عين ليبيا:
2025-04-25@03:35:52 GMT

جسر لندن

تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT

في لحظة وجد، كنت اسير على جسر لندن، كانت الشمس ساطعة كأنها لم تلد إلا اليوم، ولم تبعث دفء بريقها من قبل قط.

نال برج لندن على يسار مروري نصيبه من بريق هذه الشمس وانعكست اشعاعاتها على الجدران الزجاجية التي ترتفع قاماتها على ضفتي نهر التيمز.

لا شك هذه اللحظة الفارة من الزمن تغري كل المارين بالتقاط صورها البهية، وهذا ما يحدث فعلا، فكل المارة ترفع اياديها عاليا بهواتفها لتلتقلط صورة “الآن” الهاربة من الزمن.

لندن مدينة جميلة حية ومغرية، دفعني إليها خوفي من العودة إلى بلدي في زمن مضى، فوجدت فيها المأوى الذي سعى كل رغباتي، لكنها ككل المدن التي زرتها وكل البلدان التي تسنى لي العيش فيها والتي وصل عددها حتى الآن خمسة دول، رغم كل ما قدمته لي، لم تشعرني أنها “وطني”.

الجمال الذي كان يبهرني في ترحالي هو تلك الصور التي تعيد لي ذكريات الوطن الذي هو ليس بوطن.

تزاحمت الكثير من الخواطر في مخيلتي وأنا أغمض عيناي واتأمل سطوع الشمس البهي من على فوق جسرها، وتذكرت:

أن جسدي يشيخ، وأن من أحبهم ومن أعرفهم قد ذهبوا، وأني بلا أسئلة ولا صوت.

تذكرت:

أنا ليس لي وطنٌ

أفاخر باسمهِ

وأقول حين أراه:

فليحيا الوطنْ.

وطني هو الكلماتُ

والذكرى

وبعضٌ من مرارات الشجنْ

باعوه للمستثمرين وللصوص

وللحروبِ

ومشت على أشلائهِ

زمرُ المناصب والمذاهب

والفتن.

لا أدري لماذا لا ننتظم كالحروف التي تكون كلمة تحمل معنى، وكالكلمات في جملة مفيدة تستعيد وتبني الوطن بدلا أن نكون كدقيق يبعثره الريح.

لماذا تجمعنا يد الله وتفرقنا الأطماع ويد الطامعين.

تذكرت أن طرابلس كصنعاء، فيها بيتا قديم

ساكنًا في الروح

تذكرت:

تاريخنا المجروح

والمرسوم في وجه النوافذ

والحجارة

والذي أصبحت:

أخشى عليه من القريب

ودونما سببٍ

أخاف عليه منه

ومن صراعات الإمارةْ.

لقد ضاقت بنا “الآن” بلا وطن والوطن البديل أضيق

وليس لنا عزاء إلا “سخاؤ الذكريات” التي تفيض علينا باستعادة اللحظة التي ضمنا فيها الوطن.

يحيا الوطن.

وكل الرحمة لفقيد اليمن الدكتور عبد العزيز المقالح.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

«حقيبة الزمن الجميل».. تُعيد للصغار ذكريات الزمن الجميل

الشارقة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «الشارقة القرائي للطفل» ينطلق غداً بأكثر من 1000 فعالية 300 عارض بشاركون في «اكتشف كيرلا» بالشارقة مايو المقبل

في مزج فريد بين الفن والحنين، عاش الأطفال المشاركون في مهرجان الشارقة القرائي للطفل لحظات إبداعية مميزة خلال ورشة «حقيبة الزمن الجميل»، التي قدّمتها المشرفة مريم محمد، ضمن فعاليات الدورة السادسة عشرة من المهرجان، المقام في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار «لتغمرك الكتب». واستلهمت الورشة فكرتها من أشرطة الكاسيت الكلاسيكية، حيث صمم الأطفال حقائب قماشية بأنفسهم، باستخدام أدوات بسيطة من القماش والخيط والغراء، وأضافوا إليها رسومات وتفاصيل مستوحاة من رموز الماضي، ما أتاح لهم فرصة الجمع بين التعبير الشخصي والتصميم العملي. وقالت المشرفة مريم محمد: «الورشة لا تعلّم الأطفال الخياطة فقط، بل تمنحهم فرصة للتعبير عن أنفسهم بطريقة فنية ومبتكرة، فهناك سعادة حقيقية نراها في عيونهم عندما ينهون عملهم بأيديهم ويشعرون بالفخر بما أنجزوه». وأضافت: «نحرص في كل ورشة على دمج عنصر المرح مع التعليم، ونركز على تعزيز المهارات اليدوية التي قد لا تُتاح للأطفال في حياتهم اليومية، خاصة في ظل استخدامهم المكثف للتكنولوجيا. هذه الأنشطة تمنحهم فرصة لاستكشاف طاقاتهم الإبداعية». ولاقت الورشة تفاعلاً واسعاً من الأطفال، لا سيما من الفئة العمرية من 10 سنوات فما فوق، الذين أبدعوا في تنفيذ تصاميمهم الخاصة، معبرين عن شخصياتهم من خلال الألوان والتفاصيل الدقيقة.

مقالات مشابهة

  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • سفيرة الجامعة العربية أمام جثمان البابا فرانسيس: «تأثرت بشدة وذكرت اللحظة التي تحدثت فيها عن معاناة الفلسطينيين»
  • قصة التوتر التي تحدث الآن بين الهند وباكستان
  • «حقيبة الزمن الجميل».. تُعيد للصغار ذكريات الزمن الجميل
  • موقع عسكري: ما أنواع أهداف الضربات الأمريكية في اليمن التي تستخدم فيها صواريخ مضادة للإشعاع الثمينة؟
  • لندن توافق على تجارب لتعتيم الشمس بـ50 مليون إسترليني
  • بعد تهديد واشنطن.. بريطانيا: أوكرانيا هي التي تقرّر مستقبلها.
  • إيريك غارسيا..جوكر برشلونة الذي لا يرفض مهمة
  • عن الابادات الجماعية التي عايشناها .. لكم أحكيها
  • المسند: أشعة الشمس التي تصل إلى كوكب الأرض لا تقوم بتسخين الغلاف الجوي