حسبو ..محاولة للتفسير وليس التبرير !!
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
*كتب بعض الزملاء عن موقف السيد حسبو عبدالرحمن وسوف يكتب آخرون وذلك لأن علاقات امتدت بينه وبين الصحفيين خلال فترته القصيرة في القصر اذ كان أكثر من غيره اهتماما بالصحافة والصحفيين*
*تلك الفترة كنت رئيسا لتحرير صحيفة الوطن ووقعت بحكم المنصب في دائرة اهتمام نائب رئيس الجمهورية حسبو عبدالرحمن ومن المفارقات انني اتهمت في تحقيقات أمنية تلك الفترة بالعمل لصالح حسبو ضمن آخرين ضد البشير !!*
*رافقت حسبو عبدالرحمن في عدد من الزيارات الداخلية خاصة تلك المتعلقة بجمع السلاح والتى أبلى فيها بلاءا حسنا كذلك كنت ضمن مجموعة من الزملاء اقترح عليها حسبو زيارة منطقة سورنق بجبل مرة بعد تحريرها من قوات عبد الواحد نور ولقد كانت رحلة مهمة وخطرة وسنظل في الخاطر ابدا*
*اكثر زيارة تعرفت من خلالها على حسبو من قرب كانت لعاصمة نهر النيل مدينة الدامر عندما اختيرت عاصمة الشباب وكنت يومها الصحفي الوحيد المرافق له و أيامها كان السيد ود البلة واليا على نهر النيل وقد صاحبت الزيارة بعض الهنات من طاقم حكومة الولاية وعدم تقيد بعض رموز المجتمع -كعادة اهلنا -بالبرتكول مما ادخل حسبو -نائب الرئيس -في حالة من الغضب أخر بموجبها موعد عودته للخرطوم حيث بقينا نهارا اخرا كاملا بالدامر و حسبو يحشر طاقم الولاية في اجتماع مفاجيء وقد عرف عن الرجل ولعه بالتفاصيل والأرقام*
*بعد أقل من ٤٨ ساعة على عودة حسبو عبدالرحمن من الدامر للخرطوم وبعد مقابلته للرئيس البشير مباشرة كانت حكومة السيد ود البلة في خبر كان–!*
*صعود حسبو السريع في المواقع اثار عليه بعض رموز دائرته الضيقة خاصة في الإطار الاجتماعي وقد أصبح في مرمى نيران القائد موسى هلال الشيء الذي جعل حميدتى في المقابل على مقدمة قائمة حسبو عبدالرحمن*
*حسبو في تقديري ضحية التقاطعات داخل مجتمعه الأهلي وهي التقاطعات التى لا ترحم من يقع على طريقها ولا تقبل أيضا اللون الرمادي!!*
*قيادات مقدرة من أبناء القبائل العربية الرافضة لحرب حميدتي لم تستطع الجهر بمواقفها ضد الدعم السريع و ٱثرت الصمت حرصا على نفسها وعلى أهلها ومن جاهر بالعداء دفع الثمن من دم أهله المقربين -صلوحة نموذجا*
*بعض القيادات ووفق المعادلات الداخلية قدرت أن تمضي الشوط حتى نهايته ومنها نهاية حسبو عبدالرحمن والذي اختار الدعم السريع منذ البداية!!*
*بقلم بكرى المدنى*
.المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
بشرى خلفان: رأي الكاتب يُستشفُّ من كتاباته وليس فيما يقول عن نفسه
لقد كتبتُ تمت، فقد تمت!
التتمة محكومة بسكون الشخصيات لدي
ظلت الشخصيات متمسكة بحكايتها
قدمت شخصيتين جديدتين لدعم الحكاية
هناك أفكار جديدة تتبلور
وقّعت الكاتبة الروائية بشرى خلفان روايتها الجديدة "دلشاد.. سيرة الدم والذهب" في جناح "منشورات تكوين" بمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الحالية الثالثة والأربعين، وقد جمع حفل التوقيع عدداً من القراء الذين قصدوا الحفل للالتقاء بالكاتبة بشرى خلفان والحديث معها حول تفاصيل الرواية التي تأتي كجزءٍ ثانٍ من الرواية الأولى "دلشاد.. سيرة الجوع والشبع".
وعلى هامش حفل توقيع الرواية، التقيتها، فطرحت عليها سؤالي الأول، هل تنتهي حكاية "دلشاد" مع آخر سطر في روايتها الجديدة؟ فأجابت الكاتبة بشرى خلفان قائلة: "لقد كتبت (تمت)، فقد تمت".
