انقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن الرد على الهجوم الإيراني
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
تبيانت المواقف داخل حكومة الحرب التي يرأسها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، حيال التعامل مع الهجوم الإيراني على إسرائيل.
وفي حين دعا التيار المعتدل داخل الحكومة، بما في ذلك عضو مجلس الحرب، بيني غانتس، لأتباع نهج متوازن لتجنُّب التصعيد، تمسك أعضاء اليمين المتشدد بضرورة الرد على الهجوم باستعراض القوة، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وأوردت وكالة رويترز نقلا عن مسؤولين إسرائيليين أن "حكومة الحرب تؤيد الرد على إيران، لكنها منقسمة بشأن توقيت الرد ونطاقه".
وأشارت الوكالة إلى أن الحكومة المكونة من خمسة أعضاء، عقدت اجتماعا، الأحد، ومن المتوقع أن تجتمع مجددا لإجراء مزيد من المباحثات.
ويتمتع نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت والوزير بيني غانتس بصلاحيات اتخاذ القرار في حكومة الحرب.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن غانتس قوله إنه "يجب على إسرائيل تعزيز "التحالف الاستراتيجي والتعاون الإقليمي" الذي سمح لها بالصمود في وجه الهجوم الإيراني". في إشارة محتملة لكيفية رد إسرائيل.
وأضاف: "حتى اليوم، يجب أن نتذكر أننا لم ننه بعد مهامنا، وعلى رأسها عودة الرهائن وإزالة التهديد الذي يواجه سكان الشمال والجنوب".
وذكرت الصحيفة أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتامار بن غفير، طالب في كلمة مصورة خلال نهاية الأسبوع بهجوم "مضاد ساحق".
وأشارت إلى أن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، أعاد خطاب بن غفير، الذي أصر في كلمته المصورة، على أن الوقت الآن هو الوقت المناسب لـ"استعادة الردع".
وجاءت هذه التصريحات بعد أن أفاد موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي، أن بايدن أبلغ نتانياهو بأنه سيعارض أي هجوم إسرائيلي مضاد ضد إيران، وأن الولايات المتحدة لن تنضم إلى أي هجوم من هذا القبيل.
وذكرت الصحيفة أن سكرتير مجلس الوزراء الإسرائيلي، يوسي فوكس، تحدث نيابة عن نتانياهو، ودعا أعضاء الحكومة إلى عدم الإدلاء بتصريحات علنية حول إيران والولايات المتحدة.
وأشارت إلى أن أعضاءً آخرين في المجلس الوزاري المصغر، أصدروا بالإضافة إلى بن غفير وسموتريتش، تصريحات داعية للرد على إيران في أعقاب الهجوم.
ونقلت الصحيفة عن وزير التعليم في حزب الليكود، يوآف كيش، قوله إنه "بهدوء وحكمة، حان الوقت للهجوم"، بينما دعا عضو الكنيست عن حزب الأمل الجديد والوزير السابق جدعون ساعر، إلى التركيز على "هزيمة حماس وإطلاق سراح الرهائن".
وذكرت الصحيفة أن بعض أعضاء الكنيست من الصقور، كانوا أكثر حذرا من المعتاد في ردهم، ودعوا الحكومة إلى التحرك، لكنهم لم يصلوا إلى حد المطالبة بتوجيه ضربة فورية لإيران نفسها".
في المقابل، يرى عضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، يفغيني سوفا، أن "إظهار الضعف لن يجعلك تتمكن من البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة في الشرق الأوسط".
بيما قال المتحدث باسم عضو الكنيست، ماتان كاهانا، من حزب الوحدة الوطنية في رسالة عبر واتساب: "علينا الرد لأنهم في منطقتنا لا يفهمون سوى القوة".
وأضاف "سنحدد متى وكيف وأين، وسيكون ذلك متوافقا مع مصالح دولة إسرائيل".
ونقلت "تايمز أوف إسرائيل" عن عضو الكنيست، دان إيلوز، من حزب الليكود قوله إن "على إسرائيل الرد بشكل حاسم، ولكن أيضا وفقا لشروطنا".
وأشار أحد المطلعين على حزب الليكود، بعد أن اشترط عدم الكشف عن هويته، إلى أن "المشاعر داخل الليكود تؤيد في الغالب توجيه ضربة انتقامية، لكن لا يوجد إجماع عن ذلك".
وقال إن: "الأشخاص الثلاثة الذين سيتخذون القرار هم غالانت وغانتس ونتانياهو".
وبحسب الصيحفة فإن هذا يعني أن "مجلس الوزراء الحربي، الذي اجتمع بعد ظهر الأحد، لن يضطر إلى العودة إلى مجلس الوزراء الأمني للحصول على الموافقة على القرارات، وبالتالي تبسيط العملية عندما تكون هناك حاجة إلى قرارات سريعة".
بدورها، ترى رئيسة حزب العمل المنتهية ولايتها، ميراف ميخائيلي، أن "دور حلفاء إسرائيل في إحباط الهجوم أثبت مرة أخرى مدى أهمية التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة والدول الأخرى".
