الإعلام السوداني: عام من الإظلام الشامل والانتهاكات
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
منتدى الإعلام السوداني: 15 أبريل 2024
تكمل، الحرب الكارثية في السودان اليوم الاثنين (15 أبريل 2024) عامها الأوّل، هذه الحرب التي اندلعت بكل عنفها وضراوتها بين القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، فى قلب العاصمة الخرطوم، صباح يوم السبت 15 أبريل 2023 ، ومن ثمّ توسعت ، لتشمل كل ولايات دارفور وكردفان والجزيرة، ومازالت هناك مؤشرات قوية لتمدد مساحتها الجغرافية لتصل لولايات ومناطق ومُدن أُخري جديدة، ما لم تتسارع وتتواصل الجهود لوقفها، اليوم قبل الغد.
خلّفت هذه الحرب عشرات الآلاف من القتلي المدنيين والعسكريين والعمال الانسانيين وأحدثت خراباً هائلاً فى البنية التحتية والسكنية والإجتماعية والإقتصادية والصناعية والزراعية، وجعلت البلاد على شفا المجاعة الطاحنة، تُشير كل التوقعات على أنّها ستكون الأفظع من نوعها عالمياً. تُعدّ أزمة النزوح في السودان هي الأكبر في العالم خاصة الأطفال، حيث بلغ عدد النازحين داخلياً حتى الآن نحو 9 مليون شخص، بينما اضطر نحو 1.8 مليون سوداني وسودانية للفرار خارج حدود الوطن. وحسب التقارير الأممية، يعاني 4 ملايين طفل من سوء التغذية الحاد، بينما يحتاج أكثر من نصف سكان البلاد إلى مساعدات عاجلة.
أجبرت الحرب مئات الصحفيين والصحفيات، على مغادرة مناطق النزاع المسلح، ثمّ الوطن، بحثاً عن الأمان، تحاصرهم اتهامات التخوين والموالاة لهذا الطرف أو ذاك، مهددين بالإحتجاز والإعتقال التعسفي أو الإخفاء القسري أو الموت، وفقا لمزاج طرفي الصراع، أينما كانوا، كما تواجه الصحفيات – بصورة خاصة – مخاطر أكبر بسبب العنف القائم على النوع، حيث تتعرض النساء والفتيات فى السودان، بما فى ذلك النساء الصحفيات إلى كافة أشكال التمييز و”العنف الجنسي”.
خلال عام الحرب الكارثية هذه، قُتلت صحفية واربعة صحفيين اخرين، وأُعتقل وأوقف لأوقات متفاوتة عشرات الصحفيين والصحفيات، ونُهبت منازل وممتلكات وأدوات عمل لإعلاميين /ات وصحفيين/ات، وتمت مطاردة وملاحقة آخرين وأُخريات لمجرد التعليق، أو التعبير عن أرائهم/ن المخالفة لرأي أحد طرفي الحرب، الأمر الذي أدى إلى فرار العشرات من الصحفيين والصحفيات إلى دول الجوار والإقليم، أو ترك المهنة اضطراراً، أو الإختفاء عن الإنظار، ومواجهة واقع جديد مليء بالتحديات الأصعب، فى مواصلة العمل فى المهنة الصحفية والإعلامية، أو تركها، والتفكير فى البحث عن مهنٍ بديلة.
أمام هذا الوضع المزري، بات الصحفيون والصحفيات فى مناطق النزاع، والمناطق التي تقع تحت سيطرة أحد طرفي الحرب، لا يستطيع الصحفيون والصحفيات التنقل من منطقة إلى أخري، أو داخلها بحرية، للتغطية الصحفية، وذلك لإنعدام الحماية، بسبب عدم إلتزام الأطراف المتحاربة بالإتفاقيات الدولية الملزمة لهم، بإحترام حرية الصحافة والتعبير، وحماية وسلامة الصحفيين والصحفيات، وضمان حقهم/ن فى التغطية الصحفية المستقلة للنزاعات المسلحة.
