نيويورك-سانا

حمل مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير قصي الضحاك كيان الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن الاعتداءات الإسرائيلية وعن أي تصعيد إضافي في المنطقة يهدد السلم والأمن فيها مشيرا إلى أن الوقت حان لتحرك جاد تراجع فيه الدول الغربية سياساتها الهدّامة تجاه المنطقة وشعوبها وتبادر بشكل فوري إلى وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وإنهاء الوجود العسكري اللاشرعي للقوات الأمريكية على الأراضي السورية.

وقال الضحاك خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي اليوم حول التهديدات للسلم والأمن الدوليين “إنَّ ما شهدته منطقتنا هو نتيجةٌ طبيعية وحتمية لأعمال عدوانٍ متكررة وانتهاكاتٍ جسيمة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أراضي سورية ودولٍ أخرى مستفيدةً في ذلك من الدعم الذي وفرته لها الإدارة الأمريكية في هذا المجلس وخارجه والذي جعلها تعتقد أنها في مرتبةٍ أعلى من الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات والقرارات التي وضعتها منظمتنا على مدى عقود وأن بمقدورها مواصلة جرائمها وتصعيدها للأوضاع في منطقتنا دون أي ردٍ أو عقاب.

وأضاف الضحاك: لقد حذَّرت سورية مجلس الأمن والأمانة العامة مراراً وتكراراً من خلال رسائلها الرسمية من مخاطر التصعيد وتفجير الأوضاع الذي تسعى إليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي للتغطية على إخفاقها في تحقيق أهدافها العسكرية في غزة ولإيجاد المبررات لمواصلة الإبادة الجماعية والأعمال الوحشية التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني وما رافقها من اعتداءاتٍ هيستيرية على دول المنطقة، وطالبْنَا الأمم المتحدة مراراً وتكراراً بالتحرّك الفوري وفقاً لولايتها إلا أن الإدارةَ الأمريكية وعدداً من حلفائها عرقلوا أيَ تحرّكٍ لمجلس الأمن لممارسة مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين ووضع حدٍ لجرائم إسرائيل ومساءلتها عنها.

ولفت الضحاك إلى أن سلوك تلك الدول ليس بجديد؛ إذ أنها عرقلت على مدى ما يزيد عن سبعة عقودٍ ونصف قيام الأمم المتحدة بمسؤولياتها لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة، وإعادة الحقوق العربية المشروعة والراسخة لأصحابها وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وفي مقدمتها القرارات 242 و338 و497 التي شكّلت الركيزة الأساسية وجوهر الحل للصراع العربي – الإسرائيلي والسبيل لمعالجة ما ترتّب عن الاحتلال الإسرائيلي من أزماتٍ وتحدياتٍ في المنطقة.

وقال الضحاك: إن سورية تحمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن الاعتداءات الإسرائيلية وعن أيِّ تصعيدٍ إضافيٍ في المنطقة يهدِّدُ السِّلم والأمن فيها، وتشدد على أن المنطقة قد عانت بما فيه الكفاية من انتهاكات الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية وحلفائها للقانون الدولي ولمبادئ ومقاصد الميثاق.

وشدد الضحاك على أن الأوان آن لتحركٍ جاد تُراجِع فيه تلك الدول سياساتها الهدّامة تجاه منطقتنا وشعوبنا وتبادرُ بشكلٍ فوري وغير مشروط لتصويبِ تلك السياسات بما في ذلك من خلال فرضِ وقفٍ فوري للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وعلى غيره من دول الجوار، وضمان الوصول الكامل وغير المُعَرقَل للمساعدات الإنسانية، ووضع حدٍ للتجويع المُتعمَّد الذي يعاني منه أهالي غزة، وكذلك إنهاء الوجود العسكري اللاشرعي للقوات الأمريكية على أراضي سورية، ووقف نهبها الممنهج للثروات الوطنية، ورعايتها للتنظيمات الإرهابية والميليشيات الانفصالية، والرفع الفوري والكامل وغير المشروط للتدابير الانفرادية القسرية التي تمثّل إرهاباً اقتصادياً وعقاباً جماعياً آن للسوريين أن يتحرروا منه.

