بعد تأجيل اجتياحها.. خبير عسكري يحذر من خداع إسرائيلي محتمل بشأن رفح
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي استدعاء لواءين من قوات الاحتياط لتنفيذ مزيد من العمليات في قطاع غزة، بهدف "مواصلة الجهد والاستعداد للدفاع والحفاظ على أمن السكان".
وفي هذا الإطار، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي إن قوات الاحتياط هي العمود الفقري للجيش الإسرائيلي، ومن ضمن القوة الضاربة، ويتم استدعاؤها في حال وجود تهديد للأمن القومي الإسرائيلي، أو الكوارث الطبيعية.
وأوضح الفلاحي -خلال تحليله للمشهد العسكري على الجزيرة- أن استدعاء قوات الاحتياط يعني أن الجيش لا يزال يعطي قطاع غزة أولوية في التعامل مع التهديدات، مبينا أن هناك مناطق لا تزال مشتعلة، سواء التي توغل فيها سابقا أو رفح جنوبي القطاع.
وبناء على ذلك، يحتاج جيش الاحتلال إلى قوات جديدة وأعداد إضافية لتعزيز القطاعات العسكرية والقوة القتالية هناك، في إشارة من الفلاحي إلى إمكانية الذهاب إلى عمليات لكافة المناطق التي تم التوغل فيها منذ بداية الحرب.
ونبّه الخبير العسكري إلى أن عدة فرق عسكرية إسرائيلية لا تزال في منطقة غلاف غزة، وقد يتم دفعها مجددا للقيام بعمليات تطهير جديدة في القاطع الشمالي أو المنطقة الوسطى، أو حتى العودة إلى خان يونس مثلما قال عضو مجلس الحرب بيني غانتس.
ويلفت الفلاحي إلى أن جيش الاحتلال قد يختار فتح جبهة جديدة، مثل الذهاب إلى رفح، مبينا أن التصريحات الإسرائيلية عن تأجيل اقتحامها "قد تكون جزءا من عملية خداع".
وكانت هيئة البث الإسرائيلية ذكرت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر تأجيل اجتياح رفح إلى أجل غير مسمى، وذلك بعد أسبوع من إعلانه تحديد الموعد للعملية العسكرية.
ويعتقد الخبير الإستراتيجي أن الضغوط الأميركية بدأت تأخذ طريقها إلى إسرائيل بشأن معركة رفح، مرجعا ذلك إلى وجود أعداد كبيرة من المدنيين فيها ويحتاج الأمر وقتا لإخلائها، فضلا عن جبهات أخرى ساخنة تواجهها إسرائيل مثل الضفة الغربية وجبهة لبنان.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
جنرال إسرائيلي: من السابق لأوانه استبعاد سيناريو الهجوم العسكري على إيران
شدد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد ومدير "معهد بحوث الأمن القومي"، تمير هايمن، على أن السيناريو العسكري ضد إيران لا يزال مطروحا على الطاولة، رغم انخراط واشنطن وطهران في مفاوضات مباشرة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وقال هايمن في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية إن "نصف السنة القريبة القادمة هي فترة حرجة في الساحة الإيرانية"، مشيرا إلى أن الخيارات المطروحة تشمل "اتفاق نووي جديد، أو ربما هجوم على مواقع النووي، أو حالة وسطى متواصلة من مراوحة تصعيدية خطيرة، نعيشها منذ خمس سنوات".
وأضاف أن "هجوما على مواقع النووي مع الولايات المتحدة في الوقت الحالي كان سيؤدي إلى النتيجة الأفضل بالنسبة لإسرائيل"، لكنه أوضح أن "هذا تصعيد يتعارض والمصلحة الأمريكية".
وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "يرى في الحروب أمرا تبذيريا، وسبق أن أعلن أنه يريد إنهاء الحروب لا أن يبدأها".
وتطرق هايمن إلى إنذار سابق أرسله ترامب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، موضحا أنه "في منتصف شهر أيار سينتهي إنذار الرئيس ترامب"، الذي شدد على أنه “إذا لم يتحقق اتفاق في غضون شهرين، فسيكون هجوم عسكري”.
واعتبر الكاتب الإسرائيلي أن "هذا الإنذار ترجم بتقديرات إسرائيلية لعملية عسكرية في إيران في شهر أيار، لكن حسب المنشورات الأخيرة أوقف ترامب هذه العملية، أغلب الظن خوفا من التورط في حرب أو لأنه يفضل الاتفاقات".
وحول طبيعة الاتفاق المرتقب، أوضح هايمن أن الولايات المتحدة تفضل المسار الدبلوماسي، لكن ليس واضحا إذا كان الهدف هو تفكيك تام للبرنامج النووي الإيراني أم فقط تقييده، مشيرا إلى أن "الاقتراحات الأمريكية الأولية لم تتضمن طلب التفكيك الذي لا يعتبره الإيرانيون ‘نقطة انطلاق’".
ولفت هايمن إلى أهمية أن تدرك واشنطن أن الإيرانيين "أذكياء ومهنيون"، مطالبا الجانب الأمريكي بأن "ينزل إلى التفاصيل ويضع موعدا هدفا لإنهاء المفاوضات، وإلا فإن الزعيم (الإيراني) سيحقق ما يريد – مفاوضات لا نهائية وعديمة الغاية".
وأشار الكاتب إلى "موعد مهم في 14 أكتوبر"، حين يمكن لألمانيا وفرنسا وبريطانيا إعلان أن إيران لا تلتزم بالاتفاق النووي، ما يشكل "خطرا هاما" على إيران إذ يعيد فرض العقوبات الدولية ويعيد الملف إلى مجلس الأمن، وهو "الجسم الوحيد الذي يمكنه أن يقصي إيران عن الأسرة الدولية"، على حد قوله.
وأضاف الكاتب الإسرائيلي أن "إيران ترى نفسها دولة شرعية وذات مكانة وشرف بين الشعوب، وهي لا تريد أن تكون كوريا الشمالية".
وبيّن هايمن أن أمام إيران مسارين لمواجهة الضغوط هما "تصعيد وتمديد الوقت"، موضحا أن "مسار التصعيد يتمثل بالانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT)، مما يحررها لتخصيب اليورانيوم إلى مستوى عسكري"، وهو ما قد يؤدي إلى هجوم عسكري من التحالف الدولي.
أما المسار الآخر فهو "طلب تأجيل لموعد الـ’سناب باك’" المتعلق بإعادة تفعيل العقوبات بعد انقضاء الفترة الزمنية المحددة لانتهاء مفعول الاتفاق في 14 أكتوبر، وفقا للمقال.
وقال الكاتب الإسرائيلي إنه "من السابق لأوانه التأبين لسيناريو الهجوم العسكري المشترك"، مؤكدا أن "الخيار العسكري سيبقى على الطاولة"، وأنه "أداة ضغط حيوية، إذ بغياب التهديد بالهجوم، فإن المفاوضات ستفشل بالتأكيد"، على حد قوله.
وشدد هايمن في ختام مقاله على أن "الجواب عن سؤال: هل يمكن لإسرائيل أن تكتفي باتفاق نووي؟ مرتبط بنوع الاتفاق وبعمق إنفاذه"، موضحا أن "اتفاقا يفكك البنى التحتية للنووي، ويتناول كل عناصر البرنامج الإيراني (التخصيب، الصواريخ، وتطوير السلاح)، هو اتفاق ممتاز، شريطة أن يوجد نظام رقابة متشدد وقدرة إنفاذ على الخروقات، وشريطة أن تبقى دوما القدرة العسكرية على الهجوم كوسيلة ردع ضامنة للاستقرار".