ورغم مرور عام على الحرب فى السودان، مازالت دور ومقرات الصحف بالعاصمة الخرطوم والولايات، ومحطات الإذاعات والتلفزيونات المحلية الحكومية والخاصة ومراكز التدريب الصحفي والانتاج والخدمات الاعلامية ، متوقفة تماماً عن العمل، أو متعثرة، إمّا بسبب وقوعها وسط مناطق الإقتتال، مما يجعل الوصول اليها صعباً، أو بسبب نهبها وتحريبها او إحتلالها، كما باتت الولايات والمدن والقري التي نزح إليها الملايين من السودانيين والسودانيات بحثاً عن ملاذات آمنة خارج التغطية الإعلامية في معظم الأوقات وسط قيود هائلة، وإرهاب ممنهج من طرفي الصراع المسلح، ضد الصحفيين والصحفيات، وحركتهم في هذه الولايات، ما جعل من التغطية الصحفية، والعمل الصحفي المهني والمستقل، ونقل الحقائق والمعلومات الدقيقة والمرئية نادراً وصعبا في كل الاوقات..
عزلت هذه الحرب بلادنا بجعلها خارج التغطية الصحفية مع انقطاع شبكات الاتصالات وضعف الانترنت وانقطاعه المتكرر، وأصبحت الحرب في السودان حربا منسية، واتجهت المؤسسات الاعلامية والصحفية العالمية والإقليمية، إلى تغطية نزاعات مسلحة فى مناطق أخري من العالم مثل غزة وقبلها أوكرانيا، وغيرها من الحروب، تاركة الحرب فى السودان، بعيدة عن التغطية الصحفية المواكبة للأحداث المتسارعة. ويشجع هذا “الإظلام الإعلامي” طرفي الحرب مواصلة الانتهاكات بعيداً عن أعين شعوب العالم ودوله ووسائل الإعلام العالمية والإقليمية.
وفى خطوة جديدة فى مخطط تكريس “الإظلام الإعلامي”، أعلنت سلطة الأمر الواقع، إيقاف قنوات (العربية) و(الحدث) و(إسكاي نيوز)، يوم الثلاثاء 2 أبريل 2024، بحجة عدم الإلتزام بالمهنية والشفافية المطلوبة، وهو قرار تعسفي، يشكل خرقاً واضحاً لمبدأ حرية الإعلام، وحق الإعلام فى التغطية الصحفية للنزاع، ويعتبر هذا القرار، خطوة أولي نحو استكمال فرض الإظلام الإعلامي الشامل فى البلاد.
وبالنظر لهذه الأوضاع الكارثية، نتوجه – نحن في منتدى الاعلام السوداني والموقعون على هذا البيان المشترك – بهذه المطالب العاجلة:
أولاً: إلى طرفي الحرب:
القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع:
– الوقف الفوري لإطلاق النار ووقف العدائيات، وإعلان حالة المجاعة ودعوة دول العالم لتقديم العون الإنساني العاجل، والسماح للمنظمات الدولية والإقليمية، ووكالات الامم المتحدة بالدخول للبلاد دون قيود لمواجهة المجاعة والكارثة الإنسانية وفتح المسارات الآمنة لتوصيل الغذاء والدواء للمتضررين، وتمكين الصحافة والصحفيين والصحفيات من نقل واقع الحال للجمهور في السودان والعالم بحرية تامة دون رقابة أو قيود او تدخل من طرفي الحرب.
– فتح مراكز الإيواء الخاصة بالفارين من الحرب والنازحين في المعسكرات للتغطية الصحفية الحرة والمستقلة دون تدحل أو قيود أو رقابة أمنية في الولايات التي نزح اليها مئات الآلاف من المدنيين، وفتح كافة الأبواب للصحفيين والإعلاميين لنقل آراء المواطنيين والمواطنات، ونشر قصصهم/ن عن الحرب ومعاناتهم/ن ورأيهم/ن في المستقبل بتلك الولايات .
