لبنان ٢٤:
2025-03-16@18:44:30 GMT

مقدمات نشرات الأخبار المسائية

تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT

مقدمات نشرات الأخبار المسائية

مقدمة تلفزيون "أل بي سي"

ضاعت حسابات الربح والخسارة بين ايران واسرائيل,وهما تواجهتا مباشرة للمرة الاولى على مدى خمس ساعات. ايران تحدثت عن تحقيق الهدف المحدد, والقريبون منها تحدثوا عن تغيير قواعد الاشتباك مع العدو. لكن ما لم تقله ايران وحلفاؤها مرتبط بالهدف وما تحقق منه، وهو هزيل... الا اذا كان المطلوب فعلا الا يسقط في ارض العدو اكثر من بضعة صواريخ من اصل هجوم بمئات منها ومن والمسيرات, اطلقت من ايران على مواقع عسكرية اسرائيلية ,من دون ان توقع اصابات.



في حسابات اسرائيل التي ادعت الانتصار ايضا, الحسابات مختلفة، فاسرائيل احتاجت لمساندة الولايات المتحدة , بريطانيا وفرنسا, اضف اليها الاردن لافشال الرد الايراني ...وهي ولو تمكنت من اعادة توحيد صفوفها الداخلية في مواجهة الضربة الايرانية,واعادة التحالف الغربي معها, و اعادة احياء فكرة ما تسميه تحالفا دوليا في مواجهة ايران,وجدت نفسها امام الخط الاحمر الاميركيّ: ممنوع الرد على الرد الايرانيّ. وهنا دور المايسترو الذي تلعبه واشنطن.

-فهي اولا باتت تعرف بحسب المحللين العسكريين الذين يدرسون الضربة ,قدرات ايران الهجومية وقدرات اسرائيل الدفاعية .

-وهي وضعت الطرفين امام سيناريو ربح افتراضي لكل منهما .

اما الاهم بالنسبة للادارة الاميركية , فمنع الانجرار الى توسعة الحرب,ووقف التوتر,والسعي لاعادة طرفي النزاع الى هدوء وتفاوض يؤدي الى حل دائم على مستوى المنطقة ككل,قد تستكمل معالمه في سلطنة عمان  حيث تتفاوض اصلا واشنطن وطهران  ولو غير مباشرة.

مقدمة تلفزيون "أم تي في"

الضربة العسكرية الايرانية لم تكن بالمستوى المتوقع، ولا على قدر التهديدات التي اُطلقت. صحيح انها شكلت اول مواجهة مباشرة بين اسرائيل وايران. وصحيح انها نجحت في احداث صدمة داخل الشارع الاسرائيلي، اذ غيرُ قليلٍ  اطلاقُ حوالى 170 مسيّرة و140 صاروخا, وتوجيهُها نحو اهداف داخل العمق الاسرائيلي على دفعات متتالية. لكن في  الجوهر الضربة فشلت. فاكثر من سبع وتسعين في المئة من المسيّرات والصورايخ انفجرت قبل ان تبلغ اهدافَها،  ما جعل الضربة الايرانية مجرد استعراض شكلي، بحيث لم تُبدِ طهران، في التحليل الاستراتيجي، جهوزيةً لازمة لا تقنيا ولا لوجستيا. هل هذا  يعني ان الهجوم الايراني مسرحية فاشلة؟ لا يمكن قولُ ذلك. لكن الواضحَ ان واشنطن ضبطت رد طهران الى الاخر،  فجاءت ضربة ايران  في الامس،  كضربتها في العام 2020 ضد قاعدة عين الاسد الاميركية  ردا على اغتيال قاسم سليماني، اي ضربة الحد الادنى من ناحية الخسائر اذ لم تلحق اي اصابة بالاسرائيليين. معنوياً، استعادت ايران ثقةً كادت تفقدها عند دول الممانعة،  لكنها خلقت من جديد تعاطفا دوليا مع اسرائيل فقدت الاخيرة قسما كبيرا منه بعد ممارساتها في حرب غزة.  والسؤال الاكبر: ماذا بعد؟ اي هل سترد اسرائيل على الضربة الايرانية، ام تعتبرها ضربة لرفع العتب ولا تستحق الرد؟ البداية من تفاصيل الهجوم الايراني.

