كريمة أبو العينين تكتب: الهاسبارا
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
مصطلح بالعبرى استوقفنى كثيرا فبحثت عن معناه فوجدته يعنى عقيدة صناعة الكذب . لم أندهش من معناها بالعبرى فمعروف عن كل ماهو عبرى البراعة فى الكذب والتشويه والتكذيب والتحريض والتاريخ خير شاهد على ذلك . هذا المصطلح موجود فى الفكر الصهيونى قبل اعلان دولتهم المشؤمه عام ١٩٤٨.
هذا المسمى أخرجه الى الوجود الاسرائيلى ناحوم سيلوكوف أحد أعضاء الحركة الصهيونية العالمية حينذاك وقبل ولادة الدولة الاسرائيلية .
واستطاعت هذه العقيدة ان تنتشر وتمارس دورها بكفاءة فى كافة الأوقات بصفة عامة وفى الازمات والحروب بصفة خاصة .بل ان الهاسبارا صارت سلاحا مهما ورئيسيا للسيطرة على الرأى العام فى كل مكان وزمان .وتجلت ذروة هذه الهاسبارا عقب اجتياح قوات الاحتلال الاسرائيلى لبنان عام ١٩٨٢ وارتكاب مجازر صبرا وشاتيلا .
فقد تبنى الاحتلال عقيدة صناعة الكذب حينها لتبيض وجه اسرائيل حول ماارتكبته من مجازر فى صابرا وشاتيلا .وعملت كافة وسائل الاعلام الاسرائيلية والداعمة لها فى كافة المحافل وروح القائمون على الهاسبارا مزاعم ان الصراع فى فلسطين لايتعلق بالارض بل يتمحور على كراهية الاسرائليون لانهم يهود . ولعبت الصهيونية العالمية دورا مهما فى دعم الهاسبارا ومدها بكل ماتحتاجه من أموال ومعدات ورجال حتى يقوموا بمهتمهم على أكمل وجه .
هذا الدعم المتباهى جعل الهاسبارا تتفوق على نفسها من حيث التكوين بصفة رئيسية فجعلها تنتقى المنتمين لها ليكونوا من وكالات حكومية عالمية وغير حكومية ايضا ، كما انها تضم مراكز بحوث لمد القائمين على هذه العقيدة بكافة المعلومات والدراسات الداعمة لهم فى مهامهم الشيطانية .وتضم الهاسبارا ايضا فى تكوينها اقساما فى مكتب رئيس الوزراء بصفة اساسية واخرين فى وزارات اخرى على راسها وزارة الخارجية والسياحة والوكالة اليهودية.
وتتولى حكومة الاحتلال الدعم المالى للهاسبارا بدعم ضخم من افراد ومنظمات عالمية .ومع التطور الرقمى تمددت الهاسبارا أكثر وأكثر وجذبت الاف من الطلاب فى مختلف انحاء العالم وفى الولايات المتحدة الامريكية بصفة أولية لنشر أفكار الهاسبارا والدفاع عن الكيان المحتل وتبيض وجهه وإظهاره دوما بمظهر المضطهد المحاط بالشريرين الذين يعدون العدة لمهاجمته وانتزاع أمنه وأمانه .الهاسبارا لم تبخل بالمال من اجل دعمها والبحث عمن يقومون بهذا الدور ودفعت لهم الملايين ليعملوا بجد وكفاءة .
وواصلت عقيدة صناعة الكذب عملها فى ظل التقدم التكنولوجى الكبير فقامت بانشاء منصات لها على وسائل التواصل الاجتماعى تعمل ليل نهار على بواسطة شباب أكفاء جندتهم للعمل على ترويج ادعاءات الكيان المحتل وبأنه يدافع عن نفسهم ممن يريدون التهامه والقضاء على سنوات من العمل المتواصل لبناء دولة إسرائيل وتحقيق حلم أرض الميعاد الممتدة من النهر الى البحر .الهاسبارا كانت حريصة على التواصل عبر سلسلة من الشباب المدرب جيدا على ارسال المزاعم الاسرائيلية بكافة اللغات بل واللهجات ولكل المعتقدات والاديان .
الهاسبارا لاتتوانى عن صنع أى شىء من أجل دعم دولة الاحتلال ومفاهيمها ومن اجل ذلك انشأت منصة لها على منصة تويتر سابقا إكس حاليا بعدة لغات وحظيت بمشاهدات تخطت الملايين وكلها تقول للعالم أجمع بأنهم يعيشون فى سلام وان الاخرين هم من يهاجمونهم ويروعون أمنهم ويحاولون اغتصاب حقوقهم التاريخية والدينية . عقيدة صناعة الكذب تسعى فى هذه الآونة بمواجهة الرفض العالمى لما تفعله اسرائيل فى غزة من مجازر وابادة جماعية وتجويع وتشريد وتنكيل . عقيدة صناعة الكذب نجحت فيما فشل فيه أصحاب العقيدة الربانية وأصحاب المبادىء السماوية والسنة النبوية فى الوقوف صفا أمام قوى الطغيان والظلم ومناصرة الاخ وحمايته والدفاع عنه . فهل نحن بحاجة لعقيدة صناعة الأمل لمواجهة الهاسبارا ومحو عقيدة صناعة الكذب !!
