جبل صهيون.. تل استعار اسمه من القدس القديمة وتعاقبت عليه الديانات
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
جبل صهيون؛ يقع خارج سور القدس الجنوبي (البلدة القديمة)، يمتد على طول الحي الأرمني، يعد اسمه استعارة من اسم مدينة القدس قديما، يسكن في محيطه أفراد عائلة الدجاني المقدسية (تسمى الداودي أيضا) منذ ما قبل عام 1948.
يعتبر أحد الأماكن التاريخية الذي تعاقبت عليه مختلف الديانات، ودفنت فيه مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة بمقبرة الروم الأرثوذكس، بعد اغتيالها برصاص الاحتلال أثناء تغطيتها الهجوم الإسرائيلي على جنين عام 2022.
يقع جبل صهيون في مدينة القدس، إلى الجنوب الغربي من البلدة القديمة، وتقع أجزاء منه داخل سور القدس لكن غالبيتها خارجه. يصل ارتفاع الجبل إلى 760 مترا، يمتد حتى باب الخليل شمالا، ووادي مأمن الله غربا، ووادي الربابة جنوبا، ووادي قدرون شرقا، بالقرب من باب المغاربة.
يتقاطع مع الجبل أحد أبواب سور القدس وهو باب النبي داود، والذي بقي مغلقا بين عامي 1948 و1967 حتى احتلال القدس الشرقية، كما يسكن في محيطه أفراد عائلة الدجاني المقدسية (تسمى الداودي أيضا) منذ ما قبل عام 1948، وكان السلطان سليمان القانوني قد عين أحمد الدجاني حارسا لمقام النبي داود، فتكفلت العائلة بحراسة المقام لأكثر من 4 قرون متتالية، وبنت حوله بيوتا شكلت فيما بعد حي الدجانية أو الداودية.
ويستهدف الاحتلال هذه المنطقة -خاصة الممتدة من باب المغاربة حتى وادي الربابة- بمشاريعه التهويدية لقربها من المسجد الأقصى، إذ تقع على بعد 350 مترا من جنوبي غربي المسجد.
يعتبر جبل صهيون أحد الأماكن التاريخية الذي تعاقبت عليه مختلف الديانات، إذ أقام اليبوسيون حصنهم على سفح الجبل، وبقي تحت حكمهم حتى أخذه النبي داود، وكان ذلك أقدم توثيق خطي له عثر عليه في أسفار التوراة. كما يطلق عليه أيضا جبل النبي داود.
يقول الباحث المقدسي "إيهاب جلاد" إن الصليبيين ادعوا وجود قبر النبي داود فوق قمة الجبل، فبنوا آثارهم عليه، ويضيف أنه لا تأكيد حول حتمية وجود القبر هناك ولكن الثابت هو مقام النبي داود وليس قبره.
وبنى المماليك المسلمون مجمعا ضخما فوق آثاره الصليبية، تنقلت ملكيته حينها بين المسلمين والنصارى على حسب سياسة الحاكم المملوكي، ولكن سليمان القانوني ثبت ملكية المكان للمسلمين، وأعطاه اهتماما خاصا عبر توسيعه وتعمير محيطه، فأقام "كلية النبي داود" التي ضمت مسجدا ومدرسة ومطبخا وغرفا لإيواء الضيوف.
معالم أثريةيحتوي الجبل على العديد من المعالم الأثرية التاريخية ومنها:
علية صهيون (غرفة العشاء الأخير)يعتقد المسيحيون أنها مكان حادثتي "العشاء الأخير" و"غسل الأرجل" بين المسيح وتلاميذه، وأيضا موضع "العنصرة" حيث نزل الروح القدس على الحواريين، وهي مبنى مكون من طابقين، فيه المقام والمسجد، وهي من منظور المسيحيين زمان ومكان ولادة الكنيسة الأولى، ولكن حوّل الاحتلال الطابق الأول (الذي يعتقدون أنه قبر النبي داود) إلى كنيس.