– تمكين الصحفيين والصحفيات من التنقل بحرية واستقلالية بمعداتهم وأدواتهم الصحفية بحرية للتغطية الصحفية المستقلة، وتمكينهم/ن من الوصول – إلى أيّ منطقة أو موقع دون مُضايقات أو فرض قيود أو رقابة أو شروط – للمدن والمعسكرات المنكوبة في دارفور الكبري، وشمال وغرب وجنوب كردفان “جبال النوبة” التي تشهد معارك قتالية عنيفة وسط تعتيم وإظلام إعلامي شامل.
– الوقف الفوري لكافة أشكال الاستهداف والإعتداءات على الصحفيين والصحفيات، ووسائل الإعلام بمختلف أشكاها ومنصاتها المرئية والمسموعة والمطبوعة، وصحافة الإنترنت وتمكين الصحفيين والصحفيات من أداء مهامهم/ن المهنية فى التغطية الصحفية الحُرّة والمستقلّة.
– ضمان سلامة الصحفيين والصحفيات والمقار والمعدّات وجميع وسائل الصحافة والإعلام، على أساس الحماية العامة التي يكفلها القانون الدولي الإنساني للمدنيين والمنشآت المدنية.
– اعتبار محطات ومقار الإذاعة والتلفزيون والقنوات الفضائية والصحف المطبوعة وغيرها من منصات ومكاتب الصحافة والإعلام والمراكز المتخصصة في التدريب وتنمية وتطويرالصحافة والانتاج الاعلامي ، مناطق ذات طابع مدني، تتمتّع بالحماية العامّة من الاعتداء عليها، أوعلى العاملين فيها، أو احتلالها، وتجريم الاعتداء عليها من الأطراف المتحاربة.
– تمكين الصحفيين والصحفيات من الوصول إلى مقار الإذاعات والتلفزيونات والقنوات الفضائية والصحف المطبوعة وغيرها من منصات ومكاتب الصحافة والإعلام لمعاينتها والوقوف على ما حدث فيها، والتاكّد من سلامة معداتها ومكاتبها وأدوات عملها، وتقييم ما وقع فيها من أضرار.
– السماح للصحافة الأجنبية والمراسلين/ات الدوليين/ات بالدخول إلى البلاد وتغطية ما يجري والوصول إلى جميع مناطق النزاع المسلح، ومناطق النزوح ومركز الإيواء ومعسكرات النازحين والمعابر بين السودان والدول المجاورة دون قيود.
إلى الصحفيين والصحفيات والمؤسسات الصحفية والإعلامية:
– ندعوا الصحفيين والصحفيات والمؤسسات الصحفية والإعلامية الى التمسك بقوة وثبات بقواعد وقيم الصحافة المهنية لمكافحة انتشار الشائعات والتضليل الإعلامي، خاصة في التعامل مع وسائل التواصل الإجتماعي التي أضرت بنشر وتداول الأخبار والشائعات والتحليلات بصورة غير مهنية، بشكل جعل الصحافة المحترفة من أكبر ضحايا هذه الحرب الكارثية. يتطلب تحقيق ذلك من كل المؤسسات الصحفية والاعلامية والصحفيين والصحفيات الالتزام الصارم بالمعايير المهنية فى التغطية الحساسة للنزاع المسلح.
– أفسح تغييب الصحافة السودانية الوطنية المهنية، المجال لإعلام متحيّز ودعائي لملء الفراغ الصحفي والإعلامي، بتغطيات إعلامية متحيزة، ذات أجندات، جعلت التغطية الإعلامية والصحفية للكارثية في السودان، فقيرة، ومضللة، لا تعكس الواقع بصورة صادقة، ويتحمّل طرفا الحرب المسئولية الكاملة في جعل السودان منطقة إظلام إعلامي شامل.
