حريق مقر القذافي و"البراري" الليبية!
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
نفذت أكثر من 100 طائرة أمريكية بين قاذفة وحاملة وقود وأخرى للتشويش، غارات جوية في 15 أبرل عام 1986 على أهداف في طرابلس وبنغازي بما في ذلك منزل القذافي في معسكري باب العزيزية.
إقرأ المزيد القذافي يحول "العدم" إلى"جمال عبد الناصر"!العملية العسكرية الأمريكية التي أطلق عليها الاسم الرمزي "حريق البراري"، استمرت حوالي الساعة، واستهدفت من المنشأت والمواقع، بما في منزل القذافي في معسكر باب العزيزية في طرابلس.
الخبير العسكري الروسي أناتولي سيرغيفسكي، كان حلل في عام 2004، الهجوم الجوي الأمريكي غير المسبوق في ذلك الحين من حيث الاستعداد وطريقة التنفيذ، لافتا بشكل خاص إلى أن الأسطول السادس الأمريكي كان أجرى تدريبات مكثفة، نفذت خلالها عشرات الطلعات الجوية في محاكاة للهجمات الجوية والإلكترونية على مواقع الدفاع الجوي الليبية.
الخبير روى أن الأمريكيين عبروا في 24 مارس 1986 "خط العرض الموازي 32°30 شمالا، الذي أعلنته طرابلس في عام 1983 كحدود للمياه الإقليمية الليبية، وأطلقت فرق الصواريخ المضادة للطائرات التابعة لنظام الدفاع الجوي الليبي صواريخ إس-200 إف، المتمركزة في منطقة سرت، النار على ثلاث طائرات تابعة للبحرية الأمريكية. على الفور ضربت طائرات البحرية الأمريكية هذه المجموعة من قوات الدفاع الجوي. في الوقت نفسه، تعرضت قوارب للبحرية الليبية للهجوم".
بحسب الخبير العسكري، هذا الحادث كان بمثابة مقدمة لعملية "حريق البراري"، التي جرى الاستعداد لها فعليا بمشاركة طائرات قاذفة من طراز "إف – 111" متمركزة في بريطانيا، وطائرات الاسطول السادس في البحر المتوسط، منذ 26 مارس 1986.
طريق القاذفات الأمريكية "إف – 111" إلى ليبيا:
في 14 أبريل 1986 ما بين الساعة 21:00 – 21:30 أقلعت قاذفات أمريكية من طراز "إف – 111" من القاعدتين الجويتين "هايفورد العليا" و"لاكنهيث" ببريطانيا.
جرى ذلك بالنظر إلى أن حكومتي فرنسا وإسبانيا رفضتا فتح مجالهما الجوي لعبور الطائرات الحربية الأمريكية. طارت القاذفات الأمريكية ذهابا وإيابا إلى منطقة طرابلس عبر خليج بسكاي، على طول ساحل البرتغال، ومضيق جبل طارق، فالجزء الأوسط من البحر الأبيض المتوسط.
الخبير العسكري الروسي يلفت إلى أن القليل من الخبراء كانوا يفترضون في ذلك الوقت أن الطائرات الأمريكية من طراز "إف – 11"، قادرة على مثل هذا "السباق الماراثوني"، مع التزود بالوقود في الجو مرات عديدة.
كان من الصعب للغاية على طواقم هذا الطراز من الطائرات تحمل مشاق رحلات طويلة والبقاء في قمرة القيادة الضيقة لمدة 14 ساعة.
القاذفات الأمريكية القادمة من بريطانيا، بحسب الخبير، حين وصلت إلى مسافة تبعد عن سواحل ليبيا بين 200 إلى 300 كيلو متر، انخفضت إلى ارتفاع أقل من 100 متر، ثم تباعدت.
