الجزيرة:
2024-08-11@04:05:49 GMT

باريس تستضيف مؤتمرا دوليا حول السودان

تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT

باريس تستضيف مؤتمرا دوليا حول السودان

يفتتح، اليوم الاثنين في العاصمة الفرنسية باريس، مؤتمر دولي حول السودان، بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لبدء الحرب، والذي سبق ونددت به الحكومة السودانية لتجاهلها من قِبَل القائمين على المؤتمر.

ويتضمن الاجتماع الذي تشارك ألمانيا في رئاسته، شقا سياسيا على المستوى الوزاري، لمحاولة إيجاد مخارج للنزاع، وشقا إنسانيا هدفه تعبئة التبرعات وتقديم معونة للسودان، كما يضم اجتماعا لنحو 40 شخصية من المجتمع المدني.

وقال نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية، كريستوف لوموان، "الفكرة هي إعادة الأزمة إلى صدارة جدول الأعمال. يجب ألا يُسمح بأن يصبح السودان أزمة منسية".

وشددت الخارجية الفرنسية على أن "الاهتمام الدولي ينصب على  قطاع غزة وأوكرانيا أكثر من السودان"، مشيرة إلى أن الأزمة السودانية "إنسانية ولكن جيوسياسية أيضا". وقالت إن "خطر تفكك السودان وزعزعة استقرار القرن الأفريقي بكامله كبير جدا".

وأوضحت الخارجية الفرنسية أن "تمويل النداء الانساني للأمم المتحدة في العام الماضي لم يبلغ سوى النصف. هذا العام، لم تتخط نسبة التمويل 5%"، مؤكدة أنها لا تتوقع سدّ هذا العجز خلال مؤتمر باريس "لكن نأمل في أن يستيقظ المجتمع الدولي".

وسيسعى مؤتمر "المانحين" في باريس إلى معالجة ضعف تمويل الطوارئ في السودان والدول المجاورة والنقص الذي يبلغ أكثر من 2.5 مليار دولار.

وعلى المستوى السياسي، من المقرر أن تعقد اجتماعات سياسية تشارك فيها دول الجوار تشاد، ليبيا، كينيا، جيبوتي، جنوب السودان، مصر وإثيوبيا، إضافة إلى السعودية والإمارات، والولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج.

كما ستحضر المؤتمر منظمات إقليمية مثل جامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد"، إضافة إلى وكالات للأمم المتحدة. ويأمل المجتمعون في "الاتفاق على إعلان مبادئ وإجراء تقييم لمختلف مبادرات إحلال السلام" في السودان، وفق الخارجية الفرنسية.

وتزامنا مع انعقاد المؤتمر يجتمع نحو 40 شخصا يمثلون المجتمع المدني السوداني في معهد العالم العربي في باريس. وأكدت الخارجية الفرنسية أنه ستتوافر لهؤلاء، وبينهم ناشطون ونقابيون وباحثون وصحفيون ورجال أعمال وغيرهم، "مساحة للتحدث عن مسار السلام ومرحلة ما بعد الحرب".

وحضت مديرة القرن الأفريقي في منظمة هيومن رايتس ووتش ليتيسا بدر على صدور "رسالة صارمة" وعقوبات دولية ضد طرفي الحرب الذين "حالوا دون وصول المساعدات الانسانية" وقاموا بنهب ما وصل منها، وخططوا لعمليات "قتل العاملين الإنسانيين"، إضافة إلى سلسلة من الانتهاكات بحق المدنيين.

وشددت على أنه "من الضروري أن يعقد هذا المؤتمر، لكنه لا يجب أن يصبح ذريعة… لنيسان السودان مرة جديدة".

وتستضيف باريس المؤتمر الدولي من أجل السودان بعد مرور عام على بدء الحرب بين الجيش بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.

البرهان (يمين) وحميدتي (وكالات) الخرطوم تستنكر

وقبل 3 أيام من انعقاد المؤتمر أصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانا أعربت فيه عن دهشتها واستنكارها، "لأن ينعقد هذا المؤتمر حول شأن من شؤون السودان، الدولة المستقلة وذات السيادة والعضو بالأمم المتحدة، دون التشاور أو التنسيق مع حكومتها ودون مشاركتها، رغم أنها هي حصريا التي تمثل البلاد دوليا وفي شتى الهيئات والمنظمات والمحافل الإقليمية والدولية، وتتبادل التمثيل الدبلوماسي مع مختلف دول العالم بما فيها فرنسا نفسها".

وفي بيان لها يوم الجمعة الماضي اعتبرت الخارجية السودانية هذه الخطوة الفرنسية "مسلكا يمثل استخفافا بالغا بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومبدأ سيادة الدول"، مضيفة أن "الاختباء وراء ذريعة الحياد بين من يسميهما المنظمون طرفي نزاع  لتبرير تجاهل السودان حجة لا قيمة لها وأمر مرفوض ويمثل سابقة خطيرة في العلاقات الدولية".