– إلتزاما منا نحن في ((منتدى الإعلام السوداني)) الذي يضم مؤسسات ومنظمات صحفية وإعلامية ونقابة الصحفيين، التقينا وتعاهدنا عبر المنتدي على العمل المشترك في شراكة متينة من أجل صحافة حرة قائمة على النزاهة والدقة والاستقلالية، نعلن عبر هذا البيان المشترك عن طرح وثيقة مبادئ وقواعد للتغطية الإعلامية والصحفية زمن الحرب، تواثقنا على العمل بموجبها خلال هذه الفترة الحرجة والخطيرة من تاريخ بلادنا. وندعو ونناشد كافة الصحفيين والصحفيات والإعلاميين والإعلاميات والمؤسسات والمنظمات الصحفية للانضمام إليها والعمل بموجبها جنباً إلى جنب مع السياسات التحريرية الخاصة بكل مؤسسة صحفية أو إعلامية .
– ندعو عبر هذا البيان المشترك الصحفيين والمؤسسات الصحفية والإعلامية الالتزام بمواثيق الشرف الصحفي، وتمكين الشراكة في إنتاج خطاب إعلامي مهنى مشترك مضاد لخطاب الكراهية والعنصرية والإرهاب، وعدم المشاركة أو السماح بأن تكون مؤسساتهم/ن منصات لبث ونشر خطاب الكراهية والعنصرية والإرهاب.
إلى القوى المدنية السودانية:
– كفاعل أساسي في المجتمع المدني، يجب أن يحظى الإعلام، بنصيب من نشاط القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني، ويأخذ حيزاً في برامجها، وفي المطالبة بحمايته كحق إنساني أصيل، ولا يقتصر الجهد فقط بتذييل المطالبات بحق الإعلام فى ىالعمل المستقل، وهنا ندعو ونناشد القوي المدنية كافة إلى تبني قضية الإعلام الحر والمستقل، كقضية استراتيجية تهم المجتمع المدني، وقواه السياسية وتتصدر أجندته وأولوياته حاضراً ومستقبلاً.
– جعل التصدي لخطاب الكراهية والعنصرية المتصاعد مع الحرب، والذي بات يهدد وجود الدولة نفسها، على رأس أولويات وبرامج وأجندة القوي السياسية، ومنظمات المجتمع المدني ولجان الطواريء والمقاومة والعمل على معالجتها في تحركاتها وأنشطتها كأولوية، بالشراكة والتنسيق مع الصحافة والصحفيين ومؤسساتهم العاملة في هذا المجال، خلال هذه المرحلة، ومرحلة ما بعد الحرب. والمساهمة فى إنتاج خطاب إعلامى مهنى مشترك مضاد لخطاب الكراهية والعنصرية.
– العمل والتنسيق مع الجهات الوطنية والدولية في مسألة التعافي من آثار الحرب والعمل على توفير كافة أشكال الحماية والدعم والمناصرة للصحفيين والصحفيات فى السودان ومناطق تواجدهم/ن فى دول الجوار والإقليم، وتوفير الحماية القانونية بهم/ن.
– على القوي السياسية السودانية ومنظمات المجتمع المدني ولجان الطواريء والمقاومة العمل وبشكل فوري في التفكير في مرحلة ما بعد الحرب، وصحافة ما بعد الحرب، و”صحافة السلام” ومطلوباتها، كما ينبغي في مجتمع ديمقراطي، والعمل – معا – على استرداد المسار الديمقراطي لبلادنا، مع التأكيد على المسائلة وعدم الإفلات من العقاب فى الجرائم المرتكبة، إثناء الحرب، وبخاصة الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجريمة الإبادة، لكونها جرائم دولية لا تسقط بالتقادم.
