كلف السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي بالمرور ومتابعة تجهيز وتوزيع تقاوي القطن للموسم الجديد وصرح الدكتور مصطفى عمارة المتحدث الإعلامي لمعهد بحوث القطن بأن الدكتور عادل عبد العظيم رئيس مركز البحوث الزراعية، والدكتور عباس الشناوي، رئيس قطاع الخدمات بوزارة الزراعة، زارا محطات غربلة وتعبئة بذرة القطن بمحطة انتاج التقاوي بكفر الشيخ.

تمت زيارة محطة الغربلة الفرنساوي، التي تقوم بغربلة وتجهيز وتعبئة بذرة الصنف جيزة 94 الأساس ومعتمد1، ومحطة الغربلة الألماني التي تقوم بغربلة وتجهيز وتعبئة بذرة الصنف جيزة 96 تقاوي الأساس ومعتمد 1  إلى جانب زيارة محطة غربلة نزع الزغب والتي تقوم بغربلة وتجهيز وتعبئة  تقاوي الصنف جيزة 94 الأساس ومعتمد1  وذلك لمتابعة عمليات الغربلة والتجهيز ونقل البذرة للمزارعين بالإضافة لزيارة معامل إدارة فحص واعتماد التقاوي بكفر الشيخ ومتابعة عمليات الفحص والإنبات.

وأشاد الدكتور عباس الشناوي، بالعمل وحرص الجميع على العمل وبأكثر من وردية وطوال أيام العيد وذلك  لتجهيز وتعبئة بذرة القطن ومتابعة عمليات النقل للجمعيات الزراعية والمحافظات خاصة مع انتهاء حصاد مساحات كثيرة من البنجر وبدء حصاد القمح مما يعني وجود مساحات كبيرة خالية جاري تجهيزها وخدمتها للزراعة.

 كما قال الدكتور الشناوي اننا حريصين على  إيصال كافة التقاوي لجميع المزارعين كما أن الوزارة ومعهد بحوث القطن قامت بتجهيز كميات بذرة تفوق المساحات المستهدفة وانه لا توجد مشكلة بالبذرة ولا كمياتها .

وصرح الدكتور عادل عبد العظيم  انه تم توزيع أكثر من 45 الف شكارة علي محافظات الصعيد من الصنف جيزة 95 وتم حتي الان زراعة اكثر من29 الف فدان  الي جانب توزيع 800 شيكارة من الصنف الجديد جيزة 98 علي سوهاج  والوادي الجديد وجاري استكمال الزراعة كما انه تم توزيع اكثر من 36 الف شيكارة من أصناف الوجه البحري علي الجمعيات حتي الان وقد تم زراعة حوالي 667 فدان حتي يوم الأربعاء الماضي وسوف يتم العمل خلال 3ورديات يوميا بجميع محطات الغربلة الي جانب الاستعانة بسيارات اخري بجانب سيارات  الإدارة المركزية لإنتاج التقاوي لتوزيع البذرة علي كامل الجمعيات الزراعية وانه تم تجهيز بذرة الصنف جيزة 96 وسيتم توزيعها غدا علي جمعيات مراكز فوة ومطوبس ودسوق الي جانب توزيع بذرة جيزة 94 علي باقي المراكز والمحافظات المجاورة. الي جانب توزيع البذرة التي يتم تجهيزها بمحطات الصالحية وكفر صقر علي محافظات الدقهلية والشرقية وبورسعيد والاسماعلية.

