الإمارات داعم رئيسي لقضايا العمل المناخي وإيجاد الحلول المستدامة
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
عززت الإمارات حضورها ودورها خلال العقود الأخيرة لاعب عالمي رئيسي وداعم لقضايا العمل المناخي وإيجاد الحلول المستدامة والمبتكرة، وبفضل رؤية القيادة الرشيدة وتوجيهاتها، باتت أول دولة في المنطقة تعلن عن مبادرة استراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
ورسخت الإمارات مكانتها الرائدة في استثمارات الطاقة النظيفة، على الصعيدين المحلي والدولي، وتحتضن اليوم أكبر محطات الطاقة الشمسية وأكثرها كفاءة من حيث التكلفة في العالم، وغدت أول دولة في المنطقة تضيف الطاقة النووية السلمية إلى شبكتها الكهربائية، إلى جانب دورها الريادي في استكشاف تقنيات جديدة لتوليد الطاقة مثل الهيدروجين الأخضر وغيره.
ودعماً لنهج دولة الإمارات في مجال الاستدامة والعمل المناخي والابتكار ونشر حلول الطاقة النظيفة، تأسست شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” قبل أكثر من 17 عاماً بهدف المساهمة في بناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة للأجيال القادمة.
وساهمت “مصدر” بدور بارز في مكافحة آثار التغيّر المناخي، والحد من الانبعاثات الكربونية، من خلال محفظتها الواسعة والمتنوعة من مشاريع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة والتي تتوزع على أكثر من 40 دولة حول العالم، واستثماراتها التي تفوق 30 مليار دولار وقدرتها الإجمالية لتوليد أكثر من 20 جيجاواط من الطاقة النظيفة.
واليوم تستضيف “مصدر” دورة جديدة من القمة العالمية لطاقة المستقبل تقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض “أدنيك” بين 16 و18 أبريل الحالي، وتعد القمة الملتقى العالمي الأبرز في مجال الطاقة المستقبلية والتكنولوجيا النظيفة والاستدامة، وتهدف إلى دعم تطوير طاقة المستقبل، وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة، وابتكار التقنيات النظيفة وصياغة الرؤى والسياسات اللازمة لمواصلة تطوير قطاع الطاقة المتجددة.
وتمثل القمة العالمية لطاقة المستقبل منصة عالمية تجمع الأطراف الفاعلة في قطاع الطاقة المتجددة وتوفر فرصاً استثمارية مهمة، كما تستقطب أبرز قادة القطاعات ورواد الابتكار والفكر وأصحاب الرؤى على مستوى العالم، من أجل مناقشة أجندات تهدف إلى بناء مستقبل مستدام.
وتنظم “مصدر” خلال القمة برنامجاً حافلاً بالأنشطة والجلسات النقاشية والمنتديات، وسيكون جناح “مصدر” خلال القمة بمثابة مركز لاستعراض الحلول المبتكرة وتعزيز التعاون وتبادل المعارف، حيث سيستضيف ضمن مسرحه برنامجاً حافلاً يركز على دعم تحقيق أهداف “اتفاق الإمارات” التاريخي للعمل المناخي الذي تم التوصل إليه خلال مؤتمر COP28، ويشمل البرنامج فعاليات تنظمها مبادرات “مصدر” الاستراتيجية مثل منصتي “شباب من أجل الاستدامة” و”السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة”. وفي هذه المناسبة، قال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لـ “مصدر”.. ” تمثّل القمة العالمية لطاقة المستقبل حدثاً بارزاً يدعم تطوير الحلول المستدامة، ومنصة مهمة للحوار وتبادل الآراء حول مستقبل الطاقة واستعراض أحدث التقنيات في هذا القطاع، وتعكس استضافة مصدر لهذا الملتقى العالمي الجهود الرائدة للشركة في النهوض بقطاع الطاقة النظيفة ودورها كمساهم فيدعم تحقيق أهداف دولة الإمارات في هذا المجال وترسيخ مكانتها دولة رائدة عالمياً في مجال الاستدامة والعمل المناخي”.
