لجريدة عمان:
2025-01-25@04:06:22 GMT

عن استشهاد آل هنية

تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT

دماء أبناء وأحفاد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس «ليست أغلى من دماء غيرهم من الشهداء الذين سبقوهم بالحرب الإسرائيلية على غزة»، هذا ما أكده الأب المكلوم إسماعيل هنية، في تصريحات مصورة أدلى بها لقناة الجزيرة، بعد تلقيه نبأ استشهاد ثلاثة من أبنائه وأربعة من أحفاده بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة مدنية كانوا يستقلونها في مخيم الشاطئ بغزة، في أول أيام عيد الفطر الموافق العاشر من أبريل 2024م.

وهذه حقيقة أثبتها هنية واقعًا، وأثبتها أبناؤه وأحفاده كذلك، فهم ظلوا في القطاع ولم يبرحوه، حالهم حال أبناء غزة كلهم، عكس ما روّجه البعض من المتصهينين العرب من أنّ أبناء هنية يتنعمون برفاهية فنادق خمسة نجوم في قطر، وزادت إحدى القنوات الفضائية بأنهم في تركيا يمارسون التجارة بالملايين، على حساب الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، لكن الجريمة أثبتت أنّ أبناء القائد وأحفاده يعيشون المصير نفسه الذي يعيشه جميع أبناء غزة، وهم معرّضون للأخطار كما كلّ مواطن فلسطيني آخر، وفي المحصلة النهائية إذا كان من خير -غير الشهادة التي نالها أبناء هنية- فإنّ الجريمة الإسرائيلية، شكلت لطمة شديدة ومؤلمة على وجوه المرجفين، الذين ادعوا أنّ هنية هرَّب أبناءه وأحفاده وعائلته خارج غزة.

في كلّ الأحوال فإنّ استشهاد أبناء هنية وأحفاده يوم العيد لم يكن هو الاستشهاد الأول في العائلة؛ فهؤلاء التحقوا بركب نحو ستين شهيدًا من شهداء آل هنية، كما أشار بذلك بيانُ نعي حركة حماس، ولم يفت الحركة التنويه بأنَّ الممارسات الإجرامية الإسرائيلية «لن تفلح في كسر إرادة الصمود لدى كلّ أبناء الحركة والشعب الفلسطيني، ولن تزيدهم إلا ثباتًا وإصرارًا على مواصلة المعركة»، وهو ما وضح بالفعل من ردة فعل هنية عند تلقيه نبأ الاستشهاد الذي اعتبره شرفًا: «أشكر الله على هذا الشرف الذي أكرمنا به وحازوا شرف الزمان والمكان والخاتمة.. بهذه الآلام والدماء نصنع الآمال والمستقبل والحرية لشعبنا وقضيتنا وأمتنا»، وذهب أبعد من الألم الشخصي إلى الحزم في أيّ مفاوضات مع الكيان: «نقول لإسرائيل ما لم تأخذه بالتدمير والمجازر والإبادة لن تأخذه على طاولة المفاوضات»، بمعنى أنّ الكيان يعتقد خطأ أنه باستهداف أبناء قادة حماس سيكسر عزيمة الشعب الفلسطيني، لكن هذه الدماء المراقة «لن تزيدنا إلا ثباتًا على مبادئنا وتمسكًا بأرضنا، فلن نرضخ للابتزاز الذي يمارسه الاحتلال ولن نتنازل ولن نفرّط مهما بلغت تضحياتنا».

لقد تفاعل أهل غزة مع خبر استشهاد أبناء هنية على نطاق واسع، وضجّت منصات التواصل الاجتماعي بمنشورات تتحدّث عن التوقيت والرسائل والأهداف الإسرائيلية من العملية، وكان الاتفاق الكبير في كلِّ ذلك التفاعل، على أنّ جريمة الاغتيال تهدف إلى ممارسة ضغوط لتحقيق مكاسب سياسة في «معركة المفاوضات» الخاصة بوقف إطلاق النار وإنجاز صفقة تبادل أسرى، لقد أراد الكيان أن يقول إنه مستمرٌ في الحرب، وعلى حماس أن تقدّم التنازلات وتلين من مواقفها، وأنّ هذه الحرب بلا خطوط حمر ولا حصانة فيها لأحد، حتى لأبرز قادة فصائل المقاومة وأسرهم وأبنائهم وأحفادهم الصغار، وبالمقابل فإنّ العملية أكدت -للعالم- أنّ قادة حماس وأبناءهم هم بين أوساط شعبهم، ولم يغادروا القطاع.