كما أشار الدكتور  وليد يحيى  وكيل معهد بحوث القطن  الي ان  إدارة انتاج التقاوي بكفر الشيخ تحتوي علي 3 محطات غربلة مما يعني انها اكبر محطات غربلة وتقوم بتجهيز الأصناف جيزة 96 وجيزة 94  بدرجات التقاوي الأساس ومعتمد 1 وانه حتي يوم 9/4/2024 تم توزيع 300 شيكارة أساس جيزة 94 و 6850 شيكارة معتمد 1 علي إدارات التعاون الزراعي بكفر الشيخ الي جانب 250 شيكارة جيزة 94 أساس و 500 شيكارة جيزة 94 معتمد 1  على إدارات الإصلاح الزراعي بكفر الشيخ  بالإضافة الي 3300 شيكارة معتمد1 جيزة 94 علي أراضي  المراقبات  بالرياض والحامول وسيدي سالم كما تم نقل 7800 شيكارة جيزة 94 معتمد 1 الي الدقهلية و 660 شيكارة معتمد 1 الي الغربية و 800 شيكارة معتمد1 جيزة 94 الي الشرقية وبإجمالي عام 22910 شيكارة معتمد1 و 550 شيكارة أساس جيزة 94 تم نقلها من محطات كفر الشيخ الي جانب نقل بذرة المزارع المعاونة جميع الأصناف من محلج سخا الي كل المزارع المعاونة .

وفي نهاية الزيارة أشار الدكتور عادل عبد العظيم رئيس مركز البحوث الزراعية إلى أن العمل جارٍ على قدم وساق وفي جميع الأيام ولا توجد اجازات وان الكل يعمل من اجل إتمام تجهيز وغربلة البذرة وتوزيعها على جميع المحافظات وجميع الجمعيات الزراعية وأن الكميات الموجودة كافية واكثر من المستهدف زراعته متمنيا موسم قطن جيد لجميع المزارعين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزير الزارعة تقاوى القطن الاراضى الزارعة بکفر الشیخ الصنف جیزة تم توزیع الی جانب معتمد 1 جیزة 94

إقرأ أيضاً:

جيش المشرق.. أنشأته فرنسا وكان بذرة لهيمنة العلويين على سوريا

خلال الحرب العالمية الأولى اتفقت كل من بريطانيا وفرنسا على تقسيم إرث الدولة العثمانية في الشرق الأوسط فيما بينهما، فكان من نصيب بريطانيا العراق وفلسطين وشرق الأردن، بينما كانت سوريا ولبنان وقليقية (جنوب تركيا) من نصيب فرنسا.

ولهذا السبب أنشأت فرنسا ما عُرف باسم "جيش المشرق"، وهو الاسم الذي أُطلق على القوات العسكرية الفرنسية التي شُكّلت وأرسلت إلى بلاد الشام عقب الحرب العالمية الأولى، وقد أُسّس هذا الجيش في عام 1919 بعد توقيع اتفاقية سايكس بيكو (1916) وهزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.

لقد أدرك الفرنسيون أن الأغلبية السنية في سوريا ستكون ضد تطلعاتهم واستمرار بقائهم في البلاد بحكم خبرتهم العملية، ومعلوماتهم الاستخبارية، ومن ثم فقد حرصوا على تقسيم سوريا وشرذمتها إلى 5 دويلات، بل أصروا على استمرار بقاء "جيش المشرق" وفق الأسس الطائفية التي تخدم المصالح الاستعمارية الفرنسية لأطول مدى ممكن.

ووفقا للمؤرخ ستيفن هامسلي لونغريغ في كتابه "تاريخ سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي"، فقد عُقد مؤتمر سان ريمو في أبريل/نيسان 1920، حيث أصدر مجلس الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى قرارا رسميا بإسناد مهمة الانتداب على سوريا ولبنان إلى فرنسا.

إعلان

وفي 14 يوليو/تموز 1920، أرسل الجنرال هنري غورو، الممثل الفرنسي في لبنان، إنذارا رسميا إلى حكومة الملك فيصل في دمشق التي كانت تحكم البلاد بعد خروج العثمانيين، وإلى المؤتمر السوري (البرلمان)، مطالبا بتنفيذ مجموعة شروط قاسية.

كان منها إلغاء نظام التجنيد الإجباري وتسريح الجيش العربي الذي كان يبلغ تعداده 10 آلاف مقاتل، وقبول الانتداب الفرنسي من دون شروط، واعتماد العُملة السورية الفرنسية الجديدة للتداول، وتسليم إدارة السكك الحديد للفرنسيين إلى جانب مرافق أخرى.

