عام على حرب السودان.. انهيار القطاع الخاص ودمار المصانع
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
حملة ساندوا السودان: إعداد وتحرير – راديو دبنقا
تقرير: أشرف عبد العزيز
أديس أبابا 14 أبريل 2024 – أكملت الحرب في السودان بين القوات المسلحة والدعم السريع عامها الأول مُخلفة أكثر من 13 ألف قتيل و10 ملايين نازح، ودماراً هائلاً في البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة، وخسائر اقتصادية قدرت بنحو 120 مليار دولار.
ومنذ اندلاع القتال في منتصف أبريل من العام الماضي 2023 م، تعرضت أكثر من 300 منشأة تاريخية وحيوية في الخرطوم ومدني ودارفور وكردفان لدمار شامل أو جزئي، كما فقد مئات الآلاف من سكان الخرطوم القدرة على العيش في منازلهم؛ بسبب ما لحق بها من دمار كلي أو جزئي جعلها عرضة للخطر.
أما دمار البنية التحتية، فيبدو كبيراً لحد موجع، خصوصاً وسط العاصمة الخرطوم، فقد تعرض مطار الخرطوم الدولي لأضرار بالغة شملت المدرجات الرئيسية وصالات المسافرين وغيرها من منشآت المطار المهمة التي يمكن أن يستغرق إصلاحها شهوراً طويلة حال توقف الحرب الحالية.
ونسلط الضوء في هذا التقرير بمناسبة مرور عام للحرب على الخسائر التي تعرض القطاع الخاص خلال هذه الحرب المتوالية عاصفة والمنتشرة رقعتها كل يوم.
خسائر القطاع الخاص السوداني:
تعرض القطاع الخاص السوداني بمختلف قطاعاته لخسائر مُدمرة، وفقد معظم رجال الأعمال كل أو جل أملاكهم ومدخراتهم في العاصمة القومية والمناطق المتأثرة بالعمليات القتالية.
وتظهر النتائج والتحقيقات والأبحاث في حجم الخسائر حسب الاستطلاعات التي أجراها (راديو دبنقا) مع رجال أعمال سودانيين شاركوا في مؤتمر الأعمال السوداني لوقف الحرب بأديس أبابا في فبراير الماضي- تظهر – أرقاما مخيفة تشيب لها الوالدين.
الأسواق المركزية:
تقول الإحصاءات إن التدمير الشامل والنهب المنظم طال ١٤ سوقاً مركزياً بمدن الخرطوم الثلاثة الخرطوم – أمدرمان – بحري، منها على سبيل المثال أسواق سعد قشرة، أمدرمان، الخرطوم، والأسواق الطرفية كأسواق سوق ٦ بالحاج يوسف والمركزي بالخرطوم، والشعبي الخرطوم، وسوق ليبيا، وسوق الجملة أمدرمان وأسواق أخرى.
وفي السياق ذاته دُمرت ونهبت معظم المخازن بالعاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث، والتي احتوت على كميات كبيرة من السلع الغذائية والمواد الخام والبضائع والأدوات الكهربائية ومختلف أنواع البضائع، وقطع الغيار كذلك نهبت كل الشركات العامة والخاصة ووكالات السفر والتوكيلات التجارية وشركات الاتصالات والمطاعم والكافتيريات ومحلات الأطعمة بمختلف أنواعها.
خسائر القطاع الخاص:
يقول معز فاروق (رجل أعمال) ومدير منظمة (جلوبال) لـراديو دبنقا “خسر حوالي ٢٤ ألف تاجر جملة وقطاعي ومحلات للخدمات كل بضاعتهم وأدوات العمل وسيارات النقل والترحيل في العاصمة الخرطوم، كما خسر ٢٥٠ تاجراً ذهب معظم رأس مالهم من الذهب بعمارتي الذهب بالخرطوم وأم درمان ومحلات المجوهرات، وتقدر كمية الذهب المنهوب بحوالي ٨ إلى ١٠ أطنان ذهب”.
المنطقة الصناعية:
ولم تسلم المنشآت الصناعية من الخراب، فقد تم تدمير ونهب ٤١١ مصنعاً بالمنطقة الصناعية بحري، وتدمير ونهب ١٣٩ مصنعاً بالمنطقة الصناعية أمدرمان فضلاً عن تدمير ونهب عدد مقدر من المصانع والورش والمخازن بمناطق الصناعية بالخرطوم في شرق الخرطوم وجبرة ومنطقة صافولا. بالطبع يتعذر إجراء إحصاء دقيق للخسائر لاستمرار العمليات العسكرية في هذه المناطق ووقوع بعضها تحت سيطرة الدعم السريع.
مصفاة الذهب:
الذهب من ثروات السودان الذي ظل إنتاجه والتجارة فيه موضع فساد لا تخطئه العين، ولكن خسائر الذهب في زمن الحرب لم يقتصر على فساد التصدير والتهريب فحسب، بل نُهِبَت مصفاة الذهب الحكومية المركزية الوحيدة في البلاد بالكامل، وتقدر كمية الذهب المنهوب من المصفاة بحوالي ٣ أطنان ذهب صاف جاهز للتصدير.
