حرائر اليمن يؤكدن: غزة بوصلة قلوبنا والأقصى محور عزة الأمة
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
هاهُنّ حرائر الطوفان خرجن بعنفوان النّصرة وعزيمة الإيمان؛ تلبيةً لنداء الله بنصرة أهل غزة؛ وتضميدًا لجراح أخواتهن الغزاويّات اللواتي يتعرضن لأبشع وأشنع الجرائم الصّهيونيّة، وفي يوم القدس العالمي الذي أحيينه مختلفاً عن بقيّة الأعوام المنصرمة، خرجت حرائر اليمن وبوصلة قلوبهن تتجه عشقاً إلى القدس والأقصى وغزة، مُصوِّبات بركان الغضب نحو العدو الصّهيوني المجرم الذي انتهك الحرمات واستباح الأعراض.
الثورة /
فاطمة هاني المداني من اللجنة الإعلامية تعتبر خروج النساء في مسيرات إحياء يوم القدس العالمي تلبية لنداء الله ونداء السيد القائد ومساندة لاخواتنا في غزة، وهن يتعرضن لأبشع الجرائم والمجازر؛ ولنوصل رسالة للعدو الصهيوني أننا سنبذل أرواحنا ورجالنا ومالنا لمواجهتهه، وأن المرأة اليمنية ستربي الجيل الذي يواجههم ويزعزع أمنهم وينكل بهم.
وأكدت المداني أن إحياء يوم القدس العالمي له أهميته الكبرى وهو واجب ديني؛ لنلقى الله يوم القيامة بوجوه بيضاء في نصرة مقدساتنا وأمتنا، وفي ذات الوقت متبرين من أعدائه “اليهود والنصارى”، ومنكلين بهم وأننا لن نسكت عن باطل ولن نتخاذل عن نصرة المظلومين.
أما عن رسالتها لأهل غزة فتقول: إننا معكم ولن نترككم؛ حتى يتجلى النصر ونصل إليكم ونسجد لله شكراً في المسجد الأقصى، ونوصل أيضاً رسالتنا لقواتنا المسلحة وشكرنا الجزيل لهم على عظيم ما صنعوه، ونحمد الله ونشكره أن جعلنا من هذا الشعب، والحمد لله على نعمة اليمن، كلنا فخر بكم وبعملياتكم التي تقظي مضاجع العدو وتقلق أمنهم واستقرارهم بعون الله وتسديده.
على صعيد متصل تقول مها الهادي: خرجنا في هذه المناسبة التي تأتي كل آخر جمعة من شهر رمضان المبارك نصرةً للقدس ولأهل غزة والمسلمين جميعاً
وتؤكد الهادي أن إحياء يوم القدس العالمي هو لخلق الوعي والبصيرة، وأتى يوم القدس هذا العام ونحن ندافع عن أهل غزة بكل ما نستطيع، ونقول لهم لستم وحدكم وإنما نحن معكم في كل وقت وكل حين، فاصبروا فإن النصر حليفكم وسننتصر على العدو الصهيوني الأمريكي بإذن الله.
ووجهت الهادي رسالتها لأبطال القوات المسلحة الذين يناصرون أهل غزة قائلة: لهم جزيل الشكر لأنهم في تعبهم ومقاومتهم وصحتهم في هذا الشهر الفضيل يناصرون أهل غزة ويدافعون عن مقدساتهم الإسلامية.
أما رسالتها للأنظمة العربية المتخاذلة وللعدوان الأمريكي الإسرائيلي فقالت: سيندمون ندماً كبيراً على سكوتهم وإجرامهم وعلى تنصلهم للمسؤولية ووقوفهم جنباً إلى جنب مع أسيادهم، وسنبيدهم إبادة كبرى بإذن الله.
من جانبها تحدثت زينب المرتضى: خرجنا في هذا اليوم لإحياء يوم القدس العالمي وللوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في تحرير المقدسات من دنس اليهود، وأننا لن نتركهم أبداً
وتشير المرتضى بالقول: يأتي يوم القدس العالمي هذا العام وغزة تتعرض للإبادة الجماعية، وتموت أمام العرب والعرب لايزالون يلتزمون الصمت ولم يحركوا ساكناً، فمن الضروري والواجب أن نحيي هذه المناسبة وأن نقف إلى جانب مقدساتنا وإخوتنا بكل الوسائل والطرق.
