الأمن الغذائي هاجس السودانيين الأول
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
تمر اليوم الذكرى السنوية الأولى للحرب في السودان، التي بدأت قبل عام بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتاح برهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو.
وأدت الحرب في السودان إلى مقتل آلاف الأشخاص، وأجبرت ثمانية ملايين شخص آخرين على الفرار من ديارهم إلى مناطق أكثر أمنًا، داخل البلاد أو إلى البلدان المجاورة وفقًا لأرقام الأمم المتحدة.
وقد أصبح وضع الأمن الغذائي “أكبر مصدر قلق” للوكالات الإنسانية العاملة في السودان، وفقاً لرئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، جوستين برادي.
وقال برادي في مقابلة أجريت معه، إن موسم الحصاد هذا العام كان أقل بنسبة 4% على الأقل من موسم العام الماضي، مشيرا إلى أن المكتب تلقى الشهر الماضي تحذيرين موثوقين، من حدوث مجاعة، وقال: “المجاعة ليست كلمة نستخدمها بشكل فضفاض، إنها تعبر عن الحالات الأشد سوءًا، وأخشى أن هذا ما قد يقع فيه الشعب السوداني”.
وطالبت: هيئة المجتمع الدولي المعنية بتحديد شدة أزمات الجوع الشهر الماضي، بضرورة اتخاذ إجراء فوري “لمنع انتشار الوفيات على نطاق واسع، والانهيار التام لسبل العيش، وتفادي أزمة جوع كارثية في السودان”.
وبحسب التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، فإن الظروف الأمنية وعدم القدرة على الوصول إلى السكان تعني أن الوكالة لم تتمكن من تحديث تقييمها من ديسمبر، عندما وجدت أن حوالي 18 مليون شخص في السودان يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد؛ منهم حوالي 5 ملايين شخص على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
وقال برادي إن المكتب تلقى تقارير عن أشخاص يموتون بسبب سوء التغذية، وآخرين يأكلون أوراق الأشجار، أو يأكلون مرة واحدة فقط في ثلاثة أيام.
ووصف برادي الوضع الإنساني في السودان “بالمظلم جداً”، وقال: “الوضع سيصبح سيئاً للغاية وبسرعة كبيرة، ويمكننا التغلب على تحديات الموارد وتحديات الوصول”.
وناشد برادي المجتمع الدولي بالضغط على الأطراف المتحاربة لوقف القتال، وجمع الأموال لخطة استجابة الأمم المتحدة، والسماح بالوصول إلى المناطق الأكثر تضرراً في الخرطوم ودارفور وإقليم كردفان، للمساعدة في عكس مسار الكارثة قبل فوات الأوان.
وقال برادي: “نحن لا نتحدث فقط عن أشخاص قد يموتون بعشرات ومئات الآلاف في الأسابيع والأشهر القادمة. ولكننا نتحدث عن تأثير جنوني حقيقي، قد يستنزف فيه السودان في المستقبل.”
ومنذ بدء الحرب، انهار إنتاج الغذاء وتوقف الاستيراد وارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة 45% في أقل من عام، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA).
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير صدر مؤخرًا، إن حركة المواد الغذائية في جميع أنحاء البلاد، لا سيما إلى المناطق الريفية والنائية حيث يعيش معظم السكان، قد تم تقييدها بشدة بسبب النزاع، مما دفع أكثر من 37% من السكان إلى أعلى مستويات أزمة الجوع.
وقبل الحرب بثمانية عشر شهرًا، قاد كل من البرهان ودقلو انقلابًا عسكريًا وأغرقا البلاد في حالة من الفوضى، حيث أطاحا بالحكومة المدنية المعترف بها دوليًا، والتي كان من المفترض أن تقود عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد، بعد إطاحة العسكريين في 2019م بعمر البشير الذي حكم البلاد لفترة طويلة، وسط انتفاضة شعبية ضد الحكم المستمر منذ ثلاثة عقود.
وشكّل الانقلاب والحرب ضربة كبيرة لآمال السودانيين في حكم ديمقراطي، بعد عقود من الحكم العسكري الذي حوّل السودان إلى دولة منبوذة لعقود.
