الصدر ينتقل بخفة بين حبلي الوطن والمذهب
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
آخر تحديث: 15 أبريل 2024 - 10:57 صبقلم:فاروق يوسف لا يُلام مقتدى الصدر في استعراضاته المتكررة، بل يقع اللوم على مَن يصدق تلك الاستعراضات ويشارك فيها. وإذا ما كان مناصرو الصدر قد انخفض عددهم بسبب ما أصيبوا به من خيبات نتجت عن سلوك زعيمهم الملتبس والغامض الذي أدى في النهاية إلى أن يتم تزييف نتيجة الانتخابات بقرار من الصدر نفسه فيستلم المهزومون في انتخابات عام 2021 دفة الحكم في العراق، غير أن ذلك الانخفاض في عدد المناصرين لا يعني أن الصدر فقد شعبيته، بدليل أنه لا يزال قادرا على ابتكار أشكال وأساليب استعراض جديدة يعتقد أنها تؤهله لتعكير مزاج الطبقة السياسية المتنفذة التي كانت دائما تقف في انتظار خطوته التالية التي يمهد من خلالها لعودته إلى العملية السياسية بعد انسحابه المذل وقد كان منتصرا.
وليس “التيار الوطني الشيعي” الذي أعلن الصدر عن رفع لافتته بدلا من “التيار الصدري” سوى استعراض جديد، لن يحصد منه العراقيون سوى المزيد من الفوضى التي تعصف بفكرة إقامة دولة في العراق وتزيد من استحالتها. إن كان الصدر يمارس ألعابا ساذجة ومبسطة من خلال اللعب بالتسميات وإبدال شعار بآخر من غير طرح برنامج عمل سياسي، يكون قاعدة للعمل الوطني النزيه في مقاصده والواضح في ثوابته العملية، فإنها صفة تخدم الأطراف التي تمكنت من القبض على مفاصل الدولة الهشة ومكنت النظام السياسي الذي كاد يسقط نهاية عام 2019 من إعادة إنتاج آليات وجوده، بحيث عاد فتيا وقويا بأجهزته الأمنية وميليشياته والأهم بالغرف السرية التي تدير عمليات الفساد التي نجح في أن يخلق لها امتدادات إقليمية. فليس هناك غطاء آمن تتم تحته أكثر عمليات الفساد دهاءً وحبكة مثل الفوضى التي يسببها ظهور واختفاء مقتدى الصدر بين حين وآخر. وإذا ما قلت إن هناك مَن لا يزال يراهن على الصدر في مسألة إنقاذ العراق من محنته لا أبالغ في التشاؤم أو التفاؤل بقدر ما أصف وضعا فكريا رثا بدأ في سنة الاحتلال الأميركي الأولى بظهور “جيش المهدي” ويجد في “التيار الوطني الشيعي” مادة تغنيه عن النظر إلى الواقع بطريقة علمية محايدة. لو لم يكن هناك انفصال في العقل السياسي العراقي، وهي تسمية مجازية، لما استطاع مقتدى الصدر أن يستمر زعيما لتيار سياسي، يضعه الآخرون في حساباتهم. هناك هزل مؤلم في الحياة السياسية العراقية ولكن مَن يضحك على مَن؟ يكتب الكثيرون بجد مبالغ فيه عن إمكانية أن يقلب الصدر المعادلات القائمة. وهي معادلات لا قيمة لها في العالم الحقيقي للسياسة. فالصدر هو ابن النظام الطائفي ولو لم يقم الأميركان النظام الطائفي لما كان هناك ذكر له ولا لسواه من أركان العملية السياسية في العراق. ذلك أولا، وثانيا فإن الصدر مهما تحذلق في وطنيته فإنه طائفي إلى النخاع كما يُقال، ولو لم يكن كذلك لما تصدر المشهد الشيعي. أما الأمر الثالث فإنه يتصل بإيران الممسكة بخيوط العملية السياسية وهي لو شاءت لمحت الصدر في لحظة واحدة ولا يهمها في ذلك رأي محبيه. هناك مَن يزعم أن الصدر مجرد كذبة إيرانية أريد من خلالها خلق معارضة على غرار المعارضة الإيرانية التي هي جزء من النظام. ينتقل الصدر بخفة بين حبلي الوطن والمذهب. تلك عادته التي هي ليست جديدة. وإذا ما تحدثنا عن وطنية مقتدى فلا بد أن نعود إلى أزمة والده الذي رفض مرجعية النجف التي يسيطر عليها الإيرانيون. تلك عقدة أدرك