كنيسة رقاد العذراء (نيامة)تقع غربي مقام داود، وهي وفق المعتقدات المسيحية مكان موت السيدة مريم عليها السلام، حيث دفنت لاحقا في وادي قدرون (كنيسة قبر مريم)، وقد بنيت هذه الكنيسة بداية القرن الـ20 على أنقاض كنيسة بيزنطية بنيت في القرن الرابع وهدمت إبان الغزو الفارسي.
كنيسة صياح الديكيعود بناؤها إلى عام 1931، وقد بنيت على أنقاض كنيسة أنشئت في العهد البيزنطي، وحسب الاعتقاد المسيحي فإنها بنيت فوق بيت الكاهن "قيافا" والمغارة التي احتجز فيها المسيح، في مكان إنكار القديس بطرس السيد المسيح 3 مرات قبل صياح الديك.
التسميةلا علاقة لتسمية الجبل "بالحركة الصهيونية"، إذ إن كلمة صهيون هي أحد الأسماء القديمة لمدينة القدس التي يقع الجبل جنوب غرب سورها، وهي كلمة عربية الأصل (بمعنى الجبل العالي والمشمس)، ويرجع البعض أصلها لليونانية. فقد اقتبست الحركة الصهيونية هذا الاسم لتربط نفسها بمدينة القدس.
ويطلق اسم صهيون على جبل في ريف اللاذقية بسوريا، وآخر في اليمن، كناية عن العلو والمنعة.
محاولات تهويدحاولت إسرائيل جاهدة السيطرة على جبل صهيون، ونجح لواء هارئيل في 18 يونيو/حزيران 1948 في ذلك ولكنه فشل في الاحتفاظ به، إذ كانت إسرائيل تهدف لاحتلال باب المغاربة الذي كان يضم العديد من العائلات اليهودية.
وفي عام 1967 وبعد احتلال مدينة القدس سعى الاحتلال الإسرائيلي جاهدا لتهويد الجبل وطمس معالمه التاريخية والدينية. كما تطوعت عناصر من جمعية إلعاد الاستيطانية لتحويل الجبل إلى موقع أثري، وساهموا في ترميم وتنظيف النفق والقناة المائية القديمة وفتحها، والتي كانت قد استخدمت بين عامي 1948 و1967 لتهريب الأسلحة والأموال والمعدات وتعزيزات الاحتلال، وأيضا لخطف الفلسطينيين.
وبحسب ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية عام 2022 فقد خُصص مبلغ مليوني شيكل (نحو 530 ألف دولار) من قبل وزارة شؤون القدس والتراث والاستيطان في حكومة الاحتلال، وشركة تنمية القدس، لفتح النفق السري لجبل صهيون وتحويله إلى موقع تراثي سياحي لدعم وترويج الرواية الإسرائيلية عن البلدة القديمة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
20 عائلة فلسطينية مهددة بالترحيل عن القدس
قال مركز معلومات وادي حلوة الحقوقي في مدينة القدس المحتلة إن 20 عائلة مقدسية باتت مهددة بالترحيل من مدينة القدس، بعد توصية بهذا الخصوص من جيش الاحتلال، في وقت قررت فيه سلطات الاحتلال إبعاد الأسرى المحررين عن المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
وأشار المركز، في بيان على موقعه الإلكتروني، إلى "توصية من وزارة الجيش بترحيل 20 عائلة مقدسية من المدينة، وسحب الهوية أو الجنسية الإسرائيلية منهم".
ولفت إلى "سلسلة من الملاحقات والإجراءات الانتقامية ضد الأسرى المحررين وعائلاتهم في مدينة القدس، ولعل أخطرها التهديد بترحيل الأسرى المحررين وعائلاتهم من مدينة القدس، استنادا إلى قانون يقضي بـ"طرد أفراد عائلات منفذي العمليات المسلحة ضد أهداف إسرائيلية"، والذي صودق عليه في نوفمبر 2024".
