في ما سبق كنت أشرت لجوانب قصور تشوب تطبيق نظام بنكك . قد تكون المسؤولية الأولى عن جوانب القصور، التي أشرنا إليها سابقاً، لا تقع على بنك الخرطوم!!
بل تقع المسؤولية الأولى والأهم على البنك المركزي، بوصفه السلطة المنظّمة Regulatory Body. فهو المسؤول عن وضع المعايير. :
– لفتح الحسابات في المصارف.
– وتحديد أسس التحويلات المالية، بحيث يعرف البنك:
طبيعة عمل العميل، ومقدار دخله الشهري، وماهية الجهة المُحوّل لها.


– مراقبة الحسابات، وإغلاق الحسابات المشبوهة.
وما تلك إلّا بعض المعايير التي تعمل بها المصارف عالمياً.. وأصبح تطبيقها واجباً لمراقبة عمليات الجريمة المنظمة، والإرهاب والتهريب وما إليها.
– وقد يحتاج البنك المركزي لاستخدام نظام آخر، بجانب نظام بنكك في مصارف أخرى، تجنباً لاحتكار مصرف واحد لذلك النظام. والمنافسة تُجبر المتنافسين على تقديم خدمات أفضل للعملاء .
وهذا أيضاً معمول به عالمياً؛ وهناك قوانين شائعة في كثير من البلاد في هذا الصدد (Anti-Trust Law).
وتطبيق هذه المعايير والنظم تعطي نظامنا المصرفي مصداقية وقبولاً عالمياً أكثر.
تُرى هل ستقوم هذه الاطراف المتحكمة المُكَبّلة – التي اشتكى منها سعادة الفريق – بسن تلك النظم واللوائح والقوانين التي تسمح بحُسن إدارة النظام المصرفي؟؟
أما السيد / الصادق محمد على، رئيس مجلس إدارة بنك الثروة الحيوانية؛ فهو شخص مؤهل، وذو خبرات، وذو نزاهة وخلق رفيع، بشهادة كثيرين أفادوني، وأنا لم أقدح في شيء من ذلك.
ولكن كانت لجنة التمكين وحميدتي يطاردان كل مؤهل لمجرد أنه ممن يسمونهم الفلول. بل طاردوا عمالاً!!! والسيد الصادق استُوزِرَ من قبل الإنقاذ مراراً فهو (فلولي معتّق).
أما وقد وافقوا على تعيينك فهذا ما يثير الأسئلة. خاصة أن حميدتي عيّن كثيراً من قراباته وقبيلته. وحبذا لو كشفت لنا نسبة أولاد دقلو في أسهم البنك، والواجهات التي دخلوا بها. ولا تظُننّ أنني أتمنى أن يصيبك ظلمهم.
من البديهي أن مسؤولية التحري عن ملاك المصارف الحقيقيين ونسبة أسهمهم والواجهات التي سيطروا عبرها، تقع على عاتق الأمن الاقتصادي. ولكني لا ألومه؛ لأنهم قصوا أجنحته، وخلعوا أسنانه ومخالبه.
وهكذا تبقى هذه المسؤولية منوطة بالحكام الذين يصدرون القرارات، وهذه لن تسقط عنهم.
الجماهير تنتظر قرارات، وإلّا فسيكررون ما يقولونه عنكم:
“حكامنا ديل الواحد منهم بِهَدِر بَارِكْ”!!
نحتاج لقرارات عاجلة تغير العملة حتى نحيل ما بأيدي المليشيا إلى مجرد أوراق.
ونحتاج لقرارات حتى لا تستطيع “ست الشاي وأبناؤها السبعة” من تحويل الحد الأقصى من جنيهاتنا للخارج يومياً، دون رقيب ولا ضابط ولا حسيب.
وحتى تُسَنْ وتُطبّق مصارفنا المعايير والقواعد الضابطة بما يوقف الفساد والمفسدين والمُكَبّلين.
ونحتاج لقرارات تنجينا من هؤلاء الذين وصفتهم – سعادة الفريق – بالمكبّلين لبنك السودان، وغير بنك السودان.
وتحتاجون سعادة الفريق للجان متابعة ليجري التأكّد من التطبيق الحرفي للقرارات . فالناس يتحدثون عن أن ما تقولونه مجرد كلام يذهب أدراج الرياح .
ولو أنكم أبقيتم على من يناصر ويوالي المليشيا وظهيرها السياسي يتحكّم في مفاصل المرافق الحساسة ، فلن تبقَ لكم سوى الشكوى !!!
هؤلاء: حطموا اقتصاد أمّة.. ويتواطؤون مع أعدائنا.. وحربهم أشد فتكاً من رصاص المليشيا.
و #السودان محارب ، فأوضاعه لا تحتمل مجاملةً ولا تهاوناً ولا ضعفاً .
اسمعوا نُصحي ، فقد بلغت من العُمر ما جعلني غير طامع في ذهب المعز ولا خائفاً من سيفه .
شعارنا: “الوطن أولاً”.
ولتسقط كل الانتماءات الحزبية والجهوية والسياسية.
ليهلك من هَلَك عن بيّنة ويحيا من حيّ عن بيّنة.
????#السفير_عبدالله_الأزرق
————————————
13 أبريل 2024

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: سعادة الفریق

إقرأ أيضاً:

العيد.. قنديل سعادة

نعيمة السعدية

العيد كلمة تشير إلى نبض يحرك سواكن القلب فرحة وسعادة، خاصة إذا كان يعني اكتمال الفرحة من كل الجوانب النفسية والشعورية والاجتماعية.