ومضت تقول: لو كانت الدول المجاورة فتحت لليمنيين الحدود لأجل قتال العدو الإسرائيلي فبلا شك سيسارع الجميع في ذلك، ولن يترددوا أبداً في القتال إلى جانب المجاهدين ولن يبقى للعدو الإسرائيلي أي أثر.
وتوجهت برسالتها لأهل غزة بالقول: رسالتي بأن يقاوموا وأن يصمدوا أمام هذا العدو المجرم، ونحن سنقف معهم بكل ما لدينا من نفس ومال ورجال وبالكلمة أيضاً؛ لأن هذه مسؤولية أمام الله سنسأل عنها يوم القيامة.
وخلال إحياء يوم القدس العالمي بشعاره هذا العام “طوفان الأحرار” أكدت أم ذو الفقار أن هذا اليوم هو يوم عظيم ومن أيام الله، وخرجنا في هذه المناسبة لنقف مع إخوتنا المجاهدين في القدس وغزة، ورسالتي لأهل غزة أن يصبروا وأن يعودوا إلى الله عودةً خالصة، وأن يتوكلوا على الله ونسأل من الله أن يسدد رميهم ويثبت أقدامهم.
أما عن المجاهدات في فلسطين فتوجهت أم ذو الفقار بالقول: نقول لهن أن يصبرن ويتحملن وأن يرجعن إلى الله؛ لأن الصبر يأتي بعده النصر والفتح المبين، فإننا معكن ونتألم لألمكن، ونحزن لحزنكن.
ومضت قائلة: إن السكوت المريب لدى الأنظمة العربية المطبعة مع كيان العدو يدل على أن الإنسانية لديهم قد انعدمت بشكل تام، وكان من المفترض أن يجعلوا التعاون والتكاتف لنصرة أهلهم في غزة وسيلة لنجاتهم من فضيحة العار وهي فضيحة التطبيع والتودد مع الكيان الصهيوني الغاصب.
وفي ذات السياق تستهل أم محمد حديثها بالقول: خروجنا في هذه المناسبة يأتي استشعاراً للمسؤولية أمام الله في هذا اليوم العظيم لأنه يوم عالمي، وكونه يوماً عالمياً فنحن حرائر اليمن خرجنا هنا؛ لنثبت للعالم أننا صامدون رغم العدوان رغم الحصار رغم القصف على غزة، فنحن مناصرين لغزة دائما وابداً ما وما دمنا أحياء على وجه الأرض هذه لن نتخاذل ولن نجبن أمام العدو الإسرائيلي، ونقول لهم خسئتم بما فعلتموه في غزة فهي صامدة رغم عدوانكم والنصر قريب إن شاء الله.
وتؤكد أم محمد بالقول: من هنا من ساحة الأقصى الشريف فنحن حرائر اليمن نقول للعدوان: رجال اليمن ونساؤها طوفان عليكم دائماً وأبداً، ولأهل غزة نقول لهم: نحن معكم بقلوبنا ودمائنا ورجالنا ونسائنا باذلون أرواحنا لأجلكم ونصرتكم، ولو طلبتم منا الدماء لبذلناها في هذا اليوم العظيم.
وفي ختام الاستطلاع تحدثت أمل محمد القدر قائلة: خرجنا نصرةً للأقصى الشريف الذي يتعرض للتدنيس من قبل العدو الصهيوني، ونصرةً لأهل غزة الذين يتعرضون لأبشع الجرائم ومجازر الإبادة الجماعية، وهو واجب ديني علينا أن نقف معهم، وأبسط شيء يمكننا أن نفعله هو الخروج في المسيرات والوقفات إلى جانب مقاطعة بضائعهم.
وأكدت القدر أن ما يحدث في غزة يجعل الرأس يشتعل شيباً من فظائع الإبادة، ونحن مسؤولون أمام ما يحصل وباستطاعتنا أن نبذل بالكلمة والوقفات والمسيرات وبالأرواح بإذن الله.
