بعد الضربة الإيرانية.. مخاوف من صرف الانتباه عن غزة
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
"أخيرا بعض الهدوء بعد ستة أشهر من الأزيز والضوضاء" هكذا عبر الناشط من غزة يوسف ميمه، على حسابه في إنستغرام عن الوضع في القطاع الفلسطيني بينما كانت الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية تشق طريقها إلى الأراضي الإسرائيلية، مساء السبت.
ونشر شاب آخر يدعى، محمود شراب، نفسه فيديو له وهو يسير في منتصف الشارع والسماء فوقه هادئة وقال: "لا أصدق ذلك هدوء".
ومع تحول انتباه العالم إلى الهجوم الإيراني على إسرائيل، شهد الفلسطينيون في غزة ليلة هادئة نسبيا لأول مرة منذ أكثر من ستة أشهر، لكنهم سرعان ما عادوا إلى الواقع عندما استمرت الغارات الجوية هناك، صباح الأحد، ثم إعلان الجيش الإسرائيلي استدعاء فرقتين من قوات الاحتياط لتنفيذ مزيد من العمليات في القطاع، وفق نيويورك تايمز.
وسحبت إسرائيل، في وقت سابق من الشهر الجاري، بعض قواتها من غزة حيث تشن حربا ضد حركة حماس.
ويخشى الفلسطيني، وليد الكردي، وفق تصريحاته لفرنس برس، أن تؤدي التوترات الإسرائيلية-الإيرانية إلى "صرف الانتباه" عن الوضع الإنساني في قطاع غزة.
وفي تعليق على الهجوم الذي شنّته إيران ليل السبت-الأحد بمسيّرات وصواريخ على إسرائيل، يقول الكردي الذي لجأ إلى رفح في جنوب القطاع الفلسطيني: "نحن نازحون ولا يهمنا هذا الأمر".
وعلى غرار وليد الكردي، هناك مليون ونصف مليون فلسطيني يحتشدون في مدينة رفح التي تعتزم إسرائيل شن عملية برية فيها على الرغم من المخاوف الدولية.
وقال عامر ناصر (64 عاما): "أعتقد أنه ليس من مصلحة الفلسطينيين على الإطلاق أو من المفضل لديهم فتح جبهة جديدة مع إسرائيل. هذا سيصرف الناس في جميع أنحاء العالم عن رؤية ما يحدث في غزة"، بحسب ما نقلت عنه نيويورك تايمز.
ويقول الكردي إن "رد إيران على إسرائيل ليس شأننا. ما يهمنا هو أن نعود إلى ديارنا"، في حين تهدّد المجاعة القطاع الفلسطيني، وتراوح مكانها المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والحركة الإسلامية للتوصل إلى هدنة.
وأعلنت إسرائيل، الأحد، أنها لاتزال في حال تأهب غداة الهجوم غير المسبوق لإيران، والذي جاء ردا على قصف للقنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل.
ويعرب الكردي عن خشيته من تداعيات التطور الأخير إذ يرى في التوترات الإسرائيلية-الإيرانية "مناورة" محتملة.
ويقول: "سننتظر الساعات الثماني والأربعين المقبلة لمعرفة ما إذا اليهود (إسرائيل) سيردون على إيران أم أنها لعبة (تمارس) علينا لصرف الانتباه عن رفح".
لا يُعقلووسط أكشاك مؤقتة في شوارع رفح المزدحمة، يأمل أحمد أبو عودة وهو أيضا نازح "أن تضغط إيران على إسرائيل لوقف الحرب" في قطاع غزة.
وقال: "إذا توقفت الحرب بوساطة إيران، فهذا ما نأمله. وإلا، فليضربوا (الإسرائيليون) ليس إيران فحسب، بل أيضا سوريا والأردن وجميع الدول العربية"، موجّها اللوم ضمنيا لإسرائيل لعدم سعيها لوقف الحرب.
وعلى مقربة منه، يشدّد محمد صبحي على أنه من غير المفهوم كيف أن المقذوفات التي أطلقتها إيران لم تصل إلى أهدافها. ويتساءل "هل يعقل أن تستغرق الطائرة (المسيّرة) سبع ساعات لبلوغ إسرائيل؟".
