شبكة اخبار العراق:
2025-03-28@15:37:02 GMT

الصدر ينتقل بخفة بين حبلي الوطن والمذهب

تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT

الصدر ينتقل بخفة بين حبلي الوطن والمذهب

آخر تحديث: 15 أبريل 2024 - 10:57 صبقلم:فاروق يوسف لا يُلام مقتدى الصدر في استعراضاته المتكررة، بل يقع اللوم على مَن يصدق تلك الاستعراضات ويشارك فيها. وإذا ما كان مناصرو الصدر قد انخفض عددهم بسبب ما أصيبوا به من خيبات نتجت عن سلوك زعيمهم الملتبس والغامض الذي أدى في النهاية إلى أن يتم تزييف نتيجة الانتخابات بقرار من الصدر نفسه فيستلم المهزومون في انتخابات عام 2021 دفة الحكم في العراق، غير أن ذلك الانخفاض في عدد المناصرين لا يعني أن الصدر فقد شعبيته، بدليل أنه لا يزال قادرا على ابتكار أشكال وأساليب استعراض جديدة يعتقد أنها تؤهله لتعكير مزاج الطبقة السياسية المتنفذة التي كانت دائما تقف في انتظار خطوته التالية التي يمهد من خلالها لعودته إلى العملية السياسية بعد انسحابه المذل وقد كان منتصرا.

وليس “التيار الوطني الشيعي” الذي أعلن الصدر عن رفع لافتته بدلا من “التيار الصدري” سوى استعراض جديد، لن يحصد منه العراقيون سوى المزيد من الفوضى التي تعصف بفكرة إقامة دولة في العراق وتزيد من استحالتها. إن كان الصدر يمارس ألعابا ساذجة ومبسطة من خلال اللعب بالتسميات وإبدال شعار بآخر من غير طرح برنامج عمل سياسي، يكون قاعدة للعمل الوطني النزيه في مقاصده والواضح في ثوابته العملية، فإنها صفة تخدم الأطراف التي تمكنت من القبض على مفاصل الدولة الهشة ومكنت النظام السياسي الذي كاد يسقط نهاية عام 2019 من إعادة إنتاج آليات وجوده، بحيث عاد فتيا وقويا بأجهزته الأمنية وميليشياته والأهم بالغرف السرية التي تدير عمليات الفساد التي نجح في أن يخلق لها امتدادات إقليمية. فليس هناك غطاء آمن تتم تحته أكثر عمليات الفساد دهاءً وحبكة مثل الفوضى التي يسببها ظهور واختفاء مقتدى الصدر بين حين وآخر. وإذا ما قلت إن هناك مَن لا يزال يراهن على الصدر في مسألة إنقاذ العراق من محنته لا أبالغ في التشاؤم أو التفاؤل بقدر ما أصف وضعا فكريا رثا بدأ في سنة الاحتلال الأميركي الأولى بظهور “جيش المهدي” ويجد في “التيار الوطني الشيعي” مادة تغنيه عن النظر إلى الواقع بطريقة علمية محايدة. لو لم يكن هناك انفصال في العقل السياسي العراقي، وهي تسمية مجازية، لما استطاع مقتدى الصدر أن يستمر زعيما لتيار سياسي، يضعه الآخرون في حساباتهم. هناك هزل مؤلم في الحياة السياسية العراقية ولكن مَن يضحك على مَن؟ يكتب الكثيرون بجد مبالغ فيه عن إمكانية أن يقلب الصدر المعادلات القائمة. وهي معادلات لا قيمة لها في العالم الحقيقي للسياسة. فالصدر هو ابن النظام الطائفي ولو لم يقم الأميركان النظام الطائفي لما كان هناك ذكر له ولا لسواه من أركان العملية السياسية في العراق. ذلك أولا، وثانيا فإن الصدر مهما تحذلق في وطنيته فإنه طائفي إلى النخاع كما يُقال، ولو لم يكن كذلك لما تصدر المشهد الشيعي. أما الأمر الثالث فإنه يتصل بإيران الممسكة بخيوط العملية السياسية وهي لو شاءت لمحت الصدر في لحظة واحدة ولا يهمها في ذلك رأي محبيه. هناك مَن يزعم أن الصدر مجرد كذبة إيرانية أريد من خلالها خلق معارضة على غرار المعارضة الإيرانية التي هي جزء من النظام. ينتقل الصدر بخفة بين حبلي الوطن والمذهب. تلك عادته التي هي ليست جديدة. وإذا ما تحدثنا عن وطنية مقتدى فلا بد أن نعود إلى أزمة والده الذي رفض مرجعية النجف التي يسيطر عليها الإيرانيون. تلك عقدة أدرك مقتدى أنه لن ينتصر عليها حتى لو رفع أمامها شعار الوطن. فالإيرانيون اليوم لا يحكمون النجف وحده، بل العراق كله. ذلك ما دفع به إلى أن يتمسك بالمذهب لكن من خلال مدخل وطني، من غير أن يستغرق كثيرا فيذكر العراق في اللافتات التي يرفعها من أجل التعريف بتياره. يصعب على الصدر أن يكون عراقيا وهو يعلن شيعيته التي صارت بحكم العادة السياسية مذهبا إيرانيا. وهو ما يخالف التاريخ والحقيقة. واقعيا فإن شيعة العراق هم عراقيون أولاً. ولأن الصدر كان مخاتلا في كل استعراضاته فإنه لم يكن عراقيا إلا من وجهة المروجين له أو الذين دفعتهم النوايا الحسنة إلى اعتباره بطلا قوميا. أما الرجل في حقيقته فإنه أشبه بالفزاعة التي يضعها المزارعون في حقولهم من أجل طرد الطيور.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

