قال الناقد الفني محمود قاسم، إن مسلسل الحشاشين نقلة نوعية في الدراما التاريخية، مشددا على أهمية الدور الذي قامت به الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في إعادة هذا النوع من المسلسلات إلى الساحة الدرامية مرة أخرى، وهو ما يعمل على سد الفجوة التي تسبب بها الغياب، واستغلها البعض في تقديم أعمال ترويج لأحداث تاريخية وبطولات لشخصيات زائفة.

وذكر «قاسم» لـ«الوطن»، أن مسلسل الحشاشين قدم صورة ثرية للغاية تعكس مدى ضخامة الإنتاج الفني للمسلسل، ولم يتوقف إبهار العمل على الصورة فقط، بل تجاوز إلى الكتابة والإخراج، إضافة إلى التمثيل الذى كان بمثابة مباراة مبهرة سواء بين كريم عبد العزيز وفتحي عبد الوهاب وأحمد عيد، إضافة إلى الفنانة ميرنا نور الدين التي تعتبر من مكاسب هذا العام.

محمود قاسم: مسلسل الحشاشين الأفضل في رمضان 2024

ويرى «قاسم»، أن من أبرز عوامل النجاح التى تضاف إلى مسلسل الحشاشين أنه جعل فئة من الجمهور تبحث وتقرأ عن تاريخ الجماعة ومؤسسها، وهنا يظهر الدور الحقيقي للفن، والذي يذهب إلى أبعد من الإمتاع والتسلية، ولكن يقدم للمشاهد فكرة ليبدأ في البحث عنها والتعمق فيها، متابعا: «على المستوى الشخصي أرى أن الحشاشين هو العمل الأفضل في موسم الدراما الرمضانية 2024 ».

«قاسم»: مسلسل جودر متكامل على المستويين الفني والبصري

وعلى الجانب الآخر، أشار «قاسم» إلى أن المخرج إسلام خيري يخطو خطوة مهمة للغاية من خلال مسلسل جودر، وذلك بعد نجاحه العام الماضي مع مسلسل «جت سليمة»، حيث قدم من خلال المسلسل عملا ثريا متكاملا على المستويين الفني والبصري، خاصة أن قلة الإمكانات كانت دائما تهدد نجاح هذا النوع من أعمال الفانتازيا التاريخية، ونجح المخرج في توظيف الإمكانيات المادية والفنية في خلق عوالم مبهرة نابضة بالإبداع.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مسلسل الحشاشين الحشاشين كريم عبد العزيز مسلسل الحشاشین

إقرأ أيضاً:

القراءة في زمن التشتت

رغم كل المحاولات التي بذلتها فـي السنوات الماضية للانغماس فـي القراءة الإلكترونية، والاشتراك فـي عدد من منصات الكتب الإلكترونية التي تزخر بآلاف الكتب بمختلف العناوين والإصدارات الحديثة والقديمة، إلا أن الحنين بدأ يراودني إلى زمن الكتاب الورقي بعدما وصلت إلى قناعة تامة من أنني لن أستطيع إنهاء كتاب واحد مكون من مائتي صفحة ولأسباب سأتطرق إلى ذكرها لاحقا.

تجربتي الشخصية فـي القراءة الإلكترونية تبدأ بحماسة مفطرة، أقوم بتحميل الكتاب وأبدأ فـي تصفح أول عشرين أو ثلاثين صفحة، أجد نفسي بعدها، وقد تسرب الملل إلى عقلي، ثم ما يلبث أن يتسلل إغراء آخر أكثر حلاوة من إغراء القراءة كالانتقال إلى تطبيقات التواصل الاجتماعي أو الانشغال بتحميل كتب أخرى حتى ينكسر شغف القراءة بسبب المشتتات الإلكترونية.

لا أدري إن كانت الشاشة هي ما يصنع هذا التشتت، أم أن وفرة المحتوى أصبحت نقمة على التركيز فبدلا من أن تسهم التقنية فـي زيادة القراءة إلا أنها استطاعت الإجهاز عليها، فالقراءة العميقة والطويلة المتمثلة فـي قراءة الكتب والملخصات العلمية المتعمقة حتى قراءة المقالات والأعمدة باتت صعبة بعض الشيء أن كان عدد كلماتها يربو على الخمسة آلاف صفحة أي بتقدير عشر إلى خمس عشرة صفحة وهذا ما جعل معظم القراءات الإلكترونية سطحية بعض الشيء.

فـي كتابه السطحيون: ما تفعله شبكة الإنترنت بأدمغتنا، يقدّم نيكولاس كار تشخيصًا دقيقًا للتحولات الذهنية والسلوكية التي طرأت على الإنسان المعاصر بفعل الاعتماد المتزايد على شبكة الإنترنت. وينطلق الكتاب من فرضية أن التقنية وعلى رأسها الإنترنت لا تكتفـي بتغيير طريقة وصولنا إلى المعرفة بل تعيد تشكيل بنية التفكير والإدراك والذاكرة لدينا.

