#النسخة#المخففة من #الحرب_الإقليمية _ #ماهر_أبوطير
لم تكن ليلة عادية ليلة السبت على الأحد، حين سهرت عمان ومناطق أخرى في الأردن على مشاهد المسيرات والصواريخ الإيرانية المتجهة إلى إسرائيل في سياقات الرد الإيراني.
ساد التوتر في كل مكان، فالأردن محاط بالأزمات والحروب، وموقعه الجيوسياسي، حساس جدا، وبقي أغلب الناس في يقظة يتابعون نشرات الأخبار، والتقارير، والفيديوهات حول عمليات إطلاق المسيرات والصواريخ، وسقوطها في أكثر من موقع، في مشهد مثير، في مشهد يستدعي حرب التسعين حين عبرت الصواريخ العراقية سماء الأردن، نحو فلسطين المحتلة.
لكن السؤال الذي كان يتردد يرتبط بشقين الأول هل بدأت الحرب الإقليمية فعليا من هذا التوقيت؟ والثاني هل نحن أمام تأسيس لحرب إقليمية سوف تنفجر في توقيت ثان؟.
مقالات ذات صلة كاريكاتير ناصر الجعفري 2024/04/15في كل الأحوال لا بد من الإشارة إلى أن سيناريو الرد الإيراني تم تسريبه أصلا إلى وسائل الإعلام قبل أيام، بعد أن تسربت معلومات حول تدخل أميركي عبر عاصمة عربية للضغط على طهران لضبط إيقاع الرد، وكان معلوما مسبقا أن الرد سيكون محدودا، مئات المسيرات والصواريخ، دون التسبب بالانزلاق نحو حرب إقليمية لا تريدها واشنطن، ولا طهران، ولاتحتملها إسرائيل أصلا في هذا التوقيت فقط، وربما تجدولها لتوقيت لاحق، وهذا يعني أن الرد كان معروف الملامح مسبقا، في سياقات حفظ ماء الوجه الإيراني بعد الهجوم على قنصلية طهران في دمشق، إضافة إلى أن الرد كان مشابها لفصيلة العمليات العسكرية من لبنان والعراق واليمن وسورية، ومن ذات الحزمة الجينية، ولم يخرج عن طبيعتها المعتادة، وكان الفرق فقط ان الرد جاء من المركز من إيران مباشرة، ويخفي خلفه قدرات أعلى لم يتم استعمالها.
إيران ذات دهاء فهي لا تريد التورط في حرب إقليمية، ولا تريد التسبب بأضرار لشعبها، ولا تريد التخلي عن مشروعها الممتد، وهي أيضا تريد فتح المجال سرا أو علنا للوصول إلى تسوية إقليمية مع طهران حول خرائط نفوذها في المنطقة، بما يعني أن رفع سقف الرد سيؤدي إلى تخريب كل الإستراتيجية الإيرانية، وهذا يفسر أن الرد جاء محكوما بعوامل وسقوف معينة.
إيران ذاتها أوصلت رسالة مباشرة بهذه العملية إلى واشنطن وعواصم غربية، وإسرائيل ودول المنطقة العربية أنها قادرة على حرق كل المنطقة إذا أرادت ذلك من خلال عمليات شبيهة نحو دول ثانية إذا اضطرت، خاصة، أنها لم تستعمل إلا أقل قدراتها عبر رسالة التهديد الضمنية من حيث قدرتها على نسخ سيناريو الهجوم على إسرائيل وتكراره في مواقع أخرى، بما يوفر منذ الآن أرضية مفيدة لطهران للضغط على دول كثيرة للاعتراف بالنفوذ الإيراني.
إسرائيل لأول مرة منذ تأسيسها تعبر فترة غير مسبوقة، وتتعرض لضربات من داخل فلسطين، والعراق، وسورية، ولبنان، واليمن، وإيران، بما يهدم يوميا النموذج الإسرائيلي المزيف وينسف كل مزاياه التنافسية ومكتسباته المتراكمة، وهذه كلف مرعبة يدفعها الاحتلال يوميا.
هذا يعني أن شبكة إيران الممتدة هي الأخطر على الاحتلال بالمفهوم العسكري والأمني والسياسي، بما يجعلنا نفترض أن إسرائيل ستبحث عن مسارات متعددة لمحاولة تحجيم إيران ومعسكراتها في كل مكان، وهو جهد لا ينجح تماما، ويتعرض لعراقيل مختلفة حتى الآن.
حتى وزير خارجية إيران خرج ليذكر العالم بفضائل الرد الإيراني، حيث لم يتم استهداف مدنيين إسرائيليين، ولا منشآت اقتصادية، فيما بعثة إيران في الأمم المتحدة أكدت أن العملية انتهت، وهذا كلام يراد عبره استيعاب رد الفعل الدولي، والتذكير بقدرة إيران على التحكم بأعصابها.
في كل الأحوال كنا أمام نسخة عسكرية مخففة لحرب إقليمية- دولية، ليلة السبت على الأحد، وهي نسخة قد تتحول إلى واقع أخطر من درجة أعلى، بما قد يقود المنطقة كلها نهاية المطاف إلى كل الاحتمالات، خاصة، أن توليد مسارات حاسمة لغلق ملفات المنطقة، أمر لا يتم، ولنتذكر هنا أن كل المنطقة أمام إعادة صياغة كبرى، أما عبر الحرب، أو عبر التسويات.
