بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لن ترفع أكاذيب فضائيات الفتنة من قيمتها، ولن تزيد من شهرتها وانتشارها. بل انها كانت السبب المباشر في فقدان مصداقيتها وفي عزوف الناس عن متابعتها. فلا تلوموا الأبواق التي قالت: (فلسطين ليست قضيتنا)، لأن فلسطين قضية الأحرار فقط، وهي أثقل بكثير من أن يحملها التافهون والمتصهينون. أما أخبارهم الملفقة وأفلامهم المفبركة فحبلها قصير.
قالت قناة (العربية): (أن أبناء إسماعيل هنية ينعمون بالعيش الرغيد في منتجعات إسطنبول)، وكانت تكرر هذه الافتراءات في الوقت الذي كان فيه أبناء هنية وأحفاده يواجهون الموت غصة بعد غصة تحت وابل القنابل، وتحت وطأة الظروف القاهرة التي يعيشها أشقاءهم في غزة حيث الرعب والموت والتجويع. فقد مكث ابناء هنية في القطاع ولم يبرحوا مكانهم، ولن يؤثر استشهادهم على مطالب المقاومة المتعلقة بوقف إطلاق النار. فمطالبها واضحة ومحددة، ولا تنازل عنها. وإذا كان نتنياهو يعتقد أن استهداف أبناءه في ذروة المفاوضات، وقبل أن يصل رد قادة المقاومة، ويظن أن هذا القصف سيدفعهم إلى تغيير موقفها فهو واهم. .
قال هنية بعد استشهاد ثلاثة من ابناءة وعدد من احفاده: (أبنائي ظلوا في غزة، ولم يبرحوا القطاع، وككل أبناء شعبنا يدفعون ثمناً باهظاً من دماء أبنائهم، وأنا واحد منهم، فدماء أبنائي ليست أغلى من دماء أبناء الفلسطينيين كافة). .
لا شك ان الأبواق المأجورة تدرك تماما انها حتى تتمكن من تضليل الناس تجعلهم يعتقدون بأنهم هم السبب في تخلفهم. فتسعى لتشتيت اهتماماتهم عن المشاكل الحقيقية، وتجعلهم ينشغلون بالأخبار الكاذبة، ويهتمون بالمواضيع التافهة، ولا تترك لهم الوقت للتفكير. حتى اصبح معظمهم لا يعرفون ما يجري. ولا يعرفون حتى أنهم لا يعرفون. .
وكصورة من صور التدليس والتلفيق: اذكر ان الدكتور سمير غطاس ظهر قبل بضعة أسابيع في برنامج (آخر النهار) ليوجه اتهاماته إلى ابناء إسماعيل هنية باستثمار أموالهم في المشاريع الأوروبية. وانهم ينعمون بالعيش الرغيد. ثم ظهر هذا (الخرتيت الغطاس) نفسه على شاشة قناة (الحدث) ليشجب الغارة الصهيونية التي قتلت ابناء إسماعيل هنية كلهم داخل غزة. . لكنه لم يعتذر عن أكاذيبه السابقة، ولم يخجل من سقوطه في مستنقع التناقض والافتراء. .
ختاما نقول لتلك الأبواق العربية المتحاملة على الفلسطينيين: خلوا بين رجال المقاومة وبين عدوهم اللدود، فإن قضى عليهم العدو فقد كفيتموهم، وإن انتصروا عليه، فنصرهم نصركم، وفوزهم فوزكم. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
مقرب منها يكشف لـبغداد اليوم حقيقة تلقي الفصائل العراقية طلبات لحل نفسها
بغداد اليوم- بغداد
كشف مصدر مقرب من الفصائل العراقية، اليوم الجمعة (20 كانون الأول 2024)، عن حقيقة تلقي الفصائل طلبات لحل نفسها.
وقال المصدر في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "فصائل المقاومة ليست مشروع سياسي بقدر ما هي عقيدة وفكرة تؤمن بحرية البلاد ومواجهة أعداء الامة وانصاف أهلنا في فلسطين وباقي المناطق وليس لها سقف زمني".
وأضاف ان "الفصائل لم تتلقى اي طلبات من قبل اي جهة بحل نفسها"، مؤكدا ان "الفصائل موجودة في المشهد العراقي لأنها جزء من هذا الشعب على الرغم من أن واشنطن تضغط بقوة من اجل تفكيك الفصائل ولكن لن يتحقق ذلك لأنها أصحاب مبادى سامية".
وأشار المصدر الى ان "وجود الفصائل في المنطقة العربية هو من غير المعادلة ومنع تنفيذ الكثير من السيناريوهات الخبيثة للإدارة الامريكية وحلفائها في الشرق الأوسط"، لافتاً الى أن "الفصائل ستبقى في مساراتها الوطنية ولن تتخلى عن رسالتها".
وللأسبوع الثاني على التوالي، تتصدر لقاءات المبعوث الأممي الخاص في العراق ساحة الاهتمام السياسي في البلاد، بعد تقارير وتسريبات صدرت عن سياسيين ومستشارين بالحكومة تحدثت عن ضغوط دولية على العراق لتفكيك الفصائل المسلحة والتهديد بعقوبات دولية على العراق.
وكان مستشار رئيس الوزراء إبراهيم الصميدعي، قد ذكر في لقاء متلفز سابق، أن الحكومة العراقية تلقت طلباً واضحاً من أطراف دولية وإقليمية، لم يسمها، بـ"ضرورة تفكيك" سلاح الفصائل المسلحة، وان هناك ضغوطاً دولية متزايدة على الحكومة لضبط السلاح المنفلت خارج إطار الدولة.