لا شك أن المجتمع السعودي بطبيعته ذو ثقافة أصيلة وذوقٍ طارف يبرز بين الحين والآخر في صورة مميزة تكاد تكون ناطقة عن مجتمع قادر على تحويل الأفكار الإبداعية الى اقتصاد نشط وبارز عالمياً، فمتى عانق ذلك دعماً مركزاً مادياً ولوجستيًا لجوانبه؛ فقد تم استحكام ما يسمى بثقافة الاقتصاد الإبداعي لأي ثقافة مستهدفة.

ولعل السنوات القليلة الماضية قد تجلى بها بعض من مخرجات جهود وزارة الثقافة وهيئة الأزياء السعودية كثقافة موضة ترتقي الى تلبية الأذواق العالمية في مجال الأزياء وعوائدها الاقتصادية، فمن الملمح بروز عدد من رعاة صيحة الموضة السعودية والعلامات التجارية المملوكة لسعوديين وسعوديات ظهرت بشكل مبتكر ومبدع وجديد على ساحة الأزياء العالمية، وتصاميم مستوحاة من ثقافة هذه الأرض الداعية للسلام والإنسانية واستدامة الموارد وجودتها، وقائمة على تحقيق الازدهار المستدام وفق كفاءات موهوبة ذات قيمة وأثر وهوية.

فوزارة الثقافة السعودية تعمل بجهد منقطع النظير وفق استراتيجيات متسقة مع كيانات خادمة للخطط المعمول عليها على قدمٍ وساق؛ للنهوض بالكفاءات الوطنية خاصة الطاقة البشرية السعودية الماهرة في قطاع الأزياء ونقلها من مربع التقليد في التصميم والبيع والشراء من نوافذ استيراد التصاميم والأفكار من الخارج الى مربع الفكر الإبداعي السعودي في الأزياء وتحويلها الى اقتصاد ابداعي قائم بذاته ذو ثقافة مصدره للخارج والى ميدان الأزياء العالمية، فالخطط طويلة المدى لدينا تخضع لاستراتيجيات تعليمية كبرامج الابتعاث والدورات المدعومة من وزارة الثقافة في الداخل والخارج؛ لبناء مستقبل مستدام يرتقي بمجتمع متطلع للتنمية والتطوير المستمر.

أما من ناحية القيمة لقطاع الأزياء السعودية فوزارة الثقافة تدرك أنها معنية في تحقيق القيمة الحقيقة لثقافة الأزياء لدينا، وبأن تكون قيمة ذات معايير تنافسية تعادل الجهد والدعم والكفاءة البشرية المدعومة في بناء هذه القيمة، ولا شك أن ضخامة الجهود تتحدث عن نفسها وقدرتها في مزج ثقافة الأزياء بين الماضي التليد والجديد الطارف والنشاط الاقتصادي والتسويقي، وارتباط جملة ذلك بمستهدفات رؤية المملكة العربية السعودية الأصيلة والمتجددة وفق ظروف وأحداث المرحلة.

وبما أن أثر وهوية السعوديون باتت علامة جودة لكثير المجالات الصناعية والإنسانية والاجتماعية والدبلوماسية وغيرها، وجاذبة لكثير من الصفقات الضخمة المتنوعة، فالقبلة لكثير من مراكز النشاط الاقتصاد الإبداعي عالميًا بدأ يتجه لقطاع الأزياء والموضة السعودية، فثورة الموضة السعودية المبتكرة وانعكاساتها الاقتصادية محليًا وإقليميًا إشارة قوية لثقافة أصيلة قادمة لمكانها المستحق بين مقاعد ثقافة الأزياء العالمية المتنوعة، ولعل العروض والأعمال التي تم عرضها بــــــــ Riyadh Fashion Week 2023)) كفيلة بإبراز قوة مخرجات ثقافة الأزياء لدينا والنقاط الإيجابية المعمول بها من قبل وزارة الثقافة وخطط التمكين والدعم لثقافة الأقاليم السعودية، وإعادة إحياء بعض خطوط إرث الأزياء الممتد لأجيال ضاربة في عمق التاريخ وأحداثه، ودعم أفكار الأفراد المبدعين في تحويل هذا الإرث الى موضة حاضرة على هرم الاقتصاد الإبداعي وعامل جذب لصفقات الاستثمار العالمية، والمساهمة في تحويل الأفراد من موردين في هذا المجال ومستقبلين لأفكار الآخرين الى أفراد مصدرين ثقافة أزياء ذات قيمة وهوية واستدامة تحمل راية الجودة السعودية.

(X): SamahAlosaimi

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الاقتصاد الإبداعی ثقافة الأزیاء

إقرأ أيضاً:

الثقافة تنظم ندوة حول التراث اللامادي بمناسبة اليوم العالمي للتراث

الثورة نت/..

نظمّ قطاع التراث اللامادي بوزارة الثقافة والسياحة بدعم صندوق التراث والتنمية الثقافية اليوم، ندوة حول التراث اللامادي “مفهومه وأهميته” بمناسبة اليوم العالمي للتراث.