المصارف الحكومية والتجارية:
وتشير المعلومات من مصادر متعددة إلى أنه تم نهب معظم فروع المصارف الحكومية والتجارية، بالإضافة إلى خزن الأمانات الخاصة بالعملاء في مقار المصارف، وتقدر الأموال المنهوبة بترليونات الجنيهات ومئات الملايين من العملات الأجنبية كودائع وحسابات جارية، ونقد بالخزائن الخاصة.
الضرر ليس مادياً فقط:
قال معز فاروق مدير منظمة (جلوبال سودان) لـ(راديو دبنقا “الضرر ليس في الدمار الذي طال المباني فحسب، بل أيضا فيما لحق بالعاملين الذي تشردوا وفقدوا علمهم”، وأضاف “على سبيل المثال، فقد أكثر ربع مليون عاملا وظائفهم في المنطقة الصناعية في الخرطوم بحرياً” وزاد “في قطاع المقاولات، الذي أعمل فيه، هنالك 20 ألف شركة مسجلة، ينشط منها فعلياً حوالي ستة آلاف شركة. بعض هذه الشركات انتقلت إلى مدني، وبعد توسع الحرب في الخرطوم وسيطرة قوات الدعم السريع على مدني، توقفت حوالي 90% من هذه الشركات عن العمل، وفي تقديري دُمِّر القطاع الخاص تماماً بسبب الحرب، نُهب أكثر من 100 بنك في الخرطوم والولايات. 70% من النشاط التجاري في السودان توقف تماماً.”
مركزه التجارة والصناعة:
قال فاروق “كل القطاعات التجارية والصناعية موجودة في الخرطوم، وهذه إحدى الملاحظات الجوهرية التي تبدت بعد الحرب وهي مركزة القطاعات التجارية والصناعية في الخرطوم، وأضاف حتى مصانع الأسمنت في نهر النيل توقفت؛ لأن سوق الأسمنت في الخرطوم، وأردف لا بد من إعادة النظر مستقبلاً وتوزيع الأنشطة التجارية والصناعية بشكل منصف ومتوازن.”
تم إنتاج هذا المحتوى ضمن حملة #ساندوا_السودان التي أطلقها (منتدى الإعلام السوداني) والتي تهدف إلى لفت الانتباه إلى الكارثة الإنسانية وتدارك المجاعة ووقف الانتهاكات في السودان، وتنشر بالتزامن في منصات 27 مؤسسة ومنظمة صحفية وإعلامية مشاركة في الحملة.
#ساندوا_السودان
#Standwithsudan
تُنشر هذه المادة بالتزامن في منصات 27 مؤسسة ومنظمة صحفية وإعلامية مشاركة في حملة (منتدى الإعلام السوداني): #ساندوا_السودان Stand with Sudan الوسومآثار الحرب في السودان حرب الجيش و الدعم السريع منتدى الإعلام السودانيالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان حرب الجيش و الدعم السريع منتدى الإعلام السوداني القطاع الخاص فی السودان فی الخرطوم
إقرأ أيضاً:
من هنا تبدأ ..!!
:: لقد تم توجيه لجنة أمن الخرطوم بانتقال كل الأجهزة الأمنية – خلال 48 ساعة – لمواقعها بكل المحليات التي تم تطهيرها من أنجاس آل دقلو والمرتزقة والمتعاونين، ثم آداء واجبها الوطني تجاه الوطن و المواطن…!!
:: وما يُطمئن أهل الخرطوم و السودان جميعاً هو أن رئيس لجنة أمن الخرطوم هو الوالي أحمد عثمان حمزة، أيقونة الجهاز التنفيذي في هذه المرحلة الصعبة، والمؤكد انه شرع في تنفيذ التوجيه في ساعة صدورها ..!!
:: عندما رشحوه لمجلس الوزراء، قلت فيما قلت بأن والي الخرطوم مؤهل بأن يكون رئيساً لمجلس الوزراء .. ولكن يجب أن يبقى والياً للخرطوم، ليس لحين تحريرها بالكامل فحسب، بل ليساهم في تعميرها باذن الله..!!
:: وكما ترصدون، فغير جهده وحيويته، فان معركة الكرامة اختبرت شجاعة حمزة، و قد اجتازها بكفاءة ومسؤولية..لم يُغادر الخرطوم ساعة رغم توفر ظروف وأسباب المغادرة، بل ظل مرابطاً مع الجيش بمحلية كرري..!!
:: ثم انتقل إلى أمدرمان بعد تحريرها مباشرة، ثم إلى بحري قبل اكتمال تحريرها، واليوم يتجول في شرق النيل وسط جثث أوغاد الجنجويد والمرتزقة والمتعاونين و حرائقهم .. أينما تقدم الجيش يتقدم الوالي أيضاً ..!!