وإذا كان خبر استشهاد آل هنية قد أفرح الصهاينة، كما صرح بذلك ألموج كوهين عضو الكنيست الإسرائيلي بأنه تلقى خبرًا مفرحًا، إلا أنّ الغريب أنّ بعض العرب الذين صدّعوا رؤوسنا كذبًا وزورًا وبهتانًا عن أبناء قادة حماس وحياتهم المرفهة في الخارج، تلقوا الخبر بشماتة، فوصف البعض ردة فعل إسماعيل هنية في الفيديو المتداول وهو في إحدى مستشفيات قطر لزيارة مجموعة من المصابين الفلسطينيين القادمين من غزة، لحظة تلقيه اتصالًا هاتفيًّا وإبلاغه بمقتل أبنائه وأحفاده بـ«المسرحية»، ووصل المرضُ بالبعض أن يغرّد بأنه يشك في صحة خبر «مقتل أبناء أحد أهم رموز قادة حماس الإرهابية»، ونشر بكلّ جرأة أنه «ربما القصد من الخبر تحسين صورتهم لدى الشعب الفلسطيني والمتعاطفين معهم من (قطيع المغيَّبين) العرب الذين بدأوا (تدريجيًّا) يعون حقيقتهم بعد خراب كامل لقطاع غزة بمن فيها وما فيها ومن عليها من البشر والشجر نتيجة (طوفان الحمقى)»، وفي الحقيقة مثل هؤلاء يجعلون الإنسان يعرف من المقصودون بقول الله سبحانه وتعالى: (فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا)، فهل هناك فعلًا مرضٌ أكثر من هذا؟!

تبنت قناة «العربية» وجهة النظر الإسرائيلية وبثت -كما نشرت في موقعها الإلكتروني- خبرًا نقلًا عن الجيش الإسرائيلي بأنّ أبناء هنية كانوا في طريقهم لتنفيذ نشاط إرهابي وسط قطاع غزة، متجاهلة أنّ الأبناء الثّلاثة كانوا في طريقهم لتهنئة أهلهم وأقاربهم بمناسبة عيد الفطر، والدليل اصطحابهم أطفالهم معهم في السيّارة المدنيّة.

كشفت غزة الأقنعة، وفضحت المرضى، وميّزت بين الخبيث والطيب، وأصبحت المقياسَ الحقيقيّ لمعرفة المتخاذلين والمنافقين، ولم أكن أتصور أني سأعيش إلى هذا اليوم الذي أرى فيه عربًا ومسلمين هم ألد خصامًا وأكثر عداوةً من الصهاينة أنفسهم.

وبقدر ما نعزّي إسماعيل هنية، فإننا نبارك له هذا الارتقاء، فعساه باستشهاد آله، أن يكون من الذين قال الله فيهم: (منَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا. لِّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا). ونقول مثلما قال الشيخ هلال بن سالم السيابي في قصيدة تعزية وتهنئة لإسماعيل هنية:

عزاؤك أنهم لله راحوا كواكب، لا يروعها النباحُ

وهل تخشى الكواكب من عدو، وإن طالت بكفيه الرماحُ

لقد خاضوا العراك، وأشربوه صفاحًا من أسنَّتِها الصفاحُ

فلا عجب إذا راحوا كرامًا، كما ينشق بالأفق الصباحُ

زاهر المحروقي كاتب عماني مهتم بالشأن العربي ومؤلّف كتاب «الطريق إلى القدس»

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: إسماعیل هنیة أبناء هنیة قادة حماس

إقرأ أيضاً:

يديعوت: هذا ما أظهرته الوثائق الإسرائيلية ليلة 7 أكتوبر

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الخميس، عن وثائق إسرائيلية تظهر أن قادة الجيش تغاضوا عن معلومات بليلة 7 أكتوبر حول هجوم حركة حماس على مستوطنات الغلاف.

ووفق الصحيفة، فقد أظهرت وثائق إسرائيلية أنه خلال ليلة 6 – 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، رصدت وحدة في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ("أمان") عدة مؤشرات على استعدادات في حركة حماس لإطلاق صواريخ وقذائف صاروخية باتجاه إسرائيل، إلى جانب رصد أنشطة غير مألوفة في منظومة حماس الجوية، التي من شأنها أن تدل على احتمال أن الحركة انتقلت إلى حالة طوارئ.

