تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يعد مسجد ومدرسة الأمير صرغتمش الناصري من أهم معالم التراث الإسلامي العريق من أكثر المواقع الأثرية على مر التاريخ وله رسالة ترويج للحضارة المصرية عبر العصور فى فنون العمارة بالمنشآت التاريخية و فنون العمارة.

ويقع مسجد ومدرسة الأمير صرغتمش الناصري في شارع الخضيري امتداد شارع الصليبة بجوار جامع بن طولون بحي السيدة زينب بمدينة القاهرة هو مسجد أثري مملوكي بناه الأمير صرغتمش الناصري ويتكون من مسجد ومدرسة وضريح  قد أمر بإنشاء هذه المدرسة المقر الأشرف الكريم العالي المولى الأمير سيف الدين صرغتمش الناصري عام  757 هجرية  1356م  وهو أحد مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون وجعل فيهِ مدرسة خصصها لتدريس علم الحديث النبوي وأصول الفقه الحنفي وكانت معقلاً مزدهراً للعلماء والفقهاء من المذهب الحنفي في القرنين الثامن والتاسع.

وكان قد بني هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد فهو يتكون من صحن مكشوف تشرف عليه أربعة إيوانات أكبرها إيوان القبلة الذي يشمل على ثلاثة أقسام القسم الأوسط منها تغطيه قبة مرتفعة بأركانها مقرنصات خشبية أنشئت  محل القبة القديمة التي هدمت أواخر القرن التاسع عشر لتكون الواجهة الرئيسية للمبنى هي واجهته الشمالية الغربية  تعلو قبة الضريح الطرف الجنوبي من الواجهة وتتكون من قبة خارجية وأخرى داخلية وتشتمل هذه الواجهة على المدخل وهو عبارة عن جدار غائر يتوجه عقد وقد سقف بنصف قبة في أسفلها مقرنصات ذات دلايات. 

وتقع على يسار المدخل مئذنة رشيقة بارتفاع 40 م بنيت من الحجر وتتكون هذه المئذنة من ثلاثة طوابق تتوّجها قمة منقوشة ويزخرف الطابق الثاني المثمن كسوة من الحجر الأحمروالأبيض تحتوي على زخارف هندسية تتكون من خطوط متعرجة كما تتكون المحراب من الرخام الملون وسط وزرة رخامية ويرجع تاريخ المنبر إلى سنة 1118 هجرية = 1706م .

وتنفرد هذه المدرسة بمميزات معمارية خاصة تظهر فيه التأثيرات الفارسية وخاصة القباب السمرقندية ذات الرقاب الطويلة وترتفع أرضية المدرسة عن مستوى المدخل قليلاً ولذلك يوجد سلم ذو خمس درجات يؤدي إلى الصحن وقد دفن بالمدرسة من الشخصيات المهمة الأمير صرغتمش المدفون بالقبة داخل المدرسة وكذلك ابنه إبراهيم والعلامة قوام الدين الأتقاني.

ويمتاز المسجد كأمثاله من المساجد التي بنيت في عهد دولة المماليك الشراكسة بالزخارف والكتابات بالخطوط العربية المختلفة واجتمعت فيه شتى الصناعات والفنون الدقيقة فنجارته الممثلة في المنبر وكرسي السورة وأرضيته ووزراته الرخامية وأسقفه الخشبية تدل على دقة ومهارة الفنانين والبنائين الذين قاموا ببناء هذا المسجد.

30425552_2070312156516331_8821388810092923995_o 30821508_2070309716516575_5915277442460694833_o 30821851_2070312119849668_6756453626893061264_o 31143679_2070311966516350_1285315736711046636_n 31277665_2070311483183065_562250403599208847_n 31296031_2070311929849687_667486915125026180_n 31318376_2070311726516374_8247647933110934405_n 31337812_2070311243183089_1112297611448558385_n 31357810_2070309609849919_2358396201246037090_n 31369565_2070311839849696_8250190186503639871_n 31384169_2070310129849867_4414342917062630602_n 31388826_2070309819849898_4179064274111854621_n 31403473_2070309629849917_6265488189680229709_n 31417183_2070312093183004_8889766875017404729_n 31437489_2070311033183110_7711097394223065321_n

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: تاريخ مسجد مدرسة الدين

إقرأ أيضاً:

بغداد عاصمة السياحة لعام 2025: إرث الحضارة وعهد المستقبل

بقلم : اللواء الدكتور سعد معن ..

أُعلن رسميًا اختيار بغداد عاصمة السياحة لعام 2025، وهو حدث يحمل في طياته أبعادًا رمزية تتجاوز كونه مجرد لقب. إنه اعتراف عالمي بقدرة بغداد على استعادة مجدها الحضاري ومكانتها بين عواصم العالم، ورسالة بأن هذه المدينة التي نهضت من رماد التحديات، ما زالت منارة للسلام والانفتاح، وحاضنة للأصالة والتجدد.

بغداد: نبض التاريخ وروح الإنسانية

بغداد ليست مدينة عادية؛ إنها أيقونة خالدة نقشها التاريخ في ذاكرة الإنسانية. إنها عاصمة الحضارة العباسية، حيث ازدهرت العلوم والفنون، واحتضنت بيت الحكمة، الذي أضاء عصور الظلام بنور المعرفة. شوارعها، التي خطا عليها الفارابي وابن الهيثم والمتنبي، لا تزال تنبض برائحة الكتب وعبق التاريخ. إن اختيار بغداد عاصمة للسياحة في عام 2025 هو بمثابة احتفاء عالمي بحضارة شكّلت وجدان العالم العربي والإسلامي، ومساهمة إنسانية تركت أثرها في صفحات التاريخ.

