المملكة: ضبط النفس يجنب المنطقة مخاطر الحروب
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
البلاد – واس
أعربت وزارة الخارجية عن بالغ قلق المملكة العربية السعودية جرّاء تطورات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته، وتدعو كافّة الأطراف للتحلّي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب.
وأكدت الوزارة على موقف المملكة الداعي إلى ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤوليته تجاه حفظ الأمن والسّلم الدوليّين، لاسيّما في هذه المنطقة بالغة الحساسية للسلم والأمن العالمي، وللحيلولة دون تفاقم الأزمة التي سيكون لها عواقب وخيمة في حال توسّع رقعتها.
وحثت الحكومة الأردنية مختلف الأطراف على ضبط النفس والتعامل بانضباط ومسؤولية مع التوترات التي تمر بها المنطقة وعدم الانجرار نحو أي تصعيد ستكون له مآلات خطيرة.
وشدد مجلس الوزراء الأردني خلال جلسته التي عقدها أمس برئاسة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، على ضرورة العمل على خفض التصعيد وأن تتصرف الأطراف كافة بمسؤولية وتمارس أقصى درجات ضبط النفس وتتعامل بجدية ومسؤولية مع مخاطر التصعيد الإقليمي وتداعياته الكبيرة والخطيرة على الأمن والسلم الدوليين.
وبين أنه قد جرى التعامل مع بعض الأجسام الطائرة التي دخلت إلى أجواء البلاد ليلة أمس، والتصدي لها للحيلولة دون تعريضها لسلامة المواطنين والمناطق السكنية والمأهولة للخطر، مشيراً إلى أن شظايا سقطت في أماكن متعددة دون إلحاق أي أضرار أو أي إصابات بين المواطنين.
وأعلنت السلطات الأردنية صباح أمس فتح أجواء البلاد أمام الحركة الجوية، بعد إعادة تقييم المخاطر حسب المعايير الوطنية والدولية الخاصة بسلامة وأمن الطيران المدني.
وأغلق الأردن مساء أمس الأول مجاله الجوي أمام جميع الطائرات القادمة والمغادرة والعابرة للأجواء بشكل مؤقت، ابتداءً من الساعة الـ 8 مساءً بتوقيت “UTC” 11:00 مساءً بالتوقيت المحلي، لعدة ساعات قادمة، على أن يتم تحديث ذلك ومراجعته بشكل مستمر حسب التطورات.
من جهته، قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، إن مجلس التعاون يشدد على أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي في ضوء التطورات الأخيرة والمتسارعة في الشرق الأوسط. ودعا البديوي جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس لمنع أي تصعيد إضافي يهدد استقرار المنطقة وسلامة شعوبها، مؤكداً ضرورة بذل كافة الأطراف جهوداً مشتركة واتخاذ نهج الدبلوماسية كسبيل فعال لتسوية النزاعات وضمان أمن المنطقة واستقرارها، مشدداً على دور المجتمع الدولي في دعم جهود السلام والاستقرار لتفادي أية تداعيات قد تؤدي إلى المزيد من التصعيد، وحث جميع الأطراف المعنية على الالتزام بالحفاظ على الأمن والسلام الإقليمي والعالمي. إلى ذلك، أعلنت الحكومة العراقية، مساء أمس الأول، إغلاق المجال الجوي أمام حركة الطائرات في الأجواء العراقية، وذلك حسب التطورات الميدانية في المنطقة. وأفادت وزارة النقل العراقية في بيان رسمي لها، أن إغلاق المجال الجوي، وإيقاف الرحلات من وإلى مطار بغداد الدولي يأتي لحماية وضمان سلامة الطيران المدني والمواطنين والمسافرين.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الخارجية ضبط النفس
إقرأ أيضاً:
لماذا ينتشر مرض الكوليرا في مناطق الحروب؟
يعد الكوليرا مرضا يحدث في الغالب كوباء، ويؤثر على مئات إلى آلاف الأشخاص في مناطق شاسعة. ويلاحظ ان هذا يحدث كثيرا في أوقات الحرب، فما السبب؟
عرفت الكوليرا منذ قرون عديدة. سجل أول وباء عالمي لها في القرن التاسع عشر. ومنذ ذلك الحين، أودت ستة أوبئة بحياة ملايين الأشخاص حول العالم. بدأ الوباء الحالي (السابع) في جنوب آسيا عام 1961، ولا يزال يؤثر على السكان حول العالم، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ويبدو أن الكوليرا، الذي يسببه بكتيريا ضمة الكوليرا، مرض حساس بشكل خاص للصراعات.
عوامل الخطر الرئيسية للكوليرا هي الفقر والاكتظاظ وسوء النظافة والأغذية الملوثة ونقص مياه الشرب الآمنة، وهي تشبه إلى حد كبير عواقب الحرب والقتال.
