ثقافة الأزياء السعودية على أعتاب الاقتصاد الإبداعي العالمي
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
لا شك أن المجتمع السعودي بطبيعته ذو ثقافة أصيلة وذوقٍ طارف يبرز بين الحين والآخر في صورة مميزة تكاد تكون ناطقة عن مجتمع قادر على تحويل الأفكار الإبداعية الى اقتصاد نشط وبارز عالمياً، فمتى عانق ذلك دعماً مركزاً مادياً ولوجستيًا لجوانبه؛ فقد تم استحكام ما يسمى بثقافة الاقتصاد الإبداعي لأي ثقافة مستهدفة.
ولعل السنوات القليلة الماضية قد تجلى بها بعض من مخرجات جهود وزارة الثقافة وهيئة الأزياء السعودية كثقافة موضة ترتقي الى تلبية الأذواق العالمية في مجال الأزياء وعوائدها الاقتصادية، فمن الملمح بروز عدد من رعاة صيحة الموضة السعودية والعلامات التجارية المملوكة لسعوديين وسعوديات ظهرت بشكل مبتكر ومبدع وجديد على ساحة الأزياء العالمية، وتصاميم مستوحاة من ثقافة هذه الأرض الداعية للسلام والإنسانية واستدامة الموارد وجودتها، وقائمة على تحقيق الازدهار المستدام وفق كفاءات موهوبة ذات قيمة وأثر وهوية.
فوزارة الثقافة السعودية تعمل بجهد منقطع النظير وفق استراتيجيات متسقة مع كيانات خادمة للخطط المعمول عليها على قدمٍ وساق؛ للنهوض بالكفاءات الوطنية خاصة الطاقة البشرية السعودية الماهرة في قطاع الأزياء ونقلها من مربع التقليد في التصميم والبيع والشراء من نوافذ استيراد التصاميم والأفكار من الخارج الى مربع الفكر الإبداعي السعودي في الأزياء وتحويلها الى اقتصاد ابداعي قائم بذاته ذو ثقافة مصدره للخارج والى ميدان الأزياء العالمية، فالخطط طويلة المدى لدينا تخضع لاستراتيجيات تعليمية كبرامج الابتعاث والدورات المدعومة من وزارة الثقافة في الداخل والخارج؛ لبناء مستقبل مستدام يرتقي بمجتمع متطلع للتنمية والتطوير المستمر.
أما من ناحية القيمة لقطاع الأزياء السعودية فوزارة الثقافة تدرك أنها معنية في تحقيق القيمة الحقيقة لثقافة الأزياء لدينا، وبأن تكون قيمة ذات معايير تنافسية تعادل الجهد والدعم والكفاءة البشرية المدعومة في بناء هذه القيمة، ولا شك أن ضخامة الجهود تتحدث عن نفسها وقدرتها في مزج ثقافة الأزياء بين الماضي التليد والجديد الطارف والنشاط الاقتصادي والتسويقي، وارتباط جملة ذلك بمستهدفات رؤية المملكة العربية السعودية الأصيلة والمتجددة وفق ظروف وأحداث المرحلة.
وبما أن أثر وهوية السعوديون باتت علامة جودة لكثير المجالات الصناعية والإنسانية والاجتماعية والدبلوماسية وغيرها، وجاذبة لكثير من الصفقات الضخمة المتنوعة، فالقبلة لكثير من مراكز النشاط الاقتصاد الإبداعي عالميًا بدأ يتجه لقطاع الأزياء والموضة السعودية، فثورة الموضة السعودية المبتكرة وانعكاساتها الاقتصادية محليًا وإقليميًا إشارة قوية لثقافة أصيلة قادمة لمكانها المستحق بين مقاعد ثقافة الأزياء العالمية المتنوعة، ولعل العروض والأعمال التي تم عرضها بــــــــ Riyadh Fashion Week 2023)) كفيلة بإبراز قوة مخرجات ثقافة الأزياء لدينا والنقاط الإيجابية المعمول بها من قبل وزارة الثقافة وخطط التمكين والدعم لثقافة الأقاليم السعودية، وإعادة إحياء بعض خطوط إرث الأزياء الممتد لأجيال ضاربة في عمق التاريخ وأحداثه، ودعم أفكار الأفراد المبدعين في تحويل هذا الإرث الى موضة حاضرة على هرم الاقتصاد الإبداعي وعامل جذب لصفقات الاستثمار العالمية، والمساهمة في تحويل الأفراد من موردين في هذا المجال ومستقبلين لأفكار الآخرين الى أفراد مصدرين ثقافة أزياء ذات قيمة وهوية واستدامة تحمل راية الجودة السعودية.