وأكد الرمحي أن انعقاد القمة هذا العام يحمل أهمية كبيرة كونها تأتي في أعقاب التوصل إلى “اتفاق الإمارات” التاريخي للعمل المناخي خلال مؤتمر COP28، حيث ستسعى القمة إلى مناقشة السبل الكفيلة بتحقيق أهداف هذا الاتفاق، وتسريع التحول في مجال الطاقة من خلال دعم تطوير حلول طاقة نظيفة تسهم في مضاعفة القدرة العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات”.
وتستضيف “مصدر” أيضاً قمة الهيدروجين الأخضر السنوية في 16 أبريل، والتي تهدف إلى تسريع وتيرة تطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر العالمي بهدف دعم عملية التحول في قطاع الطاقة وتحقيق الطموحات العالمية للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وتقام قمة هذا العام تحت شعار “بناء اقتصاد الهيدروجين: من الحوار إلى الواقع”، حيث سيتم استعراض أحدث التوجهات والتطورات في مجالات إنتاج وتحويل ونقل واستخدام الهيدروجين الأخضر.
وستكون قمة الهيدروجين الأخضر بمثابة منصة فريدة تجمع الشركات الرائدة والخبراء في قطاع الهيدروجين العالمي لتبادل الآراء والأفكار ووضع الأسس الكفيلة ببناء سوق للهيدروجين تتسم بالمرونة.
من جهة أخرى، سوف تستضيف منصة الابتكار ضمن جناح “مصدر” سلسلة من الجلسات الحوارية الخاصة بالقطاعات، حيث سيسلط خلالها نخبة من المبتكرين والخبراء الضوء على أحدث الحلول المناخية كما سيتم استعراض أحدث التقنيات من قبل شركاء أسبوع أبوظبي للاستدامة، وشركات عالمية ناشئة، وشركات صغيرة ومتوسطة الحجم، تعمل في مجالات النقل ضمن المدن، والطاقة النظيفة، والتقنيات الزراعية، والذكاء الاصطناعي.
وسيتم خلال القمة العالمية لطاقة المستقبل الإطلاق الرسمي ليوم الشركات الصغيرة والمتوسطة في 18 أبريل لدعم جهود منصة مؤتمر الأطراف COP28 ومركز الشركات الصغيرة والمتوسطة للمناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتعقد منصة “السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة”، المبادرة العالمية التابعة لشركة “مصدر” والتي تركز على دعم دور المرأة في قيادة الابتكار ودفع عجلة التغيير الإيجابي المستدام، سلسلة من الجلسات الحوارية خلال القمة العالمية لطاقة المستقبل.
وسوف تستقطب الجلسات الحوارية مشاركة واسعة من رائدات أعمال وقادة فكر وشخصيات بارزة من قطاع الأعمال والأوساط الأكاديمية، لدعم جهود منصة “السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة” في تسليط الضوء على دور المرأة وتمثيلها في قطاع الطاقة المتجددة وما تواجهه من عوائق لدخول مجال التمويل المناخي والتعليم. وسوف يعمل المشاركون على استكشاف الحلول المبتكرة والفرص المتاحة في مجال التمويل المناخي لدعم رائدات الأعمال، إلى جانب إلقاء الضوء على أهمية توفير التوجيه والإرشاد للمرأة لصقل مهاراتها القيادية وتعزيز التنوع والشمولية في مختلف القطاعات، كما سيناقشون العلاقة بين الهدف الخامس من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والجهود البيئية بما يضمن مراعاة وجهات نظر النساء في الجنوب العالمي وفهمها وإدراجها ضمن السياسات والممارسات.
ويتضمن برنامج منصة “شباب من أجل الاستدامة” حلقة نقاشية، وجلسة حوارية مناخية تتناول دور التقنيات الناشئة في تحقيق انتقال عادل للطاقة، وحواراً يستعرض رأي الشباب في تحقيق هدف الحياد المناخي بحلول 2050.