وأضافت، "تعالت هذه التحذيرات إلى جانب "مؤشرات مقلقة" أخرى خلال سلسلة مداولات لتقييم الوضع التي أجراها الجيش الإسرائيلي خلال ساعات الليل، التي سبقت هجوم حماس، لكنها لم تؤد إلى إصدار إنذار حول هجوم محتمل أو استخدام وسائل لمواجهة هجوم كهذا".

ويأتي الكشف عن هذه الوثائق بعد أن اطلعت عليها جهات رفيعة المستوى في الحكومة وجهاز الأمن، وجرى تقديمها على أنها تفسر الرغبة الشديدة بأن يستقيل رئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، من منصبه.

وأضافت الصحيفة أنه يتعالى من الوثائق، وعلى عكس التقارير التي نُشرت حتى الآن، أن تقديرات الجيش الإسرائيلي لم تكن فقط أن حماس تنتقل إلى حالة استنفار في إطار تدريب أو استعداد للدفاع أمام هجوم إسرائيلي محتمل، وإنما تم الأخذ بالحسبان بجدية احتمال أن حماس تعتزم مهاجمة إسرائيل خلال مدة قصيرة جدا.

وقرر الجيش الإسرائيلي تنفيذ عدد قليل من الإجراءات، إثر وجود "مؤشرات مهدئة، وإجماع واسع ومطلق بين المسؤولين في الجيش والاستخبارات، على أنه يفضل الامتناع عن احتمال حرق (فقدان) مصادر معلومات استخباراتية حساسة، بدلا من استنفار واسع لمواجهة السيناريو الثالث"، أي احتمال أن حماس على وشك مهاجمة إسرائيل. ووصف مصدر شارك في مداولات حول هذا الموضوع في الأشهر الأخيرة هذه الوثائق بأنها "قنبلة ذرية"، حسب الصحيفة.

يضاف إلى هذه المعلومات أن "أمان" والشاباك رصدا تشغيل ناشطي حماس بطاقات سيم إسرائيلية في هواتفهم الخليوية، واعتبر ذلك أن حماس انتقلت إلى حالة طوارئ، حسب تقارير نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية في السنة الماضية.

وخلال التحقيقات التي يجريها الجيش الإسرائيلي حول ليلة 7 أكتوبر، قال ضابط كبير بين المشاركين في هذه التحقيقات، حسب الصحيفة، إنه "فلنفترض أنه توصلنا إلى استنتاج أن الحديث يدور عن تدريب، وأنه لا يوجد خطر حقيقي لشن هجوم. لكن منذ ورود معلومة استخباراتية حول وجود استعداد لإطلاق قذائف صاروخية، وحتى لو كان هناك معلومات تدعو إلى وجود هدوء، لماذا لم يطلبوا قبل أي شيء آخر إخلاء فوري للمنطقة القريبة من مقر قيادة الفرقة العسكرية (فرقة غزة )، الذي يتواجد فيه آلاف الأشخاص بدون حماية كافية" في إشارة إلى مهرجان "نوفا" الموسيقي الذي نظم قرب كيبوتس "ريعيم".

وتعالت أسئلة خلال التحقيقات العسكرية حول ما إذا تم تنفيذ أوامر عسكرية، وبينها الأمر الذي أصدره رئيس أركان الجيش بتنفيذ طلعات جوية للتصوير في قطاع غزة للتأكد إذا كانت هناك استعدادات لإطلاق قذائف صاروخية.

ونُقلت هذه المعلومات إلى مركز عمليات سلاح الجو عن الساعة الثانية بعد منتصف الليل، "وفي موازاة ذلك جُمعت معلومات دراماتيكية أخرى حول استعدادات لإطلاق قذائف صاروخية وصواريخ باتجاه إسرائيل"، حسب الصحيفة.

وعند الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، جرت مداولات هاتفية لتقييم الوضع برئاسة قائد القيادة الجنوبية للجيش، يارون فينكلمان، ومشاركة ضباط كبار، وجاء في التقرير الذي كُتب في ختامها أنه "تم رصد نشاط غير مألوف"، وأن فينكلمان قال إنه ينبغي "الاستعداد لمواجهة خطة مفاجئة، وخصوصا لتوغل بري".

