تباينت مشاعر الفلسطينيين في غزة على نطاق واسع، في أعقاب الهجمات الإيرانية الأخيرة على إسرائيل، حيث عبر البعض عن دعمهم لتصرفات إيران بينما ظل البعض الآخر متشككاً. ويسلط هذا الوضع الضوء على الديناميكيات المعقدة للصراع في الشرق الأوسط وتأثيرها على السكان المحليين.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، فان إسرائيل بينما تواصل ضرباتها العسكرية في غزة، أعرب بعض الفلسطينيين عن تفاؤل حذر بشأن احتمال التدخل الخارجي لمعالجة مظالمهم التي طال أمدها.

وأعرب أحد الأشخاص في غزة، وهو أبو عبد الله، عن أمله في أن يؤدي تورط إيران في الصراع إلى حل لمشكلة غزة، مشيراً إلى أن الضغوط الخارجية قد تجبر الولايات المتحدة على التدخل ومعالجة القضايا الأساسية.

ومع ذلك، لا يزال الوضع محفوفًا بالمخاطر بالنسبة لسكان غزة، كما يتضح من اللقطات التي تظهر الفلسطينيين النازحين وهم يحاولون العودة إلى منازلهم وسط الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة. ومن المؤسف أن التقارير تشير إلى مقتل ما لا يقل عن خمسة فلسطينيين بالقرب من هؤلاء العائدين بسبب النيران العسكرية الإسرائيلية.

وعلى الرغم من المخاطر، فإن حماس، دعمت علناً الهجمات الإيرانية على إسرائيل. وبررت حماس في بيان لها تصرفات إيران بأنها رد على مظالم محسوسة، بما في ذلك استهداف الأصول الإيرانية في دمشق واغتيال ضباط الحرس الثوري. ويعكس هذا الموقف التحالفات والولاءات المعقدة القائمة في المنطقة، حيث تنحاز حماس إلى جانب إيران ضد خصم مشترك.

وكانت ردود الفعل بين الفلسطينيين العاديين في غزة متباينة. وفي حين يرى البعض، مثل ماجد أبو حمزة، تصرفات إيران على أنها بطولية ورمزية للمقاومة ضد إسرائيل، فإن آخرين، مثل منير الجاغوب من حركة فتح، ينتقدون التدخل الإيراني باعتباره مجرد مسرحية تؤدي في نهاية المطاف إلى تصعيد التوترات وإدامة المعاناة الفلسطينية.

وبشكل عام، تسلط الأحداث الضوء على الاضطرابات المستمرة في الشرق الأوسط والوضع المحفوف بالمخاطر لسكان غزة العالقين في مرمى نيران الصراعات الإقليمية.

وبينما تنخرط إسرائيل وإيران في هجمات متبادلة، فإن محنة الفلسطينيين العاديين تظل مصدر قلق ملح، حيث يطغى شبح استمرار العنف وانعدام اليقين على آمالهم في السلام والاستقرار.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

4 خطوط عريضة توضح سياسة ترامب تجاه إسرائيل

رجّح لورانس هاس، الزميل في مجلس السياسة الخارجية الأمريكية، أن يعمل الرئيس المنتخب دونالد ترامب على تحويل العلاقات الأمريكية الإسرائيلية والعلاقات الأمريكية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، عبر تقديم المزيد من الدعم العسكري والدبلوماسي لإسرائيل، والعمل على إضعاف خصومها، والسعي للمزيد من صنع السلام بين العرب وبينها.

يقوم ترامب بتجميع فريق سياسة خارجية مؤيد بشدة لإسرائيل



وكتب في صحيفة "ذا هيل" أن جهود ترامب ستتعزز بفضل سيطرة الحزب الجمهوري على الكونغرس. ومع تحول الدولة اليهودية بشكل متزايد إلى نقطة اشتعال في السياسة الأمريكية، سيروج الجمهوريون لحزبهم باعتباره حليفاً أفضل لإسرائيل من الحزب الديمقراطي الذي أصبح أكثر انتقاداً للسلوك الإسرائيلي في السنوات الأخيرة.

 

 

"The new US administration under Trump solidifies the immovable uni-party's bedrock policy of absolute Israeli impunity, no matter what it does"

✍️ Opinion by Ammiel Alcalayhttps://t.co/gPVHsThQMJ

— Middle East Eye (@MiddleEastEye) November 16, 2024


مع ذلك، إن دفء العلاقات بين أمريكا وإسرائيل والتغييرات المقبلة في السياسة الأمريكية تحمل مخاطر لكلا الجانبين. فبالنسبة إلى واشنطن، قد تؤدي هذه التغييرات إلى تعقيد الدعم الغربي اللازم لتعزيز الأهداف الأمريكية الأخرى في مختلف أنحاء العالم. بالنسبة إلى إسرائيل، قد تؤدي هذه التغييرات إلى إغراء الائتلاف الحاكم اليميني المتشدد لتفسير الدعم الأمريكي بشكل خاطئ، وبالتالي تعريضه للخطر، عبر ضم الضفة الغربية مثلاً. ووفق الكاتب، ستتجلى التغييرات المقبلة على 4 جبهات بالحد الأدنى.