واعتبر البيان "المساواة بين الحكومة الشرعية، والجيش الوطني، من جهة، ومليشيا إرهابية متعددة الجنسيات تستهدف مؤسسة الدولة نفسها وتمارس الإبادة الجماعية وأسوأ انتهاكات حقوق الإنسان، من الجهة الأخرى، من شأنها تقويض أسس الأمن الإقليمي والدولي".

ورأت الخارجية السودانية، في بيانها، أن هذا المسلك" يشجع الحركات الإرهابية الشبيهة في أفريقيا والشرق الأوسط على تصعيد أنشطتها الإجرامية لأنها ستكون ذريعة لقوى غربية لتجاهل سيادة الدول المتضررة وحكوماتها الشرعية بدعوي الحياد"، مشيرة إلى أن "رعاة المليشيا الإقليميين وجناحها السياسي سيشاركون في الاجتماع".

مخيم الكفرون للاجئين السودانيين شرق تشاد (الفرنسية) مأساة إنسانية

يذكر أنه خلال عام واحد، أدت الحرب في السودان إلى سقوط آلاف القتلى، بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في إحدى مدن غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة. كما دفعت الحرب البلاد البالغ عدد سكانها 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، ودمرت البنى التحتية المتهالكة أصلا، وتسبّبت بتشريد أكثر من 8.5 ملايين شخص، بحسب الأمم المتحدة.

وشددت منظمة "العمل لمكافحة الجوع" غير الحكومية، على الحاجة إلى تحرك "عاجل" في تشاد لتوفير المساعدات للاجئين الذين يتدفقون عبر الحدود من السودان المجاور.

من جهته، أكد مدير السودان في المجلس النروجي للاجئين وليام كارتر أن "المدنيين يعانون الجوع، والعنف الجنسي الهائل، والمجازر العرقية على نطاق واسع، والإعدامات، ورغم ذلك، يواصل العالم الإشاحة بنظره".

وشدد في بيان على أن "اليوم الذكرى السنوية للحرب يمثل محطة مخزية للطرفين المتحاربين في السودان، بالإضافة إلى المجتمع الدولي الذي ترك هذه الكارثة تزداد سوءا".

وفي حين يحتاج نحو 25 مليون شخص في السودان، أي نحو نصف عدد السكان، إلى المساعدة، حذر رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود جان ستويل في بيان له من "فراغ إنساني يثير القلق للغاية".

وقال "إضافة إلى الوفيات المرتبطة بأعمال العنف، نرى الأطفال يتوفون جراء سوء التغذية ونقص اللقاحات، ونساء يعانين مضاعفات بعد ولادات خطرة".

وتعثرت جهود الوساطة التي تبذلها الولايات المتحدة والسعودية منذ أشهر. وأعرب المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو الخميس الماضي عن أمله في أن يساعد مؤتمر باريس على استئناف المحادثات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الخارجیة الفرنسیة فی السودان إضافة إلى

إقرأ أيضاً:

ميقاتي يكثف اتصالاته الديبلوماسية دوليا وعربيا والحكومة تدرس خطط الطوارئ لمواكبة الحرب

