها دون وصفة طبية.

ويوجد الباراسيتامول في الصيدليات بالعديد من الأشكال، مثل الحبوب والشراب والتحاميل والحبوب الفوارة والحقن، كما أنه يُعرَف بالعديد من العلامات والأسماء التجارية مثل: الريفانين والبانادول والباندا.

وفي حديثها للجزيرة نت، أوضحت مديرة الصيدلة والصيدلة السريرية السابقة في وزارة الصحة الأردنية، الدكتورة زينا الهلسة، أن العديد من الأدوية تحتوي على تركيزات متفاوتة من الباراسيتامول، مضافة إلى مكونات أخرى فعالة، مثل الأدوية المستخدمة في علاج البرد والإنفلونزا، أو بعض أنواع مسكنات الألم ومرخيات العضلات.

وبيّنت أن الباراسيتامول يستخدم لعلاج الآلام الخفيفة إلى المتوسطة، مثل الصداع، وآلام الحيض، والأسنان، والظهر، وهشاشة العظام، والزكام، كما أنه يستخدم لخفص الحرارة.

الدكتورة زينا الهلسة: من المهم الحذر دائما عند استخدام أي دواء واستشارة الطبيب لاستخدامه مدة طويلة (الجزيرة) الأشكال الصيدلية

وبيّنت الدكتورة زينا أن الجرعة المعتادة للبالغين هي قرص أو قرصان، أي 500 ملغم في المرة الواحدة، وتتكرر 4 مرات خلال 24 ساعة، وبحد أقصى 8 أقراص يوميا، وأي جرعة مختلفة عن ذلك يجب أن تكون بحسب تعليمات الطبيب.

أما الأطفال، فالجرعة المعتادة لهم من الباراسيتامول هي 10-15 ملغم لكل كيلوغرام من الوزن، بمعنى آخر: إذا كان وزن الطفل 20 كلغ، فيجب أن يتناول 10-15 × 20، أي 200-300 ملغم، ويمكن تناول هذه الجرعة مرة واحدة كل 4 إلى 6 ساعات، وحتى 4 مرات خلال 24 ساعة إذا لزم الأمر.

وأشارت الدكتورة إلى أن الباراسيتامول يعتبر من الأدوية الآمنة أثناء فترة الحمل والرضاعة، لكن بالجرعات الموصى بها، ويفضل أن تكون أقل جرعة ممكنة، ولمدة بسيطة جدا، ويفضل استشارة الطبيب لذلك.

الآثار الجانبية

ونبّهت الدكتورة الهلسة إلى أن أيَّ دواء غالبا ما يحتمل أن يرافقه بعض الآثار الجانبية غير المرغوب فيها، ومن الآثار الجانبية الأكثر شيوعا للباراسيتامول: النعاس الخفيف، والتعب، والطفح الجلدي، والحكة.

وأضافت أن الناس يتفاعلون بشكل مختلف مع الأدوية، فبعضهم قد تظهر عليه الآثار بشكل أكثر حدة، لذا فإن من المهم توخي الحذر دائما عند استخدام أي دواء، بالإضافة للتحدث إلى الطبيب بشأن استخدامه مدة طويلة، فالاستخدام الطويل الأمد للباراسيتامول يمكن أن يسبب ما يأتي:

التعب. ضيق النفس. فقر الدم (انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء). تلف الكبد والكلى. أمراض القلب والسكتة الدماغية، إذا كان الشخص يعاني من ارتفاع ضغط الدم. لا تكاد صيدلية منزلية تخلو من الباراسيتامول (شترستوك) الجرعة الزائدة

وبشأن الجرعة الزائدة من الباراسيتامول، ذكرت الدكتورة زينا أن من أهم أعراضها:

آلام البطن والغثيان والقيء. مشاكل الكبد. التشنجات. الغيبوبة التي قد تصل إلى الوفاة في بعض الأحيان.

وبيّنت أن هذه الأعراض عادة ما تظهر بعد 24 ساعة من تناول الجرعة الزائدة. لذلك، ينبغي عند الشعور بها مراجعة قسم الطوارئ في أسرع وقت ممكن.

الحذر من الباراسيتامول

وأكدت الدكتورة زينا الهلسة على ضرورة توخي بعض المرضى الحذر عند استخدام الباراسيتامول، مثل الذين يعانون من تخثر الدم، والذين يستخدمون الأدوية المميعة، كذلك المرضى الذين يتناولون أدوية الصرع، أو أدوية مضادة لمرض السل.

ونبّهت إلى أن بعض المرضى لا يُنصَحون باستخدام الباراسيتامول إلا بعد استشارة الطبيب، وخصوصا:

الذين سبق أن عانوا من رد فعل تحسسي من الباراسيتامول أو أي دواء آخر. الذين يعانون من مشاكل في الكبد أو الكلى. الذين يكثرون من شرب الخمر والمدمنين عليها. الذين يعانون من الجفاف وسوء التغذية لمدة طويلة. الذين يتبعون نظاما غذائيا منخفض الصوديوم، إذ إن بعض الأقراص القابلة للذوبان من الباراسيتامول أو الفوارة تحتوي على كمية من الصوديوم، لذا يجب التحقق قبل تناولها. الذين يعانون من الصداع أو الصداع النصفي المستمر، فتناول مسكنات الألم في كثير من الأحيان أو لفترة طويلة، يمكن أن يؤدي إلى تفاقم المرض. الذين يتناولون بعضا من أدوية الزكام أو الأدوية المرخية للعضلات أو مسكنات الألم المحتوية على الباراسيتامول في مكوناتها؛ فقد يصل الشخص لتناول جرعة زائدة من الباراسيتامول دون أن يشعر بذلك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات من الباراسیتامول الذین یعانون من من الأدویة

