مئات الأفغانيات يحيين عاشوراء رغم منع "طالبان" (فيديو)
تاريخ النشر: 29th, July 2023 GMT
أحيت مئات قليلة من الأفغانيات اليوم السبت، ذكرى عاشوراء في العاصمة كابل، وذلك رغم منع عناصر من حركة "طالبان" المواطنين الشيعة من أداء مراسم عاشوراء أمس.
إقرأ المزيدوخرجت بضع مئات من النسوة، برايات حسينية إلى الشارع، لإحياء الذكرى، فيما ظهر عناصر من طالبان يسيرون جنبا إلى جنب مع المتظاهرات من دون الإقدام على منعهن.
وبحسب وكالة "سبوتنيك" فإن عناصر "طالبان" محرجون من النساء، لذلك لم يقدموا على أي فعل لمنعهم من أداء شعائرهن الدينية.
وكانت حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تداولت أمس مقاطع مصورة، تظهر قيام عناصر من حركة "طالبان" الأفغانية، وهي تمنع الشيعة من أداء مراسم عاشوراء، وذلك باستخدام أعقاب البنادق والسيوف.
وحسب الـBBC، فإن المقطع المصور تم التقاطه يوم الثلاثاء 26 يوليو، في اليوم السابع من محرم. وذكرت أنه في الأيام الأخيرة أزالت "طالبان" أعلام محرم من المحلات والمنازل وحتى المساجد في بعض الأحياء الشيعية في العاصمة كابل.
ویدیوی دریافتی از یک مخاطب بیبیسی فارسی در غرب کابل نشان میدهد که طالبان، مراسم خیابانی شیعیان عزادار را با خشونت بر هم زدهاند و به آشپزخانه هیئت حمله میکنند. در قسمتی از ویدیو دیده میشود که ماموران طالبان با قنداق تفنگ و شمشیر عزاداران محرم را متفرق میکنند.
فرستنده می… pic.twitter.com/S0sNWXOISk
وأفادت بأن الشيعة وقعوا على عرائض وطالبوا "طالبان" بإزالة القيود المفروضة على إقامة الاحتفالات الدينية في المساجد.
وقالت إن "طالبان" أكدت أن "حرية الشيعة الأفغان في الاحتفال بمحرم ما زالت، والغرض من القيود هو ضمان الأمن".
المصدر: سبوتنيك
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا طالبان افغانستان نساء عناصر من من أداء
إقرأ أيضاً:
نهايات مأساوية لشعوب وافقت على نزع سلاحها.. ماذا عن طالبان؟
مع طرح الاحتلال شرط نزع سلاح المقاومة من غزة، لمجرد الموافقة على خوض مفاوضات لوقف العدوان على القطاع، وفقا لورقة المقترح التي نقلها الجانب المصري لحركة حماس، تعود نماذج تاريخية، لشعوب وافقت على تسليم سلاحها في لحظات فارقة بوعود وضمانات كتابية بحمايتها لكن النتيجة كانت مأساوية.
ويعود مثال منظمة التحرير، التي وافقت على تسليم أسلحتها الثقيلة، بعد حصار بيروت، في ثمانينيات القرن الماضي، مقابل ضمان الخروج الآمن من لبنان، على متن سفن بعيدا عن حدود فلسطين المحتلة، لترتكب بعد أيام قليلة مجزرة صبرا وشاتيلا، إلى الأذهان في الذاكرة الفلسطينية، باعتبار سلاح المقاومة خطا أحمر، خاصة مع عدو غادر لا يلتزم باتفاقيات وعهود.
وبالعودة إلى نماذج خلال العقود الماضية، وقعت كل من أوكرانيا ومسلمو البوسنة في سربرنيتشا، في فخ نزع السلاح مقابل ضمانات دولية، لكن النتيجة كانت مأساوية وكلفتها كبيرة للغاية، مقابل نموذج طالبان في أفغانستان، والتي رفضت كافة الأغراءات، حتى في ظل مرحلة ضعف، وكانت النتيجة لصالحها في لحظة فارقة.
ونستعرض في التقرير التالي تلك النماذج:
ترسانة أوكرانيا النووية.. فخ التفكيك:
عقب تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991، ورثت أوكرانيا ترسانة نووية ضخمة تضمنت نحو 1700 رأس نووي استراتيجي وآلاف الأسلحة النووية التكتيكية، إضافة إلى صواريخ عابرة للقارات وقاذفات استراتيجية.
وعلى الرغم من تمركز هذه الأسلحة داخل الأراضي الأوكرانية، فإن السيطرة الفعلية عليها بقيت بيد روسيا، بفضل نظم التشفير وإجراءات الإطلاق.
وتعرضت أوكرانيا، لضغوطات دولية مكثفة، عقب استقلالها، من قبل الولايات المتحدة وروسيا ودول أخرى للتخلي عن السلاح النووي والانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار كدولة غير نووية، وأغريت بأن ذلك خطوة نحو تعزيز الأمن العالمي.
ففي عام 1994، وقعت أوكرانيا على "مذكرة بودابست" مع الولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة، حيث تعهدت بتسليم كامل ترسانتها النووية إلى روسيا، مقابل التزام الأطراف الموقعة باحترام سيادتها ووحدة أراضيها، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها ضدها.
بحلول عام 1996، كانت أوكرانيا قد أنجزت نقل جميع الرؤوس النووية الاستراتيجية إلى روسيا، وتم تدمير منصات الإطلاق، بمساعدة تمويل أمريكي عبر برنامج نزع السلاح، ونالت أوكرانيا إشادة دولية مقابل خطوتها، لكنها دفعت الثمن خلال السنوات اللاحقة.