وأضاف الضحاك: لقد استمعت لبيانات بعض الوفود الغربية التي عبّرت مجدداً عن نهجها القائم على النفاق وازدواجية المعايير، فالبعضُ في هذا المجلس اعتاد أن يُقدّم التفسيرات التي يرتئيها لأحكام الميثاق وأن يسخِّرها لخدمة أهدافه وأطماعه، بما في ذلك نص المادة 51 التي تكفل حقاً أساسياً لجميع دولنا ألا وهو حق الدفاع المشروع عن النفس، فقد شنَّت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا أعمال عدوانٍ متكررة على سورية – مجتمعةً تارةً وفرادى تارةً أخرى – استناداً لتفسيرٍ مشوّه لتلك المادة ومزاعم واهية ليست أكثر من أكاذيب لا أساس لها من الصحة، ولم تكتفِ بذلك بل أنها حالت دون مناقشة مجلس الأمن لتلك الاعتداءات والتحرّك لإعلاء مبادئ الميثاق التي تحاول تلك الدول الاستعاضة عنها بما تسميه “النظام القائم على القواعد”.

وأشار الضحاك إلى أن ما قامت به جمهورية إيران الإسلامية هو الممارسة الصحيحة والفعلية لحق الدفاع المشروع عن النفس كما رآه الآباء المؤسسون لمنظمتنا وكما تضمنه الميثاق في المادة 51؛ إذ أنَّ ذلك الرد جاء كضرورةٍ ملّحة فرضها إمعان سلطات الاحتلال الإسرائيلي في جرائمها وأعمالها العدوانية، ومنع الدول الغربية الثلاث دائمة العضوية مجلس الأمن من التحرك لوقفها أو حتى مجرّد إدانتها، وهو ما تجلّى في عرقلة الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا إصدار مجلس الأمن لبيانٍ صحفي يدين الاعتداء الإرهابي الذي طال القنصلية الإيرانية في دمشق في انتهاكٍ سافرٍ لكافة المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تكفل حرمة المقرات الدبلوماسية وحصانتها والعاملين فيها، وليس ذلك بغريبٍ على من قام وحلفاؤه في الناتو بالقصف الهمجي للسفارة الصينية في بلغراد عام 1999.

وقال الضحاك: في 25 نيسان عام 1945، انطلقت أعمال مؤتمر سان فرانسيسكو المنشئ لمنظمة الأمم المتحدة والذي وضع الميثاق ليكون البوصلة لعملِنا المشترك، وضَمَّنَه في مبادئه الأساسية ما يؤكد على ضرورة احترام السيادة والمساواة بين الدول الأعضاء كبيرها وصغيرها، واليوم وأكثر من أي وقتٍ مضى يتوجب على دولنا التأكيد على هذه المبادئ لأنَّ في احترامها نجاحُ الأمم المتحدة في ولايتها، وفي انتهاكها يغيب القانون وتسود شريعة الغاب والحروب وعدم الاستقرار.

وختم السفير الضحاك بالقول: إن سورية العضو المؤسس للأمم المتحدة لا تزال تؤمن بهذه المنظمة ومبادئها ومقاصدها وتتطلع لقيامها بالدور المناط بها في حفظ السلم والأمن الدوليين ومعالجةِ الأسباب الجذرية للتحديات التي تشهدها منطقتنا وفي مقدمتها الاحتلال الإسرائيلي الذي يحول دون تحقيق الأمن والاستقرار لدولنا والرفاه لشعوبها.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: سلطات الاحتلال الإسرائیلی والإدارة الأمریکیة الأمم المتحدة الأمن الدولی السلم والأمن مجلس الأمن فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

السفير هلال يفضح أكاذيب الجزائر ومسؤوليتها في معاناة ساكنة تندوف

زنقة 20 | الرباط

وجه السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى منظمة الأمم المتحدة، عمر هلال، رسالة رسمية إلى رئيس وأعضاء مجلس الأمن، دحض من خلالها المغالطات والادعاءات التي أدلى بها نظيره الجزائري، عمار بن جامع، خلال اجتماع المجلس حول “التحديات المرتبطة بالنزوح القسري عبر العالم”.

وأكد هلال في رسالته أن السفير الجزائري استغل حضور المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، لترويج الأكاذيب وتزييف الحقائق حول الوضع في مخيمات تندوف، مشدداً على أن ساكنة هذه المخيمات ليسوا نازحين قسريين كما يدعي النظام الجزائري، بل محتجزون محرومون من أبسط حقوقهم، بما فيها حرية التنقل والتعبير والعودة إلى وطنهم الأم.

