صباح محمد الحسن
طيف أول:
ليس القوي من يسدد الضربات القوي هو من يتحملها، وعلي جدر وطن مر عام علي حربه…
(هزيمة جنرالين رغم جبروتهما وبطشهما وانتصار شعب بصبره)!!
ترك الرئيس المخلوع في نفس كل واحد منهما طمع السلطة وحب البقاء، وعقلية عسكرية مغلقة لقراءة كتاب كيف تحكم السودان، ففي عام واحد قتلا 13 ألف سوداني وجُرح 27 ألفا ونزح بسبب حماقتهما أكثر من ثمانية ملايين مواطن ليمر العام بأكمله ولم يحققا مكسبا واحدا!!
جنرالان تفوقا علي بعضهما في ضحالة الشعور بالمواطن وإنعدامه فقتلا ثلث الشعب وجعلا ما تبقى علي قيد الموت يصارع الحياة يقف علي حافة الجوع والضياع تخنقه براحات النزوح.
بعد عام حاولا سلب كرامة المواطن السوداني وعزة نفسه عندما تركاه يحمل بطاقة لاجئ تلفظه المداخل الرئيسة للدول على الرغم من أنه عزيز نفس وكرامة، ابن السودان البلد الواسعة بمواردها، الضيقة بطمع نفوس حكامها، واحدة من أكبر البقع الجغرافية وأغناها، البلد الحدادي مدادي بملايين الأفدنة الزراعية والمعادن والذهب جعلاه يفترش عزة نفسه وينام علي الطرقات والرصيف.
تسول الرجال ليطعموا صغارهم وارتدت المرأة السودانية (النقاب) لتحفظ ماء وجهها أما أن تتسول أو تمارس مهنة دون مستواها التعليمي، خرجت إلى الشارع تستأذنه أن يحفظ وجهها ويسترها لتبحث عن لقمة عيش حلال بعد أن قتل زوجها أو فقدت فلذة كبدها.
عام من الحرب الرهان فيها لا لآخر جندي، ولكن لآخر مواطن، فكيف لحالم سلطة أن يقتل شعبه ويهتك له عرضه ويسرق بيته، كيف له أن يحدث نفسه أنه يمكن أن يأتي يوما ليصعد منبرا ليخطب الناس بأيها الشعب السوداني البطل!!
ولكن ورغم هذا كله وفي النظر إلى حجم الخسارات تجد أن الشعب هو البطل الذي ما زال يحمل وجعا ولكنه يبتسم.
مرور عام وهم لم ينتهكوا فقط حرمات البيوت ولكنهم نزعوا الغطاء عن الوطن جعلوه عاريا تجود عليه الدول بالكساء والغذاء ففي الوقت الذي يحاولون فيه قتل الوطن يجتمع العالم الآن ليمد يد العون لهذا الشعب الذي غدر به حكامه.
مرور عام وينكشف المستور ليجد المواطن نفسه بلا قادة ولا قيادة ولا متحف ولا مدرسة ولا عيادة فقط يجد وجهان لعملة واحدة، عملة عسكرية منتهية الصلاحية لا تصلح للتداول داخليا ولا خارجيا.
عام على الحرب والجنرالين يفشلان حتى في الحفاظ علي الصورة الحقيقية لقواتهما حتى أنهما يستحيان من التباهي بها، مرتزقة خارجية تقود الدعم السريع وكتائب ظل تقود الجيش، ليكتشفوا أن خاصية التلاشي لم تكن للوطن الذي دمروه… ولن تكون
ولكنها من نصيبهم لطالما أصبحوا الآن يقاتلون بواجهاتهم الزائفة.
فعندما يفتح الجميع دفتر الحساب لجرده سيكتشف (عساكر الجن) أنهم مجرد كائنات ظلت تدور حول الضوء… وتدور… حتى حرقت نفسها وهل ثمة ضوء اكثر من مصباح اسمه الوطن.
كن أيها الشعب الحبيب صامدا صابرا جسورا، فالقادم القريب يحمل من البشريات مايجعلك تخر ساجدا
واتركهم في طغيانهم يعمهون فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ماتأكله.
طيف أخير:
مؤتمر باريس نافذة أمل لن تنتهي بانتهاء ساعات المؤتمر ثمة نتائج قد لا تفصح عنها التفاصيل.
نقلا عن صحيفة الجريدة
الوسومصباح محمد الحسنالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: صباح محمد الحسن
إقرأ أيضاً:
رئيس «الفنون التشكيلية» يوجه بتخصيص شهر أبريل من كل عام للاحتفاء بـ«الأبنودي»
قام الدكتور وليد قانوش رئيس قطاع الفنون التشكيلية بجولة تفقدية لمتحف ومركز الأبنودي للسيرة الهلالية بمركز أبنود بمحافظة قنا، اجتمع خلالها بجميع العاملين بالمتحف للوقوف على أهم المتطلبات والاحتياجات لضمان سير العمل بالمتحف بشكل جيد مع تعزيز البرامج الثقافية لجذب مزيد من الجماهير والبحث عن أفكار جديدة من شأنها زيادة حجم التفاعل مع المتحف وما يحتويه ويقدمه من خدمات.
يأتي ذلك في إطار خطة وزارة الثقافة لتفعيل دور مواقعها في المحافظات، والتوجيهات المستمرة من الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة بوضع أولوية للمناطق الأكثر احتياجاً للخدمات والأنشطة الفنية والثقافية.
وجّه «قانوش» بتخصيص شهر أبريل من كل عام للاحتفاء بذكرى الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي حيث يجمع الشهر ذكرى ميلاده وذكرى رحيله وأن يكون الحدث على قدر وحجم مسيرة الأبنودي وميراثه الإبداعي وتأثيره في المجال الثقافي لا سيما شعر العامية، وما تمتع به الأبنودي من خصوصية وجماهيرية واسعة في مصر والوطن العربي، ويبقى دوره البارز في حفظ وصون وتجميع الملحمة العربية الخالدة (السيرة الهلالية) شاهداً على دور مبدع وطني وقومي من الطراز الفريد.
ووجّه بتخصيص المتحف للأنشطة الداعمة لتوثيق وإحياء السيرة الهلالية من خلال أنشطة شهرية، اقترح أن يُخصص جزء من أنشطة المركز لشعر العامية تكريماً لتاريخ الراحل الكبير عبد الرحمن الأبنودي.
واختتم الدكتور وليد قانوش جولته بتفقد الأنشطة المقدمة والتقى بعدد من رواد المتحف والمنطقة المجاورة للوقوف على متطلباتهم ووجهات نظرهم وأصدر تعليماته الفورية بتوفير الاحتياجات الضرورية لهذا الصرح الثقافي وشد على أيدي العاملين لبذل كل جهد من أجل أبناء محافظتهم ونشر ثقافة حب الفن والوعي بدوره التوعوي والتنويري.