هنري غورو الجنرال الفرنسي بمكتبه في بيروت عام 1920 (غيتي) شرذمة سوريا

كانت هذه المطالب بمنزلة إعلان الاستسلام للاحتلال الفرنسي، واللافت أن الملك فيصل ومعظم وزرائه وافقوا على الامتثال، وأصدر أوامره بانسحاب القوات العربية من الحدود اللبنانية إلى الداخل السوري وتسريح الجيش.

أثار هذا القرار غضبا شعبيا واسعا، فقد عدّته الجماهير السورية استسلاما وخيانة، ورفضه وزير الحربية الشاب يوسف العظمة الذي أصر على مواجهة الفرنسيين، فكانت معركة ميسلون التي استُشهد فيها العظمة، ورسخ الفرنسيون على إثرها احتلالهم للبلاد.

عقب دخول الفرنسيين دمشق أدركت إدارتهم أن سوريا كانت دائمًا مركزا مهما من مراكز المقاومة الإسلامية في المشرق منذ عصر الحروب الصليبية، ولذلك رأت أن أفضل وسيلة للقضاء على هذه الروح تكمن في تقسيم البلاد إلى دويلات قائمة على أسس طائفية.

وهذا ما أقرّ به الكولونيل جورج كاترو، رئيس مكتب الاستخبارات في إدارة الانتداب الفرنسي وقتئذ، إذ صرّح قائلا "لقد جزّأنا سوريا مراعاة منا للخصائص الطائفية وليس لوحدة البلاد الطبيعية والجغرافية".

وكان التقسيم الجديد يشمل دولة في دمشق ودولة حلب ودولة الدروز ودولة العلويين ثم دولة لبنان الكبير، وكان الهدف من سياسة التجزئة يتثمل في إضعاف الروح الوطنية لدى السوريين، بالإضافة إلى العمل على إذكاء المنافسات والتفرقة بين هذه الدويلات.

إعلان

وقد أدت هذه السياسة بدورها إلى تشجيع النزعات الانفصالية بين المكونات المختلفة، وتحويل سوريا إلى دولة غير مستقرة عبر إنشاء دويلات إقليمية مستقلة، تفصلها عن بعضها الحواجز وتمنع التواصل فيما بينها.

كذلك عمدت السلطة الفرنسية إلى استغلال الخصوصيات الطائفية لتعزيز الانقسامات وإضعاف البلاد، وكما يقول الباحث علي ضيائي في دراسته "العلويون النصيريون والمستشرقون الفرنسيون" فإننا نرى في هذه الفترة أن الدراسات الفرنسية في سوريا بدأت بتقارير عامة عن المناطق العلوية خاصة، مثل مدن اللاذقية وطرطوس وجبلة وغيرها، وتطورت تلك الدراسات تدريجيا لتتناول العقائد الدينية للعلويين، وهياكلهم الدينية، وارتباطاتهم مع الشيوخ، بالإضافة إلى الخلافات القديمة بين القبائل.

وخلال الفترة بين عامي 1918 و1929، تضمنت وثائق وزارة الخارجية الفرنسية أبحاثا شاملة عن الشيعة الاثني عشرية بقيادة كامل بك الأسعد، والدروز، والعلويين، والقبائل العربية، والشراكسة، وغيرهم. وقد كانت هذه الوثائق، التي أعدّتها فرق جمع المعلومات الفرنسية، موجّهة بالكامل لخدمة أهداف فرنسا الاستعمارية.

وقد ركزت تلك الأبحاث على نقاط ضعف الأقليات لاختراقها، وتحديد نقاط قوتها لتعزيز السيطرة الفرنسية في المنطقة بهدف إدماجهم والاعتماد عليهم في جيش المشرق.

فقد وجه الرئيس الفرنسي ألكسندر ميلران إلى الجنرال هنري غورو في عام 1920 خطابا سرّيا أوضح فيه خطة الحكومة الفرنسية وسياستها في سوريا، وجاء فيه "إن العلويين الذين يقطنون المناطق الساحلية والجبلية السورية ويتحدثون اللغة العربية يمثلون طائفة دينية مرتبطة بالإسلام، ولكنهم في الواقع ليسوا جزءا من الدائرة الإسلامية، ولا ينبغي اعتبارهم مسلمين".