قد لا نجيد التعبير عن معنى العيد بين ردهات ذواتنا الإنسانية، لكننا نستطيع أن نشعر بذلك في أوقات العيد التي تجمعنا بمن نحب، وهذا الشعور وحده يكفي.

ويكفي لأن يقول لك: افرح من القلب فرحة لا تضاهيها فرحة؛ فأنت وسط أحبتك الذين يشعلون قناديل السعادة وأنت تحتضن قلوبهم.

للعيد معنى جميل ينغرس في القلوب؛ فيُترجم إلى أفعال حية نابضة بالحب في الحركات والسكنات دون أن نحس بذلك؛ لأن الشعور هنا هو ما يحركنا.

إن كُنَّا لا ندرك حجم السعادة التي تحتوينا في ذاك اليوم، فنحن نعلم كم نحب يوم العيد.

ومنذ سالف الأزمان ومنذ أن سن الله مناسبة العيد، والإنسان يسعى لأن يسعد في يوم السعادة الإنسانية، يوم العيد الذي اختص الله به المسلمين دون غيرهم من البشر؛ لحكمة أرادها سبحانه وتعالى؛ فمن حقنا أن نفخر ونتفاخر بهذا اليوم المبارك الذي أكرمنا الله به في مناسبتين عظيمتين وفي وقتين جليلين بعد شهر رمضان المبارك، وفي شهر ذي الحجة المبارك.

وكلا الوقتين من أعظم الأوقات المكرمة من رب العالمين والمقدسة عند المسلمين؛ فأي شرف هذا الذي يناله المسلم من رب العباد الذي أكرمه بعظيم المَنِّ والعطاء والرفد الذي يستقي منه كرامته وعزته وشرفه.

فإذا كان رب الأرباب منحنا هذه المنح العظيمة؛ فلماذا لا نشكره عليها بحسن القبول والاستقبال والتجسيد شكلًا ومضمونًا؟!

إن هذه المناسبات الإنسانية الدينية التي وهبنا الله إياها؛ لهي فضائل يجب علينا حسن تقديرها حق التقدير، وحسن التبجيل لخطوط السعي في تطبيقها أفضل تطبيق؛ فهي شعائر اختصنا الله بها، فله حق الشكر على ذلك، ولها حسن الاحتفال بها حسب ما سنَّه الله تعالى.

يوم العيد هو يوم المشاعر الإنسانية الصادقة التي تملأ القلوب بفيض السعادة الغامرة التي تغمر المسلم الغني والفقير؛ فهو يوم يرسم البهجة في النفوس والابتسامة على الوجوه.

وعيد الفطر مكافأة للمسلم بعد صيام شهر بأكمله لتعزيز الجانب النفسي والمعنوي والانفعالي في داخله بين أركان قلبه.

وقد جعل الله تعالى يوم الفطر عيدًا؛ ليفرح المسلم بنعمة إتمام الصيام، ويُعينه على فعل الخير بعد قضاء شهر كامل في الصيام والاجتهاد في العبادة.

وهو سعادة يرسلها الله إليه مباركةً لمساعيه وإرادته وعزيمته المتمثلة في صبره على كل لحظة صيام امتثل فيها لأمره عز وجل.

فكيف لنا أن لا نسعد بهذا الكرم والتكريم؟! وكيف لنا أن لا نستشعر شعائر يوم عظيم بعظمة هذا اليوم الأغر؟! فالاحتفال بيوم عيد الفطر شعيرة من الشعائر الدينية التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى.

يوم العيد هو خير ما كتب لنا، وشرفنا، وكرمنا به؛ فلنا الحق كل الحق أن يكون يوم سعدنا وأُنسنا، أينما كنا على وجه الكرة الأرضية؛ فهو يوم يجمعنا تحت راية خفاقة واحدة وكنف نابض واحد.

فاسعدوا به أيها المسلمون مهما كانت ظروف الحياة؛ فهو سُنة الله على وجه الخليقة، ولا تبديل لسُنة الله تعالى؛ فلن نجد لقوانين الله في هذا الكون أي تبديل؛ فهي قوانين تسير في نظام دقيق، غاية في العظمة والتنسيق والترتيب، وفي ذلك قال الله تعالى: “إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ” (القمر: 49) صدق الله العظيم.

مقالات مشابهة

  • كيف سيستجيب البنك المركزي الأوروبي للتعريفات الجمركية التي فرضها ترامب؟
  • الفنان ياسر عزت في حواره لـ«البوابة نيوز»: أدواري في «إش إش» و«أشغال شقة جدا» بين التشويق والكوميديا.. «الشرنقة» تكشف خبايا غسيل الأموال.. وشخصيتي الحقيقية في انتظار دور يشبهني
  • سعادة وتفاؤل.. اللاجئون السوريون في دهوك يحيون أول عيد بعد سقوط الأسد (صور)
  • والي النيل الأبيض ولجنة الأمن يقدمون التهاني للقوات التي شاركت في تطهير منطقة جبل اولياء من المليشيا المتمردة
  • البرهان: السبيل الى وقف الحرب هو أن تضع المليشيا المتمردة السلاح أو “على الباغي ستدور الدوائر”
  • العكاري: 135 ألف نقطة بيع و4.5 مليون بطاقة في ليبيا
  • العيد.. قنديل سعادة
  • غرفة الأخشاب: تطوير صناعة الأثاث في مصر يحتاج لمواكبة المعايير العالمية
  • ازدواجية المعايير .. العراق نموذجًا
  • تشاد .. الدولة (الحبيسة) تدعم المليشيا وتبحث عن وساطة