15 أبريل، 2024

بغداد/المسلة الحدث:

تتراصد الأحداث بأبصارٍ حادة كالصقور، وتتخللها لحظات تاريخية تُلقي بظلالها على المسارات، ومن بين تلك اللحظات، تبرز ضربة إيران الأخيرة كقطعة متلألئة في لوحة السياسة العالمية، وتعكس تحولًا ملحوظًا في قواعد الصراع.

إنَّ أهمية الضربة لا تكمن فقط في الدمار الذي خلَّفته أو في الرسالة الصارمة التي وجهتها، بل في تغيير الديناميكيات السياسية والعسكرية في المنطقة.

..

تجاوزت الضربة حاجز الأسلحة الباهظة والتكنولوجيا المتطورة للدويلة العبرية، ولم تعد إسرائيل تمسك لوحدها، خيوط الصراع. وفي زمن كانت فيه إسرائيل تطلق النار دون خوف وقت تشاء، فان ضربة إيران غيّرت القواعد، فلم يعد الحديث عن” قوة إسرائيل التي لا تقهر”، يكفي، بل اصبح الكلام بلغة الندية ومبدأ: “العين بالعين والسن بالسن”.

..

الضربة الإيرانية لم تخرج عن إطار القوانين الدولية، وارست بوضوح قواعد الاشتباك الجديدة.

..

من يحاول التقليل من أهمية هذه الضربة، فإنه يظل أسيرًا لعواطفه الضيقة، التي تمنعه من اكتشاف حقيقة أن الكفاءة والأثر ليست مرتبطة فقط بحجم الضجيج، بل بتأثير الفعل وعمقه.

..

في عرين السياسة، تُكتب الحروب بأقلام الحيل والاستراتيجيات، فكانت ضربة إيران استدارة حاسمة في مسار الصراعات، معلنة بصوتٍ جلي أن عصر الانتظار قد ولى، وأن الصاروخ قد أصبح القاضي الجديد ، وأن الصبر الاستراتيجي، الذي كان ايجابيا في وقته، انتهى اليوم، بعدما تمكّنت إيران من ادارة التوازن بنيران الصواريخ.

..

المواطنون الإسرائيليون في مواجهة تحد جديد ما كانوا يتوقعونه فالزعماء الذين كذبوا عليهم محتارون في الأجوبة لتجنب هزيمة انتخابية، كما أن ديناميات الهجرة اليهودية الى إسرائيل ستقود الى الهروب منها.

..

إيران، تلك الدولة الراسخة في أعماق الشرق الأوسط، هي القليلة من بين الأمم التي تتحكم بقراراتها باستقلالية، وقد قادها ذلك، الى الرد بحكمة دبلوماسية وقوة عسكرية، ليس لتصعيد العنف، بل لإيقاف التهديدات.

..

رسالة الضربة الايرانية، واضحة الى الدول الداعمة لإسرائيل: “اوقفوا جماحها، وتصرفاتها الرعناء التي ستحرق المنطقة والعالم، كي تتجنبوا دفع ثمن التداعيات الكارثية”..

كانت رسالة وليس ضربة..

تمعنوا في فهمها..

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

خبير إستراتيجي: إسرائيل قد تضرب إيران عسكريا في هذه الحالة

أكد اللواء محمد عبد المنعم، الخبير الاستراتيجي والعسكري، أن إسرائيل قد تضرب إيران عسكريا؛ حال رفضت أمريكا برنامج طهران نوويا، مشيرا إلى أن إسرائيل لا تريد أن يكون لدولة شرق أوسطية سلاحا نوويا.

وقال “عبد المنعم”، خلال برنامج “نظرة” المذاع عبر فضائية “صدى البلد”، تقديم الإعلامي حمدي رزق"، أن مصر لديها قدرات عسكرية تحقق لها الأمن والاستقرار لمصالحها، مؤكدا أن إسرائيل مكونة على العدائية؛ ما يجعلها مستنزفة ومستهلكة للسلاح الكثير، وتعتمد على المعونة الأمريكية.

وتابع الخبير الاستراتيجي والعسكري، أن حركة حماس لم تجمع الأسرى في مكان واحد وإنما فرقتهم بأنفاق متعددة، ورغم عمل وسائل الرصد المتطورة الإسرائيلية لم تتمكن تل أبيب من اكتشاف الأنفاق في غزة.
 

مقالات مشابهة

  • مجدداً..هل تستعد إسرائيل لضرب نووي إيران؟
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • إيران.. نجاح عمليتين لإطلاق صواريخ طوربيد من الغواصة “فاتح” والمروحية SH
  • هاتف Realme GT 7 Pro Racing Edition الجديد يغير قواعد اللعبة بتقنيات غير مسبوقة
  • إيران تفتح باب التفاوض لبيع طائرات شاهد بعد عرض أمريكي.. ما الذي نعرفه؟
  • الهجمات الجوية على إيران.. تأخير مؤقت أم دافع للتسريع نحو القنبلة النووية؟
  • رئيس الوزراء: العراق حافظ على مسار متوازن لمنع انتشار الصراع بالمنطقة
  • وزير الخارجية الأمريكي: ترامب غير راضٍ عن سلوك زيلينسكي
  • خبير إستراتيجي: إسرائيل قد تضرب إيران عسكريا في هذه الحالة
  • إيران التي عرفتها من كتاب “الاتحادية والباستور"