ويضيف "هل يعقل أن 170 طائرة لم يدخل أي منها (المجال الجوي لإسرائيل) وسقطت كلها؟، هذا أمر لا يعقل"، في وقت تؤكد إسرائيل أنها أحبطت الهجوم الإيراني واعترضت "99 في المئة مما أطلق" باتجاه أراضيها.
وتقول إسرائيل إنها لن توقف القتال حتى تدمر حماس عسكريا، وإنها لاتزال تخطط لشن هجوم على مدينة رفح.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: على إسرائیل
إقرأ أيضاً:
مجـ.زرة جديدة في جنوب غزة.. والأونروا تؤكد انتهاك إسرائيل لقواعد الحرب
واصل جيش الاحتلال عدوانه الوحشي على قطاع غزة الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023، مخلفا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين وسط وضع إنساني يوصف بالكارثي ومجاعة متفاقمة تخيم على القطاع المحاصر.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة اليوم أن الاحتلال ارتكب 5 مجـ.ازر جديدة ضد العائلات في القطاع راح ضحيتها 58 شهيدا و56 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية.
وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 45317 شهيدا و107713 مصابا منذ 7 أكتوبر من العام الماضي.
وارتكبت قوات الاحتلال مجـ.زرة جديدة في منطقة المواصي -التي وصفتها سابقا بأنها آمنة- غرب مدينة خان يونس، في حين اتهمت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إسرائيل بانتهاك جميع قواعد الحرب في غزة.
وأكد المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني في منشور على موقع إكس "لكل الحروب قواعد، إلا أنه تم انتهاك جميع هذه القواعد في غزة، الهجمات على المدارس والمستشفيات باتت أمرا شائعا، ولا ينبغي للعالم التعود على ذلك".
كما واصلت قوات الاحتلال استهداف مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمالي القطاع، وقال محاصرون من الطواقم الطبية والمرضى في المستشفى إنهم "معرضون لخطر الموت جوعا بعد نفاد كل مقومات الحياة الأساسية".
وأوضح المحاصرون أنهم غارقون في الظلام، بسبب قصف الاحتلال لمولدات الكهرباء، ولا يعرفون بعضهم بعضا إلا بأصواتهم، كما أكدوا وجود عدد من الشهداء لا يستطيع أحد دفنهم منذ السبت الماضي خشية القصف المستمر.
من جهتها، أكدت منظمة أوكسفام غير الحكومية أن 12 شاحنة مساعدات إنسانية فقط وزعت الغذاء والماء في شمال غزة خلال شهرين ونصف الشهر، محذرة بشدة من تدهور الوضع الإنساني هناك.
وشددت المنظمة على أن الجيش الإسرائيلي يعرقل بشكل ممنهج "إيصال المساعدات إلى المدنيين الفلسطينيين الذين يتضورون جوعا".
وينفذ جيش الاحتلال ما تعرف باسم خطة الجنرالات التي تهدف لتهجير أهالي شمال القطاع، ومحاصرتهم بالجوع، ومنع عودة المهجرين إلى ديارهم.
في غضون ذلك، أصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء إلى سكان منطقة الشجاعية وطالبهم بالانتقال لغرب مدينة غزة.
في الأثناء، قالت كتائب القسام إن "مجاهديها تمكنوا في عملية أمنية معقدة من طعن وقتل 3 جنود صهاينة كانوا في مهمة حماية مبنى تحصنت به قوة صهيونية بمشروع بيت لاهيا شمال غزة".
وأضافت القسام أن مقاتليها اقتحموا المنزل وأجهزوا على كافة أفراد القوة الإسرائيلية من مسافة الصفر واغتنموا أسلحتهم وأخرجوا عددا من المواطنين الذين احتجزهم الاحتلال داخل المنزل.
وفي القدس المحتلة، زعمت إذاعة جيش الاحتلال إن "الشرطة أطلقت النار على شاب فلسطيني حاول تنفيذ عملية طعن قرب حاجز حزما شمال القدس دون وقوع ضحايا".
وأكدت أن قوات الأمن أغلقت الطرق المحيطة بموقع عملية الطعن قرب حاجز حزما بالقدس المحتلة.