صدى البلد:
2024-07-03@17:10:28 GMT

منى أحمد تكتب: غزة على صفيح ساخن

تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT

طوفان الأقصى المذل والمهين لإسرائيل ,رغم تجاوزعدد الضحايا الفلسطينيين لرقم الـ 100 ألف بين شهيد وجريح تبعات 7 أكتوبر، لم تتوقف محاولات التوسط لوقف إطلاق النار ومع كل جولة جديدة يلتقي خلالها الوسطاء وأطراف النزاع، يتكرر السؤال عن فرص كل جولة في تحقيق الهدف والتوصل إلى اتفاق.

وتبذل القاهرة مساعي كبيرة لحقن دماء الشعب الفلسطيني الأعزل، لكن تباين مواقف الحليف الأكبربين مزدوجين، فمن جانب هناك دعم لا محدود للكيان الصهيوني وهو من ثوابت أيديولوجيات السياسة الأمريكية.

ومن جانب آخر فمع إطالة أمد الحرب وقتل آلاف الفلسطينيين، وترك مئات الآلاف من الجرحى دون علاج وتشريد مثلهم، نزع غطاء الشرعية عن الحرب العادلة الذي تتدعيه إسرائيل، ليحرج الإدارة الأمريكية أمام الرأي العام الداخلي، في ظل انتخابات أمريكية مرتقبة في نهاية خريف 2024، وجاء سوء إدارة ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليلقي بظلاله القاتمة ويضعف مكانة الرئيس جو بايدن أمام غريمه الجمهوري دونالد ترامب الذي لن يكون أفضل حالا في التعاطي مع مجريات الأحداث على الأرض .

وتريد واشنطن وضع حد للحرب في غزة للحفاظ علي نفوذها في المنطقة من جانب ،وعدم تطور الصراع الي حرب اقليمية من ناحية أخري والذي بدأت بودراه تلوح في الأفق ،في الوعد بتحقيق الرغبة الإسرائيلية بالقضاء علي حماس وقياداته في مرحلة لاحقة.

ومن هذا المنطلق تم إيفاد رئيس المخابرات المركزية الأمريكية، ليعطي دفعة للتفاوض بين حماس وإسرائيل لتهيئة الفرصة لهدنة إنسانية، رغم وقوف واشنطن عقبة أمام أي مشروع لوقف اطلاق النار في مجلس الأمن، لكنها الرغبة في إنقاذ سمعتها وتحسين صورة الإدارة الأمريكية قبل الانتخابات الرئاسية.

أبرز ما نص عليه المقترح الأمريكي الذي رفضته حماس، وقف مؤقت لإطلاق النار لستة أسابيع، وإطلاق سراح 900 فلسطيني معتقل منهم 100 من المحكوم عليهم بالسجن مدي الحياة، مقابل 40 رهينة إسرائيلية محتجزين في غزة. 

وأبدى كل من الجانيبن الفلسطيني والإسرائيلي تحفظات علي المقترحات الأمريكية، تمثلت في الوقف المؤقت، فحركة حماس تريد وقفا مستداما للحرب، نقطة الخلاف الثانية كانت تحديد أسماء الرهائن الـ 40 الذين ستفرج عنهم حماس وهل هم من الأحياء أم الأموات، حماس ترغب في وقف إطلاق نار لحصر الرهائن المحتجزين في مناطق عدة، وهذا يتطلب بعض الوقت ، وأن كان يرجعه البعض لعدم وجود هذا العدد بين الأحياء لدي حماس. 

النقطة الخلافية الأخري هي رغبة اسرائيل والمفاوض الأمريكي في أن يكون من بين ال40المفرج عنهم عسكريين،وهو ما ترفضه حماس فالعسكريين لهم حسابات أخري لدي المقاومة الفلسطنية للتفاوض عليهم في مرحلة لاحقة، مقابل خروج جميع المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاسرائيلية.

أحد نقاط الخلاف الهامة تحديد أسماء الفلسطينيين المفرج عنهم ،فهناك بعض الأسماء التي ترغب المقاومة في الإفراج عنهم وهو ما ترفضه إسرائيل ويعارضه الرأي العام الإسرائيلي. 