وقال خبراء الأمم المتحدة في تقرير قدموه إلى مجلس الأمن الدولي في وقت سابق من هذا العام، إن دارفور تشهد “أسوأ أعمال عنف منذ عام 2005م”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: انقطاع الإغاثة عن شمال دارفور يعرض النازحين لخطر الأوبئة والمجاعة
حذرت منسقة الأمم المتحدة المقيمة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، ، من خطر تعرض النازحين للأوبئة وسوء التغذية والمجاعة، جراء الانقطاع عن سلاسل الإمدادات والمساعدات.
بورتسودان ــ التغيير
ونزح 400 ألف شخص من مخيم زمزم، كما فر مئات الآلاف من قرى ومدينة الفاشر ومناطق المالحة وأم كدادة وبروش، حيث استقر البعض في مواقع داخل ولاية شمال دارفور، فيما اختار البعض الآخر الذهاب إلى جبل مرة بوسط دارفور.
وقالت سلامي، في بيان إن “المجتمعات النازحة باتت معزولة عن سلاسل الإمداد والمساعدات، مما يزيد من خطر تفشي الأوبئة وسوء التغذية والمجاعة”.
وأشارت إلى أن حركة النزوح تتسم بعدم الاستقرار، حيث تغذيها الأعمال العدائية والمخاوف من تصعيد عسكري محتمل على الفاشر.
وسيطرت قوات الدعم السريع على مخيم زمزم الواقع على بعد 12 كيلومتراً جنوب غرب الفاشر في 14 أبريل الجاري، ضمن مساعيها للسيطرة على المدينة التي عززت قواتها في القرى القريبة منها بعد إبعاد السكان منها قسرياً.
وتمنع قوات الدعم السريع وصول السلع والإغاثة إلى الفاشر، حيث تفرض عليها حصاراً منذ عام، قبل أن تشدده في الأشهر الأخيرة، مع استمرار قصف أحياء المدينة ومخيم أبو شوك بالمدافع والطيران المسيّر.
وذكرت سلامي أن المنظمات الإنسانية تواجه تحديات تشغيلية حرجة ومتفاقمة في شمال دارفور، نتيجة للنزوح القسري والواسع النطاق للمدنيين بعيدًا عن البنية التحتية القائمة وخدمات الإغاثة.
وشددت على أن هذا النزوح أدى إلى تعطيل كبير في عمليات الإغاثة الحالية، كما زاد بشكل كبير هشاشة مئات الآلاف من الأشخاص.
وأضافت: “القيود الحالية على الوصول الإنساني، خاصة إلى الفاشر ومحيطها، تعرقل قدرة المنظمات على الاستجابة بفعالية، حيث إنه رغم النداءات المتكررة لم يُسمح حتى الآن بوصول آمن ومستدام إلى هذه المناطق”.
وتعد شمال دارفور أكثر ولايات الإقليم الواقع في غرب السودان، والذي يحتاج 79% من سكانه إلى مساعدات وحماية، تضررًا من النزاع الحالي مع استمرار الدعم السريع في اجتياح المناطق الآمنة وإجبار المدنيين على النزوح.
وأصبحت منطقة طويلة الخاضعة لسيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، مركزًا لتجمع مئات الآلاف من النازحين الذين وفدوا إليها من الفاشر ومناطق أخرى في شمال دارفور.
وطالبت سلامي في البيان بضرورة استمرار تدفق المساعدات عبر البنية التحتية القائمة لقدرتها على تقديم استجابة شاملة وفعالة، ولتفادي المزيد من النزوح القسري وتخفيف العبء عن مناطق مثل طويلة والمجتمعات المضيفة المنهكة.
وتابع: “الانتهاكات الخطيرة، بما في ذلك الهجمات المباشرة على النازحين والعاملين في المجال الإنساني، غير مقبولة. يجب ألا يكون المدنيون هدفًا أبدًا، كما يجب ألا يُشترط النزوح القسري للحصول على المساعدات”.
وتروج حركات متحالفة مع الدعم السريع، مثل تجمع قوى تحرير السودان وحركة تحرير السودان ــ المجلس الانتقالي، على ضرورة نزوح السكان من الفاشر ومخيمات النزوح قربها إلى مناطق بعيدة عن المعارك للحفاظ على حياتهم وضمان تلقي الإغاثة.
وتنشط الحركتان في إجلاء الفارين من منطقة شقرة قرب الفاشر إلى طويلة وكورما بشمال دارفور.
الوسومأوتشا الأمم المتحدة الفاشر تحذير سلامي