وأضافت "لا تدعوهم يختبئون وراء الكلمات العدائية ويقودوننا إلى حرب إقليمية رهيبة لا تنتهي أبدا"، مشيرة إلى أن "مثل هذه الحرب تهدف إلى خدمة نتانياهو، وليس دولة إسرائيل".
وتابعت "هذا الوقت المناسب للاستفادة من الزخم للتوصل إلى اتفاق إقليمي يوقف الحرب ويعيد رهائننا إلى وطنهم".
وبحسب الصحيفة، فقد رفض متحدث باسم زعيم المعارضة، يائير لابيد، التعليق على رد فعله المفضل على الهجوم الإيراني، على الرغم من أن لابيد قام بالتغريد بأن "العالم أقوى عندما نقف متحدين ضد تهديد الإرهاب والتطرف والنظام المتعصب في إيران".
وردا على سؤال حول سبب بقاء لابيد في الولايات المتحدة، خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع أن آخر اجتماع له مع مسؤول أميركي كان الخميس، أكد المتحدث أنه "في طريق العودة إلى إسرائيل"، لكنه لم يقدم تفاصيل عن أنشطته خلال عطلة نهاية الأسبوع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الهجوم الإیرانی الوقت المناسب على إسرائیل على الهجوم إلى أن
إقرأ أيضاً:
ترامب يخسر معركته الأولى.. الاقتصاد الأمريكي يتهاوى
كتب ألكسندر نازراوف على قناة «تلغرام» الخاصة به:
لقد بلغ عجز ميزانية الحكومة الأميركية، كانون الثاني الماضي، 128.64 مليار دولار، وهو ما يمثل ارتفاعاً بنحو ستة أضعاف مقارنة بالشهر نفسه من العام 2024 (21.93 مليار دولار).
ولا يعود ذلك فقط إلى انتقام بايدن، بل يعكس بشكل عام تدهور الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة وحول العالم. حيث يتدهور الوضع العام في الولايات المتحدة بسرعة، وسيستمر في التدهور حتماً، بغض النظر عن الحزب الحاكم أو شخصية الرئيس.
ويتعلق هذا الأمر بكل نقاط الضعف المؤلمة: الأزمة الداخلية، وهزيمة الغرب في أوكرانيا، وخسارة المنافسة الاقتصادية أمام الصين، وفقدان السيطرة على حلفاء سابقين، مثل المملكة العربية السعودية، التي رفضت زيادة إنتاج النفط على حساب نفسها من أجل خفض أسعار النفط، وحتى مصر التي تقاوم تهجير الفلسطينيين في ظل ظروفها الاقتصادية الصعبة للغاية.
لقد خسر ترامب المعركة ضد الوقت حتى قبل تولّيه المنصب.
ولكن، كان إدراك الولايات المتحدة للتهديد الصينيّ متأخراً في نهاية المطاف، فقد أصبحت الصين قوية لدرجة أنها قررت، برغم الحذر الصيني التقليدي، الردّ على الحرب التجارية الأميركية بشكل استعراضي، حتى بعد أن أعلنت واشنطن بالفعل عن مكالمة هاتفيّة، ورفض شي جين بينغ الردّ على مكالمة ترامب الهاتفيّة، وفرض، بصمت، ودون مساومة، رسوماً جمركيّة انتقاميّة. لقد بدأ الصدام المباشر بين الولايات المتحدة والصين، وسيتطور تدريجياً من حرب تجارية إلى صراع عسكريّ.
(…) الولايات المتحدة تخسر الشرق الأوسط. ومن خلال إدراكه لهذا الأمر، يحاول ترامب تعزيز مكانة «إسرائيل» باعتبارها حصنه الرئيسية في منطقة ستتحوّل حتماً إلى ساحة معركة في حربه مع الصين. ويتضمّن هذا التعزيز القضاء على الضعف الداخلي «لإسرائيل» متمثلاً في الفلسطينيين، ومن هنا التسرّع والإصرار على طردهم (من أرضهم)، حيث تلتقي هنا مصالح ترامب ونتنياهو.
وأتحفظ شخصياً على قدرات مصر والأردن في مقاومة هذا المشروع. فكلا البلدين يعتمدان اعتماداً كبيراً على رأس المال الغربي والتجارة الخارجية. وترامب قادر، إذا ما أراد، على تدمير اقتصادات هذه الدول بقرار واحد يتعلّق بالعقوبات المالية، وقطع الوصول إلى قروض جديدة و/أو منع هذه الدول من تسوية مدفوعاتها بالدولار.