(X): SamahAlosaimi
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الاقتصاد الإبداعی ثقافة الأزیاء
إقرأ أيضاً:
وزارة الثقافة تكرم الفائزين بجائزة البردة العالمية 2024
تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، نظمت وزارة الثقافة حفل تكريم الفائزين بجائزة البُردة العالمية 2024 في دورتها الثامنة عشرة في “متحف اللوفر” أبوظبي، تزامناً مع العام العشرين لإطلاق هذه الجائزة المرموقة التي تحتفي بالأعمال الفنية الإبداعية في الأنماط الفنية الإسلامية التقليدية.
حضر حفل التكريم كل من معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، ومعالي نورة الكعبي، وزيرة دولة، ومعالي خليفة شاهين المرر وزير دولة، ومعالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس مجموعة الشعبة البرلمانية الإماراتية في الاتحاد البرلماني الدولي ، ممثل المجموعة الجيوسياسية العربية في اللجنة التنفيذية للاتحاد، وسعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وسعادة هدى إبراهيم الخميس كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وسعادة أحمد التازي سفير المملكة المغربية لدى الدولة، وسمو الأمير رحيم آغا خان، رئيس لجنة البيئة والمناخ التابعة لشبكة الآغا خان للتنمية، وجايان أوميروفا، رئيسة مؤسسة ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻔﻨﻮن واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻷوزﺑﻜﻴﺔ، إلى جانب عدد من السفراء، ومسؤولين من الجهات الحكومية في الدولة.
وانطلق الحفل بكلمة افتتاحية لمعالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، أكد فيها أن جائزة البردة هي منصة عالمية تستلهم قيم الإسلام السمحة، وتُبرز عظمة الفنون الإسلامية وروعتها، بوصفها لغةً تجمع الشعوب، ووسيلةً لتعزيز الحوار الثقافي بين الحضارات المختلفة، بما ينسجم مع مساعي دولة الإمارات إلى تعزيز التفاهم المتبادل بين الشعوب في المنطقة والعالم.
ورحّب معاليه بالمملكة المغربية التي جرى اختيارها كضيف شرف لدورة هذا العام ، تقديراً لمساهماتها في عالم الفنون الإسلامية، وتأكيداً على التزام الجائزة بالاحتفاء بالتميز الفني والتراث الثقافي الإسلامي.
وحصلت مدرسة الصنائع والفنون الوطنية بتطوان، خلال الحفل، على جائزة تقديرية، تكريماً لإرثها العريق على صعيد تطوير المهارات الفنية للطلبة في عدة مجالات مثل النحت، والخزف، والتصميم، والتي كان لها أثر بارز في الحفاظ على التراث الثقافي المغربي الأصيل.
وجرى على هامش الحفل توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الثقافة، ممثلة بسعادة مبارك الناخي، وكيل الوزارة، وﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻔﻨﻮن واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻷوزﺑﻜﻴﺔ، ممثلة بالسيد عزيز بيك مانوبوف، نائب رئيس المؤسسة، وذلك بهدف تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين، مع التركيز على إحياء وتكريم التراث العريق المشترك في مجال حرف النسيج، وتشجيع الرؤى والتفسيرات المعاصرة لهذه الممارسات الإبداعية الأصيلة.
واستلهمت الجائزة موضوع هذه الدورة “النور” من سورة “المائدة” الآية 15 {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ}، واستقطبت في دورتها الحالية أكثر من 1080 مُشاركا من أكثر من 50 دولة.