:: صحيح لم يقدم الوالي حمزة لأهل الخرطوم كل ما يريدون من ماء و نار وكلا، ولكن قدم لهم كل ما يملك من جهد بكل صدق، وهذا يكفي في زمان صارت فيه خدمة الناس بصدق أندر من لبن الطير ..!!
:: وبمناسبة الانتقال المرتقب للأجهزة الأمنية الى مواقعها ،شاهدت والي الخرطوم قبل ثلاثة أشهر يتحدث عن الأحياء العشوائية، وانها كانت أوكاراً للجرائم قبل الحرب، بؤراً للمتمردين و المتعاونين بعد الحرب ..!!
:: لقد صدق الرجل .. بكل محلية سياج عشوائي يضج بالفوضى والجرائم. .فالعزبة بالخرطوم بحري على سبيل المثال، والمربعات بأمدرمان، وأحياء بجنوب الخرطوم، و.. و.. محليات الخرطوم السبع بها مناطق عشوائية..!!
:: قبل الحرب بسنوات، محذّراً السلطات، وصفت عشوائيات المدن ب (الحي ١٣).. وهو حي جردته حكومة فرنسا من الخدمات، وعزلته عن الأحياء بجدار خرصاني وأسلاك مزودة بتيار كهربائي.. فالداخل إليه مفقود والخارج منه مولود.. !!
:: و كان ( الحي ١٣) يضج بالمخدرات، الرذيلة، السلاح، الخمور، الميسر، الأوغاد.. و.. و.. وكان محكوماً بقوانين المافيا..و فجأة فكرت مراكز قوى بالحكومة في التخلص من (الحي 13)، بكل من – و ما – فيه .،!!
:: فكّرت ثم قررت تسريب قنبلة موقوتة، لتسرقها إحدى عصابات الحي، ثم تنفجر هناك وتقضي على الحي، وبهذا توفر ميزانية حماية أحياء باريس من مخاطره، ثم تبيع أرض الحي للمستثمرين، هكذا كانت الخطة..!!
:: و بعد تنفيذ أولى مراحل الخطة، وهي تسريبها القنبلة، نجح أحد شباب الحي و رجل شرطة مخلص في كشف الخطة..وبعد معارك شرسة نجحا في تعطيل القنبلة قبل الانفجار بثوانٍ، ثم قدما الفاسدين إلى العدالة.. !!
:: ثم تعاونا في إلزام الحكومة بتنمية الحي، بحيث صار حياً راقياً بلا جرائم أو جدار عازل..(الحي 13)، من روائع السينما الفرنسية التي تعكس صراع الخير والشر، وأنه يُمكن تحويل بؤر الشر الى مصدر للخير .. !!
:: عندما تشاهد الفيلم ترى في تفاصيله عشوائيات الخرطوم وكنابي الجزيرة المعزولة .. والعزل هنا ليس بالجدار كما حال (الحي 13)، بل بعدم تخطيطها و تنميتها بشرياً و خدمياً حتى يُدمج في المجتمعات.. !!
:: ومنذ سنوات، كثيراً ما ناشدنا، وكثيراً ما حذرنا من مخاطر الأحياء والكنابي العشوائية، باعتبارها قنابل موقوتة قابلة للانفجار متى ما توفر المناخ.. ولكن لا حياة لمن نناشد و ننصح.. واستبانوا النُصح ضحى الحرب..!!
:: عندما اشعل آل دقلو الحرب ضد الدولة وشعبها وجيشها، أشعلت الأحياء العشوائية والكنابي أيضاً أحقادها ضد سُكان الأحياء المجاورة..فمن نهبوا البيوت ليسوا جنجويد آل دقلو فقط، بل بعض سكان العشوائيات أيضاً ..!!
:: ومن أرشدوا الجنجويد الى بيوت الناس ممتلكات الناس ليسوا من كوكب آخر، بل بعض جيرانك وبعض سكان العشوائيات .. ومن شاركوا الجنجويد في الجرائم ليسوا المرتزقة الأجانب فقط، بل بعض سكان العشوائيات أيضاً..!!
:: نعم، فالسواد الأعظم من اللصوص و المتعاونين يسكنون في العشوائيات التي حذّرنا من مخاطرها من نلقبهم بالمسؤولين، وما هم كذلك ..وعندما عاد أهل الجزيرة إلى قراهم، فالكثير منهم وجدوا أثاثاتهم في العشوائيات ..!!
:: وعليه، بعد وقوع الفأس في الرأس، وتجنباً لفؤوس أخرى، فان المدخل الصحيح لفرض الأمن بالخرطوم و كل المدن هي إزالة العشوائيات ..ليس بالقنابل موقوتة، ولكن بالإحصاء ثم التخطيط والتوزيع .. و ( التنمية ) ..!!
الطاهر ساتي
إنضم لقناة النيلين على واتساب