إلى المجتمع الدولي
– تفعيل دعوة مجلس الأمن لطرفي الحرب الجيش والدعم السريع الصادرة الشهر الماضي بوقف الحرب فوراً والزام الطرفين بتنفيذه دون إبطاء وتشكيل آليات فاعلة لمراقبته والضغط على الطرفين للسماح بدخول الإغاثة والمعونات دون شروط لوقف شبح المجاعة والكارثة الإنسانية وتسهيل وصول الطعام وكافة الإمدادات الضرورية للمتضررين دون قيود
– إنشاء صندوق خاص لدعم الصحافة والصحفيات والصحفيين السودانيين والمساعدة والدعم في إنشاء مراكز ومنتديات مهنية ثقافية واجتماعية للصحفيين في عواصم دول الجوار والإقليم، مزودة بكافة الاحتياجات التقنية، بما يساعد الصحفيين والصحفيات على التواصل والتنسيق والعمل المشترك لنشر إنتاجهم عبر:
أ- نوافذ تشجع الصحفيين عامة الذين فقدوا وظائفهم/ن وعملهم/ن بسبب الحرب، وتوقف مؤسساتهم/ن الصحفية والإعلامية، على مواصلة عملهم المهني والصحفي المستقل، عن طريق فتح أبواب التعاون مع المواقع الاخبارية والمؤسسات الاعلامية المستقلة، بنشر انتاجهم، بدعم مالي مدفوع من الجهات المانحة والمؤسسات الصحفية، والمنظمات الدولية العاملة في مجال الصحافة. وفي هذا السياق تعمل المؤسسات العضوة بـ((منتدي الاعلام السوداني)) على إنشاء منصة تحريرية مشتركة للنشر المتزامن على كافة منصاتها لقصص الحرب وأهوالها وأزماتها الإنسانية بمختلف اشكالها.
ب – تقديم الدعم للمواقع الإلكترونية المهنية المستقلة كمصادر للأخبار البديلة، وتقديم الدعم أيضا للإذاعات والتلفزيونات المهنية المستقلة العاملة اليوم في الفضاء السوداني حتي تتمكن من اداء دورها المطلوب في التنوير والتوعية وتقديم الأخبار والمعلومات المستقلة والصحيحة بتوسع وانتشار اكبر.
ج – دعم إنشاء شبكة مختصة – تضم الجهات المانحة، والمنظمات الوطنية والإقليمية والدولية المعنية بحرية الصحافة والاعلام وسلامة وحماية الصحفيين والصحفيات، تعني بتقديم الدعم وخدمات الرعاية النفسية والإجتماعية للصحفيات والصحفيين، الذين عانو ولا يزالون يعانون من صدمات الحرب وأهوالها ، مع إنشاء بيوت إيواء للصحفيين والصحفيات بالمناطق الآمنة بالولايات، وتوفير الدعم وكل المستلزمات الضرورية والحماية اللازمة لها.
د – العمل مع ((منتدى الإعلام السوداني)) والمؤسسات الصحفية والإعلامية في التحضير لأعمال ومشاريع ما بعد الصراع في ظل الصعوبات الفنية والمالية التي تواجهها وسائل الإعلام السودانية في استئناف نشاطها، واستعجال تقديم كافة أشكال الدعم الفني والتقني، والمادي للصحافة، وللصحفيين والصحفيات بما يمكنهم/ن من ممارسة عملهم/ن وأداء رسالتهم بمهنية وكفاءة عالية، وفى أجواء صديقة للصحافة والصحفيين والصحفيات.
– المساهمة الفاعلة في تدريب وبناء ورفع قدرات الصحفيين والصحفيات والإعلاميين والإعلاميات على الكتابة المهنية فى أزمنة الحرب والسلام، وتكثيف التدريب فى محاربة خطاب الكراهية والعنصرية، وكافة أشكال التمييز القائمة على الجنس أو العرق أو الهوية أو الثقافة أوالنوع الإجتماعي.
– تقديم الدعم والمساندة لمراكز التدريب الصحفي والانتاج الاعلامي التي تعرضت للتخريب والدمار وتوقف عملها بالداخل بسبب الحرب من اسنئناف نشاطها المهني في خدمة تنمية وتطوير الصحافة ومواصلة تنفيذ برامجها في التدريب والانتاج من دول الجوار.