أحد المطالب الهامة لحماس هوعودة الفلسطينيين العالقين إلي منازلهم، والذي وضعت له إسرائيل شروطا قاسية، منها الخضوع للفحص الدقيق وهو ما تعتبره حماس ذريعة لاعتقال الآلاف دون وجه حق، فمن ناحية يفرجون عن الأسري بموجب الاتفاق الأمريكي، ومن ناحية يضعون آخرين بدلا منهم بموجب الفحص الدقيق. 

الوضع المتازم لاينذر بحلول وشيكة،فاسرائيل مع دخول عدوانها شهره السادس ،فشلت في تحقيق النصر، أوتحرير أي أسيرمختطف لدي الجانب الحمساوي،ولاتزال تبحث حكومة نتنياهو عن صورة المنتصر،ولن يتحقق هذا إلا باجتياح رفح آخر تحصينات حركة حماس.

وحماس يصعب عليها تقديم تنازلات، في ظل تمسكها بوقف دائم لاطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة،وعودة النازحين إلي الشمال دون قيود ،والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية والأفراج عن المعتقلين الفلسطينيين مقابل تحرير الأسري، وهي الورقة الرابحة لديها في ظل صمود ميداني وخسائر يومية تكبدها للجيش الأسرائيلي.

عدم جدية الضغط الدولي علي أسرائيل يحول دون إنهاء الحرب علي الشعب الفلسطيني في غزة، رغم تصريحات قادة أوربا المنددة بوحشية الاحتلال الإسرائيلي أمام المجازر المرتكبة في حق النساء والاطفال والمدنيين العزل ،والتي صدرت لتجميل الصورة أمام شعوبهم المنتفضة للأنسانية المهدرة بقطاع غزة.

ولا توجد معطيات توحي بنتائج إيجابية  لجزلات المفاوضات والتي اصبحت تدور في حلقة مفرغة بين مطالب حمساوية  لن تتحقق وتعنت وصلف حكومة تل أبيب.

وقف العدوان علي غزة لن يتأتي إلا بالصمود الفلسطيني ,ويتوقف مشهد تحقيق الانتصار الأسرائيلي علي قوة  المقاومة,وتبقي  كلمة الفصل لصاحب النفس الأطول , وكلما أستطاعت المقاومة الوصول بقوات الأحتلال لمرحلة الأنهاك والأحراج الدولي أمام العجز في تحقيق الأهداف، استطاعت أن تحول المحنة الفلسطينية إلي منحة لتسويات سلمية.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

نزوح آلاف الفلسطينيين وسط قصف إسرائيلي لمناطق بجنوب غزة

عواصم - رويترز

قال مسؤولون بقطاع الصحة اليوم الثلاثاء إن ثمانية فلسطينيين قتلوا وأصيب العشرات عندما قصفت قوات إسرائيلية عدة مناطق في خان يونس ورفح بجنوب قطاع غزة وسط نزوح الآلاف تحت وطأة النيران.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أمر سكان عدة بلدات وقرى شرق خان يونس بإخلاء منازلهم أمس الاثنين قبل عودة الدبابات إلى المنطقة التي انسحب منها الجيش قبل أسابيع.

وقال سكان ووسائل إعلام تابعة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن الآلاف ممن لم يستجيبوا لهذا الأمر اضطروا إلى الفرار من منازلهم تحت جنح الظلام عندما قصفت الدبابات والطائرات الإسرائيلية القرارة وعبسان ومناطق أخرى وردت أسماؤها في أوامر الإخلاء.

وتساءل تامر، وهو رجل أعمال يبلغ من العمر 55 عاما نزح ست مرات منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، "وين نروح؟"

وقال لرويترز عبر تطبيق للتراسل "كل مرة الناس بترجع لبيوتها، وبتحاول تعيد بناء حياتها ولو فوق أنقاض بيوتهم، بيرجع الاحتلال بالدبابات بيدمر اللي بقي من هاي البيوت والأماكن".

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته قصفت مناطق في خان يونس أُطلق منها نحو 20 صاروخا أمس الاثنين. وأضاف أن الأهداف تضمنت منشآت لتخزين الأسلحة ومراكز للعمليات.

وذكر الجيش أنه اتخذ إجراءات قبل الضربات لضمان عدم تعرض المدنيين للأذى من خلال إتاحة فرصة لهم للمغادرة، في إشارة إلى أوامر الإخلاء. واتهم الجيش حماس باستخدام البنية التحتية المدنية والسكان دروعا بشرية لكن الحركة تنفي ذلك.

وقالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي المتحالفة مع حماس إن مقاتليها أطلقوا صواريخ باتجاه عدة مستوطنات إسرائيلية قرب السياج الحدودي مع غزة ردا على "جرائم العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا الفلسطيني".

واشتعل فتيل الحرب عندما اقتحم مقاتلون بقيادة حماس جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول في هجوم مباغت أسفر وفقا للإحصائيات الإسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز حوالي 250 رهينة بينهم مدنيون وعسكريون واقتيادهم لغزة.

وأسفر الهجوم الجوي والبري والبحري الإسرائيلي المضاد عن مقتل نحو 38 ألف فلسطيني حتى الآن وفقا لوزارة الصحة في غزة، كما تسبب في دمار واسع بالقطاع الساحلي المكتظ بالسكان.

ولا تفرّق إحصائيات وزارة الصحة في غزة بين المقاتلين وغير المقاتلين، لكن المسؤولين يقولون إن معظم القتلى من المدنيين. وتقول إسرائيل إن 317 من جنودها قتلوا في غزة وإن ثلث القتلى الفلسطينيين على الأقل من المسلحين.

*الفصل الأخير في رفح

قال شهود ومسعفون إنه يوجد ضمن المناطق الخاضعة لأوامر الإخلاء مستشفى غزة الأوروبي الذي يخدم خان يونس ورفح، وإن المسؤولين الطبيين مضطرون إلى إجلاء المرضى والعائلات الذين لجأوا إلى المستشفى.

واتجه بعض السكان غربا نحو منطقة المواصي القريبة من الشاطئ والمكتظة بخيام النازحين. ونام البعض في الشوارع لأنهم لم يتمكنوا من العثور على مأوى.

وسبق أن أشارت إسرائيل إلى أن عمليتها في رفح، الواقعة جنوب قطاع غزة والمتاخمة للحدود مع مصر، تقترب من نهايتها. وتقول إسرائيل إن توسيع عملياتها العسكرية لرفح كان الهدف منه القضاء على عدد من مسلحي حماس الذين يعتقد أنهم يختبئون في المدينة.

وقال مسؤولوها إنه بعد انتهاء المرحلة المكثفة من الحرب ستركز القوات على عمليات أصغر نطاقا تهدف إلى منع حماس من إعادة ترتيب صفوفها.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تقترب من هدفها المتمثل في تدمير القدرات العسكرية لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007. وأضاف أن العمليات الأقل كثافة ستستمر.

وأضاف "إننا نتقدم نحو نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس الإرهابي، وسنستمر في ضرب فلوله".

وتواصل حركتا حماس والجهاد الإسلامي شن هجمات على القوات الإسرائيلية الموجودة في قطاع غزة وتطلقان الصواريخ من وقت لآخر على إسرائيل في استعراض للقوة. وتقول حماس إن نتنياهو فشل في تحقيق أهداف الحرب وإن الحركة مستعدة للقتال لسنوات.

وتعثرت جهود مصرية وقطرية، تدعمها الولايات المتحدة، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وتقول حماس إن أي اتفاق يجب أن يفضي إلى إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة. وتقول إسرائيل إنها ستوافق فقط على وقف مؤقت للقتال حتى يتسنى لها القضاء على حماس.

مقالات مشابهة

  • عدن على صفيح ساخن: قائد مكافحة الإرهاب ينفي التورط في الإفراج عن متهم الجعدني
  • ممثل حركة حماس يزور معرض الفن التشكيلي “نقطة” لنصرة فلسطين بصنعاء
  • حماس: عملية الجليل رد طبيعي على جرائم الاحتلال
  • حماس: من يقرر مستقبل غزة بعد الحرب هو الشعب الفلسطيني
  • مباراة على "صفيح ساخن" بين تركيا والنمسا في "يورو 2024".. التشكيلة الأساسية والقنوات الناقلة
  • نزوح آلاف الفلسطينيين وسط قصف إسرائيلي لمناطق بجنوب غزة
  • بزعم مساعدة حماس.. مستوطنون يقاضون 3 دول أمام الفيدرالية الأمريكية
  • حماس فكرة أم حقيقة صلبة على الأرض؟
  • نادي الأسير الفلسطيني: الاحتلال حول السجون الإسرائيلية إلى معازل تفتقر لكل مقومات الحياة
  • فصائل المقاومة ترد على دعوة “بن غفير” لإعدام الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال