حكم ذكر اسم الشخص في الدعاء في الصلاة
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا حرج شرعًا على الإنسان من تخصيص أحد من أهل الفضل -كوالديه أو أستاذه- بالدعاء له في الصلاة مع ذِكْر اسمه عند ذلك، سواء أكانت الصلاة فريضة أم نافلة.
من المقرر شرعًا بالكتاب والسُّنَّة استحباب الدعاء، فمن الكتاب قوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]، وقوله سبحانه: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]، وقوله عزَّ وجلَّ: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [الأعراف: 55]، وقوله تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾ [الإسراء: 110].
ويدل عليه من السُّنَّة ما أخرجه أصحاب السنن والحاكم عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ»، ثم قرأ: ﴿ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡ﴾ [غافر: 60].
وما أخرجه الإمام الترمذي في "سننه" من حديث أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الدُّعَاءُ مُخُّ العِبَادَةِ».
وعلى ذلك اتفاق جمهور الأمة من العلماء والفقهاء والمحدثين.
قال الإمام النووي في "الأذكار": [اعلم أن المذهب المختار الذي عليه الفقهاء والمحدِّثون وجماهير العلماء من الطوائف كلها من السلف والخلف: أن الدعاء مستحبٌّ] اهـ.
حكم الدعاء في الصلاةالدعاء في الصلاة مشروعٌ، إلَّا أن فقهاء الحنفية -في ظاهر الرواية- قيدوا ذلك بكون ألفاظ الدعاء موجودة في القرآن الكريم.
قال الإمام بدر الدين العيني الحنفي في "البناية": [م: (قال: ودعا).. (بما شاء) ش: أي بالذي شاء م: (مما يشبه ألفاظ القرآن) ش: أراد به كون لفظ الدعاء موجودًا في القرآن، وليس المراد حقيقة المشابهة؛ لأن القرآن معجز لا يشابهه شيء من كلام الناس].
وذهب المالكية والشافعية إلى مشروعية الدعاء بكلِّ ما هو خير للعبد في الدين والدنيا والآخرة، وإن كان الدعاء بالوارد وما هو للآخرة أولى.
واختلفت الرواية عن الحنابلة فيما يُشرع به الدعاء في الصلاة، فاتفقوا على مشروعية بما ورد من قرآن وسُنَّة، وأما غير المأثور فلا يجوز إلا إذا كان يوافق المأثور ويقصد به الآخرة، أما ما يقصد به تحصيل ملاذِّ الدنيا وحوائجها فاختلفت فيه الرواية عن الإمام أحمد أيضًا بين الجواز وعدمه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدعاء الإفتاء دار الإفتاء الصلاة فريضة استحباب الدعاء الدعاء فی الصلاة
إقرأ أيضاً:
ليلة النصف من شعبان.. الاقتداء برسول الله في الدعاء والاستغفار والعبادة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في شهر شعبان، ونحن على وشك الاحتفال بليلة النصف من شعبان، نعيش لحظات من البركة والرحمة في تاريخ الإسلام، حيث تفتح أبواب الرحمة والمغفرة في هذه الليلة المباركة، وهي فرصة عظيمة للمسلمين للتقرب إلى الله، وطلب العفو والمغفرة، وتذكّر أهمية الاقتداء بنبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله، فقد ورد في الحديث الشريف أن الله سبحانه وتعالى يغفر في هذه الليلة لمن يسأله المغفرة ويعفو عن عباده المؤمنين، حيث تعتبر هذه الليلة فرصة عظيمة للتقرب إلى الله بالدعاء والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن فيها تَسَعُ السّماء لرحمة الله وعفوه، ويفضل فيها الإكثار من الطاعات، مثل قيام الليل وقراءة القرآن والصدقة، فهي ليلة عظيمة تعود علينا بمغفرة الذنوب وبدعاء مستجاب.
ولعل من أهم الأفعال التي كان يقوم بها النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة النصف من شعبان هي الإكثار من الصلاة عليه والدعاء والاستغفار، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "إن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيغفر لمن طلب المغفرة"، مما يبرز أهمية الاستغفار في هذه الليلة المباركة، لذلك يوصى بالإكثار من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطلب المغفرة من الله عز وجل، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
أما عن أقوال النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة، فقد ورد عنه أنه قال: "إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا"، وهو دعاء مستحب أن نردده في هذه الليلة، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الذكر والدعاء في ليلة النصف من شعبان، مما يعكس مكانة هذه الليلة العظيمة في الإسلام، ولذلك يُستحب أن نستغل هذه الليلة المباركة في الاجتهاد في العبادة، مثل التهجد وقيام الليل، والسعي في الأعمال الصالحة، ومنها الصدقة، ولعلنا بمتابعة هذه الأفعال، ننال بركة ليلة النصف من شعبان ومغفرة الله تعالى، ونصبح من أهل الرحمة والمغفرة في هذه الليلة المباركة.