كيف يمكن أن ترد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
أطلقت إيران طائرات مُسيَّرة متفجرة وصواريخ على إسرائيل، في وقت متأخر من مساء أمس (السبت)، في أول هجوم مباشر تشنه على إسرائيل.
وجاء الهجوم رداً على ضربة يشتبه بأنها إسرائيلية، استهدفت القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية، في الأول من أبريل (نيسان)، وأسفرت عن مقتل سبعة من «الحرس الثوري».
وحذَّرت إيران اليوم (الأحد) إسرائيل من أنها ستتعرض لهجمات أكبر إذا ردت على الهجوم الذي شنته خلال الليل، مضيفة أن القواعد الأميركية ستُستهدف أيضاً إذا دعمت واشنطن أي عمل عسكري إسرائيلي ضد إيران.
فكيف يمكن أن ترد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟
ذكر تقرير نشرته صحيفة «التلغراف» البريطانية، أن تحركات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التالية ستتوقف قبل كل شيء على مدى الضرر الذي أحدثه هجوم ليلة السبت، وعلى مدى أهمية المواقع التي استهدفتها إيران.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، في بيان «إحباط» الهجوم، مؤكداً اعتراض «99 في المائة» من الطائرات المُسيَّرة والصواريخ التي أُطلقت، بمساعدة حلفاء تتقدمهم الولايات المتحدة، ومشيراً إلى وقوع أضرار «طفيفة» في قاعدة نوفاطيم العسكرية، من دون أن تؤدي إلى تعطيل عملها.
ولفت تقرير «التلغراف» إلى أن ضرب عدد قليل من الأهداف العسكرية ربما سمح لإيران بالشعور بأنها «حققت هدفها في إخافة إسرائيل، دون إغراق المنطقة بأكملها في الحرب».
وقد تكون مثل هذه النتيجة ضمن السيناريوهات التي توقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حدوثها، كنتيجة لشن الهجوم على القنصلية في دمشق، قبل أن يوافق عليه، ومن ثم فإنه قد لا يفكر في أي رد عليها.
وقالت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة، في بيان لها، إنه يمكن بعد الضربة على إسرائيل «اعتبار الأمر منتهياً».
رد قوي
ومن جانب آخر، هناك توقعات بأن إسرائيل قد تقوم بالرد على الهجوم الإيراني.
ونقلت القناة «12» التلفزيونية الإسرائيلية، عن مسؤول إسرائيلي كبير لم تذكر اسمه، أن إسرائيل تعتزم توجيه «رد قوي» على «الهجمات الإيرانية غير المسبوقة».
وتوقع تقرير «التلغراف» أن نتنياهو قد يطلق رداً مماثلاً، تنفذ فيه إسرائيل غارات جوية على أهداف في إيران، على غرار تلك التي تم استهدافها في الهجوم الأخير، مثل القواعد العسكرية أو المباني الحكومية.
ومن الخيارات الواضحة الأخرى للانتقام الإسرائيلي، شن ضربات جوية على مقرات «الحرس الثوري» الإيراني أو قواعده.
ويقول بعض المحللين إن هذه الجولة من الهجمات المتبادلة قد تستمر بضعة أيام أو أسابيع. وفي مرحلة ما، قد يوقف الجانبان الهجمات، مع شعور كل منهما بأنه قد اتخذ الموقف المناسب.
ولكن إذا تصاعدت الأمور، فسوف يظل هناك احتمال لاندلاع حرب واسعة النطاق بين إيران وإسرائيل، وفقاً للمحللين.
وقد تستغل إسرائيل الهجوم الأخير لتدمير برنامج الأسلحة النووية الإيراني الذي تعمل منذ سنوات على تفكيكه، عبر ضربات سرية.
هل تريد إيران حقاً أن تخوض حرباً مع إسرائيل؟
هناك بضعة أسباب للشك في هذا الأمر.
ويقول الخبراء إن إيران لن تكون مستعدة عسكرياً للحرب، كما أنها تخضع بالفعل لعقوبات غربية معوقة. هناك أيضاً معارضة داخلية هائلة للنظام الإيراني، كما ظهر في حركة الاحتجاج الهائلة عام 2022.
لكن هذا الهجوم انطلق مباشرة من الأراضي الإيرانية، وهذا لا يتناسب مع نمط سلوك طهران السابق؛ حيث شنت هجمات سرية على إسرائيل، أو اعتمدت على وكلاء إقليميين لتنفيذ أوامرها.
وهذا يعني أن إسرائيل والغرب أصبحا الآن في منطقة مجهولة وخطيرة، وفقاً للمحللين.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: الهجوم الأخير على إيران أصاب جزءا من برنامجها النووي
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، إن الهجوم الجوي الذي شنته إسرائيل على إيران الشهر الماضي استهدف أحد مكونات برنامجها النووي، وأثر سلبا على قدراتها في مجالي الدفاع وإنتاج الصواريخ.
وأضاف نتنياهو في كلمة أمام الكنيست "هذا ليس سرا. هناك مكون محدد في برنامجهم النووي أصيب في هذا الهجوم".
ولم يحدد رئيس الوزراء الإسرائيلي ذلك المكوّن، غير أنه أضاف أن طريق إيران لتصنيع سلاح نووي لم يقفل بذلك.
وقدم نتنياهو في خطابه تفاصيل مختصرة عما استهدفته إسرائيل، قائلا إن ضربة إسرائيل على إيران في أبريل/نيسان كانت محدودة، ودمرت واحدة من أصل أربع بطاريات دفاع صاروخي جوي سطح جو من طراز إس-300 من روسيا في محيط العاصمة طهران.
أما عن ضربة الشهر الماضي، فقال نتنياهو إن إسرائيل دمرت خلالها البطاريات الثلاث الباقية من ذلك الطراز، وألحقت أضرارا جسيمة بقدرات إيران على إنتاج الصواريخ الباليستية، وقدرتها على إنتاج الوقود الصلب المستخدم في النوع البعيد المدى من هذه الصواريخ.
ونفذت مقاتلات إسرائيلية في 26 أكتوبر/تشرين الأول موجات من الهجمات على أهداف عسكرية إيرانية بعد بضعة أسابيع من إطلاق إيران وابلا من الصواريخ شمل نحو مئتي صاروخ باليستي صوب إسرائيل.
وجاء ذلك الاستهداف بعد تبادل سابق للهجمات المباشرة وقع في أبريل/نيسان.