نحن الموقعون – أدناه – الأعضاء فى ((منتدى الإعلام السوداني))، امتثالاً لدورنا فى القيام بواجباتنا ومسئولياتنا المهنية فى صحافة حرة ومستقلة وحساسة تجاه النزاع المسلح، وفى هذا الظرف الإستثنائي الذي تمر به بلدانا، وتاكيداً لإيماننا بدورنا فى مهام تأسيس صحافة وإعلام مهنيين ومحترفين، تدارسنا مجتمعين أوضاع الصحافة والصحفيين والصحفيات في السودان، في ظل الحرب الكارثية الجارية منذ 15 أبريل 2023 إلى اليوم، وبعد نقاشات واسعة وعميقة، صدر عنّا هذا البيان المشترك فى 15 أبريل 2024:
– صدر هذا البيان المشترك يوم الإثنين 15 أبريل 2024
المؤسسات الاعلامية والصحفية الموقعة على البيان المشترك
راديو دبنقا نقابة الصحفيين السودانيين سودان تربيون صحيفة التيار صحيفة الجريدة قناة سودان بكرة صحيفة التغيير شبكة عاين الراكوبة سودانايل صحفيون لحقوق الإنسان(جهر) شبكة إعلاميات سودانيات صحيفة الديمقراطي اذاعة هلا 96 إذاعة (PRO FM) 106.6 صحيفة مداميك دارفور 24 مركز الأيام للدراسات الثقافية والتنمية مركز طيبة برس مركز الالق للخدمات الصحفية المركز السوداني لخدمات البحوث والتدريب والتنمية مركز آرتكل للتدريب والإنتاج الإعلامي مشاوير سودانس ريبورترس منصة تلفزيونتنشر هذه المادة بالتزامن في منصات 27 مؤسسة ومنظمة صحفية وإعلامية مشاركة في حملة (منتدي الإعلام السوداني)
منتدى الإعلام السوداني
# ساندوا السودان
#StandWithSudan
الوسوم#ساندوا_السودان آثار الحرب في السودان حرب الجيش والدعم السريع عام على حرب السودان منتدى الإعلام السوداني
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: ساندوا السودان آثار الحرب في السودان حرب الجيش والدعم السريع عام على حرب السودان منتدى الإعلام السوداني الصحفیة والإعلامیة هذا البیان المشترک المؤسسات الصحفیة التغطیة الصحفیة المجتمع المدنی الحرب الکارثیة الدعم السریع کافة أشکال طرفی الحرب دول الجوار المهنیة فى فى السودان فی السودان هذه الحرب أبریل 2024 ما بعد
إقرأ أيضاً:
رحلة في ذاكرة المسرح السوداني* 1909 ــ 2019
رحلة في ذاكرة المسرح السوداني* 1909 ــ 2019
عبد الرحمن نجدي**
المسرح موطن لأيامي الجميلة
تقديم وعرض حامد فضل الله /برلين
صدر في عام 2025 كتاب لعبد الرحمن نجدي بالعنوان أعلاه. قام بتصميم الغلاف الفنان التشكيلي حسن موسى (فرنسا).
تبدأ الصفحة الأولى بعنوان: "تجديد الذاكرة"، "دعوني ابدأ باعتراف شخصي، لقد أخذتني السينما معظم سنوات حياتي رغم إنني درست علوم وفنون المسرح أولا قبل أن اتجه للسينما. لكنني ظللت وفيا للمسرح وأهله، وهذه شهادة مني بذلك".
" على مدي ثلاثة عقود عجاف من عمر حكومة "الاِنقاذ" لم تنج خشبة المسرح ... ومجمل الأنشطة الانسانية الأخرى التي تتصل بالهم الثقافي من قبضة واحد من أكثر الأنظمة عنفاً وقبحاً في تاريخ السودان!!.
وينشد:
خربت الديار يا سوبا أصلك خاينة،
وليَ الأوان يافتنة قط ما تايبة،
أضحي الجيشو خراب والدولة أضحت سايبة،
وكل التابعوك يا سوبا ناسا خايبة.
(خراب سوبا" خالد أبو الروس 1908 ــ 2014 ).
