قال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية -في مقال له بصحيفة لوموند- إن بقاء الملايين من الأطفال والنساء والرجال على قيد الحياة في السودان معرض للخطر، ودعا المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤوليته" بعد عام من اندلاع حرب هائلة في ثالث أكبر دولة في أفريقيا.

وذكّر غريفيث بأنه لا ينبغي للمجتمع الدولي أن يتجاهل صدى حرب دارفور المؤلم، وأبدى أسفه لأن ذلك هو ما حدث، مع أن عواقب هذا النسيان لا تغتفر، لأنه شجع أطراف الصراع على الاستهزاء بالقواعد الأساسية للحرب، "فرأينا أشخاصا يُطلق عليهم الرصاص أثناء محاولتهم الفرار، وقُتل الأطفال، واغتصبت النساء، واستهدفت المستشفيات".

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4يديعوت أحرونوت: 7 أمور مهمة استفادتها إسرائيل من الهجمات الإيرانيةlist 2 of 4أكاديمي أميركي: كيف تُحدث غزة تغييرا في الجامعات الأميركية؟list 3 of 4صحف دولية: تحذيرات من خطر نشوب حرب شاملة بالشرق الأوسطlist 4 of 4صحيفة إسرائيلية: قراصنة إيرانيون يخترقون رادارات إسرائيلend of list

واستعرض المسؤول الأممي حصيلة سنة من الحرب، أجبرت أكثر من 8 ملايين شخص، معظمهم من النساء والأطفال، على ترك منازلهم، وأدت إلى تأجيج العنف العرقي والأمراض، وبالتالي تدمير الأرواح وسبل العيش، ليصبح نصف السكان، أي حوالي 25 مليون شخص، بحاجة الآن إلى المساعدات الإنسانية، ولذلك دعا لمضاعفة الجهود لتحقيق 3 أهداف رئيسية:

استجابة إنسانية ممولة بالكامل

أول هذه الأهداف في متناول الجميع -حسب غريفيث- إذ تقدم فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي منصة للعمل من خلال استضافة المؤتمر الإنساني الدولي للسودان وجيرانه، خاصة أن نداءنا الإنساني لهذا العام لم يمول منه إلا نسبة 6%، ولم نحصل من بين 2.7 مليار دولار نحتاجها لمساعدة 15 مليون شخص، إلا على 155 مليون دولار، على حد قوله.

الوقف الفوري للأعمال العدائية

أما الهدف الثاني فتحقيقه أصعب بكثير من الأول؛ إذ مر شهر رمضان دون وقف القتال، رغم دعوات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومجلس الأمن وعدد لا يحصى من القادة والهيئات الأخرى لهدنة خلال الشهر الكريم، وبالتالي هناك حاجة إلى تجديد الدبلوماسية من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإلى حل سياسي للصراع عن طريق التفاوض.

ونحن نعلم أن هذا لن يحدث بين عشية وضحاها. وفي هذه الأثناء، يجب على أصحاب النفوذ لدى أطراف النزاع إجبارهم على احترام إعلان الالتزامات الذي وقعوه قبل 11 شهرا في جدة، حين التزمت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بحماية المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات، ولكنها فشلت في تلك المهمة.

وصول المساعدات بشكل آمن

وإذا كان العام الماضي شهد مقتل أكثر من 20 من عمال الإغاثة في السودان، ونهب عشرات الآلاف الأطنان من الإمدادات، فإن المجتمع الإنساني مع المنظمات المحلية ومتطوعيها الشجعان يواصلون عمليات الإغاثة، ولكن "يمكننا أن نفعل أكثر من ذلك بكثير إذا انخرطت الأطراف في حوار إنساني لفتح الطريق أمام وصول المساعدات وتسليمها"، كما يقول غريفيث.

وأوضح المسؤول الأممي أن ما يحتاجه عمال الإغاثة بكل وضوح وبساطة، هو إمكانية الوصول إلى الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة، أينما كانوا، وبأي طريق ممكن، لأن الغالبية العظمى من حوالي 5 ملايين شخص معرضون لخطر المجاعة في الأشهر المقبلة في مناطق السودان التي يصعب الوصول إليها، كدارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة.

وختم الكاتب بأنه قد آن لأطراف الصراع ومن يدعمهم، أن يواجهوا الواقع، فهم يجعلون السودان غير صالح للعيش، مما يعني أن عليهم إسكات البنادق الآن، لأنه بعد عام من الحرب، لا بد أن يكون هناك ضوء في نهاية نفق الظلام والموت، بعد أن فقد ملايين الأشخاص في السودان منازلهم وسبل عيشهم وأحباءَهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات فی السودان

إقرأ أيضاً:

“راديو فرنسا الدولي”: ​​هدف القضاء على الملاريا بحلول 2030 بعيد المنال بسبب تجميد المساعدات

حذر “راديو فرنسا الدولي” أن هدف المجتمع الدولي بالقضاء على الملاريا بحلول عام 2030 يبدو الآن بعيد المنال بسبب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتجميد المساعدات الخارجية، موضحة أن القارة الأفريقية هي الأكثر تأثرًا بهذا المرض.

