سواليف:
2025-02-22@21:41:15 GMT

النسخة المخففة من الحرب الإقليمية

تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT

#النسخة#المخففة من #الحرب_الإقليمية _ #ماهر_أبوطير

لم تكن ليلة عادية ليلة السبت على الأحد، حين سهرت عمان ومناطق أخرى في الأردن على مشاهد المسيرات والصواريخ الإيرانية المتجهة إلى إسرائيل في سياقات الرد الإيراني.

ساد التوتر في كل مكان، فالأردن محاط بالأزمات والحروب، وموقعه الجيوسياسي، حساس جدا، وبقي أغلب الناس في يقظة يتابعون نشرات الأخبار، والتقارير، والفيديوهات حول عمليات إطلاق المسيرات والصواريخ، وسقوطها في أكثر من موقع، في مشهد مثير، في مشهد يستدعي حرب التسعين حين عبرت الصواريخ العراقية سماء الأردن، نحو فلسطين المحتلة.

لكن السؤال الذي كان يتردد يرتبط بشقين الأول هل بدأت الحرب الإقليمية فعليا من هذا التوقيت؟ والثاني هل نحن أمام تأسيس لحرب إقليمية سوف تنفجر في توقيت ثان؟.

مقالات ذات صلة كاريكاتير ناصر الجعفري 2024/04/15

في كل الأحوال لا بد من الإشارة إلى أن سيناريو الرد الإيراني تم تسريبه أصلا إلى وسائل الإعلام قبل أيام، بعد أن تسربت معلومات حول تدخل أميركي عبر عاصمة عربية للضغط على طهران لضبط إيقاع الرد، وكان معلوما مسبقا أن الرد سيكون محدودا، مئات المسيرات والصواريخ، دون التسبب بالانزلاق نحو حرب إقليمية لا تريدها واشنطن، ولا طهران، ولاتحتملها إسرائيل أصلا في هذا التوقيت فقط، وربما تجدولها لتوقيت لاحق، وهذا يعني أن الرد كان معروف الملامح مسبقا، في سياقات حفظ ماء الوجه الإيراني بعد الهجوم على قنصلية طهران في دمشق، إضافة إلى أن الرد كان مشابها لفصيلة العمليات العسكرية من لبنان والعراق واليمن وسورية، ومن ذات الحزمة الجينية، ولم يخرج عن طبيعتها المعتادة، وكان الفرق فقط ان الرد جاء من المركز من إيران مباشرة، ويخفي خلفه قدرات أعلى لم يتم استعمالها.
إيران ذات دهاء فهي لا تريد التورط في حرب إقليمية، ولا تريد التسبب بأضرار لشعبها، ولا تريد التخلي عن مشروعها الممتد، وهي أيضا تريد فتح المجال سرا أو علنا للوصول إلى تسوية إقليمية مع طهران حول خرائط نفوذها في المنطقة، بما يعني أن رفع سقف الرد سيؤدي إلى تخريب كل الإستراتيجية الإيرانية، وهذا يفسر أن الرد جاء محكوما بعوامل وسقوف معينة.

إيران ذاتها أوصلت رسالة مباشرة بهذه العملية إلى واشنطن وعواصم غربية، وإسرائيل ودول المنطقة العربية أنها قادرة على حرق كل المنطقة إذا أرادت ذلك من خلال عمليات شبيهة نحو دول ثانية إذا اضطرت، خاصة، أنها لم تستعمل إلا أقل قدراتها عبر رسالة التهديد الضمنية من حيث قدرتها على نسخ سيناريو الهجوم على إسرائيل وتكراره في مواقع أخرى، بما يوفر منذ الآن أرضية مفيدة لطهران للضغط على دول كثيرة للاعتراف بالنفوذ الإيراني.
إسرائيل لأول مرة منذ تأسيسها تعبر فترة غير مسبوقة، وتتعرض لضربات من داخل فلسطين، والعراق، وسورية، ولبنان، واليمن، وإيران، بما يهدم يوميا النموذج الإسرائيلي المزيف وينسف كل مزاياه التنافسية ومكتسباته المتراكمة، وهذه كلف مرعبة يدفعها الاحتلال يوميا.
هذا يعني أن شبكة إيران الممتدة هي الأخطر على الاحتلال بالمفهوم العسكري والأمني والسياسي، بما يجعلنا نفترض أن إسرائيل ستبحث عن مسارات متعددة لمحاولة تحجيم إيران ومعسكراتها في كل مكان، وهو جهد لا ينجح تماما، ويتعرض لعراقيل مختلفة حتى الآن.