كانت تلك ليلة وقف فيها الشرق الأوسط على قدم واحدة من شدة الذعر تحسبا من المفاجآت، حتى برغم توفر معلومات مسبقة حول طبيعة الرد الإيراني وسقوفه التي تم التوافق عليها.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: النسخة الحرب الإقليمية الرد الإیرانی لا ترید أن الرد
إقرأ أيضاً:
هكذا سحبت إيران يدها من حزب الله.. تقريرٌ يكشف
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي يقلل من أهمية الحاجة إلى وكلاء لإيران في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. وذكر التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنّ خامنئي قال إن إيران لا تحتاج إلى قوات بالوكالة، وأضاف خلال خطاب أخير له: "إذا قررنا اتخاذ إجراء ضدّ العدو يوماً ما فلن نحتاج إلى قوات بالوكالة". ويتناقض هذا الادعاء مع الأفعال التي تقوم بها إيران في المنطقة، حيث تدعم الجمهورية الإسلامية جماعات مثل حزب الله، والجهاد الإسلامي الفلسطيني، وحماس، والحوثيين، فضلاً عن عدد كبير من الميليشيات العراقية، وفق ما تقول "جيروزاليم بوست". وذكرت الصحيفة أنَّ "المرشد الأعلى الإيراني أدلى بهذه التعليقات في سياق الانتكاسات الأخيرة التي منيت بها إيران في المنطقة، فقد أطاحت الجماعات المتمردة السورية بحليف إيران بشار الأسد من السلطة في الثامن من كانون الأول، وكانت هذه ضربة قوية لإيران". وتابعت: "طهران تريد أن تظهر بمظهر الشجاعة وتجعل الناس يشعرون بأنها تقبلت سقوط الأسد، والواقع أن جزءاً من السبب وراء سقوط الأسد كان أن إيران لم تتمكن من تقديم الكثير من المساعدة للرئيس السوري السابق، فقررت الحد من خسائرها". وأكملت: "ما حصل في سوريا يؤدي هذا إلى قطع الطريق البري لإيران إلى حزب الله في لبنان، والذي كان يمر عبر العراق وسوريا. وحتى الآن، لم يتضح بعد ما إذا كانت إيران ستجد طريقاً جديداً لتزويد حزب الله بالأسلحة، الذي أضعفته الإجراءات الإسرائيلية إلى حد كبير". في المقابل، أفادت صحيفة "التايمز" البريطانية، الأحد، بأن إيران تدرس إمكانية تهريب أسلحة إلى حليفها حزب الله عبر رحلات جوية مباشرة إلى لبنان، وذلك في أعقاب سقوط نظام الأسد الأسد في سوريا التي كانت تعتبر ممراً برياً رئيسياً لنقل الأسلحة إلى الحزب. ووفقا للتقرير، فقد استؤنفت الرحلات الجوية من طهران إلى بيروت، لكنها لم تعد تمر عبر الأجواء السورية ما قد يجعل من بيروت مركزاً لوجستياً أساسياً للإمدادات العسكرية الإيرانية. مع هذا، فإن خامنئي ناقش قضية الوكلاء على نطاق أوسع، وقال: "يقولون إن الجمهورية الإسلامية فقدت وكلاءها في المنطقة. الجمهورية الإسلامية ليس لديها قوات بالوكالة. اليمن تقاتل بسبب إيمانها. حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي يقاتلون لأن معتقداتهم تجبرها على القيام بذلك". واعتبر التقرير أنَّ "النقطة التي يحاول خامنئي إثباتها هي أن كل هذه المجموعات المرتبطة بإيران تتخذ قراراتها بنفسها. وهو محق في بعض النواحي"، وتابع: "لقد ظهر الحوثيون إلى حد كبير من دون دعم إيراني كبير، ولم يصبحوا أكثر قوة إلا عندما بدأت إيران في مساعدتهم في برنامج الطائرات من دون طيار والصواريخ". وأكمل: "بالنسبة لحماس، فإنها ليست صناعة إيرانية، بل هي مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، وتدعمها تركيا وقطر، حليفان للغرب. وفي جوهر الأمر، لم تفعل إيران سوى الاستفادة من نجاح حماس من خلال دعمها لها".وتابع: "إن حزب الله هو في الواقع وكيل إيراني، ولكن في السنوات الأخيرة أصبح حزب الله قوياً، وبعد مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني على يد الولايات المتحدة عام 2020، تطلع الحرس الثوري إلى نصرالله لقيادة المحور في المنطقة". وأضاف: "لقد تولى نصر الله هذه المهمة وبدأ في التنسيق مع الحوثيين وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني. وعلى هذا النحو، أصبح وكيل إيران هو الزعيم الجديد. لقد أدى هذا أيضاً إلى جعل حزب الله أكبر من أن يُسمَح له بالفشل بمعنى ما. كان من المتوقع أيضاً أن يساعد حزب الله في ردع إسرائيل عن ضرب إيران على مدى السنوات العديدة الماضية". وأردف: "لكن بمجرد إضعاف حزب الله، انكشف الأسد. وعلى هذا النحو، يستطيع المرشد الإيراني أن يزعم أن حزب الله لم يكن وكيلاً لأنه لم يكن ينفذ أوامر إيران. فعلى سبيل المثال، لم تكن إيران قادرة على دفع حزب الله إلى حرب شاملة مع إسرائيل في السابع من تشرين الأول". وختم: "إن الجماعات العراقية أقرب إلى إيران كثيراً، ومن بينها كتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق، وحركة حزب الله النجباء.، وتزعم هذه الميليشيات مجتمعة أنها مقاومة إسلامية، وقد استهدفت إسرائيل". المصدر: خاص "لبنان 24"