ويصادف يوم  25 أبريل اليوم العالمي لمكافحة الملاريا التي أصيب بها أكثر من 263 مليون شخص في عام 2023، وهو أحدث عام تتوفر فيه أرقام عالمية، وتسببت بوفاة ما يقرب من 600 ألف شخص.

وأشار “راديو فرنسا الدولي” إلى أنه على مدى 25 عاماً، نجحت الاستثمارات في مكافحة الملاريا في منع ملياري إصابة و13 مليون حالة وفاة، وخاصة في أفريقيا، التي يقع فيها معظم الاصابات بهذا المرض. لكن يبدو أن هذه الاستثمارات ليست كافية، محذرا من وجود تهديد كبير، يتمثل في مقاومة البعوض للمبيدات الحشرية ومقاومة الطفيليات للأدوية.

وفي هذا الصدد، يوضح فيليب دونيتون، مدير منظمة يونيتيد، المسؤولة عن تسهيل الحصول على العلاجات المضادرة لفيروس نقص المناعة البشرية والسل والملاريا، قائلاً: “في كلتا الحالتين، الابتكار ضروري للغاية”؛ إذ شهدت الأعوام الاخيرة ابتكارات جديدة مثل إنتاج ناموسيات جديدة مشبعة بمبيدين حشريين بدلاً من واحد، وكذلك إنتاج لقاح ثانٍ ضد الملاريا، وحتى إجراء أبحاث حول جعل الدم البشري سامًا للبعوض.

لكن لسوء الحظ، كل هذا غير ممكن مع تجميد التمويل الذي فرضه دونالد ترامب. وقد أعلنت واشنطن عن استثناء الاستثمارات المخصصة لمكافحة الملاريا، لكن دونيتون أوضح: “في الواقع، كان لهذا بالفعل عواقب على حملات الناموسيات في جميع بلدان الساحل، مع وجود مخاطر بحدوث نقص، او تأخير في تسليمها”.

ونبه “راديو فرنسا الدولي” أن الوقت ينفذ؛ نظرا لأن العديد من البلدان الأكثر تضررا بالملاريا على وشك الدخول في موسم الأمطار. وبحسب اتحاد الباحثين في مشروع “أطلس الملاريا”، فإن عاماً كاملاً من التجميد الكامل للتمويل الأمريكي من شأنه أن يؤدي إلى حدوث 15 مليون حالة إصابة إضافية بالملاريا و107 آلاف حالة وفاة إضافية.

وفي القارة الأفريقية، تسببت الملاريا بوفاة حوالي 500 ألف شخص كل عام. وقد جعلت الحكومة الكاميرونية مكافحة هذا المرض أولوية. وتلقت البلاد أكثر من 950 ألف جرعة من اللقاح في عام 2024.

وبحسب البرنامج الموسع للتحصين، فإن توزيع الجرعات الأولى من اللقاح حقق نجاحا بنسبة تغطية بلغت 70%، على الرغم من الشكوك بين السكان بشأن اللقاح. من ناحية أخرى، فإن معدل التطعيم أقل إقناعا للجرعات التالية، حيث يصل إلى أقل من 50% للجرعة الثالثة.

وتشير بعض بيانات وزارة الصحة الكاميرونية إلى انخفاض ملحوظ في عدد وفيات الأطفال المرتبطة بالملاريا في المناطق الصحية الـ 42 التي أُعطيت فيها اللقاحات.

يذكر أن الكاميرون ستتسلم جرعات جديدة من اللقاح في سبتمبر المقبل. وقد تسببت الملاريا بوفاة ما يقرب من 11 ألف طفل في البلاد كل عام.

بوابة روز اليوسف

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • القومي للأمومة: حكم قضية الطفل ياسين رسالة شاملة للمجتمع بأكمله
  • ترامب ينفي مسؤوليته عن انكماش الاقتصاد ويطالب بالصبر
  • غوتيريش: إدخال المساعدات إلى غزة “غير قابل للتفاوض”
  • غوتيريش: إدخال المساعدات إلى غزة غير قابل للتفاوض
  • رئيس الوزراء: نستهدف استلام أكثر من 4 ملايين طن قمح محلي هذا العام
  • مدبولي: بداية موسم توريد القمح مشجعة ونتوقع تجاوز 4 ملايين طن هذا العام
  • أمجد الشوا: إسرائيل تستغل العجز الدولي في تضييق الخناق على سكان قطاع غزة
  • المدعي العام لترامب يهدد بإلغاء الإعفاء الضريبي لموسوعة ويكيبيديا الحرة
  • قراءة نقدية لمقال المجتمع الدولي والسودان
  • “راديو فرنسا الدولي”: ​​هدف القضاء على الملاريا بحلول 2030 بعيد المنال بسبب تجميد المساعدات