كتبت ابتسام شديد في" الديار": لم يكن الأمر يحتاج الى جريمة قتل باسكال سليمان للتيقن ان ملف النزوح السوري لم يعد يحتمل التأجيل والمساومة، فالأمور لامست الخطوط الحمراء، واقتربت من الخروج عن السيطرة مع التهديدات التي تناولت النازحين، واجبارهم على المغادرة وإخلاء منازلهم ومؤسساتهم. ومع انها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة ربما، فالاحتقان يخرج مجددا الى العلن عند وقوع اي جريمة قتل او سرقة، لكن الامور باتت تسلك منحى خطرا يهدد بالمواجهة الشاملة، خصوصا ان ارتكابات عصابات القتل والسرقة تخطت المقبول في المجتمع اللبناني المضيف وفاقمت الأزمة.


تؤكد مصادر سياسية متابعة للزيارة ان هناك محاولة جدية هذه المرة لمعالجة الملف بالتعاون والتنسيق بين لبنان وقبرص والاتحاد الأوروبي، وفق صيغة محددة لوقف تدفق النازحين الى لبنان من خلال تخفيض المساعدات المالية للنازحين في لبنان، وتقديمها الى العائدين الى سورية فقط.
من الواضح، ان وصول مئات المهاجرين الشرعيين عبر البحر الى قبرص استنفر الجانب القبرصي، مما استدعى التعاون في هذا المجال، فيما كان لبنان يطلق نداءات الاستغاثة من دون ان يجيبه أحد للمساعدة بوقف النزوح عبر المعابر غير الشرعية، الأمر الذي سبب برفع عدد النازحين الى أكثر من مليوني نازح، بمباركة المنظمات والمجتمع الدولي، مما ثبت ضلوع المجتمعات الدولية في عملية تثبيت النازحين بلبنان والتمهيد لتحويلهم الى لاجئين ومواطنين لاحقا. وقد تسربت معلومات عقب جريمة قتل المسؤول "القواتي" وفور التهديدات ضد النازحين، عن اتصالات أممية تلقاها النازحون لتأمين مساكن بديلة في حال اضطرتهم الظروف الى مغادرة منازلهم، مما يثبت نظرية العمل على ابقائهم في لبنان.
من هنا، تعتبر مصادر سياسية ان ملف النزوح لم يعد يقبل التأجيل ودخل مرحلة خطرة، ولم تعد قضية إنسانية او اقتصادية، انما قضية وطنية تهم كل المناطق والطوائف، باعتراف كل المسؤولين.
وتكشف المصادر عن مقاربة رسمية جديدة لملف النزوح يتم العمل عليها، جزء منها ورد في الخطة التي أعلن عنها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي تتضمن التنسيق مع قبرص، فالرئيس القبرصي سيحمل معه ورقة عمل الى اجتماع بروكسل، للضغط ولتقليص عدد النازحين وتأمين العودة الآمنة الى بلادهم. وعلى الصعيد الداخلي هناك توجه لدى الحكومة، يؤكد انها تعمل ضمن خطة تتضمن فرز النازحين وإعادة من لا يملك اوراقا قانونية الى سورية، واعطاء اجازات عمل للعمال السوريين وفق للقوانين اللبنانية.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

شهيد وإصابات جنوبي لبنان.. والاحتلال يمنع عودة النازحين بعد انتهاء مهلة الـ60 يوما

استشهد لبناني وأصيب 17 آخرون، الأحد، أثناء محاولتهم العودة إلى بلداتهم المحتلة جنوب البلاد، بعد انتهاء مهلة الـ60 يوما لانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من الجنوب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال وحزب الله.

وانتهت، فجر الأحد، مهلة الـ60 يوما لانسحاب قوات الاحتلال، في خرق صريح للاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، حيث لا تزال تلك القوات موجودة في بعض المناطق الحدودية بجنوب لبنان.

وقالت مصادر محلية، إن عددا من الأهالي تجمعوا عند أطراف قرى الحافة الأمامية لجنوب لبنان، استعدادا للانطلاق نحو قراهم وسط استنفار أمني من قوات الاحتلال والقوات الأممية لحفظ السلام (يونيفيل) والجيش اللبناني.

الأهالي يزيلون سواتر الاحتلال الإسرائيلي ويتجهون إلى بلدة كفركلا pic.twitter.com/8dZ1usrChc — Leb Now (@leb_now) January 26, 2025
وأشارت إلى أن عشرات من أهالي بلدتي ميس الجبل وحولا وكفركلا والطيبة (جنوب) وصلوا سيرا على الأقدام إلى الأحياء الغربية بعد تخطي حواجز الجيش اللبناني وأماكن السواتر الترابية التي وضعتها جرافات إسرائيلية، السبت.

ودعا الجيش اللبناني، السبت، السكان إلى التريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية، تحسبا لوجود ألغام وأجسام مشبوهة من مخلفات جيش الاحتلال، متهما "إسرائيل" بالمماطلة في الانسحاب من تلك المناطق.

وشدد الجيش في بيان، على أهمية "تحلّي المواطنين بالمسؤولية والالتزام بتوجيهات قيادة الجيش، وإرشادات الوحدات العسكرية المنتشرة، حفاظاً على سلامتهم".


والجمعة، قال البيت الأبيض إن تمديد وقف إطلاق النار في لبنان "مطلوب على وجه السرعة".
وزعم مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الجمعة، أن صياغة الجزء المتعلق بمهلة الانسحاب المحددة في الاتفاق "يُفهم منها أنها قد تستغرق أكثر من 60 يوما".

كما زعم أن الدولة اللبنانية "لم تُنفذ اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل"، وبناءً عليه "ستستمر عملية الانسحاب التدريجي بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة"، دون تحديد موعد نهائي لإتمامها.

ومنذ 27 تشرين الثاني/ نوفمبر، يسود وقف هش لإطلاق النار بناء على اتفاق يقضي بانسحاب قوات الاحتلال تدريجيا خلال مهلة مدتها 60 يوما من المناطق التي احتلتها في لبنان أثناء تلك الحرب، على أن تنتشر قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.

وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و69 شهيدا و16 ألفا و670 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي.

مقالات مشابهة

  • تبون يأمر بمراجعة اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي
  • الخارجية القطرية: الجيش الإسرائيلي سيسمح بعودة النازحين إلى شمال غزة غد الإثنين
  • الناتو يعتزم مشاركة معلومات سرية مع صناعة الدفاع والاتحاد الأوروبي
  • ثلاثة شهداء جنوب لبنان.. والاحتلال يمنع عودة النازحين بعد انتهاء مهلة الـ60 يوما
  • شهيد وإصابات جنوب لبنان.. والاحتلال يمنع عودة النازحين بعد انتهاء مهلة الـ60 يوما
  • شهيد وإصابات جنوبي لبنان.. والاحتلال يمنع عودة النازحين بعد انتهاء مهلة الـ60 يوما
  • بسب خلفية مرور.. تضارب بالعصي والسكاكين وإطلاق نار في عكار
  • تعاون مشترك بين مصر وقبرص لتنمية حقول الغاز بالبحر المتوسط
  • من فرنسا وقبرص.. الجيش يتسلم معدّات جديدة
  • رئيس الحكومة اللبنانية: سيكون هناك تعاون كامل بين الكويت ولبنان مع تشكيل الحكومة