الأبعاد الإعلامية: بغداد… الصورة التي تستحقها

بغداد، اليوم، أمام فرصة ذهبية لتعيد صياغة صورتها في عيون العالم. ينبغي للإعلام العراقي أن ينهض بمسؤوليته التاريخية، فيقدم للعالم بغداد الحقيقية: بغداد الجمال، بغداد الثقافة، بغداد السلام. يتطلب ذلك إطلاق حملات إعلامية توظف التقنيات الحديثة لإنتاج أفلام وثائقية تسلّط الضوء على معالم العراق الأثرية، وشواهدها التي تحكي عن عظمة الماضي، إلى جانب رسم صورة حديثة لمدينة تضج بالحياة.

على الإعلام الرقمي والقنوات الفضائية والمنصات الإلكترونية أن تتكاتف في تقديم رسالة موحدة، تخاطب العالم بجمال اللغة وعمق التأثير. يجب أن تُبث من بغداد رسائل عن الحب والسلام والتسامح، تُروى بلغة التاريخ وتُسمع في كل أرجاء الأرض.

الأبعاد الأمنية: حين تكون السياحة رسالة سلام

إن اختيار بغداد عاصمة للسياحة ليس تكريمًا لحاضرها فحسب، بل هو شهادة عالمية على استقرارها وأمنها. على وزارة الداخلية أن تضع تسهيلات استثنائية لدخول السياح، مع ضمان توفير بيئة آمنة تنعكس على تجربة الزائر من لحظة وصوله إلى المطارات والمنافذ الحدودية وحتى مغادرته. يتطلب ذلك إعداد خطط أمنية شاملة تحمي السياح، وتُظهر الوجه المشرق للعراق بوصفه بلدًا يرحّب بكل من يطرق بابه بحفاوة وحب.

الأبعاد السياحية: الاستثمار في كنوز بغداد

بغداد، بماضيها العريق وحاضرها الواعد، تختزن كنوزًا ثقافية وأثرية لا تضاهى. إنها مدينة ألف ليلة وليلة، حيث تتجسد الأساطير على أرض الواقع. من شارع المتنبي الذي يزخر بروح الأدب والفكر، إلى شوارع الرشيد والمستنصرية التي تحكي عن أمجاد العباسيين، بغداد تملك من السحر ما يجعلها وجهة عالمية.

لتعظيم هذه الفرصة، يجب على الحكومة أن تستثمر في إعادة تأهيل المواقع الأثرية، وإنشاء مرافق سياحية حديثة تحاكي توقعات الزائرين، مع الحرص على الحفاظ على الهوية التاريخية للمكان.

الإعلام الرقمي: سلاح ذو حدين

يتوجب على المؤسسات المعنية مراقبة ما يُبث عن العراق من خلال المنصات الإلكترونية والقنوات الإعلامية، وضمان تصحيح المفاهيم المغلوطة، وتقديم رسائل مدروسة تعكس وجه العراق الحضاري. يجب أن تُصاغ خطة إعلامية متكاملة، تسعى لرفع مستوى التوعية العالمية حول إرث العراق وثقافته، وتستخدم أدوات الإعلام الرقمي بذكاء لتوسيع دائرة التأثير.

رسالة إلى المستقبل: بغداد تستحق المجد

بغداد ليست مجرد مدينة؛ إنها قلب العراق النابض، وذاكرته الحية، وروحه التي تأبى الانكسار. إنها بغداد التي قال عنها الجواهري:
“سلامٌ على هضبات العراق… وشطّيه والجرف والمنحنى”
سلامٌ على بغداد، حيث تنبض روح الحضارة في شوارعها وأزقتها، وحيث يحمل التاريخ مشاعله على أسوارها.

اليوم، بغداد عاصمة للسياحة؛ وغدًا، ستكون عنوانًا لمستقبل مليء بالأمل. هذه المدينة التي جمعت بين ضفتي دجلة شموخ التاريخ وعظمة الإنسان، تستحق أن تكون وجهة العالم، وأن تُروى عنها حكايات لا تنتهي.

“بغداد… عاصمة الحضارة وأميرة المستقبل.”

اللواء الدكتور سعد معن

د. سعد معن

مقالات مشابهة

  • تحويل 19 محول كهرباء إلى لوحات فنية تعكس الحضارة الفرعونية بالأقصر
  • قائد الثورة الاسلامية: سيتم القضاء على الكيان الصهيوني
  • الرقص الشعبي الإفريقي: من جذور التقاليد إلى تأثيرات العصر الحديث تقرير
  • عرض سلسلة أم الدنيا لسوسن بدر على cbc في هذا الموعد
  • انطلاق الدورة الثالثة من جائزة حمدان EFQM التعليمية العالمية
  • استشهاد 26 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على منزلين ومدرسة
  • بغداد عاصمة السياحة لعام 2025: إرث الحضارة وعهد المستقبل
  • انعقاد مجلس الحديث الثامن عشر لقراءة«صحيح البخاري» من مسجد الإمام الحسين.. غدًا
  • غدًا.. مجلس الحديث لقراءة «صحيح البخاري» من مسجد الإمام الحسين
  • لغتنا العربية لبُّ الهوية ومَعدِن الحضارة