ويقول، لقد عانى المسرح طويلاً من وطأة عدم الرضي الرسمي، ومن طبقات طفيلية من أهل الدراما، فالمسرح يجب ان يكون( أو ينبغي أن يكون أبو الفنون) في بلادنا، كما هو في غيرها، ومصدر إشعاعها. وكان للمسرح في السودان، منذ مطلع عشرينات القرن الماضي، دوراً رائداً في تكوين الثقافة الجماهيرية وقيم الاستنارة والنضال الوطني المعادي للاستعمار. بدأ تاريخ المسرح في السودان عام 1902 حسب ما جاء في كتاب بابكر بدري (حياتي)، وظهر المسرح بشكله الأرسطي في مدينة رفاعة. كما سعى معهد تدريب المعلمين بخت الرضا منذ منتصف ثلاثينيات القرن الماضي، ليجعل من المسرح أداة من وسائل التعليم. كما جاءت سنوات الستينيات حافلة بكل ما تحمله الكلمة من دلالات، فقد كانت فترة تحول سياسي وإيجابي هائلة تم فيها الاِعلان عن ميلاد أول حركة جادة ومنظمة للمسرح، عندما قدمت مسرحية إبراهيم العبادي "المك نمر" وإخراج الفكي عبد الرحمن.
تم في عام 1976 إنشاء مسرح (للطفل والعرائس)، ولعل أكثر المسرحيات ارتبطا بالجماهير وأكثرها شهرة مسرحية "نبتة حبيبتي).
بدور الحق يسود في الناس،
ونبته تقيف تعاند الليل،
وما تسجد عشان تنداس،
وما تحكمنا عادة الكهنة،
والبحكمنا حقو الرأس.
أنشودة من أجل العدالة
(هاشم صديق، مسرحية "نبتة حبيبتي.")
كما سعى المسرحيون السودانيون، في هذا الجو المشحون بالإبداع إلى اقتحام طرق جديدة للعرض، فكان التغريب. ثم لا ينسى كلية الدراما " المعهد العالي للموسيقى والمسرح (1969)، والمسرح الجامعي مشاركاً المسرح القومي نهضته. ويرسل تحية وإجلال للمبدعات السودانيات اللواتي اقتحمن مجالاً عصياً تماماً على النساء في ذلك الزمان.
ولعل الفقرة التالية تلخص مضمون هذا الكتاب الصغير في الحجم والعميق في محتواه.
" لقد نشأ المسرح في السودان بوصفه ثمرة جهد من العمل الدؤوب قام به العيد من الرواد، وأصبح منذ مطلع القرن الماضي محطة مضيئة من محطات الحياة الثقافية والفكرية في السودان، وكان جزءا من نسيج الحياة الأدبية والفنية، ورغم أن تجربتنا المسرحية حديثة نسبية، فقد أستطاع كتابنا أن يتعرضوا لكل أنواع الصراع. هذا البحث محاولة لاستحضار تلك اللحظات الخالدة في تاريخ المسرح في السودان، ومحاولة للاقتراب من التجربة المسرحية خاصة تلك المرتبطة بالخشبة، وبفنان المسرح، وأولئك الذين شاركوا في نهضته، وأحيوا فينا شعلة الأمل لعقود طويلة، واليوم طواهم النسيان، وهذه المراجعات لاستكمال الصورة، ملء الفراغ، ما سجلته مجرد خطوط عامة لهذا التطور الخلاق والمنطقي لخشبة المسرح في السودان، وإبراز قيمة المسرحيات التي عرضت وشكلت منعطفاً منطقياً في ذاكرة المسرح السوداني في مستواها التاريخي والاِنساني، وأقول أن هناك الكثير جدا من القصص في ذاكرة المسرح السوداني تنتظر ما يسردها. والدعوة إلى فتح حوار جاد حول الدور الذي نتوقع أن يلعبه المسرح في تثبيت قيم الحرية واستشراف مستقبل واعد لبلد قتلته الأطماع والأيديولوجيات البليدة والخبيثة ".
كُتب واُخرج الكتاب بطريقة فنية، تقوم على سرد الراوي ( المؤلف) وكأنه على خشبة المسرح، ويعقبه إضاءة بصوت خارجي يضيف ويعلق، وهكذا دواليك، بهذا يشعر القارئ وكأنه داخل المسرح.