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
نسرين حجاج تكتب: المواطنة والوعي: درع مصر
انعقد برنامج "استراتيجية تنمية القيادة الوطنية" بتنظيم من إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة بالتعاون مع المجلس الوطني للتدريب والتعليم، على مدار أربعة أيام من 15 إلى 18 ديسمبر 2024، في مسرح الجلاء للقوات المسلحة.
تضمن البرنامج ثمانية مواضيع، بواقع محاضرتين يوميًا، افتتح الفعاليات اللواء أ.ح دكتور طارق محمد هلال، مدير إدارة الشؤون المعنوية، مشيرًا إلى أهمية الوعي المجتمعي ومحاربة الشائعات والبناء نحو المستقبل، موضحًا المخاطر التي تواجه الدولة المصرية على الصعيدين الدولي والإقليمي ، وقام اللواء أ.ح هشام الهناوي، مشرف البرنامج، بعرض الموضوعات التي يتناولها البرنامج والهدف منها، حيث ركز البرنامج على:
تشكيل وعي مجتمعي لصيانة الأمن القومي المصري، حيث أن المعلومات تبني القرارات، ودعم ركائز الأمن القومي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ضمن رؤية مصر الاستراتيجية في الجمهورية الجديدة.
محتوى ومواضيع الدورة:
1.الموضوع الأول: "لماذا مصر؟" - اللواء أ.ح دكتور سمير فرج، مدير الشؤون المعنوية ومحافظ الأقصر الأسبق، حيث ناقش أهمية مصر الاستراتيجية وموقعها الجغرافي الذي يجعلها محورًا للتفاعلات الإقليمية والدولية. تطرق إلى تاريخ مصر العريق ودورها المحوري في المنطقة.
2. الموضوع الثاني: "ما يشهده العالم من متغيرات" - أ.د نورهان الشيخ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، التي تناولت التحديات العالمية مثل التغيرات المناخية، والتحولات الاقتصادية، وتأثير التكنولوجيا على السياسة العالمية. أكدت على أهمية التكيف مع هذه المتغيرات لضمان استقرار الدول.
3. الموضوع الثالث: "الدبلوماسية المصرية تجاه القضايا المعاصرة" - السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق ورئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، موضحًا دور مصر في الساحة الدولية وكيفية تعاملها مع القضايا الإقليمية والدولية. تحدث عن أهمية الدبلوماسية في تعزيز مكانة مصر الدولية.
4. الموضوع الرابع: "التحديات الاقتصادية الخارجية" - أ.د عبدالفتاح الجبالي، الاقتصادي ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي، الذي ناقش التحديات الاقتصادية التي تواجه مصر، مثل العولمة وتأثيرها على الاقتصاد المحلي، وسبل تعزيز الاقتصاد الوطني. أشار إلى أهمية الابتكار والاستثمار في التكنولوجيا لتعزيز النمو الاقتصادي.
5. الموضوع الخامس: "النمط القيادي في تعزيز الأمن القومي" - اللواء أ.ح دكتور أسامة الجمال، مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات الاستراتيجية، حيث تناول أهمية القيادة في تعزيز الأمن القومي وكيفية تطوير القيادات الوطنية. أكد على دور القيادة في توجيه الجهود نحو تحقيق الأهداف الوطنية.
6. الموضوع السادس: "التوعية بالفكر الصحيح والتعامل مع الفكر المتطرف" - المقدم أحمد عويس، مستشار بمعهد الدراسات للعلوم المخابراتية والأمنية، الذي قدم استراتيجيات لمواجهة الفكر المتطرف وتعزيز الفكر المعتدل. شدد على أهمية التعليم والتوعية في مكافحة التطرف.
7. الموضوع السابع: "تشكيل الوعي المجتمعي" - الكاتبة الصحفية نشوى الحوفي، مدير النشر بدار نهضة مصر، التي تناولت دور الإعلام والثقافة في تشكيل الوعي المجتمعي وأهمية الوعي في بناء مجتمع قوي ومتماسك. تحدثت عن دور الإعلام في نقل الحقائق ومواجهة الشائعات.