وتأتي استضافة القمة العالمية لطاقة المستقبل لتكرّس جهود “مصدر” وريادتها في مجال الطاقة النظيفة والهيدروجين بالتوازي مع سجلها الحافل بالنجاحات والإنجازات، حيث تعد “مصدر” واحدة من أسرع شركات الطاقة المتجددة نمواً في العالم، وتستهدف إنتاج 100 جيجاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام2030، كما تسعى الشركة لأن تصبح منتجاً رائداً للهيدروجين الأخضر بحلول العام نفسه، وذلك من أجل المساهمة في دعم التحول العادل للطاقة، وتعزيز التنويع الاقتصادي في الإمارات وحول العالم.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
توسع عالمي في الطاقة الشمسية والصين تتصدر
تظهر بيانات لموقع "مراقبة الطاقة المتجددة العالمية" (Global Renewables Watch) النمو السريع لقطاعي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح عالميا بوصفهما أرخص وأكثر موثوقية من أي وقت مضى.
وتُقدم البيانات لمحة عن تويع استعمال الطاقة النظيفة الحالية على الأرض، حيث تتصدر الصين العالم في سعة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المركّبة بهامش واسع ومتزايد عن بقية الدول.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2التوجهات والتحديات الصينية بملفي الطاقة والمناخ في 2025list 2 of 2باريس تصوت لبرنامج بيئي يحظر المركبات بمئات الشوارعend of listوتشير البيانات إلى أن الصين بَنت أكثر من 120 ألف توربين رياح، وهو ما يقرب من ثلث إجمالي توربينات الرياح في العالم. كما بلغ إجمالي الطاقة الشمسية المركبة 886.67 غيغاوات، بزيادة عن 609.49 غيغاوات عام 2023، في حين بلغ إجمالي إنتاج الولايات المتحدة من الطاقة الشمسية 139 غيغاوات، على سبيل المقارنة.
وقد ازدادت وتيرة هذا النمو مع مشاريع ضخمة تنفذ في أنحاء الصين. كما بدأت الاقتصادات الناشئة مثل تركيا في الاستفادة من إمكاناتها الهائلة في مجال الطاقة الشمسية، ولكن في الصين وعديد من الدول النامية الأخرى لا يزال استخدام الفحم والغاز في ازدياد أيضا.
وحسب البيانات التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، تجاوزت الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مجتمعة إنتاج الفحم لأول مرة في الولايات المتحدة، في عام 2024.
وشكّلت الطاقة الشمسية وحدها أكثر من 80% من السعة الجديدة المضافة في عام 2024، وقد تم تركيب ثلثها في تكساس وكاليفورنيا، وساهم إضافة بطاريات التخزين في استخدام الطاقة الشمسية ليلا، وتحقيق استقرار شبكات الكهرباء القريبة.
إعلانأما في الاتحاد الأوروبي، فقد ولدت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ما يقرب من ثلث كهرباء المنطقة، أي أكثر من إجمالي إنتاج الوقود الأحفوري مجتمعا.
وتعدّ سواحل شمال أوروبا ذات العواصف مُهيأة تماما لطاقة الرياح، التي ستُشكل ما يقرب من 60% من كهرباء الدانمارك بحلول عام 2024. لكن الطاقة الشمسية شهدت نموًا سريعا أيضا، ومعظمها على مستوى الاستخدام المنزلي، مع لجوء الناس إلى الألواح الصينية الرخيصة.
وقال ديف جونز، مدير التحليلات العالمية في منظمة لأبحاث الطاقة "إمبر"، إن تكاليف الألواح الشمسية انخفضت بشكل كبير خلال السنوات العشر الماضية، ومع ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا منذ الحرب الروسية على أوكرانيا، "فإن ذلك يُشكل مبررا قويا لتركيب كميات كبيرة من ألواح الطاقة الشمسية".