تسللت ست طائرات "إف-111 " على ارتفاع بين 50-60 مترا عبر فجوة في مجال الرادار ونظام الدفاع الجوي الليبي، وضربت مطار بن غشير ومنشآت بالعاصمة طرابلس، وكانت قدد التفت وقدمت من الجنوب.
بقية الطائرات الأمريكية المغيرة وصلت إلى طرابلس من الشمال في أسراب كل منها يتكون من 6 طائرات بفاصل 1.5 دقيقة، وضربت أهدافها بواسطة قنابل ثقيلة تسقط بالمظلات، وقنابل خاصة بتدمير مرافق محصنة تحت الأرض.
القسم الثاني من عملية "حريق البراري"، نفذته طائرات أمريكية هجومية المتمركزة على متن حاملات الطائرات التابعة للأسطول السادس، من طرازي "إي – 6" و"إف/ إي – 18". هذه الطائرات القاذفة وصلت إلى أهدافها على ارتفاعات منخفضة.
لضمان إسكات الدفاع الجوي الليبي خلال الغارتين على طرابلس وبنغازي، جرى التشويش النشط قبل دقائق قليلة من اقتراب الطائرات الأمريكية المغيرة من أهدافها، كما تم إطلاق صواريخ مضادة على أنظمة الدفاع الجوي الليبية. في إسناد هذه العملية شاركت طائرات الإنذار المبكر "أواكس" وطائرات من طراز "أر سي – 135"، انطلقت من قواعدها في اليونان.
الطائرات الأمريكية القاذفة التي انطلقت من بريطانيا عادت إلى قواعدها في 15 أبريل باستثناء واحدة أسقطت قبالة سواحل طرابلس، وثانية تعرضت لأضرار، واضطرت إلى الهبوط في قاعدة أمريكية في إسبانيا.
قام طيران الأسطول الأمريكي السادس بعد ثلاثة ساعات من الضربة الأولى التي استهدفت مواقع في مدينة بنغازي بمحاولة لشن غارات أخرى مرتين، إلا أن منظومات الدفاع الجوي الليبية في ذلك الوقت تمكنت من صدها ومنعت الطائرات الأمريكية من الاقتراب.
الخبير العسكري الروسي يقيم نتائج تلك الضربات الجوية الأمريكية ضد أهداف في طرابلس وبنغازي بالقول إن فعاليتها كانت منخفضة نسبيا، لا سيما أن أكثر من 50 بالمئة من القنابل التي تم إسقاطها لم تنفجر.
من جهة أخرى، أشار الخبير إلى أن لواء صواريخ ليبي مضادة للطائرات كان منتشرا بالقرب من بنغازي، خسر في غضون 3 دقائق، أربعة من أصل ستة أنظمة دفاع جوي.
من الناحية الفنية، يرى الخبير أناتولي سيرغيفسكي أن نصف فرق الصواريخ الليبية المضادة للطائرات التي كانت متمركزة في مواقع ميدانية، لم تجهز بطريقة صحيحة من الناحية الهندسية، كما لم يكن هناك خطط احتياطية.
الخبير أشار أيضا إلى أن أنظمة الدفاع الجوي الليبية لم تستخدم أساليب التمويه والإخفاء، ومنذ لحظة الانتشار، لم تغير قوات الدفاع الجوي مواقعها عمليا، ما سمح للأمريكيين باكتشاف أماكن تمركزها منذ الفترة التحضيرية للضربات الجوية.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف معمر القذافي الطائرات الأمریکیة الخبیر العسکری من طراز فی ذلک إلى أن
إقرأ أيضاً:
بالفيديو | الإمارات تتسلّم الدفعة الأولى من مقاتلات «رافال» الفرنسية
في خطوة نوعية لتعزيز قدرات القوات المسلحة، أعلنت وزارة الدفاع تسلّم الدفعة الأولى من 80 طائرة مقاتلة من طراز «رافال»، والتي تُعد من بين الأكثر تطوراً في العالم، وأكدت الوزارة أن هذه الخطوة تأتي ضمن «صفقة تاريخية» وُقّعت مع شركة «داسو للطيران» الفرنسية، مما يعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الفرنسية الصديقة.