وتابعت بالقول: ليس غريباً على اليمنيين أن يناصروا مقدساتهم وأمتهم في فلسطين؛ لأن فلسطين متجذرة في قلوبهم وأرواحهم منذ قديم الأزل، ونحن في ظل قيادة سيدي عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله سنبقى رهن إشارته في أي توجيه يصدر منه، ونحمد الله على نعمة القيادة العظيمة التي عززت فينا هذه الروحية الإيمانية الجهادية.
واختتمت رسائلها المتنوعة قائلة: للأنظمة العربية الساكتة، سيأتي اليوم الذي تبكون فيه دماً على تخاذلكم لدماء أهل غزة ولتدنيس القدس الشريف؛ لأن الله عز وجل لا يرضى للساكتين والمتخاذلين وأنه وعدهم بنار جهنم، وللعدوان الأمريكي البريطاني لم تهزوا فينا شعرة بقصفكم علينا وقد جربنا منذ ٩ سنوات كل أشكال الوجع والمعاناة، وهذا لم يزدنا إلا قوة وثباتاً وما موقفنا تجاه ما يحصل في فلسطين إلا جزء من هذه القوة والثبات.
المركز الإعلامي للهيئة النسائية بالأمانة
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
بالوعي والمقاومة.. كيف أعاد اليمن صياغة معركة الأمة؟
يمانيون../
ليس أخطر على أمّة من أزماتها الفكرية والثقافية، ولا أشد قسوة عليها من الانحطاط الذي يُطوّق وعيها ويحاصر إرادتها، فالأزمات السياسية قد تجد طريقاً للحل إذا كانت هناك إرادة واعية، ولكن حين تتصدع منظومة القيم، ويتسلل الوهن إلى الثقافة والضمير الجمعي، تصبح الأمّة عاجزة عن مواجهة الأخطار التي تحدق بها، بل قد تتحول إلى شريك في تسهيل هذه الأخطار وتمكينها من تحقيق مآربها.
هذا ما نعيشه اليوم في واقع الأمّة العربية، حيثُ لم يعد الانقسام والتشتت مجرد ظاهرة سياسية، بل باتا جزءًا من المشهد الثقافي والفكري.
انحراف مبادئ وفلسطين ثابتة
لقد أصبحت فلسطين، التي كانت رمزاً للوحدة والنضال، هدفاً للخذلان، بل وحتى خنجراً في خاصرة النخب التي اختارت الاصطفاف مع العدوّ الصهيوني، ليس فقط بالتطبيع، بل بالدفاع عن جرائمه، وتشجيعه على قصف كلّ صوت مقاوم.
إن هذا الانحطاط لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج طويل من العمل الممنهج الذي استهدف الثقافة والوعي العربيين.
منذ عقود، والآلة الاستعمارية تعمل على تفريغ الهوية العربية من محتواها، واستبدال قيم التضامن والإباء بقيم الاستهلاك والخضوع.
واليوم، نرى ثمرة هذا المشروع واضحة في مواقف بعض النخب السياسية والإعلامية التي تتباهى بولائها للمحتل، وتهاجم كلّ من يقف في وجهه.
لقد أصبح المشروع الإسرائيلي جزءاً لا يتجزأ من مشروع الهيمنة الأمريكية في المنطقة، وكلاهما يسعيان إلى تمزيق ما تبقى من وحدة عربية، وتصفية كلّ جيوب المقاومة التي تقف حجر عثرة أمام مخططاتهما.
وما يثير الألم والغضب هو أن بعض الدول والجماعات السياسية في المنطقة لم تكتفِ بالصمت، بل انضمت إلى هذه المشاريع، وأصبحت شريكاً فاعلاً فيها.
إن هؤلاء الذين يشرعنون وجود الكيان الصهيوني، ويدافعون عن قصفه للمدن والمخيمات، لا يدركون أنهم يطعنون شعوبهم قبل أن يطعنوا القضية الفلسطينية، إنهم يقفون في خندق الخيانة، ويتحولون إلى أدوات بيد المحتل، يُروِّجون لرواياته، ويُضلِّلون الرأي العام العربي، حتى أصبح من يدافع عن فلسطين يُتهم بالتطرف، ومن يُناصر الاحتلال يُصنَّف بالاعتدال.
