شيخة الجابري تكتب: أن تفعل ما تُحِب
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
ليس معنى أن تفعل ما تُحب أن تتعدى على حدود ما لا يُحبّه غيرك، بمعنىً آخر، ليس من المنطق أن تستمع إلى أغنية تحبها وسط جمع من الناس وبصوت مزعج وضجيج لا يُطاق، الأصل في ذلك أن تجلس في مكان هادئ يخصك وحدك وتستمع لما تحب في الوقت الذي يناسبك، وبمتعة عالية لا تؤذي فيها من حولك، وتشحن فيها طاقتك الإيجابية إذا كان هدفك من الاستماع الاستمتاع.
وليس من المنطق مثلاً أن تجلس في جماعة وتنشغل عنهم بالحديث في هاتفك النقال، أو الجلوس في زاوية ما بعيداً عمن يشاركونك المجلس، أو أن تستحوذ على أحد الجالسين في حديث جانبي يُلفتهم نحوك، فمن آداب المجالس أن يحترم الحضور بعضهم، وألّا يتجاوز أحدهم حدود التعامل مع الآخرين أو يأتِ بسلوك ينفّر الأصدقاء منه.
وبمناسبة المنخفضات الجوية الماطرة والتي تبدأ شدّتها كما تقول الأرصاد غداً، حيث يدخل على البلاد منخفض جديد يسمى الهدير، فإنه من الواجب عليك أن تلتزم وغيرك بالتنبيهات والتحذيرات الصادرة عن الجهات المعنية في الدولة في عدم الخروج من المنزل أثناء ذروة الحالة، وعدم المجازفة بعبور الوديان والدخول إلى الأماكن التي تغمرها المياه، فإن ما تفعله عندها هو أن تنصاع إلى تحقيق ما يُحبه غيرك لك، حرصاً على سلامتك، لا ما تُحبّه أنت، وهو الذي قد يعرض سلامتك للخطر.
وهكذا نقيس أساليبنا وسلوكياتنا وتصرفاتنا في الحياة التي نتشارك فيها مع الآخرين كل الأحداث والمواقف التي تمر بنا ويتلقاها كل فردٍ منّا بأسلوب وطريقة تختلف عن الآخر، ومن هنا ولأن الحياة شراكة مع الآخرين فأمر إنجاحها من الأهمية بحيث يحقق التناغم، ويضمن الانسجام، فتكون علاقاتنا الإنسانية قصيدة شعر، أو مقطوعة موسيقية هادئة مُنسابة تُشبه شروق الشمس عند صباح تطلُّ فيه على موجة تعانق الأرض، وتغازل السماء.
مثل تلك الطرق المُثلى في التعامل كفيلة بأن تجعلك مَثار إعجاب أو تقليد فالمرء يقلّد السلوك الحسن، ويتمنى لو كان هو من قام بفعلهِ، لذا تأتي المحبة فوق كلّ شيء، لكنها مشروطة بعدم التعدي على ما يحبّه الآخرون، فليس بالضرورة أن يتفق كل الناس على أمرٍ واحد، أو سلوك معيّن، فالأصل في القاعدة التشارك في الحياة باحترام وتقدير ومحبة، وانتظامٍ في الفعل وما يتمخض عنه من نتائج.
هكذا تكون حياتنا جميلة، مفعمة بالحركة، والانسيابية، تلك التي تجعلك تفعل ما تُحب، دون التعدّي على ما لا يُحبّه غيرك، ودمتم بخير. أخبار ذات صلة شيخة الجابري تكتب: عيدٌ إماراتيٌّ سَعيد شيخة الجابري تكتب: لا تخدشوا براءة الأطفال
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: شيخة الجابري أحوال
إقرأ أيضاً:
هند عصام تكتب: أسطورة خنوم
ما زال التاريخ يكشف لنا الستار عن حكاوي وأسرار الكثير من القصص والأساطير الفرعونية المصرية القديمة والتي كان للإله «خنوم» في عهد الفراعنة نصيب منها مع الفخار ولنا ايضا نصيب في سردها ورويتها .
خنوم أو غنوم أسطورة فرعونية ، في الدين المصري القديم، إله كان يصور على شكل كبش، أو رجل له رأس كبش وله قرنان (ربما اشتق اسم الغنم منه). طبقا للمعتقد المصري القديم قام خنوم بعملية الخلق المادي للإنسان من طمي النيل على عجلة الفخار.
تعددت الروايات التي تقول أنه كان يشكل الأطفال الصغار من طمي النيل المتوفر عند أسوان ويضعهم في أرحام أمهاتهم.
وقد عبد في أماكن مختلفة في مصر مثل أسوان وإسنا وممفيس (منف) باعتبارة الإله الذي أتي به النيل ليقيم الحياة على ضفافه.
وتزوج خنوم كلا من حقت وساتت و نيث ومنحيت ونبتوي وانجب كلا من رع وسرقت وعنقت وحكا.
كما يرجع تاريخه إلى عصر الدولة القديمة، حيث عرف في ديانة قدماء المصريين بأنه «نب-قبحو»، أي سيد المياه وظل يعبد أيضا خلا عصر الدولة الحديثة، وكانت إلفنتين مركز عبادته.
يظهر خلال عصر الدولة الوسطى تقديس لخنوم باعتباره من يأتي بفيضان النيل وما يحمله من طمي وخصوبة للأرض، وكانت تلك النقوش مرسومة على معبد ساتيس الجديد حيث لم يذكر النص فيه بمهام خنوم التي تبوءها في الماضي.
ومع مجيئ الأسرة المصرية التاسعة عشر أثناء الدولة الحديثة اتخذ خنوم لقب نب-أبو، أي سيد إلفنتين. وقبل ذلك كانت الإلهة ساتيس هي التي تحمل لقب «سيدة إلفنتين».
و يعتبر خنوم إله خالق الإنسان، واعتقد المصري القديم في بعض مناطق مصر أن خنوم كان يصنع الناس وحيوانات ونباتات من طمي النيل ويعطيهم الحياة بعصا سحرية. فكان يعتبر خنوم إله للخصوبة وكانت حقت زوجته فكان سيد الإنجاب والولادة.
وفي الدولة القديمة بصفة خاصة كان خنوم يعتبر الإله الحامي لجزيرة إلفنتين والمنطقة حول شلالات أسوان ولهذا كان له أيضا لقب " سيد الشلالات" (نب-قبحو). وكون بذلك خلال الدولة الجديدة مع زوجته "ساتيس" وابنتهما " أنوكيس" ما يسمى "ثلاثية إلفنتين. ولكن في إسنا اعتبرت الثلاثية من خنوم و"منهيت " وابنهم "حقا". واختلطت عبادته خلال الأسرة الثامنة (العصر الانتقالي الأول) مع عبادة رع وسموه المصريون "خنوم-رع" ووجدت أول أقدم نقوش في معبد ديبود.
كان خنوم يعبد في مناطق عديدة في صعيد مصر وفي النوبة، وقلت عبادته في شمال مصر والدلتا. ومن أهم مناطق عبادته كانت جزيرة إلفنتين وفيلة وإسنا، و«حوط-ور» في الجنوب وأما في الشمال في «طرخان».