درس قرداحي مع السعودية لم يستوعب: “قواويد”.. بلعتها الطبقة السياسية

28 مارس، 2025

بغداد/المسلة:  صوت الإهانة يتردد من ملعب أردني، حيث وُصف العراقيون بـ”قواويد”، لكن بغداد تظل صامتة كأنها لم تسمع. جماهير أردنية أطلقت الشتيمة خلال مباراة، فلم يتحرك زعيم سياسي ولم تبادر الخارجية العراقية باستدعاء السفير الأردني أو حتى إصدار بيان احتجاج.

الحكومة بقيادة محمد شياع السوداني، التي يُفترض أنها تعبر عن نبض الشعب، تقبع في ركن الخرس، تاركة الإهانة تتردد دون رد.

الأردن يحصل شهريًا على نفط عراقي مدعوم بقيمة ملايين الدولارات، ومع ذلك يبدو مطمئنًا إلى أن هذا الصمت سيستمر.

تغريدات على منصة “إكس” تعكس غضب العراقيين، حيث كتب @LaithShubbar في 27 مارس 2025: “نذكر المملكة الأردنية بأننا نقدم لهم نفطًا مدعومًا وقد تجاوزنا عن كثير من الإساءات”.

ويضيف @falc313 : “العراق يتجه لإيقاف دعم النفط وإلغاء الامتيازات الاقتصادية للأردن”. هذه الآراء تشير إلى تصاعد المطالب الشعبية بمواقف حاسمة.

ويستطرد: النخب السياسية، شيعية وسنية، تبدو منشغلة بحماية مصالحها في عمان، من أرصدة وعقارات، على حساب كرامة المواطن.

يسأل المدون علي عيسى: لماذا لم يُستخدم سلاح النفط كورقة ضغط؟ السعودية، في 2021، سحبت سفيرها من لبنان وأجبرت الحكومة على إقالة جورج قرداحي بعد تصريحاته، فلماذا لا يقتدي العراق بهذا الحزم.

واعتبر  المحلل السياسي علي التميمي ان الصمت يعزز الانطباع بضعف القرار السياسي، وربما يوحي بتأييد ضمني للإهانة.

الشعب يغلي، والتدوينات تتكاثر، وكتب @ms9ys: “المفروض الحكومة العراقية تطالب الأردن بالاعتذار”.

هذا الغضب يدفع لضغط شعبي أكبر إذا استمر الخمول الحكومي فيما الإحصاءات غائبة عن حجم الدعم النفطي للاردن بدقة، لكن تقديرات تشير إلى ملايين الدولارات شهريًا، بحسب تقارير اقتصادية.
 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • مقتدى الصدر يعلن موقفه من المشاركة في الانتخابات العراقية
  • درس قرداحي مع السعودية لم يستوعب: “قواويد”.. بلعتها الطبقة السياسية
  • أنا البديل
  • الحكيم والعبادي يبحثان التطورات السياسية والأمنية في العراق
  • العراق.. مقتدى الصدر يعلن مقاطعة الانتخابات المقبلة
  • حذر سياسي في العراق.. خيارات التغيير تصطدم بقرار الصدر
  • الصدر: لن أشارك في الانتخابات مع التبعيين والفاسدين والحمد لله الذي نجانا من الفاسدين
  • خزعل الماجدي.. ابن المدينة الذي عبثَ بالثوابت وجادل المُقدس
  • مصدر سياسي: بوجود ترامب المعادلة السياسية في العراق ستتغير
  • ماذا قال حزب الإصلاح في ذكرى تأسيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية وماهي الرسائل السياسية التي بعثها إليهم ؟