وكشف الدبلوماسي المغربي أن الجزائر، البلد المضيف، تخلّت عن مسؤولياتها القانونية والإنسانية لفائدة ميليشيات “البوليساريو” الانفصالية، ما يشكل خرقاً صارخاً للقانون الدولي والتزاماتها بموجب اتفاقية جنيف، وهو ما سبق أن نددت به لجنة حقوق الإنسان في تقريرها الصادر بتاريخ 17 غشت 2018.

وفي رده على تلميحات الجزائر حول “احتلال الصحراء”، ذكّر السفير هلال أن المغرب استعاد أقاليمه الجنوبية بموجب اتفاقيات مدريد سنة 1975، وأن الجمعية العامة للأمم المتحدة أخذت علماً بذلك في قرارها الشهير “34/58 ب”.

وأوضح هلال أن قضية الصحراء تُناقش تحت الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة، ما يبرز طابعها السياسي الإقليمي، ويؤكد أن الجزائر طرف مباشر في النزاع، رغم محاولاتها المتكررة للتنصل من مسؤولياتها.

كما فضح السفير المغربي استمرار الجزائر في رفضها السماح بإحصاء ساكنة المخيمات، ما يفتح المجال لاختلاس المساعدات الإنسانية، وهو ما وثقته عدة تقارير صادرة عن المكتب الأوروبي لمكافحة الغش، ومفتشية المفوضية السامية، وبرنامج الأغذية العالمي.

وبخصوص الدعوة الجزائرية لحل “دائم” للنزاع، اعتبر هلال ذلك مجرد مناورة، مجدداً التأكيد على أن الحل الوحيد والواقعي يمر عبر مبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها المملكة، والتي تحظى بدعم دولي واسع يتجاوز 100 دولة، بينها قوتان دائمتان في مجلس الأمن.

كما شدد على أن خيار الاستفتاء تم تجاوزه نهائياً منذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة سنتي 2002 و2003، ولم يعد يرد في أي وثيقة أممية، بما فيها تلك التي تدعمها الجزائر نفسها.

واختتم هلال رسالته بالتأكيد على أن الوثيقة ستُعمم رسمياً على أعضاء مجلس الأمن، وستُسجل كوثيقة رسمية للأمم المتحدة، وهو ما يعكس عزم المغرب على التصدي لكل المحاولات الجزائرية البائسة لتزييف الواقع والشرعية الدولية.

الجدير بالذكر أن المفوض السامي لشؤون اللاجئين قد تجاهل كلياً خلال مداخلته الادعاءات المغرضة التي ساقها الممثل الدائم للجزائر، ما اعتُبر رداً ضمنياً على فحوى تلك التصريحات.

مقالات مشابهة

  • تصعيد مقلق.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر بشأن الغارات الأمريكية في اليمن
  • لدعم كفاءات الخريجين… مساعدة السفير الياباني تزور مدرسة التمريض بدمشق
  • مسؤولو الأمم المتحدة يحذرون: تقليص التمويل الأميركي يهدد خدمات ملايين اللاجئين
  • «أونروا»: تجويع ممنهج في غزة يهدد حياة مليون طفل
  • الشيباني من الأمم المتحدة: لن نعيق استقرار المنطقة بما فيها إسرائيل
  • شروط الاحتلال الإسرائيلي التي أدت لإلغاء مسيرة العودة
  • “مفوضية الأمم المتحدة”: السفير الياباني التقى بعدد من طالبي اللجوء في ليبيا
  • السفير هلال يفضح أكاذيب الجزائر ومسؤوليتها في معاناة ساكنة تندوف
  • المكتب الإعلامي في وزارة الداخلية: على إثر ذلك، توجهت وحدات من قوى الأمن العام مدعومة بقوات من وزارة الدفاع لفض الاشتباك وحماية الأهالي والحفاظ على السلم المجتمعي، كما تم فرض طوق أمني حول المنطقة لمنع تكرار أي حوادث مشابهة
  • قسم شرطة حلب الجديدة يستعيد مسروقات بقيمة 20 ألف دولار أمريكي و35 مليون ليرة سورية