تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

خرج كعادته مستقلًا مركبته «توك توك» يعمل عليها سائق يجوب بها الشوارع والحواري ليستكمل رحلة كفاحه اليومية، بحثًا عن لقمة عيشه ليتغلب على ظروفه المعيشيه الصعبة التي نشأ فيها، ويلبي احتياجات ونفقات أسرته، لم يكن يعلم إن هذه المرة سيخرج ولن يعود إلى منزله مرة أخرى مثل نهاية كل يوم.

هكذا كانت مأساة الشاب الثلاثيني الذي انهال عليه عدد من البلطجية بالضرب والاعتداء والتسبب في فقأ عينه إثر مشاجرة بسبب أولوية المرور بمنطقة الهرم بمحافظة الجيزة، ليتم نقل المجني عليه غارقا في دمائه إلى المستشفى لإنقاذه من الموت.

تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، من ضبط المتهمين بالاعتداء على سائق توك توك والتسبب في فقأ عينه في مشاجرة بسبب أولوية المرور بمنطقة الهرم غرب المحافظة.

تلقى المقدم أحمد عصام، رئيس مباحث قسم شرطة الأهرام بمديرية أمن الجيزة، إشارة من المستشفى تفيد استقبال سائق مصاب بانفجار في العين وادعاء تعدي آخرين ومقيم بدائرة القسم، وبالانتقال والفحص وإجراء التحريات تبين قيام سائق وعامل بالتشاجر مع المصاب بسبب خلافات على أولوية المرور قام خلالها المتهمون بالتعدي على المصاب بسلاح أبيض كتر وإصابته التي أدت إلى فقد عينه.

عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن مسبق من النيابة العامة أمكن ضبط المتهمين واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.

وفيما يخص العقوبة القانونية؛ حددت المادتان رقما 240، و241، من قانون العقوبات، عقوبة كل من يتسبب فى عاهة مستديمة أو جروح أو إيذاء للغير خلال المشاجرات وهى الوصول للسجن المشدد، حيث تنص المادة رقم 240 من قانون العقوبات، على أنه: «كل من أحدث بغيره جرحًا أو ضربًا نشأ عنه قطع أو انفصال عضو فقد منفعته، أو نشأ عنه كف البصر أو فقد إحدى العينين، أو نشأ عنه عاهة مستديمة يعاقب بالسجن من 3 سنين إلى 5 سنين، أما إذا كان الضرب أو الجرح صادرًا عن سبق إصرار أو ترصد أو تربص فيحكم بالأشغال الشاقة من 3 سنين إلى 10 سنين، ويضاعف الحد الأقصى للعقوبات المقررة إذا ارتكب الجريمة تنفيذا لغرض إرهابي».

كما تنص المادة رقم 241 على أنه: «كل من أحدث بغيره جرحًا أو ضربا نشأ عنه مرض أو عجز عن الأشغال الشخصية، مدة تزيد على عشرين يوما يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن سنتين، أو بغرامة لا تقل عن عشرين جنيها، ولا تجاوز ثلاثمائة جنيه مصري».

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مديرية امن الجيزة محافظة الجيزة قانون العقوبات عاهة مستديمة ضبط المتهمين رحلة كفاح بمديرية أمن الجيزة بسبب أولوية المرور بالسجن المشدد نشأ عنه

إقرأ أيضاً:

عمّال البناء في رمضان.. إرادة لا تنكسر لأجل لقمة العيش

تحت شمس الظهيرة وبين أسقف بنايات عالية تُكتب قصة صيامٍ مختلفة في قلب مواقع البناء، من هنا يتحوّل عرق الجبين إلى شاهد على الإرادة، والقماش المبلل لتفادي وهج الظهيرة، يقف عمال البناء يصارعون الجوع والعطش وذكريات الأوطان البعيدة، ساعات الصيام في رمضان تقاس بعدد الأحجار التي ينهون تصفيفها قبل أذان المغرب، يجتمعون من مختلف الجنسيات على موائد إفطار بلا زخارف، تُضاء بضحكات تُخفي دموع الغربة، ووجبات يطبخونها بأيديهم، وأحيانا تصلهم مبادرات مجتمعية.

خلال الأسطر القادمة تغوص "عُمان" في عالم لا يعرف الموائد الفاخرة، ولا الفوانيس والإضاءات الرمضانية المضيئة، عالم تُختزل فيه روح الشهر الفضيل في قطرة ماء وصمود يومي يُعيد تعريف معنى "الروح الرمضانية".

مع أول خيوط الفجر، يتناول محمد حنيف علي سحوره بسرعة قبل أن يبدأ يومه، بينما ينتظر أذان الفجر لبدء الصوم، يعد نفسه لساعات من العمل الشاق تحت أشعة الشمس، قال "أبدأ عملي الساعة السادسة والنصف صباحا وأنتهي عند الساعة الخامسة مساءً وأحيانًا الساعة الرابعة والنصف، وأشعر بالتعب في حدود الساعة الثانية ظهرًا وأن طاقتي قاربت على الانتهاء" هكذا بدأ حديثه محمد حنيف - عامل بناء وهو يمسح عرقه الممزوج بغبار الأسمنت.