اليمن يبرز بالمشروع القرآني
القصة بدأت قبل عقدين من الزمن وبينما كان الكيان الصهيوني يواصل تنفيذ مخططاته لتدجين الشعوب وتفريغ الهوية الثقافية العربية من محتواها، وقفت الأنظمة العربية عاجزة، بل وغافلة عن الأخطار التي تُحاك ضد الأمّة.
في خضم هذا الواقع المرير، برزت بصيرة رجل من أعماق جبال اليمن، الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، الذي أدرك بحكمته ووعيه حجم المخاطر التي تهدد الأمّة وكرامتها.
بدأ بتأسيس مشروع قرآني يهدف إلى مواجهة هذه المخططات الاستعمارية، مستندًا إلى ثقافة المقاومة والإباء، ليعيد صياغة الوعي الجمعي للأمة، ويضع أسساً جديدة لصراع يمتد إلى عمق الوجود العربي والإسلامي في مواجهة الاحتلال والاستكبار.
في خضم هذا الواقع المرير الذي تعيشه الأمّة العربية، حيثُ تخفت أصوات المقاومة وتتعالى أصوات التطبيع والانحلال، ويغيب المشروع العربي، يظهر اليمن كاستثناء لافت، يكسر هذه المعادلة المذلة، ويعيد إلى الوعي العربي الأمل.
منذ اللحظة التي أطلق فيها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، مشروعه القرآني التحرري في عام 2003 كان يدرك بعين بصيرته أن الأمّة تقف على شفا هاوية، وأن التخاذل أمام المشروع الأمريكي الصهيوني ليس إلا بداية لسلسلة لا تنتهي من الانكسارات والهزائم.
لقد أطلق مشروعًا لم يكن مجرد حراك سياسي أو عسكري، بل ثورة فكرية وثقافية، انطلقت من عمق جبال مران في صعدة، لتعيد صياغة مفهوم المقاومة وفق أسس ثقافية ودينية وأخلاقية متينة، كان يؤمن بأن أية مواجهة مع قوى الاستكبار العالمي يجب أن تسبقها مواجهة داخلية مع الجهل، والخنوع، والتبعية؛ ولهذا أسس وعيًّا شعبيًّا يربط بين معركة الكرامة الوطنية ومعركة البناء الثقافي والروحي.
حمل المشروع يخلق التحولات
وبعد سنوات من التضحيات، أصبحت نتائج هذا المشروع واضحة للعيان، الجيش اليمني، الذي كان يوماً مستضعفاً ومحاصرًا، تحول إلى قوة إقليمية لا يمكن تجاوزها، استطاع أن يفرض معادلات استراتيجية غير مسبوقة، من التحكم في مياه البحر الأحمر إلى دك عمق الأراضي المحتلة بالصواريخ والمسيّرات، معلنًا أن الأمّة قادرة، إن أرادت، على كسر هيمنة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل.
على الجانب الآخر، نجد الشعب اليمني في حالة استثنائية من الوعي والحركة، في وقت غرق فيه كثير من شعوب المنطقة في الخمول واللامبالاة، يقف الشعب اليمني في ميادين المقاومة بكل أشكالها، تجدهم في معسكرات التدريب، وفي دورات التأهيل الثقافي والعسكري، وفي الإعلام، وفي حملات التبرع لدعم المجهود الحربي، وفي الوقفات الاحتجاجية والمسيرات المليونية التي تجدد روح الصمود والتحدي كلّ أسبوع.
هذا المشهد يضعنا أمام مقارنة مؤلمة مع بقية شعوب وقادة المنطقة، في حين يُباد أهل غزة تحت القصف الإسرائيلي، وتُدمَّر المدن الفلسطينية، نرى كثيراً من الدول العربية غارقة في مهرجانات الترفيه والرقص والانحلال الأخلاقي، بينما يستمر الكيان الصهيوني في جرائمه، نجد هذه الدول تلتزم الصمت، أو في أحسن الأحوال تصدر بيانات خجولة لا ترقى إلى مستوى الجريمة.
بل إن الأمر تجاوز حدود الصمت إلى التواطؤ، فبعض الدول أصبحت تطالب الكيان علنًا باجتثاث حركات المقاومة، وتتهمها بالإرهاب، وكأنها تنطق بلسان المحتل، أما التطبيع، فلم يعد مجرد اتفاقيات سرية، بل تحول إلى حالة فجة من التحالف مع العدوّ، بل والدفاع عن جرائمه، تحت ذرائع واهية لا تنطلي إلا على العقول المستعبدة.
