مقال بناشونال إنترست: التعامل مع أفغانستان في مصلحة أميركا
تاريخ النشر: 29th, July 2023 GMT
يؤكد مقال نشره موقع ناشونال إنترست (The National Interest) الأميركي أن تعامل الولايات المتحدة الأميركية مع حكومة حركة طالبان في أفغانستان يصب في مصلحة أميركا، مستعرضا الكثير من "المزايا" التي قال إنها ستنتج من هذا التعامل.
وفي رد من كاتب المقال الكاتب الكوري الجنوبي ديلان موتين الباحث في نظرية توازن القوى، ومنافسة القوى العظمى، والشؤون الآسيوية على الانتقاد المتوقع من أن التعامل مع نظام طالبان سيضفي شرعية على نظام "ينتهك حقوق الإنسان"، قال إنه يجب التمييز بين التعامل والتأييد.
وأضاف أنه ومن خلال التعامل مع حكومة طالبان، يمكن للولايات المتحدة أن تكتسب نفوذا اقتصاديا ودبلوماسيا لمحاسبتهم في حالة الأذى والضغط من أجل إصلاحات ذات مغزى، وعلى المدى الطويل، قد يؤدي إشراك كابل إلى حثها على احترام حقوق الإنسان وتعزيز مجتمع أفغاني أكثر استيعابا، كما أن عزل حكومة طالبان وفرض عقوبات عليها لن يؤدي إلا إلى تهميش الأصوات الموالية للغرب وتشجيع العناصر "المتطرفة". ومن ناحية أخرى، يقول الكاتب إن تعامل أميركا مع نظام كابل سيسمح لواشنطن بتحقيق مكاسب إقليمية وعالمية بتكلفة قليلة.
وأوضح موتين أن طالبان أثبتت قدرتها على الحفاظ على حكم مستقر في أفغانستان، ونظرا لعدم وجود بديل واضح لحكمها وعدم وجود إرادة في الولايات المتحدة لتدخل عسكري آخر، يبدو أن العمل مع طالبان لتعزيز المصالح الأميركية هو الخيار الأقل سوءا.
مكاسب إقليمية وعالميةوبحسب الكاتب فمن ناحية تحقيق مكاسب إقليمية وعالمية لأميركا بتكلفة أقل في تعاملها مع طالبان، فإن كابل المتعاطفة مع الولايات المتحدة ستدفع الصين إلى تعزيز دفاعاتها في المناطق المتاخمة لأفغانستان وتقلل من قوتها لمجابهة أميركا في تايوان والمحيط الهادئ.
وأضاف الكاتب أن التعاون مع طالبان سيضر بالصين بطريقة غير مباشرة. فباكستان شريك وثيق لبكين، ولهما علاقات عدائية مع الهند التي أصبحت في السنوات الأخيرة شريكا رئيسيا للولايات المتحدة لاحتواء الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وفي غضون ذلك، ساءت العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان بشكل ملحوظ منذ 2010، كما ساءت العلاقات أخيرا بين أفغانستان وباكستان.
احتواء إيرانوأشار الكاتب إلى أن النزاعات الحدودية على طول خط دوراند تسمم العلاقات الثنائية بين أفغانستان وباكستان، وتؤدي إلى مناوشات قاتلة. علاوة على ذلك، تستاء إسلام آباد من عدم مساعدة طالبان أفغانستان في محاربة طالبان الباكستانية.
وأضاف أن هذا الصراع المتأجج يمنح الولايات المتحدة فرصة تاريخية إذا تمكنت واشنطن من المساعدة في بناء أفغانستان قوية ومستقرة، الأمر الذي سيدفع باكستان إلى الاحتفاظ بقوات كبيرة للدفاع عن حدودها الغربية، وسيكون هذا انتصارا للولايات المتحدة، حيث سيكون لدى الهنود المزيد من القوات المتاحة لموازنة الصين.
كذلك، يقول موتين، يساعد التعامل مع أفغانستان واشنطن على تعزيز أهدافها فيما يتعلق بإيران، سواء لأغراض التفاوض أو الاحتواء، مشيرا إلى أن إيران دائما تخشى من تهديد حدودها من قبل أفغانستان، وإذا أرادت واشنطن التوصل إلى اتفاق مع إيران لتجميد برامجها النووية والصاروخية وتقليص طموحاتها الإقليمية، فإن أفغانستان الصديقة ستصبح ورقة مساومة ونفوذا إضافيا للضغط على طهران.
مكافحة "الإرهاب"وقال إن من الفوائد الأخرى لأميركا هي أن طالبان تساعد في محاربة "الإرهاب" ومساعدتها أكثر مباشرة وفعالية، لأن طالبان هي الآن القوة الكبيرة الوحيدة الموجودة على الأرض وأثبتت قدرتها على احتواء "الإرهاب". فمنذ أن استولت هذه الحركة على السلطة، لم يتمكن تنظيما القاعدة والدولة الإسلامية من إعادة إنشاء ملاجئهما. وعلى عكس ما كان يخشاه البعض، لم يحدث انبعاث للقاعدة في ظل نظام طالبان.