وتنهد وأكمل مبتسمًا "تم تقليل عدد ساعات العمل من عشر ساعات إلى تسع ساعات فقط ولدينا استراحة ساعة واحدة خلال فترة العمل".

ويضيف محمد عبد الحسين: نصرُّ على الصوم رغم مواجهة بعض التحديات، وعند الإفطار أشعر أن تعبي ذهب برضا الله وهذا يكفيني".

أما علم عبدالعلي فحوَّل موقع البناء إلى مائدة أمل، عند الساعة الخامسة عصرا يُنهي علم عمله في البناء لكن يومه لم ينتهِ بعد، بينما يسرع زملاؤه للاستحمام وأخذ قسط من الراحة استعدادًا لتناول الإفطار، يذهب علم الذي يرتدي حذاءً مهترئا لإعداد بعض الوجبات البسيطة ليشعر زملاؤه بالدفء الأسري، حيث حوَّل علم عبدالعلي زاوية في موقع العمل إلى "مطبخ مؤقت" عبارة عن صندوق خشبي يضم موقدا صغيرا وأواني قديمة وبعض البهارات، ورغم التعب ينعش علم المكان برائحة الأرز والعدس لأنها الوجبات المفضلة لزملائه.

ويعلّق محمد عبد الحسين قائلا: "نجتمع على الفطور نضحك ونتبادل الأحاديث وبينما يوزع علم الطعام أشعر أنني وسط عائلتي، حيث إن طعم الأكل ليس مهما، بل دفء علم عبدالعلي الذي يطعمنا كأبنائه له شعور مختلف". ويتوقف للحظة ويشرح بكلمات أكثر بساطة وهو يمسح وجهه المغبّر بكم قميصه "لم يغيّر علم عبدالعلي موقع البناء إلى مائدة طعام فحسب، بل صنع ألفة بين عمّال من مختلف الدول، فأطباقه البسيطة تُذيب حدود الغربة، وتثبت أن روح شهر رمضان المبارك قادرة على إيجاد الفرح حتى بين أعمدة الحديد والإسمنت".

وكان إقبال أبو البشر يقف بعيدا ويلف رأسه بقطعة قماش مبللة بالماء واقترب وقال: "الصوم وقت العمل تحت الشمس معجزة، ورمضان هذا العام جاء كريما حتى بطقسه فالجو لطيف ليلا ومعتدلا نهارا، ولا أخفي شعوري بحرارة الشمس فوق رأسي بعض الأوقات مثل اليوم!".

وعن سؤالنا لماذا تضع قطعة القماش المبلولة على رأسك قال "منذ أولى ساعات العمل أغمس قطعة القماش في دلو ماء وألفها حول رأسي وكل ساعة أُعيد تبليلها لأنها تحميني من حرارة الشمس وتقلل شعور العطش والجفاف لديّ". ويستكمل بعد تبليله لقطعة القماش "عند الإفطار أول جرعة ماء تذوّب التعب، نحن هنا نعمل من أجل أسرنا البعيدة التي تنتظر منا مصروفا شهريا لمتطلباتهم واحتياجاتهم".

ويختتم محمد حنيف قائلا: "سلطنة عمان بلد كريم والعمانيون شعب طيب ومبتسم دائما، في بعض الأحيان تصلنا وجبات ساخنة من متبرعين، ولكننا نعتمد على زميلنا علم عبدالعلي في إعداد الفطور بوجبات بسيطة نتشاركها معا، وينتهي يومنا بعد رجوعنا من صلاة التراويح مشيا على الأقدام، ونستعد ليوم عمل جديد".

مقالات مشابهة

  • الحاجة فتحية تستغيث: "أريد العيش بكرامة قبل فوات الأوان"
  • دانا حلبي: "اتحرمت من ولادي 7 سنين بسبب طليقي"
  • تمزيق جسدي سائق وابنه في مشاجرة مسلحة بسوهاج
  • عمّال البناء في رمضان.. إرادة لا تنكسر لأجل لقمة العيش
  • بسبب أولوية تحميل الركاب.. سائق يطعن زميله في مشاجرة بعين شمس
  • فوضى في رحلة طيران.. مشاجرة تتسبب فى هبوط اضطراري| ماذا حدث؟
  • الشرع: قادرون على العيش سويا ولا خوف على البلاد
  • عينه انفجرت.. إصابة طفل بألعاب نارية بمركز الخارجة في الوادي الجديد
  • أمير غالب.. أول يمني في تاريخ أمريكا عينه ترامب سفيرا للولايات المتحدة لدى دولة الكويت
  • أمير غالب.. أول يمني في تاريخ أميركا عينه ترامب سفيرا للولايات المتحدة لدى دولة الكويت