إن الفارق بين اليمن وبقية المنطقة ليس في الإمكانيات، بل في الإرادة والوعي، في اليمن، أدرك الشعب والقيادة أن الكرامة لا تُمنح، بل تُنتزع، أما في بقية الدول، فقد استسلمت شعوبها وقادتها لفكرة أن المقاومة مستحيلة، وأن الخضوع قدر لا مفر منه.
إن ما يقدمه اليمن اليوم ليس فقط نموذجاً للمقاومة، بل دعوة صريحة للأمة لاستعادة دورها ومكانتها، ما يفعله الشعب اليمني هو تأكيد على أن الكفاح ممكن، وأن التغيير يبدأ من الوعي والإيمان بعدالة القضية.
وفي النهاية، تبقى الحقيقة واضحة: الكيان الصهيوني وأعوانه يعتمدون على حالة الخنوع التي يعيشها معظم العالم العربي، لكنهم يدركون تماما أن هناك شعوباً، كاليمن، لا تزال عصية على الخضوع، قادرة على كسر معادلات الهيمنة، وكتابة مستقبل الأمّة بأحرف من نور ودم.
النموذج اليمني كدعوة اقتداء للأمة
أخيراً، وفي ظل غياب المشروع العربي فإن ما يقدمه اليمن من نموذج راسخ في الصمود والمقاومة يؤكد أن الخلاص الحقيقي للأمة يكمن في الانضواء تحت راية المشروع القرآني، الذي أثبت صلابته في مواجهة قوى الاحتلال والاستكبار؛ فهذا المشروع لم يكن مجرد حراك عابر، بل رؤية متكاملة تستنهض قيم الحق والعدل والكرامة، وتعيد للأمة هويتها ومكانتها.
هل تتذكرون خطابات السيد القائد عبد الملك الحوثي، خلال أغسطس وسبتمبر من هذا العام، عندما حذر من خطورة التنصل عن المسؤولية تجاه ما يحدث من عدوان على غزة؟ فقد أكّد أن التخاذل أو صمت بعض الدول العربية عن دعم غزة ليس مجرد خطأ سياسي، بل خطوة خطيرة تحمل بذور اضطرابات كبرى ستطال الجميع، سواء أكانوا دولًا أو جهات سياسية.
وأشار إلى أن ما يحدث في غزة ليس سوى بداية لمعركة أكبر ستحدد مستقبل الأمّة العربية بأسرها.
وقد رأينا قبل أيام تحقق ذلك في سوريا، حيثُ حاول النظام السابق بقيادة بشار الأسد تحييد سوريا عما يحدث في غزة، لكن نتيجة هذا التفريط كانت كارثية،؛ إذ انتهى الأمر بسقوط سوريا، مما مثَّل فرصة لتوسع الاحتلال في الأراضي السورية واحتلال مساحات كبيرة، إلى جانب تدمير مقدرات سوريا العسكرية.
وهناك اليوم أيضاً تحذيرات من أن تكون الأردن هي التالية؛ إذ بات الكيان الصهيوني يلعب على نفس السيناريو والمخطط وهو مستعد لاقتناص هذه الفرص لتدمير مقدرات الجيوش العربية.
ما أود قوله في هذه السطور هو التأكيد على رسالة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، في خطابه يوم الخميس لجمهورية مصر العربية، حيثُ أشار وحذر من وجود سيناريو أمريكي وإسرائيلي يستهدف الجيش المصري بشكل مباشر.
هذا التحذير يجب أن يُؤخذ على محمل الجد من قبل القيادة والشعب والجيش المصري، فلقد رأينا كيف تحول التهاون في سوريا إلى انهيار أمني وعسكري واسع النطاق.
ومن هنا كانت الرسالة واضحة من قبل السيد الحوثي؛ إذ شدّد على أنه يتعين على مصر القيام بواجبها ومسؤولياتها تجاه الأمّة لدرء هذه المخاطر قبل أن تصل إليها.
المسيرة: كامل المعمري