أجمع محللون سياسيون أن إسرائيل تحاول الاستفادة من الهجوم الإيراني عليها لاستعطاف المجتمع الدولي بتجديد رواية "المظلومية" واكتساب الدعم وإعادة توحيد المجتمع الإسرائيلي.

وخلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، قال الباحث السياسي والإستراتيجي سعيد زياد إن إسرائيل تحاول الاستفادة من الهجوم الإيراني عليها لاستعطاف المجتمع الدولي بتجديد رواية "المظلومية" واكتساب الدعم وإعادة توحيد المجتمع الإسرائيلي.

وأضاف أن محاولة تل أبيب تقديم نفسها ضحية مظلومة، أظهرها بمظهر الكيان الضعيف الذي يحتاج إلى الحماية كلما لاحت معركة في الأجواء.

الأمر نفسه أكده الكاتب المختص في الشؤون الإسرائيلية إيهاب شبرين ردا على سؤال شبان هدف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من وراء استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق؟، -واتفق مع رأي الباحث زياد- مجيبا بأن نتنياهو بدا وكأنه يطلب الرد الإيراني، لتلعب إسرائيل دور الضحية، وأن يحول ذلك إلى ملحمة بطولية تعيد إلى الذاكرة صورة إسرائيل التي كانت بالأذهان قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، إضافة إلى كونها محاولة لتوحيد الداخل الإسرائيلي خلف حكومته، وكسب تعاطف المجتمع الدولي.

ولكن زيادا نوه إلى أن الجانب الإسرائيلي يسعى للاستفادة من الهجمات الإيرانية، أملا في أن تساعد حكومة نتنياهو على الخروج من مأزق السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

عدة جبهات

وبالمقابل رأى زياد أن المقاومة أيضا مستفيدة من الهجمات الإيرانية لأنها كانت تسعى منذ بداية الحرب في غزة إلى فتح عدة جبهات وألا تقاتل إسرائيل وحدها، وأن ذلك بدا جليا في ترحيبها بمشاركة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن وحزب الله في لبنان والفصائل السورية والعراقية.

وانتهى للقول بأن موقف المفاوض الفلسطيني الغزي أصبح اليوم أكثر ثباتا ورسوخا بعد التدخل الإيراني، و"يمكنه أن ينال ما كان صعبا في الماضي من المفاوض الإسرائيلي".

واعتبر الباحث السياسي والإستراتيجي أن "بعض" التعاطف الأوروبي مع حكومة نتنياهو مكسب كبير لها لكنه مؤقت، مشيرا إلى أن أخطر ما في خيال نتنياهو هو زواج "الإسلام المتشدد" مع السلاح النووي، حيث إنه ظل منذ عام 2001 يحاول بكل الطرق الممكنة دفع الإدارات الأميركية لاستهداف إيران.

وبخصوص إرجاء العملية البرية في رفح أشار شبرين إلى توجيهات الإدارة الأميركية لنتنياهو بعدم الهجوم على رفح بشكل واضح، مما يشير إلى ضغوطات أميركية تخالف أفكار نتنياهو المتماهية مع اليمين الشعبوي في حكومته منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

لا للهجوم

ومن جهته قلل أستاذ الأمن الدولي في جامعة جورج واشنطن دكتور بنجامين فريدمان من إمكانية أن يشكل الهجوم الإيراني فارقا كبيرا فيما يتعلق بالمفاوضات الجارية حول غزة، أو الضغوط الأميركية على إسرائيل لتوافق على إطلاق النار.

وأوضح أن التعاطف مع إسرائيل أصبح محدودا جدا، وأن إدارة بايدن كانت واضحة جدا وكشفت بجلاء أنها مستعدة لمساعدة إسرائيل للدفاع عن نفسها ضد الصواريخ والحجارة، ولكن ليس أكثر من ذلك، مما يعني أن وضع تل أبيب لدى واشنطن بقي كما هو.

وأشار فريدمان إلى أن هذه الحرب قد امتدت وتوسعت فهناك هجمات الحوثيين على السفن والهجمات بالصواريخ على القوات الأميركية في سوريا والعراق، موضحا أن قرار إدارة بايدن بقي واضحا وهو "أننا لن نقاتل إيران أو أي طرف آخر نيابة عن إسرائيل".