8. الموضوع الثامن: "الجمهورية الجديدة وبناء المستقبل"، اللواء أ.ح هشام الهناوي، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة حيث استعرض محاور بناء الجمهورية الجديدة (السياسية، الاقتصادية، المشروعات القومية، الاجتماعية، الرقمية، العسكرية، والأمنية) وكيفية تحقيق التنمية المستدامة. أكد على أهمية التخطيط الاستراتيجي لتحقيق الأهداف الوطنية لبناء دولة قوية ومستقرة تُبنى بأيدي شبابها الوطني في ظل التحديات الحالية.
التجربة الشخصية والانطباع العام:
ككاتبة صحفية، كانت هذه الدورة فرصة لا تُقدر بثمن لتعزيز فهمي للأمن القومي وأهميته. زاد وعيي الاقتصادي والسياسي والأمني تجاه التحديات التي تواجه مصر. كان التنظيم والمواعيد ممتازين، مما أتاح لي التفاعل مع نماذج وطنية من مختلف الوزارات والهيئات، بما في ذلك مشاركة ذوي الهمم، مما عزز شعوري بالانتماء.
استمتعت بمشاركة الحضور من مختلف المناطق، مثل الصعيد وبحري وسيناء، حيث كانت مشاركتهم فعالة في المناقشات. إحدى الزميلات من سيناء شاركت تجربتها خلال الحرب على الإرهاب، حيث كانت تتحرك للعمل هي وزملاؤها بمرافقة دبابة لحمايتهم من خطر الإرهاب والمتفجرات، مما أضاف بعدًا إنسانيًا للمحاضرات وأبرز التضحيات التي يقدمها الجيش لحماية المواطنين. كانت قصتها مؤثرة، حيث تحدثت عن شجاعة زملائها وإصرارهم على مواصلة العمل رغم المخاطر، مما يعكس الروح الوطنية العالية.
تعلمت أن الأمن القومي يشمل جوانب داخلية واقتصادية واجتماعية وعسكرية، وأنه ظاهرة ديناميكية تتطور باستمرار. مشروع "حياة كريمة" هو جزء من الأمن القومي، ويعكس أهمية التنمية الشاملة. كما أن مشروع "حياة كريمة الأفريقي" يعزز من دور مصر في القارة، حيث يهدف إلى تحسين جودة الحياة في المجتمعات الأفريقية وتعزيز التعاون الإقليمي.
أثرت الدورة في شغفي بالعلوم العسكرية، وسأبدأ في اقتناء كتب في هذا المجال. كما تابعت الاستراتيجية القومية للتنمية العمرانية، التي تهدف إلى تنمية مصر حتى عام 2052، حيث "بناء الحجر يأتي لاحتواء البشر". تم التخطيط لهذه الاستراتيجية منذ 2009 حتى 2012، وتنفذ على عدة مراحل، حيث تهدف إلى إنشاء 21 مدينة جديدة وتوفير 4 ملايين فرصة عمل من خلال مبادرة "ابدأ". هذه المبادرات تعكس رؤية مصر الطموحة نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
من أبرز ما شاهدناه كان فيديو على شبكة نتفلكس بعنوان "الاختراق الضخم" (The Great Hack)، الذي يعرض مؤامرة كبيرة، وأوصي بمشاهدته. يسلط الفيديو الضوء على أهمية الوعي الرقمي وكيفية حماية البيانات الشخصية في عصر التكنولوجيا.
تعرفت أيضًا على تاريخ العواصم المصرية، حيث تغيرت العاصمة عدة مرات، مثل جرجا، ومنف، وطيبة، والفسطاط، والإسكندرية، والقاهرة. هذا التاريخ يعكس ديناميكية مصر وقدرتها على التكيف مع التغيرات.
أحد المشاريع التي أثارت اهتمامي هو مركز البيانات والحوسبة السحابية، الذي يمثل خطوة مهمة نحو المستقبل الرقمي. يهدف المركز إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة في تحليل البيانات الحكومية وتوطين استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع الحكومي، مما يعزز من كفاءة الخدمات ويتيح فرصًا استثمارية ضخمة. هذا المشروع يعكس التزام مصر بتبني التكنولوجيا الحديثة لتعزيز التنمية.
أشعر بالفخر لأن مصر لا تسمح بوجود قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها، مما يعكس سيادتها واستقلالها العسكري. تحيا مصر برجالها وشعبها، فجيشها شعب وشعبها جيش. هذه الدورة جعلتني أكثر وعيًا بأهمية الأمن القومي ودور كل فرد في الحفاظ عليه، وأكدت لي أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل أفضل.
في ختام هذا المقال، أود أن أستشهد بآية قرآنية تعبر عن أهمية العمل الجماعي والتعاون لتحقيق الأهداف السامية، وهي قوله تعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (سورة المائدة: 2).
هذه الآية تلهمنا جميعًا للعمل معًا من أجل بناء مستقبل أفضل لمصر، حيث يتطلب الأمن القومي والتنمية المستدامة جهودًا مشتركة وتعاونًا مستمرًا بين جميع أفراد المجتمع.