كان الهدف من هذا الخطاب تكريس التفرقة بين السوريين، فقد كانت المناطق العلوية جزءا من المناطق السنية الأوسع، ولهذا السبب أعلن الفرنسيون وبدعم مباشر منهم استقلال الساحل عام 1922، وتم الاعتراف رسميا بحكومة العلويين التي أصبحت تُعرف باسم "بلاد العلويين".

موكب الجنرال هنري غورو في حلب بعيد الاحتلال في 1920 (مواقع التواصل) جيش المشرق والاعتماد على الأقليات

وبالتوازي مع اللعب على الورقة الطائفية سياسيا، اعتمدت فرنسا كذلك على القوة العسكرية لفرض سلطتها الانتدابية على سوريا، وذلك نتيجة للثورات التي اندلعت خلال الفترة بين عامي 1920 و1927 والتي أدت إلى مقتل أكثر من 5 آلاف جندي فرنسي في تلك المرحلة، وقد دفعت هذه الأحداث الحكومة الفرنسية إلى إرسال عدد من كبار جنرالاتها كمفوّضين في بلاد الشام، واستمرت المواجهات الدامية بشكل متقطع حتى وقعت مذبحة البرلمان في مايو/أيار 1945، قبل الجلاء الفرنسي بعام.

إعلان

ونرى أن السلطة الانتدابية الفرنسية تمتعت بالطابع العسكري الصارم، حيث كانت تهدف بشكل أساسي إلى الحفاظ على هيبة فرنسا وضمان مصالحها الاستعمارية في الشرق الأوسط، ولهذا السبب بلغ تعداد جيش الاحتلال الفرنسي أكثر من 40 ألف جندي، وكانت مهمته الأساسية تثبيت المصالح الاستعمارية الفرنسية الاقتصادية في سوريا، وتعزيز الأرباح لمصلحة الاحتكاريين الفرنسيين، وتأمين نفوذ فرنسا في المنطقة.

وقد شكّل جيش المشرق الفرنسي العمود الفقري لنظام الدفاع والأمن الذي اعتمدت عليه إدارة فرنسا في سوريا، حيث ضم عددا كبيرا من الكتائب وسرايا المدفعية ووحدات المهندسين والطيران القادمة من فرنسا، كما استقدمت فرنسا عددا كبيرا من الجنود الأفارقة.

لم تكتف الإدارة الفرنسية باستخدام جيشها المجنّد من الفرنسيين والأفارقة فقط، بل جنّدت أيضا أعدادا كبيرة من الأقليات السورية واللبنانية عبر نظام التطوع، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين رئيسيتين: الأولى عُرفت باسم "الجوقة السورية والقناصة اللبنانية"، والثانية باسم "الحرس الخاص" المرتبط بضباط الاستخبارات الفرنسية.

دمشق بعد القصف 1945 (مواقع التواصل)

أما الضباط الذين قادوا هذه الوحدات فكان معظمهم فرنسيين، بينما أُتيح لقلة من السوريين التخرج في المدرسة العسكرية التي أسّسها الفرنسيون في حمص. وقد خرّجت هذه المدرسة أيضا ضباطا ومترجمين من السوريين واللبنانيين، بهدف دمجهم في الهيكل العسكري التابع للسلطة الانتدابية.

واتبعت إدارة الانتداب الفرنسي سياسة "فرّق تسد" في تشكيل الفرق العسكرية المتخصصة وتوزيعها، وقد تم إلى حد كبير استبعاد المسلمين السنة، الذين يمثلون حوالي 80% من سكان سوريا، من الخدمة في القوات الخاصة التي كانت تتألف بشكل أساسي من أفراد الأقليات العلوية في المرتبة الأولى ثم الدروز والمسيحيين والشركس.