ومن المصالح الأخرى لأميركا هي أن حكومة طالبان يمكنها المساعدة في مكافحة تهريب المخدرات. وأوضح الكاتب أن الغرب كان قلقا بشأن دور أفغانستان كمنتج رئيسي للمواد الأفيونية، وفي عام 2022، حظرت كابل زراعة الخشخاش الذي يُستخرج منه الأفيون.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة التعامل مع
إقرأ أيضاً:
نجاح عملية تبادل سجناء بين واشنطن وكابل بوساطة قطرية
أعلنت قطر، الثلاثاء، نجاح وساطتها في تبادل سجناء بين الولايات المتحدة وأفغانستان.
جاء ذلك وفق تصريحات وزير الدولة بالخارجية القطرية محمد الخليفي، بحسب بيان الخارجية.
وقال الخليفي، إن "المساعي الحميدة القطرية، أثمرت عن إطلاق سراح مواطنين أمريكيين كانا محتجزين في أفغانستان، مقابل الإفراج عن مواطن أفغاني كان محتجزا في الولايات المتحدة".
وأكد الخليفي أن المحتجزين جميعهم وصلوا إلى الدوحة، "وجرت الترتيبات اللازمة تمهيداً لعودتهم إلى بلدانهم".
وأعرب عن أمل قطر "في أن يمهد هذا الاتفاق الطريق لتحقيق المزيد من التفاهمات، سبيلاً لحل الخلافات بالطرق السلمية".
وقالت الخارجية الأفغانية، في بيان، إن "المقاتل الأفغاني خان محمد الذي كان مسجونا في أمريكا أُطلق سراحه في مقابل مواطنين أميركيين وأعيد إلى البلاد".
وذكرت أن محمد كان يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية بعدما أوقف "قبل حوالي عقدين" في ولاية نانغرهار الأفغانية.
من جهته قال الحساب الرسمي لحكومة طالبان على منصة "إكس": "تم بفضل الله عز وجل إنجاح عملية تبادل الأسری بين إمارة أفغانستان الإسلامية والولايات المتحدة الأمريكية وتحرير الأسير المجاهد البطل/ خان محمد المحكوم بالإعدام والذي أسر في ولاية ننغرهار شرق أفغانستان وقضی ۲۰ سنة في سجون أمريكا".
#عاجل
تم بفضل الله عز وجل إنجاح عملية تبادل الأسری بين إمارة أفغانستان الإسلامية والولايات المتحدة الأمريکية وتحرير الأسير المجاهد البطل/ خان محمد المحکوم بالإعدام والذي أسر في ولاية ننجرهار شرق افغانستان وقضی ۲۰ سنة في سجون أمريکا بکاليفورنيا.
کما نشکر دولة قطر علی الوساطة. pic.twitter.com/pdFRi0Oo8P
وعاد محمد الذي أدانته محكمة أمريكية بتهمة الإرهاب المرتبط بالمخدرات، إلى الولاية، الثلاثاء، حيث استقبله حشد من الناس وقدموا له أكاليل الزهور.
وقال للصحفيين إنه ممتن لسلطات طالبان لعملها على إطلاق سراحه وإنه "سعيد للغاية" بعودته إلى أسرته، وتابع: "هناك الكثير من الأبرياء مسجونون، وطلبي هو أن يتم إطلاق سراحهم جميعا وتمكينهم من العودة إلى ديارهم".
من جانبها، أكدت عائلة الأمريكي راين كوربيت الذي اعتقلته طالبان عام 2022 إطلاق سراحه معربة عن "امتنانها البالغ" لعودته.
وقالت العائلة على موقعها الإلكتروني: "قلوبنا مليئة اليوم بالامتنان والشكر لله لإبقائه راين حيا وإعادته إلى بلاده بعد 894 يوما هي الأصعب والأكثر قتامة في حياتنا".
وعرّف الإعلام الأمريكي عن المعتقل الأميركي الثاني الذي أطلق سراحه على أنه وليام ماكينتي، مشيرا إلى أنه لا يُعرف الكثير عما كان يفعله في أفغانستان وأن عائلته طلبت من الحكومة الأمريكية المحافظة على الخصوصية في قضيته.
بدورها، وصفت حكومة طالبان، الثلاثاء، عملية تبادل السجناء بأنها "مثال جيد على حل القضايا العالقة عبر الحوار"، موجهة الشكر "للدور الفاعل الذي لعبته دولة قطر الشقيقة في هذا الصدد".
وأضافت أن "الإمارة الإسلامية تنظر بإيجابية إلى هذه التحركات الأمريكية التي تساهم في تطبيع وتوسيع العلاقات بين البلدين".
وشددت سلطات طالبان مرارا على أنها ترغب بعلاقات جيدة مع كل البلدان مذ عادت إلى السلطة عام 2021.