تجمع كل المعطيات على أنّ الأيام المقبلة مفصلية في  تحديد الوجهة التي ستسلكها المنطقة، في ضوء السباق المحموم بين الاتصالات الديبلوماسية وطغيان التصعيد  الحربية وارتفاع حدة التهديدات بحرب شاملة .
ويقوم رئيس الحكومة باتصالات ديبلوماسية مكثفة دوليا وعربيا من بينها اتصال اجراه في اليومين الأخيرين بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حيث ناقشا سبل خفض الصراع وضبطه".
ووفق المعلومات فان زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى بيروت تم الاستعاضة عنها باستمرار الاتصالات بين الإليزيه والسرايا وان عمل الحكومة الحالي ليس سوى خطوات وقائية من أي تصعيد مقبل وليس تأكيدًا عليه".
حكوميا تكثف الحكومة اجتماعاتها تحسّباً لتطورات الجبهة واحتمال توسّعها. وبعدما عقد مجلس الوزراء جلسة طارئة غداة استهداف الضاحية الجنوبية لتدارس الإجراءات المطلوبة، رأس رئيس الحكومة  سلسلة اجتماعات وزارية لمواكبة الأوضاع الراهنة ومراجعة جهوزية الوزارات والإدارات في حال حصول أي طارئ، من بينها اجتماع حضره وزير البيئة ناصر ياسين ووزير الأشغال العامة والنقل علي حمية والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية والامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى، عُرضت فيه نتائج الاجتماع الموسّع للجنة إدارة الأزمات والكوارث، وتمّت خلاله مناقشة نقاط أساسية، تتعلق بالإيواء وجهوزية المستشفيات والمراكز الصحية ضمن خطة الطوارئ التي تعمل عليها وزارة الصحة، وملف الغذاء.
كما عقد اجتماعان أمس في السرايا ترأّس الأول وزير البيئة ناصر ياسين بحضور الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى وممثلين عن المنظمات الدولية العاملة في لبنان (من بينها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية) لمناقشة المساعدات التي يُمكن تقديمها للبنان في حال وقعت الحرب، والخطة التي وضعتها هذه الجهات لتقديم الدعم اللازم.
اما الاجتماع الثاني لتحديد الآليات التنفيذية لمواجهة تطورات الوضع في أكثر من قطاع، ترأّسه ياسين أيضاً، بحضور اللواء المصطفى والمدير العام لوزارة الاقتصاد محمد بو حيدر ورئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي ورئيس نقابة أصحاب السوبرماركت نبيل فهد ورئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس
واستبعدت مصادر معنية بالشأن العسكريّ وقوع حربٍ في لبنان وذلك في ظلّ ما يُحكى عن أن "حزب الله" سينفذ رده بإطار مضبوط و"حكيم".
وذكرت المصادر عبر "لبنان24" أنَّ أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله كان واضحاً في تأكيد على أن الرد محسوم، لكنهُ سيكون مرتبطاً بقواعد أساسية لن تؤدي إلى جرِّ لبنان نحو حرب.
ولفتت إلى أنّ الوضع عند الجبهة الجنوبية سيبقى منضوياً تحت إطار المناوشات الحالية علماً أنّ وتيرة التصعيد ستكون متلازمة مع أي إشعال إسرائيلي إضافي لنيران الجبهة.
وكشفت المصادر أن إسرائيل تسعى لتوجيه ضربة إستباقية "غير معلنة" للبنان عبر تصعيد عمليات الاغتيال واستهداف المدنيين في عدد من القرى والبلدات اللبنانية، وهو الأمر الذي بات متكرراً بشدة في جنوب لبنان بعد حادثة قصف الضاحية الجنوبية لبيروت، الثلاثاء الماضي.
واعتبرت المصادر أنَّ ما يجري يؤكد أن إسرائيل تحاول جرّ "حزب الله" إلى نقطة الحرب، وذلك من خلال عملية استدراجٍ علنية، لكن هذا الأمر قد لا يحصل.
في المقابل كشف مرجع أمني كبير عن  توافر "معطيات استخبارية" تؤكّد أنّ اللغة الحربيّة المتصاعدة بوتيرة عنيفة، مضبوطة تحت سقف محاذرة كلّ الأطراف الإنزلاق إلى حرب واسعة، ويتجلّى ذلك بوضوح في حال الترقّب السائدة على كلّ الجبهات، وتجنّب كلّ أطراف الصراع الاقدام على اي خطوة تصعيدية".
وعلى وقع استمرار التهديدات الاسرائيلية بعمل عدواني كبير ضد لبنان، خيمت اجواء التوتر الشديد على طول خط الحدود الجنوبية، والمناطق اللبنانية المتاخمة له، في ظل اعتداءات اسرائيلية مكثفة بالغارات الجوية والقصف المدفعي لمعظم البلدات الجنوبية، توازيها عمليات مكثفة لـ"حزب الله" على المواقع والمستوطنات الاسرائيلية.

المصدر: لبنان 24

مقالات مشابهة

  • الخارجية المصرية: إسرائيل تفتقر الإرادة السياسية لإنهاء الحرب
  • الحكومة السودانية تقرر اتخاذ خطوة في جدة تمهيدا لمفاوضات جنيف
  • من الأزرق إلى الأحمر.. هل ستغير الأمم المتحدة لون شعارها في السودان؟
  • أبوظبي تستضيف مؤتمر الاتحاد الدولي لتعزيز الصحة 2025
  • الحكومة السودانية تقرر إرسال وفد إلى جدة تمهيدا لمفاوضات جنيف
  • الصحة العالمية: ثلثي السودانيين لا يتلقون الرعاية الصحية بسبب الصراع المستمر
  • الدفاع المدني في غزة: إسرائيل تستخدم أسلحة فتاكة محرمة دوليا!
  • جنيف: البطة العرجاء
  • ميقاتي يكثف اتصالاته الديبلوماسية دوليا وعربيا والحكومة تدرس خطط الطوارئ لمواكبة الحرب
  • الخارجية السودانية رداً على البيان الاماراتي: التوقف عن تسليح المليشات كفيلة بتحقيق السلام