وتحدث الكوليرا في:1- البلدان التي تشهد حربا واضطرابات مدنية
2- الحالات التي فيها نزوح كبير، حيث تستوعب المخيمات المؤقتة أعدادا كبيرة من اللاجئين في ظروف سيئة
3- خلال فترة ما بعد الحرب، عندما يعود عدد كبير من الأشخاص العائدين إلى ديارهم، مما يضع ضغطا غير مبرر على البنية التحتية الوطنية المتآكلة والهشة
4- البلدان التي لديها معدلات أعلى من نقص التغذية واللاجئين ووفيات الأطفال
5- الدول التي فيها مرافق مياه وصرف صحي أقل ملاءمة
إعلان
ما هي الكوليرا؟
والكوليرا عدوى إسهالية حادة تسببها تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا ضمة الكوليرا. وهي تشكل تهديدا عالميا للصحة العامة، وتشير إلى عدم المساواة ونقص التنمية الاجتماعية والاقتصادية. يعد الحصول على المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي والنظافة الأساسية أمرا ضروريا للوقاية من الكوليرا وغيرها من الأمراض المنقولة بالمياه، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
يعاني معظم المصابين بالكوليرا من إسهال خفيف أو متوسط، ويمكن علاجهم بمحلول الإماهة الفموي (ORS). ومع ذلك، يمكن أن يتطور المرض بسرعة، لذا فإن البدء في العلاج بسرعة أمر حيوي لإنقاذ الأرواح. يحتاج المرضى المصابون بأمراض شديدة إلى سوائل وريدية ومحلول الإماهة الفموية ومضادات حيوية.
تحتاج البلدان إلى مراقبة وبائية ومخبرية قوية للكشف عن حالات تفشي المرض ورصدها بسرعة وتوجيه الاستجابات.
أعراض الكوليرايمكن أن تسبب الكوليرا إسهالا مائيا حادا وخيما، والذي قد يكون مميتا في غضون ساعات إذا لم يعالج. لا تظهر أعراض على معظم المصابين بضمة الكوليرا، ولكن يمكنهم نشر البكتيريا عبر برازهم لمدة تتراوح بين يوم وعشرة أيام. تظهر الأعراض بعد 12 ساعة إلى 5 أيام من الإصابة.
يعاني معظم المصابين بالمرض من أعراض خفيفة أو متوسطة. تصاب أقلية من المرضى بإسهال مائي حاد وخيم وجفاف يهدد الحياة.
سلالات ضمة الكوليرا
تسبب مجموعتان مصليتان فقط، هما O1 وO139، تفشي الكوليرا. وقد تسببت ضمة الكوليرا O1 في جميع تفشيات الكوليرا الأخيرة. تسببت ضمة الكوليرا O139 في تفشي المرض في آسيا في الماضي، ولكن لم يتم تحديدها مؤخرا إلا في حالات متفرقة. لا يوجد فرق في المرض الناجم عن المجموعتين المصليتين.
وتنتشر حالات تفشي الكوليرا بانتظام في بعض البلدان. وفي بلدان أخرى، تكون أقل تواترا، وقد تستغرق سنوات بين كل حالة وأخرى. ترتبط الكوليرا بمحدودية الوصول إلى المياه الصالحة للشرب ومرافق الصرف الصحي الأساسية وسوء ممارسات النظافة. قد يكون هذا بسبب الصراعات ونزوح السكان والظواهر المناخية مثل الأعاصير والفيضانات أو الجفاف، ونقص الاستثمار في صيانة وتحسين خدمات المياه والصرف الصحي والبنية التحتية.
إعلاناستمر عدد حالات الكوليرا المبلغ عنها لمنظمة الصحة العالمية في الارتفاع في السنوات الأخيرة. في عام 2023، تم الإبلاغ عن 535321 حالة و4007 حالة وفاة لمنظمة الصحة العالمية من 45 دولة.
تتضمن الوقاية من الكوليرا والسيطرة عليها مزيجا من تعزيز المراقبة، وتحسين خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة، وزيادة التواصل بشأن المخاطر والمشاركة المجتمعية، وتحسين فرص الحصول على علاج عالي الجودة، وتنفيذ حملات لقاح الكوليرا الفموي.
ويكمن الحل طويل الأمد لمكافحة الكوليرا في التنمية الاقتصادية وتوفير مياه شرب آمنة للجميع، وخدمات الصرف الصحي الأساسية، وممارسات النظافة الجيدة.
تساعد تدخلات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في الوقاية من العديد من الأمراض المنقولة بالمياه، بما في ذلك الكوليرا، وتساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. خلال فترات تفشي الكوليرا، يمكن لتنفيذ أنشطة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية أن يقلل من انتقالها. تشمل هذه الأنشطة تحسين خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في مرافق الرعاية الصحية، وإجراء مراقبة لجودة المياه، وتوزيع مستلزمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية على المجتمعات المحلية، وتعزيز ممارسات النظافة الوقائية.
علاج الكوليرا
الكوليرا مرض سهل العلاج. يمكن علاج معظم المصابين به بنجاح من خلال إعطاء محلول الإماهة الفموية (ORS) على الفور. المرضى الذين يعانون من جفاف شديد معرضون لخطر الوفاة بسبب الجفاف ويحتاجون إلى سوائل وريدية سريعة. كما يتلقون محلول الإماهة الفموي والمضادات الحيوية. قد يحتاج المرضى الذين يعانون من حالات كامنة أو أمراض مصاحبة إلى رعاية إضافية في مراكز علاج محددة. يجب أن يظل معدل الوفيات في مراكز العلاج أقل من 1%.
يعد وصول المجتمع إلى محلول الإماهة الفموية (ORS) ضروريا أثناء تفشي الكوليرا. لا ينصح بالإعطاء الجماعي للمضادات الحيوية للوقاية من الكوليرا (الوقاية الكيميائية)، لعدم وجود تأثير مثبت لها على انتشارها. الكوليرا، وقد تسهم في مقاومة مضادات الميكروبات.
إعلان