مقتدى أنه لن ينتصر عليها حتى لو رفع أمامها شعار الوطن. فالإيرانيون اليوم لا يحكمون النجف وحده، بل العراق كله. ذلك ما دفع به إلى أن يتمسك بالمذهب لكن من خلال مدخل وطني، من غير أن يستغرق كثيرا فيذكر العراق في اللافتات التي يرفعها من أجل التعريف بتياره. يصعب على الصدر أن يكون عراقيا وهو يعلن شيعيته التي صارت بحكم العادة السياسية مذهبا إيرانيا. وهو ما يخالف التاريخ والحقيقة. واقعيا فإن شيعة العراق هم عراقيون أولاً. ولأن الصدر كان مخاتلا في كل استعراضاته فإنه لم يكن عراقيا إلا من وجهة المروجين له أو الذين دفعتهم النوايا الحسنة إلى اعتباره بطلا قوميا. أما الرجل في حقيقته فإنه أشبه بالفزاعة التي يضعها المزارعون في حقولهم من أجل طرد الطيور.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
مصير أنبوب النفط العراقي السوري في ظل المتغيرات السياسية
بقلم: د. بلال الخليفة
ينتج العراق حوالي مليون واربعمائة الف برميل يوميا من النفط الخام ويتم استهلاك حوالي مليون منه داخليا. اما المصدر فيكون عن طريق البحار.
حيث ان العرق حاليا لديه منفذ واحد في العمل هو الخليج في جنوب العراق وكان سابقا لديه منفذ اخر وهو عن طريق الشمال اي عن طريق تركيا الى ميناء جيهان التركي ولكن توقف بعد قرار محكمة التحكيم التجارية العام الماضي وقرار المحكمة الاتحادية.
اما اول ميناء للتصدير النفطي هو السوري ( كركوك - بانياس بطول 800 كم ) انشأ في عام 1952 واخر بالأربعين وأول أنبوب نفط نحو البحر الأبيض المتوسط عبر ميناء حيفا مرورا بالأردن كان 1932، يصل سوريا ولبنان وكذلك حيفا لكن تم الغاءه بعد اعلان دوله للكيان الصهيوني.
الانبوب النفطي السوري تم تأميمه في ثمانينات القرن الماضي وتوقف العمل فيه، وهو الان يحتاج الى صيانة.
بالاضافة الى أنبوب يمر بالأردن وانبوب يذهب الى البحر الأحمر عن طويق سوريا وتم الغائه بعد غزو العراق.
وكانت نية للحكومة العراقية بإعادته للعمل اما عن طريق صيانته او انشاء أنبوب بدل عنه لكن المانع هو الظروف السياسية والعقوبات على سوريا.
اما الان الامور سارت بشكل مختلف وان زمام الانور حاليا عند هيئة الشام وهم مدعومون غربيا، وبالتالي قد زالت الظروف السياسية المانعة، لكن عودة العمل فيه يعتمد على عدة أمور منها:-
1- رسائل التطمين من القائمين على الحكم في سوريا
2- استقرار واستتباب الامن
للعلم ان الانبوب السوري هو افضل للعراق من أنبوب العقبة لعدة اسباب أهمها:-
1- قربة من السوق الأوروبي المستهلك الكبير.
2-وكذلك لقلة كلفتة مقارنة بالعقبة كما تعلمون ان كلفة أنبوب العقبة هو اكثر من ثمانية مليارات وكلفة نقل برميل النفط اكثر من 6 دولار بينما الانبوب النفطي السوري ستكون الكلفة اقل من أربعة مليارات وتعريفه مرور برميل النفط اقل من 3 دولار تقريبا
3-ولعدم وجود محاذير من التعامل مع إسرائيل.
4-يعطي العراق مرونة اكثر في التصدير.
5- وكذلك ان النفط المصدر لا يمر بقناة السويس وبالتالي ان الكلفة تكون اقل.
خلاصة الامر ان الانبوب النفطي العراقي السوري لن يعود الى العمل قريبا لأسباب قد بيناها سابقا. وعودته معتمدة بشكل كبير على الوضع السياسي السوري والفواعل العالمية.
مع العلم ان تركيا ستعمل على عدم عودة العمل بضخ نفط خام بالأنبوب العراقي السوري لانه سيلغي الجدوى الاقتصادية لخط نفط جيهان التركي وكما نعلم ان جبهة تحرير الشام هي تحت سيطرة تركيا وهذا امر يقف عائقا امام عودته للعمل أيضا.