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين إسرائيل وحماس يشمل 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، على أن يتم التفاوض في الأولى لبدء الثانية، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
الاحتلال يبعد 4 محررين بصفقة التبادل عن الأقصى: وفق مصادر فلسطينية فقد تم إبعاد 4 من محرري صفقة التبادل عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع، فيما تشير محافظة القدس إلى إجراءات إسرائيلية تستهدف الأسرى المحررين. https://t.co/I305uBAPvr
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) February 5, 2025
إعلانوقال المركز الحقوقي، استنادا إلى وسائل إعلام إسرائيلية، إن الشرطة الإسرائيلي "تعمل على جمع معلومات استخباراتية لإعداد قائمة بأسماء الأشخاص المستهدفين بهذا القانون، وتشمل القائمة أسرى محررين في صفقات تبادل الأسرى الأخيرة" بين حماس وإسرائيل.
وقال إن سلطات الاحتلال "بدأت بتنفيذ إجراءات لترحيل عائلتين من القدس، وهما عائلة فروخ من بلدة سلوان، وعائلة فتيحة من حي الفاروق".
ونقل المركز عن القناة الـ14 الإسرائيلية أن سلطات الاحتلال قدمت في 12 فبراير/شباط الجاري طلبا لترحيل يزن فروخ، وهو نجل محمد فروخ الذي أفرج عنه في صفقة التبادل الحالية، كما قدمت منتصف فبراير الجاري طلبا ضد سيد عابد فتيحة، شقيق الأسيرة المقدسية المحررة نوال فتيحة، التي أفرج عنها في صفقة التبادل الشهر الماضي.
وفق مركز المعلومات، فإن القانون الإسرائيلي يسمح بترحيل العائلات، إذا كان لدى العائلة أي علم مسبق بالعملية التي نفذها أحد أفرادها أو قاموا بتمجيد وتأييد العملية بعد تنفيذها.
وحسب القانون، فإن أمر الطرد "للمواطن الإسرائيلي" لا تقل مدته عن 7 سنوات ولا تزيد عن 15 سنة، وفي "حالة المقيم الدائم أو المؤقت"، لمدة لا تقل عن 10 سنوات ولا تزيد عن 20 سنة.
أصدر وزير داخلية الاحتلال الإسرائيلي "موشيه أربيل" يوم أمس الأربعاء، قرار إبعاد عن مدينة القدس بحق 3 أسرى محررين من المدينة، هم: زينة بربر، ومحمد أبو الهوى، وتسنيم عودة.
يذكر أن بربر وعودة تحررتا ضمن المرحلة الأولى من صفقة "طوفان الحرية" بين المقاومة في غزة والاحتلال الإسرائيلي.… pic.twitter.com/6so07aOIXO
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) February 13, 2025
وتابع أنه استنادا إلى هذا القانون، قرر وزير الداخلية الإسرائيلي موشيه أربيل، منتصف الشهر الجاري، ترحيل 3 مقدسيين عن مدينة القدس، بحجة "دعم وتأييد الإرهاب"، وهم: الأسيرة تسنيم عودة، والأسير محمد أبو الهوى، والأسيرة المحررة زينة بربر.
إعلانولفت المركز الحقوقي إلى أن سلطات الاحتلال تلاحق الأسرى المحررين "خاصة من تحرروا في دفعات صفقة التبادل الحالية، بتسليمهم قرارات تقضي بإبعادهم عن المسجد الأقصى، واقتحام منازلهم وتحرير مخالفات ضدهم، وتخريب محتويات المنازل".
وأمس الأحد، كشف مركز وادي حلوة عن إصدار الشرطة الإسرائيلية أوامر إبعاد عن المسجد الأقصى بحق الأسرى المحررين في صفقة التبادل، مشيرا إلى إبعاد المحرر عن الأقصى لمدة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين، ثم تسليمهم قرارات إبعاد حتى شهر يوليو/تموز المقبل.
كما رصد المركز حملة من الاستدعاءات لناشطي وشبان ونساء مقدسيين، الأسابيع الماضية، وتسليمهم قرارات إبعاد عن الأقصى.
وقالت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية، أمس الأحد، إنه وتمهيدا لحلول شهر رمضان المبارك، أبعِد عن المسجد الأقصى جميع الأسرى المحررين الذين تم الإفراج عنهم في الأسابيع الأخيرة بموجب صفقة التبادل.