المزيد من الدعم على الساحة العالمية

يقوم ترامب بتجميع فريق سياسة خارجية مؤيد بشدة لإسرائيل، وربما يكون أفضل مثل على ذلك اختياره للنائبة إليز ستيفانيك سفيرة لدى الأمم المتحدة. كانت ستيفانيك منتقدة صريحة للأمم المتحدة بسبب ميلها المناهض لإسرائيل منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وتحدثت أمام الكنيست الإسرائيلي في مايو (أيار)، حيث روجت للدعم الأمريكي للقبة الحديدية وغيرها من التقنيات المتطورة. كما أشادت بمبادرات ترامب السابقة مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والتفاوض على اتفاقات أبراهام لتوسيع السلام العربي الإسرائيلي.

 

Former Ambassador-at-Large Nasir Ali Khan pointed out that US President-elect Donald Trump’s previous strong pro-Israel stance suggested minimal policy change, although he might reduce U.S. spending on foreign conflicts.@Tweetnasir @OmarButtPK @NewsroomptvW @MatiurRehman786 pic.twitter.com/AiyPnx776i

— PTV World (@WorldPTV) November 14, 2024


يجب توقع المزيد من الدعم الأمريكي الكامل لإسرائيل أمام الجمعية العامة ومجلس الأمن، حيث ستستخدم ستيفانيك بدون تردد حق النقض ضد القرارات المناهضة لإسرائيل، والمزيد من الانتقادات الصريحة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بسبب تركيزه على إسرائيل.
وستعكس مثل هذه المشاعر في جميع أنحاء العالم خيارات ترامب الرئيسية للمناصب الدبلوماسية والعسكرية، مثل المرشح لمنصب وزير الخارجية السيناتور ماركو روبيو. وقد يؤدي هذا الدعم الأمريكي الصريح لإسرائيل إلى خروج واشنطن عن المسار مع حلفائها الأوروبيين، مما يثير التساؤل حول ما إذا كان من شأن ذلك أن يعقد الجهود الأمريكية لتغذية الوحدة الغربية بشأن قضايا أخرى.

انتقادات أقل للسلوك الإسرائيلي بالمقارنة مع الرئيس بايدن، من غير المرجح أن يوبخ ترامب إسرائيل بشأن كيفية شنها حرباً ضد حماس في غزة أو حزب الله في لبنان، ومن غير المرجح أن يوقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل أو يشترط المساعدات على العمل الإسرائيلي للحد من الوفيات بين المدنيين.
ورد أن ترامب قال في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "اِفعل ما يجب عليك فعله" في شن الحروب الحالية وأعرب عن إعجابه بالعمليات العسكرية الإسرائيلية.
من المرجح أيضاً أن يضغط ترامب بشكل أقل على إسرائيل بشأن مستوطناتها في الضفة الغربية. والسؤال هو ما إذا كانت إسرائيل ستفرط في استغلال دعم ترامب من خلال ضم أجزاء من الضفة الغربية أو كلها كما يدعو بعض كبار وزرائها. قد يثبت هذا أنه أصعب على التحمل بالنسبة إلى الرئيس القادم، مما يجدد التوترات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن قضية مثيرة للجدال للغاية تثير قلقاً عالمياً. المزيد من الضغط على أعدائها فيما يتعلق بإيران، سيعيد ترامب إحياء السياسات الرئيسية لولايته الأولى. سيعيد فرض حملة "الضغط الأقصى" من العقوبات الأكثر صرامة واتخاذ خطوات لمنع مبيعات النفط الإيرانية على أمل الضغط على طهران للتخلي عن أنشطتها الراعية للإرهاب ومساعيها النووية.
كما سيترك الاتفاق النووي العالمي مع إيران ليذبل، إن لم يكن ليموت. حاول بايدن إحياء الاتفاق الذي انسحب منه ترامب الولايات المتحدة في 2018، كجزء من تسوية أكبر مع طهران، لكن من غير المرجح أن يسعى ترامب إلى أي ترتيب من هذا القبيل.
بعد أن أطلقت طهران 180 صاروخاً على إسرائيل الشهر الماضي، قال ترامب إن على إسرائيل أن تستهدف المواقع النووية الإيرانية. لكن ما إذا كان ترامب الذي انتقد رؤساء أمريكيين آخرين لشنهم الحروب، سيخاطر بحرب شاملة مع إيران بالانضمام إلى إسرائيل في مثل هذا الهجوم قد يكون مسألة أخرى المزيد من صنع السلام من المؤكد أن ترامب سيسعى إلى توسيع اتفاقات أبراهام لسنة 2020، والتي جلبت السلام بدرجات متفاوتة.

مقالات مشابهة

  • مستشار للسوداني: لا دليل على انطلاق عمليات الفصائل من العراق تجاه إسرائيل
  • صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. "ألماس" الإيرانية المستنسخة من صواريخ "سبايك" تشكل تهديدا جديدا
  • قائد الحرس الثوري الإيراني: قطعاً سننتقم من إسرائيل
  • کبیر مستشاري المرشد الإيراني: للتوصل إلى اتفاق نووي جديد يجب تعويض خسائر إيران
  • مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج النووي الإيراني في عهد ترامب
  • إسرائيل النازية تبيد الفلسطينيين بـ«الفيتو» الأمريكى
  • ردود فعل دولية واسعة على قرار اعتقال نتنياهو وغالانت.. وصدمة في إسرائيل
  • محلل سياسي: إسرائيل تسعي إلى إخلاء المنطقة الشمالية لقطاع غزة من الفلسطينيين
  • 4 خطوط عريضة توضح سياسة ترامب تجاه إسرائيل
  • غروسي: موقع بارشين الإيراني ليس نووياً