مقدمة تلفزيون "المنار"

عبروا .. اضاؤوا ليل الامة ووصلوا.. ومع مآذن القدس وغزة كبروا.. انا من المجرمين منتقمون..
بخيبر الصاروخي الذي اعاد يوم خيبر، وشاهد التي وصلت فكانت شاهدا على عصر جديد، وببعض من البأس وكثير من الحسم ، كان الايراني صادق الوعد، وكان الصهيوني فاقد القدرة والعزم، وكان يوم جديد اجمل ما فيه ان هيبة الكيان العبري سقطت..
يوم من ايام الله، هو سبت جديد بطوفان جديد. على اسم الله ورسوله افتتحه الحرس الثوري للجمهورية الاسلامية الايرانية، لن يستفيق منه الصهيوني الجريح، ولن يداويه كل الحضور الاميركي.

اجتمع الاميركي مع نصف النيتو بمنظومتهم الدفاعية، وحضور لبعض انظمة المنطقة لمساعدة الصهيوني على سبته الاسود، وما استطاعوا ان يمنعوا عنه العقاب، فوصلت الصواريخ الايرانية التأديبية بدءا من قاعدتي نافيتيم ورامون الجويتين في النقب المحتل، وصولا الى مقر حرمون الاستخباراتي في جبل الشيخ، وكلها قواعد مشاركة بضرب القنصلية الايرانية في دمشق، اكد خلالها الايراني انه قوة صعبة في المعادلة الدولية ودولة ذات سيادة وقرار، واسقط عن الصهيوني زيف القوة وجبروت التصريحات، فاثبت للعالم ان هذا الكيان غير قابل للحياة الا بمساعدة الاميركي، بل جموع دول الاستكبار.

لن يؤخذ على الصهيوني العالق تحت الصدمة انكاره للواقع الجديد، ويكفي الاستماع لسيده الاميركي الذي شاركه الكذب لمحاولة التخفيف من الصفعة الايرانية، لفهم حجم الدمار الذي اصاب هيبة الكيان، على ان يتكفل باظهاره تباعا القادم من الايام..
وان كانت التصريحات الاميركية تتحدث عن عدم سعيها للتصعيد في الشرق الاوسط ، فان خلاصة الموقف الصهيوني حتى الآن الاحتفاظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين كما اشار عضو مجلس الحرب بيني غانتس.

اما الموقف الايراني الواضح الصريح عبر كبار القادة السياسيين والعسكريين بان المعادلة من اليوم فصاعدا هي ان اي استهداف لايران ومصالحها ومواطنيها اينما كانوا ومن اي كان سيترتب عليه رد ايراني – وان عدتم عدنا بقي الشعار ..

وفيما استشعر الفلسطينيون بقوة النصير الايراني، وخاب بعض المتواطئين الداعمين للصهيوني في المنطقة، عبر بعض الغرب عن القلق، ورأت روسيا بالرد الايراني حقا سياديا كفلته المواثيق الدولية وفق المادة الواحدة والخمسين من ميثاق الامم المتحدة.

مقدمة تلفزيون "أو تي في"

ردت ايران ليلا على استهداف قنصليتها في دمشق وقتل عدد من قادتها العسكريين البارزين في المنطقة. وعلى الفور سارع البعض الى وصف ما جرى بالمسرحي، انطلاقا من عدم تحقيق اصابات مادية او بشرية ضخمة، كما كان يَنتظِر، مناقضا بذلك حتى الاعلام الاسرائيلي والاميركي الذي وصف الحدث بالتاريخي. اما البعض الآخر، فهلل للتطور الكبير، مبالغا في توقع اتساعه ليشمل ايضا تدخلا عسكريا اوسع من حلفاء ايران في لبنان والعراق واليمن.

اما واقعيا، فمن الواضح ان الساعات الاخيرة لم تكن عادية في تاريخ المنطقة والعالم. فهو اولا اول تدخل ايراني مباشر على خط المواجهة المندلعة مع اسرائيل اثر عملية طوفان الاقصى قبل ستة اشهر تقريبا، وهو مؤشر الى الاسوأ الذي قد يأتي اذا ظل الصراع متفلتا كما هو عليه اليوم. وهو ثانيا، اعادة رسم للجغرافيا السياسية في المنطقة، حيث كرس الدور المتقدم لايران، على حساب تراجع ادوار دول كبرى عربية وغير عربية. وهو ثالثا، يشكل فرصة يمكن ان تشق طريقا للحل على قاعدة “اذا ما بتكبر ما بتصغر” و”اشتدي يا ازمة تنفرجي”، خصوصا بعد التوازن الواضح الذي ارساه بين اسرائيل والولايات المتحدة ومحورهما من جهة، ومحور المقاومة من جهة اخرى.

لكن مهما يكن من امر، يبقى الاساس بالنسبة الى لبنان الذي يصطف طبيعيا في المقلب المناهض للعدو، ان يحفظ ما تبقى من دولة، على أمل النهوض عندما تتحسن الظروف.

