نقطة تحول في الصراع الإيراني الإسرائيلي بعد «حرب الظل».. أبرز الهجمات بينهما
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
شنّت إيران أول هجوم مباشر لها على الاحتلال الإسرائيلي يوم السبت والأحد، ردًا على استهداف الاحتلال مبنى قنصليتها في دمشق في الأول من أبريل، واتهمت إسرائيل بالوقوف وراء هذا الهجوم.
ويأتي هذا التطور الأخير بعد سنوات عديدة من «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران في مناطق مختلفة في الشرق الأوسط، حيث شنت كلا الدولتين هجمات برية وبحرية وجوية وفي الساحة الإلكترونية.
ووصفت صحيفة نيويورك تايمز الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل بواسطة المسيرات والصواريخ يوم السبت بأنه نقطة تحول في الصراع.
ووفقاً للصحيفة الأمريكية، فيما يلي أبرز الهجمات المتبادلة بين الطرفين:
أغسطس 2019في شهر أغسطس، قتلت غارة جوية إسرائيلية اثنين من المسلحين اللذين تلقيا تدريبا إيرانيا في سوريا، ونفذت مسيرة ضربة بالقرب من مكتب لحزب الله في لبنان، وأدت غارة جوية في القائم بالعراق إلى مقتل قائد ميليشيا عراقية مدعومة من إيران.
وفي ذلك الوقت، اتهمت إسرائيل إيران بمحاولة إنشاء خط بري لنقل الأسلحة، وكانت الضربات تهدف إلى إيقاف هذا الخط.
يناير 2020استقبلت إسرائيل بارتياح اغتيال الجنرال قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في بغداد.
وردت إيران بمهاجمة قاعدتين في العراق تضم القوات الأمريكية بصواريخ، مما أسفر عن إصابة حوالي 100 عسكري أمريكي.
يوليو 2021تعرضت ناقلة نفط تديرها شركة شحن تابعة لإسرائيل لهجوم قبالة سواحل سلطنة عمان، مما أسفر عن وفاة اثنين من أفراد الطاقم، وفقًا للإعلان الرسمي من الشركة وثلاثة مسؤولين إسرائيليين، وأكد مسؤولان أن الهجوم نُفذ على الأرجح بواسطة طائرات إيرانية بدون طيار.
ولم تعلن إيران بشكل صريح مسؤوليتها عن الهجوم، ولكن قناة تلفزيونية تابعة للدولة وصفت الحادث بأنه رد على ضربة إسرائيلية في سوريا.
نوفمبر 2021أفادت تقارير بأن إسرائيل قامت باغتيال كبير العلماء النوويين الإيرانيين، محسن فخري زاده، وتلا ذلك باغتيال القيادي في الحرس الثوري، العقيد صياد خديي، في مايو 2022، وفقًا لما ذكرته الصحيفة.
ديسمبر 2023بعد بدء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة كرد على الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر، زادت الميليشيات المدعومة من إيران وتيرة هجماتها.
وفي نهاية العام الماضي، اتهمت إيران إسرائيل بقتل القيادي العسكري البارز، سيد رضي موسوي، في ضربة صاروخية في سوريا.
وسيد رضي موسوي كان مستشارًا كبيرًا للحرس الثوري وكان قريبًا من سليماني، وتقارير تفيد بأنه ساعد في الإشراف على إرسال الأسلحة إلى حزب الله.
يناير 2024حدث انفجار في إحدى ضواحي بيروت بلبنان أسفر عن مقتل صالح العاروري، وهو أحد قادة حماس، بالإضافة إلى اثنين من قادة الجناح المسلح للحركة. يُعتبر هذا الحادث أول اغتيال لمسؤول بارز في حماس خارج الضفة الغربية وقطاع غزة خلال السنوات الأخيرة، ورغم أن مسؤولي حماس نسبوا الهجوم إلى إسرائيل، إلا أن إسرائيل لم تؤكد ذلك علنًا.
وبعد وفاة العاروري، زاد حزب الله، الذي يحظى بدعم كبير من إيران، الهجمات على إسرائيل، رد الجيش الإسرائيلي بشن غارات على حزب الله في لبنان، مما أدى إلى مقتل عدد من قادة الجماعة.
مارس وأبريل 2024تعرضت سيارة في جنوب لبنان لغارة إسرائيلية باستخدام طائرة بدون طيار، مما أسفر عن مقتل شخص على الأقل، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف وقتل نائب قائد وحدة الصواريخ والقذائف التابعة لحزب الله.
وفي نفس اليوم، شنت غارات جوية هجومًا في منطقة قرب حلب شمال سوريا، حيث تم وصفها بأنها "واحدة من أعنف الهجمات الإسرائيلية في البلاد منذ سنوات". أسفرت الغارات عن مقتل 36 جنديًا سوريًا وسبعة من مقاتلي حزب الله والميليشيات الموالية لإيران في سوريا، وفقًا لتقرير المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ولم يُعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن الهجمات، ولكن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، أعلن عبر وسائل التواصل الاجتماعي عزمهم على مواصلة مطاردة حزب الله في أي مكان ينشط فيه، مؤكدًا زيادة الضغط وتكثيف الهجمات.