وتلقى قائد شعبة العمليات، عوديد بسيوك، ملخص تقييم الوضع في القيادة الجنوبية وأجرى عدة مشاورات هاتفية، وكتب ملخصا الوضع في ليلة 7 أكتوبر أنه "بعد مشاورات مع نائب رئيس الشاباك، قائد القيادة الجنوبية، رئيس لواء العمليات ورئيس لواء الأبحاث، ثمة ثلاثة سيناريوهات مطروحة: تدريب جهوزية لحماس؛ رفع الجهوزية إزاء تخوف من عملية عسكرية إسرائيلية؛ استعدادات لعملية ضد إسرائيل في الساعات القريبة، وبضمنها تسلل بحري أو استهداف منصة غاز، توغل، خطف، عملية مسلحة غير مألوفة، إطلاق قذائف صاروخية، تسلل جوي".

وجاء في وثيقة أن "قائد شعبة العمليات شدد على وجوب الحذر من خدوش أمنية والحرص على استعداد حذر بهدف الحفاظ على المصادر الحساسة وتنفيذ ذلك كله بالتنسيق مع أمان تنفيذ"، أي لواء تنفيذ العمليات في شعبة الاستخبارات، لكن الصحيفة أشارت إلى أنه "يتبين من ملف التحقيقات أنه لم يكن هنا هناك أي توجه إلى هذا اللواء بشأن إمكانية تحريك قوات عند الحدود خلال الليل. ويوجد نقاش حول من يتحمل مسؤولية عدم تنفيذ عملية تحريك قوات".

وأجرى هليفي مداولات لتقييم الوضع مع بسيوك وفينكلمان، عند الساعة الرابعة فجرا، وأوعز بإطلاق طائرة استطلاع مسيرة فوق قطاع غزة من أجل التقاط صور نوعية، وذكر أنه "حتى لو تبين أن هذا تدريب لحماس، فإنه توجد فرصة لجمع معلومات".

وجاء في وثيقة التحقيق العسكري حول مداولات قيادة الجيش في تلك الليلة أن "رئيس هيئة الأركان العامة قرر أنه بغياب تطور هام آخر، ستجري مداولات أخرى برئاسته في ساعات الصباح"، وأصدر مكتب هليفي دعوة إلى عدد من الضباط الكبار لمحادثة عند الساعة 08:30، في صباح 7 أكتوبر. لكن هجوم حماس المفاجئ انطلق قبل ساعتين من "محادثة" كهذه.

المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية تفاصيل أول مكالمة بين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي الجديد إسرائيل تطرح مخططات لبناء بؤر استيطانية في القدس الشرقية الكشف عن أبرز المرشحين لتولي رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي الأكثر قراءة مسؤولون إسرائيليون: موافقة نتنياهو على استئناف الحرب هو خرق للاتفاق 5 شهداء بينهم طفلان إثر قصف الاحتلال منزلا شمال قطاع غزة الحكومة والكابينت يجتمعان الجمعة للتصديق على اتفاق وقف إطلاق النار إصدار قرار بقانون لتنظيم آجال القروض وأقساطها ودفعات التأخير التمويلي عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • مكتب إعلام الأسرى: ننتظر قائمة المعتقلين الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم يوم السبت
  • حماس تعلن عن أسماء المجندات الأربع الذي ستفرج عنهن غداً
  • حماس تنتظر قائمة الأسرى الذين سيفرج عنهم غداً
  • تحقيق إسرائيلي يكشف: كيف خدعت حماس قادة جيش الاحتلال ومخابراته
  • يديعوت: هذا ما أظهرته الوثائق الإسرائيلية ليلة 7 أكتوبر
  • الصحة تعلن استشهاد "منفذي عملية الفندق" و"القسام" تُصدر بيانا
  • عاجل المملكة تعرب عن إدانة واستنكار بأشد العبارات الهجوم الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلية على مدينة جنين
  • الخارجية تعرب عن إدانة واستنكار المملكة بأشد العبارات الهجوم الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلية
  • العثور على جعبة القائد يحيى السنوار والمقعد الذي جلس عليه مصابا قبل مقتله
  • العثور على جعبة السنوار والمقعد الذي جلس عليه مصابا قبل استشهاده (شاهد)