مقدمة تلفزيون "الجديد"

ضربة ايرانية بقفازات دبلوماسية .. قد تنتهي الى احتوائها اسرائيليا بعد استيعابها اميركيا وتعميمها من المحيط الى الخليج. فالصواريخ المهداة من ايران الى اسرائيل في الليل المسير من شأنها ان تسدل الستار على الزمان والمكان المناسبين لتبدأ المنطقة مرحلة جديدة الكل كان عالما بأمرها وهو وقع على مسارها.  فايران نفسها اعلنت عبر وزير خارجيتها حسين امير عبد اللهيان انها و قبل اثنتين وسبعين ساعة  ابلغت  أصدقاءها وجيرانها  في المنطقة بعزمها على الرد. والاصدقاء الكثر لم يألوا جهدا في ابلاغ من يعنيهم الامر ان الصواريخ قادمة, فيما اتخذت دول  صديقة وضعية  القبة الحديدية بالوكالة, أما الولايات المتحدة فقد لعبت دور ضابط الايقاع وشرطي المنطقة .. فدفعت عن اسرائيل نار الصواريخ من جهة واخطرت القيادة الاسرائيلية من الجهة المقابلة ان اميركا لن تشارك بهجوم مضاد على ايران كما اعلن البيت الابيض. والبيت ظل ابيض القرار واتبع اسلوب التكتيك السياسي اللاعب على خطي النار ورمادها فالرئيس الأميركي جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال هاتفي أجراه معه عقب الرد الإيراني ، أن واشنطن ستعارض أي هجوم إسرائيلي ضد إيران ووفق  موقع اكسيوس فقد تفهم نتنياهو الموقف الاميركي وهذا التفهم ابقى على الصراع  قيد التحكم الدولي اذ ضمدت اسرائيل جراحها وقالت عبر وزير حربها  يوآف غالانت إن "احتواء الهجوم كان مثيرا للإعجاب والأضرار كانت طفيفة. ومستوى التفهم وصل الى شبكة تواصل بين طهران ووشنطن حيث اكدت ايران انها ابلغت البيت الأبيض في رسالة هذا الصباح بأن عملياتها محدودة وتهدف إلى الدفاع المشروع بوجه النظام الإسرائيلي ومعاقبته ولم تستهدف في هجومها  خسائر بشرية واقتصادية. وبالنسبة الى ايران فقد سجلت انها للمرة الاولى تواجه اسرائيل وتلعب بسمائها عسكريا وتضرب قواعد انطلقت منها عملية الاعتداء على قنصليتها في دمشق ونقطة انتهى. والنهاية ايضا رسمتها مواقف دولية عالية القرار فاجتمعت الدول السبع .. وادلى  الناتو بدلوه .. وحركت بريطانيا اتصالاتها مع طهران للتهدئه, وتبرع المجلس الاوروبي بالدعوة الى ضبط النفس. واذ أدان رئيس المجلس باسم مجموعة الدول السبع الهجوم الايراني على اسرائيل, وجد ان الازمة الاساسية هي في غزة واعتبر ان انهاءها في اقرب وقت سيحدث فارقا في المنطقة. وتخفيض منسوب التوتر لعب عليه الرئيس الاميركي قبيل الاجتماع السباعي واعلن انه سيتواصل مع نظرائه في مجموعة السبع لتنسيق رد دبلوماسي موحد على هجوم ايران الذي وصفه بالوقح.  وبمجرد الكلام عن رد دبلوماسي فهذا يعني ان اميركا والدول السبع استبعدت الخيارات العسكرية ودعت في بيان لها  الى مواصلة العمل على استقرار الوضع وتجنب اي تصعيد في المنطقة. واكتفت الدول الصديقة لاسرائيل بان تكون لاعبة في الفضاء لالتقاط الصحون  النارية الايرانية الطائرة قبل انفجارها.  واذ يجتمع مجلس الحرب الاسرائيلي في هذه الاثناء لبحث خيارات الرد, فان هناك من اقترح داخل الحكومة الاسرائيلية بان يكون الرد سيبرانيا غير انه لو اراد الذهاب الى حرب لفعل منذ اول صاروخ ايراني , وسيكون الاسرائيلي مقيدا ايضا بعوامل  داخلية وبمواقف الخارج الباحث عن استقرار المنطقة. اما مجلس الحرب اللبناني فيتعذر الوصول اليه بداعي السفر وتعطل حركة الملاحة لكن الرئيس نجيب ميقاتي وجه الدعوة بمن حضر لعقد جلسة سواء تشاورية او رسمية حكومية بنصابها المعهود لبحث الوضع اللبناني عقب الضربة الايرانية وانتظار رد اسرائيل

مقدمة تلفزيون "أن بي أن"

فعلتها الجمهورية الإسلامية ... وفي الزمان المناسب والمكان المناسب كان الرد المناسب على استهداف العدو الإسرائيلي قنصليتها في دمشق. بعد أسبوعين على هذا الإستهداف جاءت عملية (الوعد الصادق) مدوِّية. وإذا كانت مسيّراتها وصواريخها قد انهالت بالمئات على كيان الإحتلال فإن أصداءها ترددت في أربع رياح الأرض.