وتعزى هذه الأسعار المنخفضة في أوروبا والعالم إلى التقدم الهائل في التصنيع في الصين، التي تزوّد حوالي 80% من السوق العالمية بالألواح الشمسية. وتعد هولندا، ثم البرازيل وباكستان والمملكة العربية السعودية والهند أكبر مستوردي الألواح الصينية سنة 2024.
وباتت تقنية البطاريات المحسنة عاملا آخر في انتشار الطاقة الشمسية، فالتخزين الذي أصبح أقل تكلفة وأكثر كفاءة أتاح تزويد المنازل بالطاقة ليلا.
وفي حين تواجه مشاريع طاقة الرياح عقبات متزايدة، برزت الطاقة الشمسية باعتبارها الخيار الأكثر جدوى لإضافة القدرة على استخدام الكهرباء بسرعة وبتكلفة زهيدة وفي كل مكان تقريبا.
وفي أستراليا، ساهم كل من الخطط الطموحة لوقف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بحلول عام 2050 والدعم الحكومي في إضافة ما يكفي من الطاقة الشمسية إلى شبكة الكهرباء الأسترالية، بحيث باتت الطاقة الشمسية مصدر ربع كهرباء البلاد.
أما في البرازيل، فقد ساهمت الاستثمارات الكبيرة في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في تعويض التقلبات الضخمة في نظام الطاقة الكهرومائية الناجمة عن الجفاف.
كما توسعت الطاقة الشمسية بشكل أسرع من مزارع الرياح في عديد من الاقتصادات الناشئة، مثل المكسيك وتركيا وفيتنام.
ويُظهر تقرير "مراقبة مصادر الطاقة المتجددة العالمية" مشاريع طاقة شمسية ضخمة، إضافة إلى مشاريع الطاقة الشمسية صغيرة الحجم الموجودة في عديد من الدول النامية التي تسعى إلى توسيع نطاق الوصول إلى الكهرباء .
وكانت باكستان -على سبيل المثال- ثالث أكبر مستورد للألواح الشمسية الصينية في عام 2024، لكن الناس ركبوا معظمها على أسطح المنازل أو بالقرب من المزارع والمصانع المحلية لتجنب فواتير الكهرباء المرتفعة وانقطاع التيار الكهربائي.
وفي المقابل، لا يعني النمو السريع في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح حتمية الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة. فقد انخفض توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في الصومال إلى 17% خلال العقد الماضي.
وكان برنامج "باور أفريكا" -وهو برنامج تابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية- يدعم هذا النمو، لكن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ألغته، الأمر الذي يهدد أيضا توجه عدة دول أفريقية إلى الطاقة النظيفة بدعم الوكالة الأميركية.
وفي الولايات المتحدة نفسها، باتت إدارة الرئيس ترامب تشجع على استخدام الوقود الأحفوري وتعمل على إبطاء التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، وهو ما سيلقي بظلاله على التوجه العالمي لمكافحة التغير المناخي.
أما في فيتنام، ومع تسارع وتيرة التنمية، فإن الحكومة ضمنت دفع أسعار مميزة للمطورين مقابل الكهرباء الشمسية، غير أن اقتراحا بإنهاء هذه السياسة بأثر رجعي يهدد الآن استثمارات بمليارات الدولارات.
ورغم هذا التوجه إلى الطاقة النظيفة الذي تقوده الطاقة الشمسية، فإن اعتماد العالم على الوقود الأحفوري يستمر في التزايد، وتستمر تبعا لذلك درجات الحرارة العالمية في الارتفاع أيضا.
إعلانوحسب الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، سيحتاج العالم لمضاعفة عدد مشاريع الطاقة المتجددة المضافة سنويا لتحقيق الهدف الأكثر طموحا المنصوص عليه في اتفاقية باريس للمناخ، وهو الإبقاء على الانبعاثات دون 1.5 درجة مئوية.