وبعد مرور ثلاثة أيام، نتجت الغارات التي استهدفت مبنى السفارة الإيرانية في دمشق عن مقتل ثلاثة من كبار القادة الإيرانيين وأربعة ضباط، اتهمت إيران إسرائيل بالضلوع في هذا الهجوم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إيران إسرائيل الاحتلال الإسرائيلي أمريكا فی سوریا حزب الله أسفر عن عن مقتل
إقرأ أيضاً:
تقرير: حرب غزة "وصمة عار".. والمحور الإيراني "نمر من ورق"
حققت إسرائيل نجاحاً عسكرياً، لكن السلام وحده هو الذي يضمن أمنها، بحسب ما قالت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.
المكاسب التي حققتها إسرائيل في ساحة المعركة جاءت بتكاليف باهظة
بعد ساعات من رفضه اقتراحاً تقوده الولايات المتحدة بهدنة مدتها 21 يوماً مع حزب الله في سبتمبر (أيلول)، تباهى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأنه يغير ميزان القوى في المنطقة لسنوات.
The reshaping of the Middle East https://t.co/9SoW66IoLb | opinion
— Financial Times (@FT) December 26, 2024وكان نتانياهو قد أمر للتو باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في إشارة إلى أن إسرائيل تحول تركيزها من الأراضي القاحلة في غزة إلى تصعيد هجومها ضد المسلحين اللبنانيين. ومع نهاية العام، تحولت الديناميات في الشرق الأوسط بلا شك لصالح إسرائيل.
وتقول صحيفة "فايننشال تايمز" في افتتاحيتها إن الضرب العسكري الإسرائيلي المتواصل لحزب الله اضطره لقبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي منح إسرائيل في الأساس الحق في مواصلة الضربات في لبنان. وتبدو إيران في أضعف حالاتها منذ سنوات. ويبدو "محور المقاومة" الذي يتألف من المسلحين المدعومين من إيران، بما في ذلك حزب الله وحماس، أشبه بـ "نمر من ورق". فقد دمرت القنابل الإسرائيلية قدراً كبيراً من الدفاعات الجوية للجمهورية الإسلامية في أكتوبر (تشرين الأول)، وهو أكبر هجوم تقليدي على إيران منذ عقود.
وعانى النظام الإيراني من انتكاسة مدمرة أخرى هذا الشهر، عندما أطاح المتمردون السوريون ببشار الأسد. وقد تم إجلاء حوالي 4000 إيراني من البلاد بعد أن خسرت إيران حليفًا مهمًا في الشرق الأوسط، ورابطًا بريًا حيويًا لتزويد حزب الله، وكيلها الأكثر أهمية. وربما لم يكن لإسرائيل يداً مباشرة في إطاحة الأسد، لكن قصفها للأهداف الإيرانية في سوريا، وحزب الله، الذي ساعد أيضًا في دعم النظام، مهد الطريق للمتمردين إلى دمشق.
With the recent tumult in the Middle East beginning to subside, it is an opportune moment to engage in an analysis of the region's unfolding geopolitical realignments.
The developments of the past year should be understood as components of a broader reconfiguration of interests… pic.twitter.com/rbKf5q4bup
ومنذ الفشل الاستخباراتي للهجوم المروع، الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة، أصبحت درجة التفوق العسكري الإسرائيلي على أعدائها واضحة تمامًا. كذلك، انتعشت حظوظ نتانياهو السياسية بالتزامن مع ذلك. وبعد هجوم حماس، توقع الكثيرون نهاية هيمنته على السياسة الإسرائيلية. ومع ذلك، يبدو أنه راسخ في مكانته أكثر من أي وقت مضى، حيث تعزز ائتلافه اليميني المتطرف بانضمام حزب آخر، وعادت أرقامه في استطلاعات الرأي إلى مستويات ما قبل السابع من أكتوبر.
وترى الصحيفة أن المكاسب التي حققتها إسرائيل في ساحة المعركة جاءت بتكاليف باهظة. ولا ينبغي لأحد أن يندب نهاية نظام الأسد، ولا إضعاف النفوذ الخبيث لإيران ووكلائها. ولكن النجاحات العسكرية الإسرائيلية ستظل مشوبة إلى الأبد بالمعاناة التي لا توصف، والتي جلبتها هجماتها لملايين الناس في غزة ولبنان.
في مذكرة اعتقال بحق نتنياهو، قالت المحكمة الجنائية الدولية إن هناك "أسباباً معقولة" للاعتقاد بأنه يتحمل المسؤولية الجنائية عن "جريمة الحرب المتمثلة في التجويع كأسلوب من أساليب الحرب، وغيرها من الأعمال اللاإنسانية". إن حرب إسرائيل وحصارها وصمة عار، ليس فقط على إسرائيل، بل وأيضاً على الولايات المتحدة، التي سمحت لنتنياهو بالتصرف دون عقاب.
وبعد تدمير القدرة العسكرية لحماس وتحييد التهديدات الإقليمية لإسرائيل، ليس لدى نتنياهو أي مبرر لعدم إنهاء الصراع والموافقة على صفقة لإطلاق سراح الرهائن المتبقين. لكن يبدو أنه وحلفاؤه من اليمين المتطرف عازمون بدلاً من ذلك على احتلال المزيد من الأراضي على جبهات مختلفة، وإبقاء إسرائيل في حالة صراع دائم.
وتخلص الصحيفة إلى أنه لا يمكن ضمان أمن إسرائيل إلا بالسلام، ولم تكن إسرائيل في وضع أقوى من أي وقت مضى لتحقيق هذه الغاية - لو كان نتنياهو قادراً على رؤيتها.