ورجح من جانبه أن تكون ردة الفعل الدولية على الهجوم الإيراني أمرا مؤقتا، مشيرا إلى أن بايدن وقادة الدول الغربية يعلمون أن إسرائيل هي من استفزت إيران بمهاجمتها لمجمع دبلوماسي ودفعتها للقيام بهذا الهجوم للدفاع عن نفسها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الهجوم الإیرانی المجتمع الدولی إلى أن

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: متفقون مع الإدارة الأميركية على ضرورة منع إيران من امتلاك سلاح نووي

قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، إن هناك توافقًا تامًا مع الإدارة الأميركية بشأن ضرورة منع إيران من الحصول على سلاح نووي، مؤكدًا أن هذا الهدف يمكن تحقيقه من خلال اتفاق دبلوماسي.

 وأضاف نتنياهو أن الاتفاق مع إيران يجب أن يتضمن تفكيك المنشآت النووية الإيرانية وكافة المعدات ذات الصلة تحت إشراف وتنفيذ الولايات المتحدة.

وفي سياق آخر، تحدث نتنياهو عن زيارته الثانية للولايات المتحدة، حيث وصفها بأنها "دافئة جدًا"، مشيرًا إلى أنه التقى خلالها مع صديقه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي أكد خلال اللقاء دعمه المستمر لإسرائيل.

وأكد نتنياهو أن التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة في مختلف القضايا الأمنية والسياسية يمثل حجر الزاوية في تعزيز أمن إسرائيل ومواجهة التحديات الإقليمية، لاسيما في ما يتعلق بالتهديدات النووية الإيرانية.

وأفادت التلفزيون الإيراني بأن رئيس محطة بوشهر النووية اعلن عن بدء إجراء بعض الإصلاحات بالمحطة مؤكدا أنها متوقفة عن الإنتاج حاليا.

وقال رئيس محطة بوشهر النووية الإيرانية، إن الإصلاحات ستستمر 3 أشهر وستعود بعدها المحطة للإنتاج.

وفي تصريحات سابقة لنائب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، قال إنه يتم تسريع الأنشطة التنفيذية في عملية إنشاء الوحدتين 2 و3 في محطة بوشهر النووية في العام الايراني الجديد(بدأ في 21 مارس الجاري).

وأشار الي ان عملية الحفر بدأت لبناء غرف المضخات الساحلية للوحدتين 2 و3 في محطة بوشهر النووية، لافتا إلي تسريع أنشطة إنشاء الوحدتين الثانية والثالثة في محطة بوشهر النووية بإيران.

ونوه باستمرار الأنشطة في بناء المباني الرئيسية والفرعية للمحطة، بما في ذلك المفاعلات والتوربينات؛ وكذلك إكمال بناء حاجز ساحلي لمنع اختراق مياه البحر لمنطقة الحفر.

وتوقع الانتهاء من عمليات الحفر وبناء غرف المضخات بحلول نهاية عام 2025.

مقالات مشابهة

  • ممثل الجامعة العربية بالأمم المتحدة: على المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل للانسحاب من سوريا
  • 1000 جندي احتياطي في سلاح الجو الإسرائيلي يدعون لوقف الحرب على غزة وتراجع في الولادات بنسبة 15%
  • في حال لم تبرم اتفاقاً.. ترامب: إسرائيل ستكون قائد الهجوم العسكري على إيران
  • حنا: إسرائيل تحاول تدمير مخيمات الضفة لإنهاء فكرة المقاومة
  • مذكرة توقيف دولية بحق المرشد الأعلى الإيراني
  • محللون إسرائيليون: نتنياهو يعود خالي الوفاض بعد لقائه ترامب
  • نتنياهو: متفقون مع الإدارة الأميركية على ضرورة منع إيران من امتلاك سلاح نووي
  • سيناريو الهجوم الأمريكيّ الإسرائيليّ لإيران: الأعنف ضدّ دولةٍ ذات سيادةٍ منذ الحرب العالميّة الثانيّة وسيُدمِّر البرنامج النوويّ
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: حكومة نتنياهو تحاول إثارة الفوضى والشغب في المحكمة العليا
  • نتنياهو اتغفل.. تفاصيل ما دار بالبيت الأبيض خلف إسرائيل بشأن الملف النووي الإيراني