إقرأ أيضاً:

«محمود»: نطالب بتوفير الأدوية اللازمة لاستكمال رحلتنا مع الحياة

وسط أجواء الحرب، يكافح محمود فريد سالم، فلسطيني نازح من شمال غزة إلى دير البلح، يومياتٍ تختزل فى تفاصيلها وجع آلاف مرضى السرطان فى القطاع، أنهكه المرض وأضعف جسده حتى صار هشا، لا يخوض معركته وحيدا، بل يمثل صوتا لمعاناة لا تنتهى تحت سقف نظام صحى منهك، ففي كل يوم يعيشه تتحول حياته إلى معركة بقاء شاقة، حيث يواجه مرضه بلا علاج كافٍ، ويصارع الظروف التي تكاد تُطفئ آخر بصيص أمل، لكنها لم تنجح فى كسر إرادته.

لم يجد «العلاج الكيماوى».. وقاوم «الكانسر» بالمسكنات وقت العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة

«أنا مريض سرطان، ومنذ بداية الحرب على قطاع غزة أصبحت الأوضاع أكثر صعوبة»، بهذه الكلمات بدأ «سالم» سرد قصته.

ورغم خطورة مرضه، فإنه لا يتلقى سوى المسكنات التي لا تعالج المرض، لكنها بالكاد تخفف من ألمه المتزايد، ولكن مفعولها يذهب مع الوقت.

وقبل الهدنة وإغلاق المعابر كان الحصول على العلاج الكيماوي صعبا وهو السبيل الوحيد لتحسين حالته، ولكن مع فتح المعابر ودخول المساعدات والأغذية إلى القطاع أصبح الأمر أهون شيئاً فشيئاً.

وينتقل «سالم»، فى حديثه لـ«الوطن»، ليصف معاناة النازحين فى دير البلح قائلاً: «أنا نازح من الشمال، ونسكن جميعاً فى ظروف قاسية، فالركام فى كل مكان والتحرك صعب، ولكن نأمل باستمرار الهدنة أكثر والمساعدة فى إعمار غزة»، كلمات سالم تعكس واقعاً أليماً يعيشه النازحون ويضعون آمالهم على استمرار الهدنة ودخول مساعدات وأدوية تساعد كافة المرضى فى القطاع وتعطيهم صبراً وقوة.

وعبّر «سالم» عن امتنانه العميق لمصر، التى كان لها الدور الأكبر فى التوسط لوقف إطلاق النار، وإنقاذ آلاف الأرواح التى كانت مهددة تحت نيران القصف فى القطاع، قائلاً: «لا كلمات تكفى للتعبير عن شكرى وامتنانى لمصر، قيادةً وشعباً، على جهودها الحثيثة لوقف نزيف الدم فى غزة، لقد أثبتت مصر مرة أخرى أنها الحاضن الحقيقى للقضية الفلسطينية، وصوت الإنسانية الذى يعلو وسط أصوات الدمار، واستمرارها فى موقفها الثابت بعدم خروج الغزاويين من غزة وعملها على دخول المعدات الثقيلة لنقل الركام، فهذا الموقف ليس غريباً على مصر التى كانت دائماً سنداً للشعب الفلسطينى فى أصعب الأوقات».

ورغم الألم الذى ينهش جسده ويُثقل أيامه، يتمسك بخيط رفيع من الأمل، ذلك الأمل الذى ينبع من إيمانه بإنسانية الشعوب العربية ووقوفها إلى جانبه وجانب المرضى الآخرين. بنبرة صادقة مليئة بالرجاء، يناشد «سالم»، قائلاً: «أرجو أن تصل مناشدتى إلى الجميع، نطالب بمساعدتنا وتوفير العلاج اللازم لاستكمال رحلتنا مع الحياة، والعمل على استمرار وقف إطلاق النار والحفاظ على القضية الفلسطينية، فنحن لا نطلب سوى حقنا فى العيش».

مقالات مشابهة

  • «محمود»: نطالب بتوفير الأدوية اللازمة لاستكمال رحلتنا مع الحياة
  • اختتام مشروع التحصين الوطني للثروة الحيوانية في الحمراء
  • ممثل مزارعي كركوك يقاضي عناصر الجيش العراقي الذين اعتدوا عليه
  • سلطان يعتمد تعيين الدكتورة بولين تايلور مديرة لأكاديمية الشارقة للتعليم
  • الغائبون عن موسم رمضان 2025.. يسرا ومنى زكي وأمير كرارة الأبرز.. و"The Seven Dogs" يبعد أحمد عز وكريم عبد العزيز
  • الحبس 5 سنوات وغرامة 30 ألف جنيه عقوبة بيع الأدوية المغشوشة
  • تعليق ناري من شوبير على أزمة الزمالك وأمير عزمي
  • «تنظيف المنزل».. ترامب يطرد المدعين العامين الأمريكيين الذين عينهم بايدن
  • الدكتورة هبة النجار: الرزق ليس مالا فقط وإنما هناك نعم خفية
  • القضاء الإداري بقنا تلغي ترخيص صيدلية عمرها ٢٠ عاما تنفيذًا لحكم الدستورية