وكرّم معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي الفائزين بالجائزة، حيث تم تقليد الشاعر ياسين حزقر بالجائزة الأولى عن فئة “الشعر الفصيح”، فيما حصل على المركز الثاني الشاعر نجم العلي، وحلّ ثالثاً الشاعر أحمد محسن أحمد محمد عبد اللائي، وذهب المركز الرابع من نصيب الشاعر حسين سليمان عبد الله، أما الشاعر محمد عبد الرؤوف علي الطيب فحلّ خامساً.
وعن فئة “الشعر النبطي” نال الشاعر عوض العوض المركز الأول، تلاه الشاعر محمد حمدان العنزي ثانياً، والشاعرة بدرية البدري ثالثاً، وحلّ رابعاً الشاعر علي محمد إبراهيم المجيني، وكان المركز الخامس من نصيب بدر حامد محمد البهلولي.
وفي فئة “الخط العربي التقليدي”، نالت المركز الأول مريم نوروزي خليلاني، فيما حصد أحمد علي نمازي المركز الثاني، وحل ثالثاً عبد الباقي بن أبو، وفي المركز الرابع محمد الحموي وخامساً صائم غوناي.
أما في فئة “الخط العربي المعاصر”، فنال المركز الأول داودي عبد القادر، وفي المركز الثاني سمية خراساني، وحل ثالثاً ضياء الجزائري، ورابعاً محمد سعيد، وخامساً رضا جمعي.
وفي فئة “الخط – الزخرفة التقليدية”، حلت افسانه مهدوی في المركز الثاني، يليها محسن مرادى ثالثاً، ثم محبوبه ابراهیمیان رابعاً، وفي المركز الخامس ريان شيدا كونن.
واستحدثت الجائزة ثلاث فئات جديدة هذا العام وهي “الشعر الحر” و”الزخرفة المعاصرة” و”التصميم التايبوغرافي”، حيث نال الشاعر أحمد الحطاب المركز الأول في فئة الشعر الحر، يليه الشاعر عادل زيطوط في المركز الثاني، فيم حل ثالثاً الشاعر عمرو حسين، أما في فئة “الزخرفة المعاصرة”، حلت في المركز الأول محبوبه مهدوی، وفي المركز الثاني فاطمة عنان دودوكخو، وزینب شاهی في المركز الثالث.
وتصدرت ياسمين نعيم المركز الأول، في فئة “التصميم التايبوغرافي”، يليها علي أورعي في المركز الثاني وفي المركز الثالث دعاء محمد الرشيدات أبزيد.
وتضمنت الأمسية عرضاً موسيقياً بعنوان “درب النور”، كدعوة لاستلهام تعاليم النبي محمد ﷺ وتجسيدها في حياتنا، حيث استمتع الحاضرون برحلة روحية غامرة عبر خمسة فصول رئيسية، بدأت بـ”نور الوحي” مع المالد الإماراتي الذي يرمز لبزوغ فجر جديد مع قدوم النبي ﷺ، يليه “نور الأخوّة” حيث انسجمت أصوات المالد الإماراتي مع المولد المغربي في احتفاء بالأخوّة وقوة الوحدة، مروراً بفصل يحمل عنوان “نور الرحمة” التي أدت خلاله فرقة المولد المغربية مدائحاً لرحمة النبي ﷺ، تلاها فصل “نور المعرفة” والتي أدته هند حمدان التي روت شوق الساعي للمعرفة واليقين، ثم قدمت بوجا غايتوندي فصلاً بعنوان “نور الإيمان” بأنغام القوالي التي تلامس الروح، ليختتم العرض بأغنية مؤلفة بعنوان “درب النور” تؤديها فرقة موسيقية محلية.
وشهد المعرض المرافق للجائزة، والذي يُقام تحت عنوان “حين تشرق الشمس في الأفق”، حضور سمو الأمير رحيم آغا خان.
ويضم المعرض 60 عملاً فنياً فريداً في فنون الخط والتذهيب والشعر والفن المعاصر، ويقدم للزوار وعشاق الفن الإسلامي تجربة تفاعلية غامرة، تجسد قدرة الفن الإسلامي على المزج بين أساليب التعبير الكلاسيكية وروح الإبداع الحديث بتناغم فريد.وام