وفي افتتاح الندوة، أكد وزير الثقافة والسياحة الدكتور علي اليافعي، أهمية إحياء اليوم العالمي للتراث، اللامادي للجمهورية اليمنية والذي يشتمل على الكثير من التراث والفنون الشعبية وغير الشعبية والصناعات والحرف المحلية.

ولفت إلى ما يتميز به اليمن من هذا النوع من التراث الذي لا يمتلكه الكثير من المحيط الإقليمي، وربما المحيط العالمي .. مؤكدًا أن التراث اللامادي اليمني غنيُ بالكثير من الفنون والحرف والصناعات وطرق شق الطرق وتشييد السدود التي تفنن فيها الآباء والأجداد.

وتطرق الوزير اليافعي، إلى ما تعرض له التراث اللامادي اليمني من سطو وسرقة وتحريف وتشويه من قبل بعض الدول، ومنها المحيطة باليمن، بما فيها فنون وحرف وأغاني ونسبوها إليهم في اعتداء واضح على التراث اليمني الأصيل.

وقال “الشعب اليمني من أعظم شعوب العالم، حيث استطاع نقل التراث اليمني إلى مختلف أنحاء العالم والتعريف به والترويج له، فلا تكاد عاصمة من عواصم العالم تخلوا من الفنون والحرف والمطاعم الشعبية اليمنية”.

وأضاف “التراث اللامادي اليمني وطريقة العمل عليه وشهرته تعدّى حدود الوطن ما جعل من اليمن لها تأثير كبير في الآخرين”.. مشيرًا إلى ما ارتكبته دول العدوان من اعتداءات واستهداف لمختلف الأماكن المادية باليمن وانبثق منها هذا التراث اللامادي العظيم، والذي تعرضت الأماكن والمدن والمعالم السياحية والتاريخية إلى أربعة آلاف استهداف.

وأشار وزير الثقافة والسياحة، إلى أهمية الاحتفال باليوم العالمي للتراث، وجعل هذا اليوم منطلقًا للتعريف بالثقافة والتراث في اليمن، وما تعرضت له من عدوان همجي عن طريق نشر تلك الجرائم بكافة الوسائل والطرق.

وقُدمت خلال الندوة التي حضرها القائم بأعمال مدير عام صندوق التراث والتنمية الثقافية الدكتور عصام علي السنيني، خمس أوراق عمل، استعرض مختصون بقطاع التراث اللامادي نشوان الأشول وأحمد الباروت في الورقة الأولى واقع التراث في اليمن، والتعريف بالتراث الثقافي اللامادي ومتطلبات صونه.

وتطرق مدير عام الفنون الشعبية علي المحمدي في الورقة الثانية، إلى الفنون الشعبية اليمنية والرقص الشعبي، فيما تناولت ورقة عمل الثالثة التي قدمها سعد الحيمي، التراث الثقافي بين غياب التوثيق وخطر الإهمال.

وأكد رئيس جمعية المنشدين اليمنيين علي الأكوع في الورقة الرابعة، أهمية حفظ وتوثيق التراث الإنشادي الشفهي، تخللها نماذج إنشادية مصاحبة، وركزت ورقة العمل الخامسة التي قدّمتها مديرة العلاقات بمركز الحرف والمشغولات النسوية على الحرف اليدوية وعلاقة والتقاء الفن بالتراث.

وفي ختام الندوة أهدى رئيس جمعية المنشدين اليمنيين الأكوع لوزير الثقافة والسياحة الدكتور اليافعي كتابه الجديد “روائع شعر النشيد الصنعاني”، والذي جمع فيه العديد من روائع شعر الإنشاد الصنعاني لمختلف المناسبات الدينية والاجتماعية.

حضر الندوة

عدد من قيادة وزارة الثقافة والسياحة ورؤساء الهيئات التابعة لها وفنانون ومبدعون ومهتمون.

مقالات مشابهة

  • لطيفة بنت محمد تبحث التعاون مع وزير ثقافة كوستاريكا
  • المرأة العاملة ضمن مناقشات قصور الثقافة بالغربية للاحتفال بعيد العمال
  • أدباء الغربية يوصون بتوفير مقر دائم لقصر ثقافة العاصمة وبيت لكفر الزيات | تفاصيل
  • أبرزها توفير مقر مناسب لقصر ثقافة العاصمة.. ننشر توصيات مؤتمر اليوم الواحد الأدبي بالغربية
  • مجلس المحافظة يوافق على تخصيص ٤٠ الف دينار لمديرية ثقافة اربد
  • ثقافة الغربية تكرم اسم الدكتور نبيل فاروق في مؤتمر اليوم الواحد الأدبي
  • انطلاق فعاليات مؤتمر اليوم الواحد الأدبي بالغربية تحت شعار «الإبداع الأدبي بين الخيال والهوية»
  • نجم الأهلي على أعتاب الانتقال إلى كبرى الأندية السعودية
  • وزيرة الثقافة الكولومبية: القمة الثقافية أبوظبي تعزز التعاون العالمي
  • الثقافة تنظم ندوة حول التراث اللامادي بمناسبة اليوم العالمي للتراث