الأسوأ من ذلك هو أنه، وفي رأيي المتواضع، ليس للولايات المتحدة أي مصلحة في الحفاظ على الاستقرار في هذه البلدان أو في الشرق الأوسط ككل، وهو ما يعني أن العواقب الكارثية للعقوبات المحتملة ضد مصر من غير المرجّح أن توقف ترامب. ولا يمكن للولايات المتحدة إلا أن تلاحظ الانجراف التدريجي للدول العربية، بما في ذلك دول الخليج، نحو الصين، في حين أن وقف تصدير النفط الخليجي إلى الصين (نتيجة الحرب مع إيران أو لأي سبب آخر) هو جزء من الخطة الأميركية لمحاربة الصين. وقبل رحيلها عن المنطقة، ستضرم الولايات المتحدة النار فيها حتى لا تسقط في أيدي الصين.
ولعل الحجة الوحيدة ضد زعزعة استقرار مصر في الوقت الراهن هي الوقت! الوقت ينفد، وكان لا بدّ من إنجاز كل شيء بالأمس، والآن قد يؤدي ضيق الوقت إلى حرب متزامنة على جبهتين أو ثلاث أو أربع، ضد إيران، وضد روسيا، وضد كندا وغرينلاند، وضد مصر مع تهجير الفلسطينيين، وصراع مع الصين. حيث ستتجاوز هذه الصراعات، إذا ما حدثت في وقت واحد، قدرة الولايات المتحدة إلى حد كبير.
وفي ظل هذه الظروف، قد يكون لموقف مصر الصارم للغاية، والابتزاز العلنيّ بإمكانية التحول إلى المعسكر الصيني وفتح جبهة أخرى ضد ترامب، بعض فرص النجاح. لكن، من المؤكد أن هذه ستكون خدعة بأوراق لعب ضعيفة ومقامرة محفوفة بالمخاطر للغاية، وستعتمد نتيجة لعبة «البوكر» هذه على احترافيّة اللاعبين.
من بين الخطوات القويّة للغاية في مثل هذه اللعبة قد تكون (على الرغم من أنّها قد تكون غير متوقعة وغير قابلة للتصديق) بيان مشترك محتمل من جانب زعماء مصر وإيران والمملكة العربية السعودية حول نيّتهم منع تهجير الفلسطينيين بأي ثمن. وبطبيعة الحال لن يمنع ذلك الحرب، ولكنّه ربما يؤخّرها. ومع ذلك، فمن غير المرجّح أن يصدر مثل هذا البيان. على الأرجح، ستتطوّر الأحداث وفقاً للأنماط التاريخيّة، أي أن الجميع سيؤجلون دخول الحرب، بالتالي سوف يدخلونها في أسوأ لحظة وفي أسوأ الظروف.
على أيّ حال، وفي ظل هذه الظروف، فإن التسرّع المذهل من جانب ترامب لتسوية الوضع في أوكرانيا أمر مفهوم وطبيعي، فهذه القضيّة تحرق يدي ترامب كفحم ساخن في راحة يده، ويسعى للتخلص منها بأيّ ثمن تقريباً. لذا كان ترامب هو من اتصل ببوتين، الذي لم يرفض إجراء محادثة أو حتى لقاء، لكن استناداً إلى تعليق الكرملين، فإن بوتين كرّر خلال هذه المحادثة ببساطة مطالبه السابقة. ومن الواضح أن ترامب هو مَن يحتاج إلى اتفاق لا بوتين، ليحصل الأخير على فرصة للمطالبة بثمن مضاعف مقابل تنازلاته المحتملة.
ومع ذلك، فأنا متشكك للغاية بشأن إمكانية التوصل إلى تسوية طويلة الأمد بأوكرانيا في المستقبل القريب. والمقترحات التي طرحها ترامب لا تقضي على أسباب الحرب، كما أن تجميد العمليات العسكرية الناجحة على المدى الطويل ليس في مصلحة روسيا.
وبطبيعة الحال، هناك بعض المزايا التكتيكيّة للتجميد المؤقت بالنسبة لروسيا، لكن هذا التجميد لديه فرصة لأن يصبح مستداماً، وهو ما يتعارض بشكل قاطع مع مصالح روسيا.
إلا أن هناك فخاً بالنسبة لترامب، فقد كانت الحرب ضد روسيا تؤخر الانهيار الجليديّ في شكل تفعيل عدد من الصراعات الأخرى في وقت واحد. وفي حال التجميد المؤقت لأحداث أوكرانيا، فإن المهمة الرئيسية لترامب ستكون الفصل زمنياً بين تهجير الفلسطينيين والحرب مع إيران، وتجنّب الحرب على جبهتين.
بالنسبة لخصوم الولايات المتحدة، فإن الهدف الرئيسي هو مضاعفة عدد الصراعات التي تشترك فيها الولايات المتحدة. فلا ينبغي لنا أن نسمح لترامب بالفصل بين الصراعات زمنياً، وحلّ المشكلات على التوالي. نحن بحاجة إلى جرّ الولايات المتحدة إلى أكبر عدد ممكن من الصراعات على التوازي. وفي هذا الصدد، سيعتمد كل شيء في الوقت الراهن على موقف مصر وإيران. وقد قدّمت روسيا مساهمتها بالفعل. إن عنصر الوقت الآن هو السلاح الرئيسيّ والعامل الرئيسيّ في الحرب، والحكيم من يجيد استخدامه