وأوضحت الوزارة أن اقتناء هذا النوع من الطائرات يأتي ضمن خطة شاملة لتحديث القدرات الدفاعية للدولة، تتضمن تطوير أسطول القوات الجوية بأحدث المعدات العسكرية، بما يتماشى مع المتغيرات والتحديات الأمنية على المستويين الإقليمي والدولي.
وقد جرى تسلّم الطائرات خلال حفل رسمي في باريس، بحضور معالي محمد بن مبارك بن فاضل المزروعي، وزير الدولة لشؤون الدفاع، وعدد من كبار المسؤولين والضباط بوزارة الدفاع، إلى جانب شخصيات رفيعة المستوى من الجانب الفرنسي.
ونقل البيان عن معالي محمد بن مبارك بن فاضل المزروعي قوله: «إن قواتنا المسلحة، بفضل الدعم اللامحدود والاهتمام المباشر من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، حققت نقلة نوعية على مستوى التجهيز والتحديث، مما جعلها من بين أكثر القوات كفاءة وجاهزية على مستوى المنطقة والعالم».
وأضاف أن استراتيجية القوات المسلحة ترتكز على الاقتناء المدروس لأحدث الأسلحة والمعدات التي تتماشى مع متغيرات حروب المستقبل والتطورات التقنية والنوعية، مما يعزز الكفاءة القتالية الشاملة لمنظومة الدفاع الوطني بالدولة.
طائرة «رافال» إضافة نوعية
وعلى صعيد آخر قال اللواء الركن راشد محمد الشامسي قائد القوات الجوية إن طائرات «رافال» أثبتت كفاءتها في العديد من العمليات العسكرية حول العالم، مؤكداً أنها تمثل خياراً استراتيجياً يدعم بناء قوات مسلحة متطورة ومتكاملة، ويعزز خطط الدولة لتطوير قدرات سلاحها الجوي وأنظمة الدفاع الجوي.
وأوضح أن الطائرات تتميز بتقنيات متقدمة تتيح تنفيذ مهام متعددة مثل الاستطلاع والهجوم على الأهداف البرية والبحرية بدقة عالية، مما يجعلها إضافة نوعية للقوات الجوية الإماراتية، كما أكد أن الاتفاقية تضمنت برنامجاً تدريبياً متكاملاً لتأهيل الطيارين والفنيين، مما يعزز جاهزية الكوادر الوطنية.
وأكد الشامسي على أن هذه الصفقة التاريخية جاءت نتيجة دراسة دقيقة لأسواق الدفاع العالمية، ومفاوضات مكثفة لضمان الحصول على أفضل أنواع الطائرات وأنظمة الدفاع الجوي. كما أشار إلى أن التعاون الدفاعي بين الإمارات وفرنسا يعكس العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين الصديقين والتي ساهمت في إبرام هذه الصفقة المهمة.
وأضاف قائلاً: إن القوات المسلحة الإماراتية ستواصل جهودها لتطوير أنظمتها الدفاعية وتزويدها بأحدث التقنيات العسكرية، بما يتماشى مع التحديات الأمنية الحالية والمستقبلية، مشيراً إلى أن الوزارة ملتزمة بالبحث عن تقنيات ومنتجات جديدة تضاعف من القوة الضاربة للقوات الجوية، بما يخدم المصالح الوطنية ويعزز مكانة الإمارات كقوة دفاعية رائدة.
والجدير بالذكر أن صفقة «رافال» التاريخية، التي بلغت قيمتها 16.6 مليار يورو، تعد من أبرز الصفقات الدفاعية في تاريخ العلاقات الإماراتية-الفرنسية، وتشمل إنتاج 80 طائرة مقاتلة مجهزة بأحدث التقنيات الدفاعية.