ووقعت أوكرانيا ضحية الاضطرابات السياسية، على مدار السنوات الماضية، بسبب التدخلات الخارجية من أوروبا وروسيا، ودخلت البلاد في حالة فوضى، وجرت الإطاحة برئيس البلاد الموالي لموسكو، على وقع تظاهرات تطالب بالانضمام للاتحاد الأوروبي، لتقدم روسيا عام 2014، إنزال عسكري مفاجئ على شبه جزيرة القرم، والسيطرة عليها بالكامل، وإجراء استفتاء لسكانها بالانضمام إلى روسيا.
ولم تقف حالة الضعف الأوكراني عند هذا الحد، بل قامت مناطق شرق البلاد من العرق الروسي، بإعلان الانفصال عن كييف، وخوض معارك طاحنة على مدى سنوات، وتشكيل جمهوريات مستقلة تحالفت مع موسكو، انتهت بهجوم عسكري مفاجئ لروسيا، على أوكرانيا عام 2022، استمر حتى الآن وألحق دمارا واسعا في البلاد، وبعد دعم أمريكي مطلق في زمن جو بايدن، تواجه كييف تنصلا من إدارة دونالد ترامب ومحاولة للخروج من الحرب.
البوسنة.. نزع السلاح قاد للمذبحة:
في ظل حرب البوسنة والهرسك، أعلنت الأمم المتحدة مدينة سربرنيتسا "منطقة آمنة" عام 1993، بشرط نزع سلاح القوات البوسنية منها، والذي تضمن أسلحة ثقيلة، مع وعد بالحماية من قبل القوات الدولية.
ولجأت القوات البوسنية، في ظل الوعود الأممية، بتقديم الحماية للمدنيين، ومنع صرب البوسنة، من التحرك تجاههم وفك الحصار عنهم، إلى تسليم أسلحتهم، وأشرفت القوات الدولية على نزع السلاح من سربرنيتسا، وتحويلها إلى منطقة هادئة وآمنة وخالية من القتال.
لكن في المقابل لم يتضمن الاتفاق، نزع سلاح صرب البوسنة، بل اكتفي بالطلب منهم فك الحصار عن المنطقة، والاحتفاظ بالسلاح الثقيل والعتاد خارج المدينة.
وبحلول عام 1995، ومع تجريد البوسنيين من قدراتهم على الدفاع عن أنفسهم، ولعب القوات الأممية دور المتفرج، اقتحمت قوات صرب البوسنة المدينة، وارتكبت مجازر مروعة، سقط فيها قرابة 10 آلاف بوسني مسلم، فضلا عن أعمال الاغتصاب الجماعي، والإخفاء القسري، والمقابر الجماعية التي لا زالت تكتشف حتى الآن، وكان غالبية الضحايا من الرجال والفتيان.
وارتكبت المجزرة أمام أنظار القوات الدولية، التي بقيت في مراكزها الخاصة، ولم تتحرك الأمم المتحدة، من أجل إنقاذ السكان الذين جردتهم من قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم بنزع سلاحهم مقابل الحماية.
حركة طالبان.. نزع السلاح خط أحمر
عقب غزو الولايات المتحدة لأفغانستان، وبسط سيطرتها بالتعاون مع ما كان يعرف بتحالف الشمال، على كافة أنحاء البلاد، وانسحاب قوات طالبان من المدن باتجاه الجبال، حاول الأمريكا تقديم إغراءات لطالبان، من أجل نزع سلاحها، والانخراط في عمل سياسي وطلب العفو من القبائل.
وفي عام 2004، عرض السفير الاميركي في افغانستان زلماي خليل زادة على مقاتلي طالبان إلقاء اسلحتهم مقابل منحهم العفو كما دعا مقاتلي طالبان، إلى الاتصال بشيوخ القبائل وقوات التحالف واعلان ولائهم وإلقاء أسلحتهم وفي المقابل لن يتم استهدافهم.
وشدد خليل زادة على دعوته لطالبان لوقف حرب العصابات، بدعوى أنها تتعارض مع الإسلام وإرادة الشعب الأفغاني، وكان هذه الدعوات في أوج القوة الأمريكية في أفغانستان، فضلا قوة حلفائها من المكونات الأفغانية الأخرى، وهو ما قوبل بالتجاهل من قبل طالبان.
لكن مع تصاعد عمليات طالبان، وتكبيدها الولايات المتحدة خسائر كبيرة، فضلا عن خسائر في صفوف الحكومة الأفغانية الموالية لواشنطن، وتفكير الأخيرة فعليا في مغادرة المنطقة، طرحت واشنطن فكرة تخلي طالبان عن سلاحها مقابل التفاوض على الانسحاب، وهو جرى رفضا بشكل مطلق.
ورخضت الولايات المتحدة، لفكرة التفاوض مع عدوها اللدود في أفغانسان، وبدأت المفاوضات فعليا في عام 2018، وتركزت على مطالبة أمريكية بعدم استخدام أفغانستان، منطلقا لتهديد المصالح الأمريكية أو الدولية.
ومقابل ذلك، تعهد أمريكا بالانسحاب الكامل من أفغانستان، وبحث مسألة العقوبات، ولم تتطرق إلى مسألة تفكيك أسلحة طالبان أو إعادة هيكلتها.
وفي عام 2020، أبرم اتفاق في الدوحة لانسحاب القوات الأمريكية والأجنبية من أفغانستان، خلال 14 شهرا، مع ضمانات بعدم المساس بالقوات خلال مغادرتها البلاد، وبالفعل في عام 2021، خرج آخر جندي أمريكي من كابول، وانهار النظام الذي بنته واشنطن على مدار 14 عاما، بفرار الرئيس الأفغاني أشرف غني، وتفكك الجيش وكافة أجهزة الدولة، وسيطرة حركة طالبان على الحكم مجددا ودخول العاصمة دون اشتباكات.