حتى وزير خارجية إيران خرج ليذكر العالم بفضائل الرد الإيراني، حيث لم يتم استهداف مدنيين إسرائيليين، ولا منشآت اقتصادية، فيما بعثة إيران في الأمم المتحدة أكدت أن العملية انتهت، وهذا كلام يراد عبره استيعاب رد الفعل الدولي، والتذكير بقدرة إيران على التحكم بأعصابها.
في كل الأحوال كنا أمام نسخة عسكرية مخففة لحرب إقليمية- دولية، ليلة السبت على الأحد، وهي نسخة قد تتحول إلى واقع أخطر من درجة أعلى، بما قد يقود المنطقة كلها نهاية المطاف إلى كل الاحتمالات، خاصة، أن توليد مسارات حاسمة لغلق ملفات المنطقة، أمر لا يتم، ولنتذكر هنا أن كل المنطقة أمام إعادة صياغة كبرى، أما عبر الحرب، أو عبر التسويات.
كانت تلك ليلة وقف فيها الشرق الأوسط على قدم واحدة من شدة الذعر تحسبا من المفاجآت، حتى برغم توفر معلومات مسبقة حول طبيعة الرد الإيراني وسقوفه التي تم التوافق عليها.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: النسخة الحرب الإقليمية الرد الإیرانی لا ترید أن الرد

إقرأ أيضاً:

بعد زيادة المخصصات العسكرية .. هل تستعد إيران للحرب؟

كشف عضو لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني، أحمد بخاشيش أردستاني، حقيقة إستعدادات طهران لخوض حربا حيث  أكد أن مضاعفة مخصصات القوات المسلحة ثلاث مرات في موازنة 2025 لا تعني بالضرورة أن البلاد تستعد للحرب.

وقال أردستاني في حديث صحفي : إن مضاعفة مخصصات القوات المسلحة قد تدل على أن "المفاوضات ليست خياراً مطروحاً".

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت زيادة مخصصات القوات المسلحة بنسبة 200% تعني الاستعداد لظروف الحرب، قائلاً: "لا يمكن الجزم بذلك بشكل دقيق، لكن في كل الأحوال، هذه الزيادة الكبيرة تعني أننا لن نتفاوض، ولا نضع التفاوض على جدول أعمالنا".

ويُشار الي أن قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري، أمير علي حاجي زاده، قد صرح، الأربعاء، بشكل مباشر عن نية تنفيذ "الوعد الصادق 3"، قائلاً: "إذا هوجمت المنشآت النووية الإيرانية، فإن المنطقة ستشتعل بنيران لا يمكن حساب مداها".

وجاءت هذه التصريحات بعد أن هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأن إسرائيل، "ستشن هجوماً عسكرياً على إيران، إذا لم تتخل عن برنامجها النووي".

وفي وقت سابق ، قال المرشد العام الإيراني علي خامنئي “لا نشعر بأي قلق أو مشكلة فيما يتعلق بالتهديد الصلب أو الحرب المباشرة” - ويُستخدم مصطلح "التهديد الصلب" في الخطاب الرسمي الإيراني كمرادف لكلمة "الحرب"- .

فيما  ذكر موقع إيران “إنترناشيونال” تخطط الحكومة الإيرانية في مشروع موازنة 2025، لتصدير 1.75 مليون برميل من النفط يومياً، مع تخصيص 420 ألف برميل منها للقوات المسلحة. وهذا يعني أن 24% من صادرات النفط اليومية ستذهب مباشرة إلى الجيش.

ومن حيث القيمة، يُقدَّر النفط المخصص للقوات المسلحة في عام 2025 بنحو 11 مليار يورو، مقارنة بأربعة مليارات يورو في ميزانية عام 2024، ما يعني أن الحكومة رفعت موازنة الجيش إلى ثلاثة أضعاف تقريباً.

وقال قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري، حاجي زاده "الوضع الحربي لا يعني فقط الضرب، بل الاستعداد لتلقي الضربات أيضاً".

واتم تصريحاته قائلا : "في الواقع، لم يكن القصف سيئاً بالنسبة لنا، لأنه جعل المسؤولين أكثر انتباها، وحصلنا على المزيد من الأموال والإمكانات".

مقالات مشابهة

  • وزير استخبارات إيران: لا تراجع عن سياسة الرد بالمثل في مواجهة التهديدات الأمريكية
  • إيران: سنسوي إسرائيل بالأرض..هل اقتربت عملية الوعد الصادق3؟
  • القائد النخالة يشيد ببطولات اليمن ويثمّن دعم إيران والمقاومة في المنطقة
  • خبير إستراتيجي: إسرائيل قد تضرب إيران عسكريا في هذه الحالة
  • الرئيس الإيراني: نريد التفاوض مع أمريكا ودول المنطقة ولن نخشى إسرائيل
  • مجدي يوسف: مندوب إسرائيل كانت عينه في الأرض ولم يستطع الرد على كلمة النائب محمد أبو العينين
  • اتهامات في إسرائيل لجهات إقليمية بالعمل على تخريب علاقاتها بمصر
  • ???? السودان يجب ان يفعل مثل إيران في تجهيز حظائر للطائرات تحت الجبال
  • العلاقات بين إسرائيل وتركيا تتأرجح.. بسبب إيران وحزب الله؟
  • بعد زيادة المخصصات العسكرية .. هل تستعد إيران للحرب؟