ويُختتم الكتاب بشهادات من عدد كبير من الفنانين والمبدعين والكتاب والسياسيين.
أرسل لي عبد الرحمن مسودة كتابه، وارسلت له السطور أدنها، فكرمني أبن الخال، فزين بها صفحة الغلاف الخلفي:
الأخ العزيز عبد الرحمن،
قرأت بكثير من المتعة والاِعجاب كتابك الموسوم "رحلة في ذاكرة المسرح في السودان (1909ــ 2019)".
تكتب يا العزيز بتواضع جم " ما سجلته مجرد خطوط عامة لهذا التطور الخلاق والمنطقي لخشبة المسرح في السودان، وإبراز قيمة المسرحيات ..."
يا العزيز،هذا نص رائع ووسيم وباهي، وزاخر بمعلومات قيمة وسرد تاريخي، بقلم كاتب وناقد معايشاً ومتابعاً من الداخل، لتطور المسرح في السودان.
لقد أعاد لي نصك البديع الكثير من الذكريات الحميمية. فخالد أبو الروس كان معلمنا في مدرسة الهداية الأولية، لصاحبها الشيخ الشبلي، الفاضل سعيد كان زميلي في المرحلة الثانوية، وكنا نلاحظ ونندهش ونعجب لمقدرته في المحاكاة، وكذلك زميل المهنة الدكتور الطبيب علي البدوي المبارك، وخالد المبارك كان زميلي لفترة قصيرة في ألمانيا الديمقراطية، قبل أن يتوجه إلى بريطانيا لمواصلة دراسته الأكاديمية العليا في مجال الفن المسرحي، ولا تزال تربطني به صداقة حميمة. لم تذكر حسن عبد المجيد فكان يقدم مسرحيات في الإذاعة (هنا أم درمان). وكذلك لم تتعرض للبروفيسور عبد الله الطيب، الذي كان يترجم بعض النصوص المسرحية الاِنجليزية، وكانت تُقدم أيضا من الاِذاعة". وكان يشارك في التمثيل والإخراج الصديق " ود المسلمية" قمرالدين علي قرنبع، و قتها كان طالباً في كلية الآداب، ثم أستاذا في معهد الدراسات الاضافية التابع لجامعة الخرطوم لاحقاً.
نعمل الآن في برلين لعقد ندوة كبيرة عن تاريخ المسرح والسينما في السودان، ويساعدنا في التحضير الصديق والمخرج السينمائي العراقي المعروف قيس الزبيدي*** وهو يعرفك ويعرف إبراهيم شداد، وكتب من قبل دراسة تعريفية ونقدية عن أفلام إبراهيم شداد.
لك عظيم الشكر "يا ود نجدي"، لهذا الرحيق ونحن نعيش في هذا الزمن الرديء.
حامد فضل الله
برلين، 27 أكتوبر 2024
أرسل لي العزيز عبد الرحمن عدد من نسخ كتابه الصغير، فقلت له: لماذا ضاق صدرك ولديك الكثير من ما تقوله.
فرد قائلاً:
هذا الكتاب مقدمة (قدومة) لثلاث كتب:
ــ الرقابة والسينما السودانية.
ــ رحلة في ذاكرة السينما السودانية
ــ الأماني المعلقة.
يا لها من بشارة عظيمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عبد الرحمن نجدي، رحلة في ذاكرة المسرح السوداني، دار باركود للنشر والترجمة والتوزيع، الخرطوم 2025
** عبد الرحمن عبد الرازق نجدي، كاتب وناقد ومخرج سينمائي، درس السينما والمسرح في الخرطوم ولندن، مؤسس لمجلات السينما والمسرح في السودان، وشارك في العديد من مهرجانات السينما العربية والدولية، ويعمل مديراً لشركة قطر للسينما وتوزيع الأفلام منذ 2006.
*** تُوفىً قيس الزبيدي في برلين وقبل صدور الكتاب، ودُفن في العراق.
hamidfadlalla1936@gmail.com