متفجرات الهجوم الإيراني توزعت على مناطق عدة في طول الكيان وعرضه من تل أبيب وإيلات وديمونا إلى بئر السبع والنقب .....
أما الأهداف فكانت مواقع وقواعد عسكرية إستراتيجية تكتم العدو إلى أبعد الحدود على نتائجها وبلغت به المبالغة حد الزعم أنه اعترض تسعةً وتسعين بالمئة من الصواريخ والمسيّرات الإيرانية. لكن حتى المقذوفاتُ الإعتراضية التي استخدمها جيش العدو خلال الهجوم بلغت كلفتها رقماً باهظاً يربو على مليار وثلاثمئة مليون دولار بحسب وسائل الإعلام العبرية.

مهما يكن من أمر فإن إسرائيل لا تزال تحت هول صدمة الهجوم غير المسبوق الذي سيحفر عميقاً في بنية هذا الكيان. ومهما يكن من أمر أيضاً فإن الحرس الثوري بدا راضياً عن النجاح الذي حققته هذه الضربة. وحذر مسؤولون سياسيون وعسكريون إيرانيون ولا سيما الرئيس إبراهيم رئيسي إسرائيل من أن أي مغامرة جديدة ترتكبها ستقابَل برد فعلٍ أثقل.

على الضفة المقابلة بدت الولايات المتحدة كمن يمنِّن إسرائيل بعد إعلانها مساعدتها في إسقاط مسيّرات وصواريخ إيرانية.
ومن هذه النقطة إنطلق جو بايدن - ومعه وزيرا الخارجية والدفاع وآخرون - لإعلان رفض اي رد هجومي إسرائيلي على طهران لأن واشنطن لا تسعى إلى تصعيد مع الجمهورية الإسلامية.

وفيما تحضر تطوراتُ الساعات الأخيرة في جلسة طارئة لمجلس الأمن مساء اليوم صدرت دعوات دولية إلى ضبط النفس وبرز موقف روسي يدافع عن الهجوم الإيراني الذي جاء في إطار الحق في الدفاع عن النفس.

قبل هذا الهجوم وبعده واصلت قوات الإحتلال إعتداءاتها على لبنان وبلغت غاراتها الجوية إقليم التفاح والنبي شيت في البقاع.
وارتباطاً بالتطورات العسكرية دعا الرئيس نجيب ميقاتي إلى جلسة طارئة لمجلس الوزراء غداً واضعاً الدعوة في تصرف جميع الوزراء.
لكن مصادر أبلغت الـNBN بأن الوزراء المقاطعين لن يلبوا دعوة ميقاتي إلى الجلسة مهما كان عنوانها وألاّ عودة عن قرارهم بالمقاطعة بحسب ما تؤكد مصادرهم.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الضربة الایرانیة مقدمة تلفزیون فی المنطقة فی دمشق

إقرأ أيضاً:

تسُرُّك الأخبارُ

لا الموقف اليتيم، ولا الثاني ولا الثالث أن يصادف أحدنا، أو يسمع عن قصص ومواقف حدثت «حتى زمن قريب»، أن هناك من تسمر في وسط المجلس الذي يضم المئات من الحضور، موجها عتابًا شديدًا وقاسيًا على أصحاب المكان فقط لأنهم لم يسألوه عن الأخبار والعلوم، وهو الآت من البعيد البعيد، حيث يعد ذلك تقصيرًا في حقه كضيف، وتقليلًا من شأنه كفرد له شخصية اعتبارية بغض النظر عن المستوى الاجتماعي، وهذا عرف اجتماعي شديد الحساسية، ولذلك يعمل له الحسابات الدقيقة، وإن نظر إليه البعض حديثًا أنه ليس بالأهمية ذاتها، حتى تنتفخ لأجله الأوداج، وتشتد الأعصاب، ولعل مبرر ما كان على هذه الحالة، وهم كبار السن على وجه الخصوص، أن هذه الممارسة هي جزء لا يتجزأ من قيم المجتمع العماني المخضب بالود والتعاون والتآزر والتكاتف، التي لا يجب التنازل عنها، وكانت تشكل أهمية كبيرة لنقل الأخبار والأحداث بين البلدان، في زمن لم تكن هناك وسائل للتواصل كما هو الحال اليوم، الذي استغنى فيه الفرد عن أخذ العلوم والأخبار عن طريق الأفراد، حيث تعددت وسائل التواصل وتنوعت. ولكن على الرغم من أن تلك اللحظة التي يتبادل فيها طرفان «شيء علوم، شيء خبر» إلا أنها حملت شيئًا من اللفظ الجميل، ومن الاستعارات، وشيئًا من المحسنات البديعية التي لا يتقنها الكثيرون أيضًا، من ذلك: سؤال أحدهما: «شيء علوم؟»، ورد الآخر: «كفيت الهموم»، وكذلك سؤال الأول: «شيء خبر؟»، ورد الثاني: «غدير صافي»، فالمتمعن في مثل هذه الردود، أن الطرف الثاني يحاول إعطاء صورة جميلة لواقع الحال، وأن الحياة في سياقاتها المعتادة، حيث لا خوف يستدعي استنفارًا للواقع، ولا توقعًا يوجب استشراف ما لا يود أحد وقوعه، وهذه حنكة وحكمة تجلت عبر أفق التعامل بين أبناء المجتمع العماني، وإلا كيف يتم استحضار مثل هذه الصور الذهنية البالغة الأهمية والتقدير عبر هذه المحسنات المعنوية وبهذا الأسلوب الجميل والعميق في الوقت نفسه؟

ومع ذلك، هناك من لا يزال يحرص كثيرًا على عدم إهمال هذه العادة، ويرى فيها شيئًا من الالتزام المعنوي للقيم ذاتها التي لا تزال تؤرخ لأبناء المجتمع التأصيل الحضاري الممتد، فالمسألة ليست فقط معرفة أخبار وعلوم، وماذا حدث؟ بل المسألة أعمق من ذلك بكثير، وبالتالي فالحرص على كثير من القيم السامية والخاصة بالمجتمع العماني فيها تحييد هذا المجتمع عن التماهي في مجموعة من القيم الواردة إليه من كل حدب وصوب، خاصة وأن سلطنة عُمان واحدة من الدول التي تشهد انفتاحًا اجتماعيًا، لن نتجاوز في المقولة إن قلنا إنه انفتاح غير مسبوق، وذلك انعكاس لواقع الحال لدى كل المجتمعات الإنسانية التي تتداخل مع بعضها، وتندمج في مكوناتها العلائقية من غير تسييس، أو توجيه، حيث إن الأمر فارض نفسه بالضرورة الزمنية، وإن تعنت المكان قليلًا لخصوصيته الجغرافية، كما هي الصورة الذهنية المترسخة عند البعض.

«تَسُرُّكَ الأخبار»: هنا ليس ضرورة اجتماعية ملحة، أو ضرورة معرفية مقدرة؛ لأن المجتمع وبما يشهده من «تنقلات» وممارسات سلوكية فيها الكثير من المستورد، لم يعد هو ذلك المجتمع المتموضع على كثير من قيمه العمانية الخاصة قبل عشرين عامًا على سبيل المثال، بما في ذلك تطور وسائل التواصل في العصر الحديث، فالأجيال تعيش تراكمات معرفية، وسلوكية سريعة يعفيها عن الالتزام الاجتماعي «الحاد» وإن لم تتمكن من أن تؤرخ لنفسها منهجًا يمكن اعتماده لـ«رتم» الحياة السريع جدًا، وذلك انعكاسًا لأدواتها المتجددة، وأساليب حياتها المتنوعة، ومستويات التبدل في قناعاتها.

مقالات مشابهة

  • ايران تدين بشدة العدوان الأمريكي والبريطاني على اليمن
  • البرلمان الايراني يطالب بتقليص 15 مليار متر من استهلاك المياه لمواجهة أزمة الجفاف
  • تسُرُّك الأخبارُ
  • نصيحة أمريكية لسوريا الشرع: عليكم بالسعودية لا عراق 2003 فعين ايران عليكم
  • الصين توجه دعوة بشأن العقوبات المفروضة على ايران
  • اسعار النفط تلحق بظل العقوبات المفروضة على ايران
  • شهادات الأ سـ.ـر ى المحرّرين: قصص عن التـ.ـعـ.ـذيـ.ـب في سجون اسرائيل
  • مقدمات نشرات الاخبار المسائية
  • «حكماء المسلمين» يُدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف قطارًا جنوب غرب باكستان
  • مسؤول صهيوني : اليمنيون اطبقوا الخناق على اسرائيل