وصارحتها بعدم قراءتي للجزء الثاني من دلشاد بعد، الأمر الذي قد يزعج الروائي، فبعض الروائيين يشترطون على المحاور أن يكون قارئاً لروايتهم، ولكن المحاور قد يسأل عن أمور أخرى غير الرواية بحد ذاتها، وهنا أوضحت بشرى خلفان رأيها بهذا الموضوع قائلة: "في اعتقادي الشخصي، أن رأي الكاتب يمكن للقارئ استشفافه من كتاباته، وليس مما يقوله الكاتب عن نفسه، هناك بعض الكتّاب يرون أن أي حوار لا يستند إلى قراءة منتجهم وحواره بشكل جاد هو غير مناسب، خاصة إذا كان الحوار يركز على العموميات بدلاً من مناقشة تفاصيل الكتابة، هنا أتحدث عن اللقاءات الإعلامية المتعلقة بمناسبة إصدار العمل أو احتفاءً بتحقيق العمل لإنجاز معين، فيكون المحور هو العمل نفسه، لذلك من الأولى أن يكون المحاور قارئاً للمنتج، ولكن في لقاءات أخرى، مثلاً حول الندوات التي تتعلق بالرواية العمانية أو غيرها، فلا أرى أنه من الضروري أن يكون المحاور قد قرأ للكاتب، لكن إذا كنت تأتي لفعالية توقيع كتاب، فمن المهم أن تكون على دراية بما كُتب".
رغم إجابتها المحرجة، كوني لم أقرأ الرواية الجديدة، إلا أن الرواية جديدة ولم تحظَ بالتوزيع الكبير بعد، وها أنا قد اشتريت الرواية الموقّعة منها، وكنت قبل ذلك قد قرأت الرواية الأولى، فما كان مني إلا أن وجهت سؤالي المرتبط بقراءتي للرواية الأولى، والتي وعدت في نهايتها القراء بأن هناك تتمة. فهل كان التزامها بكتابة الجزء الثاني نوعاً من الواجب في إتمامها رغم الظروف؟ وما إذا مرت بضغوط الالتزام بالكتابة؟ فأجابت قائلة: "أعتقد أن الأمر محكوم بما إذا كان في داخل الكاتب تتمة للحكاية أم لا، إذا كانت الشخصيات ما زالت حيّة في داخله وتطالب باستكمال حكايتها، فإن الحكاية ستكتمل، لكن إذا كان هناك قسر في الكتابة، فسيشعر القارئ بذلك، أي يشعر بمحاولة اختلاق الحكاية، ويشعر بتكلّف الكاتب، حاولت تأجيل الجزء الثاني، لكن الشخصيات كانت تُلزمني بإتمام الحكاية لأنها حاضرة وتقول لي يجب أن أكتبها".
وفي ذات السياق واصلت بشرى خلفان حديثها بقولها: "بدأت الكتابة وأنهيت الجزء الأول (دلشاد.. سيرة الجوع والشبع) في عام 2020، ونُشر في مارس من عام 2021. أما الجزء الثاني (دلشاد.. سيرة الدم والذهب) فقد بدأت كتابته في نهاية عام 2023، وأتممته في نهاية يوليو 2024، أعتقد أنني تمهلت بما فيه الكفاية، ورغم هذه المدة بين الانتهاء من الجزء الأول والجزء الثاني، إلا أن الشخصيات ظلت متمسكة بحكايتها، رغم ظني أنها قد تبهت أو تغادر".
أخبرتها عن قراءة أحد الأصدقاء للجزء الثاني، رغم أنه لم يُتم الرواية، لكنه لاحظ عدم ظهور شخصيات جديدة. وحول ذلك قالت: "لقد قدمت شخصيتين جديدتين لدعم سير الحكاية وإكمال الصورة التي تعبر عنها الرواية".
وختاماً، طرحت سؤالي الأخير عما تضمره بشرى خلفان في نفسها من مشاريع أدبية قادمة، فقالت: "مهلاً، للتو انتهيت من هذه الرواية التي بين يديك. ولكن رغم ذلك، نعم، هناك أفكار جديدة تتبلور".
وتتمتع الكاتبة بشرى خلفان بأسلوب سردي آسر، خاصة في وصف المكان. ففي رواية دلشاد بجزئها الأول -وأجزم في الثاني كذلك- تتجلّى مسقط القديمة تحديداً بشكل دقيق بأسلوب يبعث في النفس إعمال الخيال لتشكيل صورة سينمائية في الذهن، إلى جانب غيرها من المدن القديمة، ما شكّل ارتباطاً لدى القراء وحماساً لاقتناء الجزء الثاني، إلى جانب روعة الأسلوب المكتوب دون استعجال -كما أشارت الكاتبة في حديثها- وإنما برويّة مقرونة بالمزاج السليم الباعث على الإبداع.
وتقول بشرى في غلاف الرواية الجدية: "كبر الفراغ في قلبي فأوجعني وأوجعتني خيبتي، خيبة من ظن أنه وَجَدَ ثم أدرك أنه ضيّع ما وجد... هل كنت أحلم؟ أكان كابوساً؟ أركض في السوق من زقاق إلى آخر ولا أصل؟ سقطت عيني على قدمي المغبرتين، قدمي اللتين تركضان ولا تصلان إليه، شعرت بألم ركضهما الحافي. أين سقط نعلاي؟... أطلت النظر إليهما، تذكَّرتُ لما كان حصى الوادي يحرق باطن قدمي فيقطر أبي الزيت في كفه ويدهنهما به. لم يكن الألم يزول مرة واحدة، بل يتلاشى مع الوقت وهو يغني لي ثم أتبعه في الغناء. من منا كان يغني للآخر؟".