إعلان

وفي الفترة ما بين 1926 و1939، ضم جيش المشرق الفرنسي ما بين 10 آلاف و12 ألف جندي محلي تم تنظيمهم إلى 10 كتائب مشاة كان معظمهم من العلويين، و4 أسراب من سلاح الفرسان كانت تضم دروزا وشراكس وسوريين مختلطين، و3 سرايا من قوات الهجن، إلى جانب وحدات من المهندسين والسيارات المصفحة والدعم اللوجستي.

والحق أن الفرنسيين كانوا يملكون خبرة قديمة ومعرفة لا بأس بها بالعلويين، وكانوا يستهدفون من تجنيدهم تحقيق مقاصد إستراتيجية بعيدة المدى، فقد جاء إليهم عام 1878 الرحالة الفرنسي ليون كاهون قادما من لبنان، زائرا العديد من قراهم ومدنهم وعلى رأسها القرداحة التي وُلد فيها حافظ وآل الأسد، ففي كتابه "رحلة إلى جبال العلويين" يشير ليون إلى أن العلويين يختلفون عن الأغلبية السنية، وأنهم من حيث العادات الاجتماعية الأخلاقية أقرب إلى الغرب.

وأدرك ليون طبيعة العلويين وضرورة مساعدة فرنسا وأوروبا لهم حتى يؤدبوا جيرانهم قائلا "أعترفُ بأنه ليس هناك من شعب يستحق الخير أكثر من هذا الشعب الشريف والقوي، والذي يصبو بكل جوارحه إلى الحضارة، ويحترم ذاته، كما أنه بقليل من الدعم الأوروبي سيُعلِّم بكل تأكيد الشعوب التي تُحيط به كيف تحترم ذاتها".

بحلول عام 1938، بلغ تعداد الفرق الخاصة التي أنشأها الفرنسيون حوالي 10 آلاف جندي، من بينهم 306 ضباط، كان 88 منهم فرنسيين، وفي تلك الأثناء أُنشئت الأكاديمية العسكرية في حمص والتي ستُصبح الكلية الحربية فيما بعد لتدريب الضباط السوريين واللبنانيين وضباط الصف المتخصصين.

تعداد الفرق الخاصة التي أنشأها الفرنسيون عام 1938 بلغ حوالي 10 آلاف جندي (غيتي) جيش المشرق وانقلابات سوريا

وحتى نهاية الانتداب استمرت فرنسا في تفضيل تجنيد الأقليات وعلى رأسها العلويون والدروز، وهو ما أشار إليه الجنرال هنتسيغر القائد العسكري الفرنسي في سوريا عندما صرّح في عام 1935 "يجب ألا ننسى أن العلويين والدروز هم الأعراق الحربية الوحيدة في ولايتنا، وهم جنود من الدرجة الأولى نجنّد من بينهم أفضل فرقنا الخاصة".

إعلان

لهذا السبب حرص الفرنسيون على عدم تشكيل جيش وطني في سوريا لآخر لحظة، وعملوا على ضم السوريين لجيش الاحتلال الفرنسي الذي استمر في محاربة الاستقلال الوطني بشتى وسائل الاحتلال، إذ عمل هذا الجيش في الوقت نفسه على تنفيذ أغراض الإدارة الفرنسية في البلاد.

وكما يقول الباحث حسام النايف في دراسته "الإدارة الفرنسية في سوريا" فإن فرقة الجوقة السورية لم تكن ترتبط بسوريا ومصالحها الحقيقية إلا بالاسم الذي أُطلق عليها، فقد حرص الفرنسيون على رفع العلم الوطني لبلادهم إلى جانب العلم السوري على مبنى دائرة الأمن العام وغيرها من الدوائر في أيام الأعياد، ثم كان يتم إنزالها في الأيام الاعتيادية، وإبقاء علم الاحتلال الفرنسي فقط، وقد أدى ذلك إلى الاصطدام بالسوريين في مناسبات عديدة وخاصة في مدينة حماة.

والأمر اللافت أن لغة التعليم في الجيش وهذه الفرق كانت الفرنسية والقسَم الذي كان يؤديه الجنود كان لخدمة الأغراض والمصالح الفرنسية.