يرى المؤلف أن القراءة لم تعد كما كانت، فبدلًا من الانغماس فـي النصوص بتأنٍ وتركيز، أصبحنا نميل إلى القراءة السريعة، والمسح البصري، والقفز من فقرة إلى أخرى، ومن نص إلى رابط، مما يفقدنا القدرة على الفهم العميق والاستيعاب المتأني. وهذا النمط من القراءة لا يؤثر فقط على طريقة استهلاكنا للمعلومة، بل يعيد برمجة أدمغتنا بحيث يصبح أكثر تشتتًا وأقل قدرة على التركيز الممتد.

وكأن هذا الكتاب وكاتبه يتحدثان عن الكثير منا ممن فقدوا متعة التركيز فـي القراءة، والتأمل فـي ما بين السطور، والإحساس بشعور الملامسة والارتباط الحسي مع الكتاب. تلك اللحظات التي كان فـيها القارئ يغوص فـي النص بلا انقطاع، يستشعر دفء الورق بين يديه، ويصغي إلى صوت الصفحات وهي تتقلب كأنها نبضات من حوار داخلي عميق. القراءة، كما يصورها كار، لم تكن يومًا مجرد وسيلة لاكتساب المعرفة، بل طقسًا من طقوس التأمل الذهني والوجداني، تجربة تنمو ببطء وتؤتي ثمارها مع الزمن. واليوم، فـي ظل هيمنة العالم الرقمي، يبدو أن هذه التجربة قد بدأت تتلاشى، لتحل محلها حالة من الاستهلاك السريع والسطحي للمعلومة، تفقدنا عمق الفهم، وتبعدنا عن جوهر القراءة الحقيقي.

بعد كل تلك التجارب مع القراءة الإلكترونية ومحاولة إرغام النفس على التحول اللوحي فـي القراءة، أدركت أنني افتقدت الإحساس الذي تمنحه القراءة الورقية؛ ذلك الهدوء الذي يرافق تقليب الصفحات، ورائحة الحبر التي تُشعرني بأنني فـي حضرة شيء حقيقي لا يذوب فـي زحمة الإشعارات والتنبيهات فقررت أن أعود إلى الكتاب الورقي، لا هربًا من التقنية ، بل بحثًا عن عمق افتقدته.

زرت مكتبة عامة بعد انقطاع طويل، وبين الرفوف، شعرت وكأنني أتنفس من جديد. اخترت كتابًا يميل إلى الفلسفة، يضم مجموعة مقالات متصلة منفصلة. لم أكن أبحث عن تسلسل روائي أو حبكة مشوّقة، بل عن مدخل بسيط لإعادة تدريب نفسي على القراءة المركّزة، وإن كانت متقطعة.

الكتاب كان خيارًا موفقًا فمع كل صفحة من صفحاته كنت أستعيد شيئًا من علاقتي القديمة بالقراءة، وأتذوق مجددًا لذة التأمل فـي المعاني، بعيدًا عن سرعة التمرير والإلهاء البصري. أعتقد أنني بدأت بالفعل أجد طريقي نحو الورق، حيث لا يعلو صوت على صوت الكاتب، ولا يُزاحم الفكرة إلا صمت القارئ.

ومع كل هذا الحنين إلى القراءة الورقية، يأتي توقيت الدورة التاسعة والعشرين من معرض مسقط الدولي للكتاب كأنما ليعزز هذا الشعور، ويعيد إلينا شيئًا من دفء العلاقة بالكتب. ينطلق المعرض يوم غد الخميس فـي مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، لا كمناسبة ثقافـية عابرة، بل كطقس سنوي ينتظره عشاق القراءة بشغف، ففـي أروقته تتناثر الكتب ككنوز صامتة وفـي زواياه يتقاطع السرد مع الفكر وتنسج حوارات بين القارئ والنص بعيدًا عن التشتت والصخب الإلكتروني.

مقالات مشابهة

  • القراءة في زمن التشتت
  • ناقد رياضي: الأهلي قدم أفضل أداء له هذا الموسم ضد صن داونز
  • ناقد رياضي يكشف تطورات إصابة حارس مرمى الزمالك
  • من أم كلثوم إلى زينب الغزالي.. محطات في مسيرة صابرين الفنية (فيديو)
  • عمرو محمود ياسين يكشف حقيقة تغيير نهاية مسلسل «وتقابل حبيب»
  • أرقام قياسية حققتها ثاني حلقات "The Last of Us"
  • ناقد رياضي: حفل تكريم لنجم الأهلي وغلق ملف التجديد للشناوي
  • لمحبي الجيمز.. تعرف على أفضل شاشة ألعاب في الأسواق بمميزات مبهرة
  • الحزن يخيم على الوسط الفني في عزاء الراحل سليمان عيد «صور»
  • شريف دسوقي يهادي الجمهور بالحلويات في عرض على الرايق بالأوبرا