وكما يقول مصطفى الشهابي في كتابه "محاضرات في الاستعمار" فقد أظهرت الإحصاءات حينئذ أن قوام الجيش السوري ضمن "جيش المشرق الفرنسي" كان قد بلغ حوالي 25 ألف عنصر، موزعين بين ضباط وجنود في وحدات منتشرة في مختلف أنحاء البلاد، وكان للجيش الفرنسي محاكم خاصة داخل الأراضي السورية، تختص بمحاكمة كل من يُعثر بحوزته على سلاح، أو يشتبه في بيعه، أو من يتشاجر مع الجنود الفرنسيين.

لاحقا ألغى الفرنسيون الدويلة العلوية التي أنشؤوها في الساحل وكانوا يعتمدون عليها في التجنيد بجيش المشرق، وقد انقسم العلويون أمام هذا القرار؛ فعدد من وجهائهم الكبار بمن فيهم جد حافظ الأسد أرسلوا رسالة تطالب ببقاء دويلة العلويين مستقلة وهي محفوظة في أرشيف وزارة الخارجية الفرنسية تحت رقم 3547 مؤرخة بشهر يونيو/حزيران 1936.

وقد جاء فيها "إن الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله على مرّ السنين مقابل تضحيات كبيرة يختلف بمعتقداته الدينية وتقاليده التاريخية عن تلك التي تخصّ الشعب المسلم السني، ولذلك فإن الشعب العلوي يرفض أن يكون مرتبطًا بسوريا المسلمة".

ولكن بحسب المؤرخ الألماني ستيفان وينتر في كتابه "تاريخ العلويين: من حلب القرون الوسطى إلى الجمهورية التركية"، فإن فريقا آخر رفض تصرف أبناء طائفتهم المطالبين بالانفصال، وأرسل إلى المسؤولين الفرنسيين بعد شهر في يوليو/تموز من يعبرون عن استنكارهم الشديد لاستمرار ممارسات التلاعب والدكتاتورية من قِبل حاكم منطقة العلويين، الفرنسي أرنست شلوفير وغيره من المسؤولين.

ومهما يكن وكما مر بنا، فقد قصد الفرنسيون أن يتكون جيش المشرق في أغلبه من أبناء الأقليات والطوائف الدينية، وخاصة الجوقة السورية والكتائب الخاصة التي كان أغلبها من العلويين والدروز والشركس وغيرهم، الأمر الذي كان له تأثيره الضخم في شكل الجيش السوري ومسيرته وكثرة الانقلابات العسكرية فيه بعد الاستقلال، وما آل إليه الأمر من استيلاء آل الأسد العلويين على السلطة طوال أكثر من نصف قرن فيما بعد.

إعلان

مقالات مشابهة

  • مايا مرسي في احتفالية توزيع تجهيز 250 عروسة بالشرقية
  • وزارة السياحة تتابع ما تحقق في الرد على الاستفسارات وحل شكاوى الخط الساخن والبريد الإلكتروني خلال 2024
  • جيش المشرق.. أنشأته فرنسا وكان بذرة لهيمنة العلويين على سوريا
  • الدكتور طارق سليمان: الزراعة تواصل متابعتها اليومية لأنشطة مشروعات الثروة الحيوانية والداجنة
  • موعد مباراة برشلونة وأتالانتا في دوري أبطال أوروبا والقنوات الناقلة
  • الهيئة العامة للنقل تخدم أكثر من 721 ألف مستفيد خلال 2024
  • استعدادًا لموسم أقصى الاحتياجات.. وزير الري يتابع صيانة البوابات وخطة تطوير توزيع المياه
  • شركة توزيع المنتجات النفطية تبيع أكثر من 11 مليار لتر من البنزين خلال 2024
  • تشكيل برشلونة المتوقع أمام أتالانتا في دوري أبطال أوروبا
  • موعد مباراة برشلونة القادمة أمام أتالانتا في دوري أبطال أوروبا والقنوات الناقلة