انتقادات حقوقية لتشديد الاتحاد الأوروبي القيود على اللاجئين
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
أثارت التعديلات على سياسة الهجرة واللجوء التي اعتمدها البرلمان الأوروبي انتقادات حقوقية واسعة، حيث اعتبرت منظمات تُعنى في حقوق الإنسان، أن التعديلات التي تبناها التكتل الأوروبي من شأنها تصعيب حصول اللاجئين على الحماية.
ومن أبرز التعديلات التي أثارت الجدل إمكانية احتجاز طالبي اللجوء أثناء عملية فحص طلباتهم، وتطبيق الترحيل السريع على أولئك الذين لا يسمح لهم بالبقاء.
وتُسرع التعديلات دراسة طلبات لجوء الأشخاص الوافدين من دول يبلغ مستوى رفض مواطنيها حين يتقدمون بطلبات لجوء في الاتحاد الأوروبي معدل 80 في المئة على الأقل مثل المغرب وتونس، وكذلك طلبات الذين تعد فرص حصولهم على الحماية أقل.
ومن المرتقب كذلك، أن يتم إنشاء مراكز جديدة على حدود الاتحاد الأوروبي الخارجية (البرية والبحرية والجوية) بهدف تبسيط وتسريع عملية البت في طلبات اللجوء، في المقابل ستعمل هذه المراكز على إعادة المهاجرين الذين يتم رفض طلباتهم بسرعة أكبر.
وعن الإقامة تُجير التعديلات احتجاز المهاجرين في تلك المراكز، مع إمكانية اتخاذ إجراءات بديلة مثل فرض الإقامة المنزلية مع قيود معينة.
والتعديل الأكثر جدلاً، هو رفض طلبات اللجوء في حال وصول المهاجر إلى الاتحاد الأوروبي عبر دولة تعتبر آمنة، مثل تركيا.
انتقادات حقوقية
وانتقدت منظمات حقوقية من ضمنها "لجنة الإنقاذ الدولية" و"منظمة أوكسفام" في بيان التعديلات، معتبرة أن الاتفاق "يترك شروخاً مقلقة في نهج أوروبا تجاه اللجوء والهجرة، ويفشل في تقديم حلول مستدامة للأشخاص الذين يبحثون عن الأمان على حدود أوروبا".
وفي السياق ذاته، استهجن المحلل السياسي المطلع على السياسات الأوروبية أسامة بشير التعديلات، واصفاً إياها بـ"المخالفة لحقوق الإنسان".
وقال لـ"عربي21" إن "إنشاء مراكز على حدود التكتل الأوروبي لاحتجاز طالبي اللجوء، وإعادة من يتم رفض طلبه، يخالف بشكل صريح قوانين حقوق اللاجئين".
واعتبر بشير أن "من الصعب" تطبيق هذه التعديلات على الأرض، مرجعاً ذلك إلى "خطورة تطبيق التعديلات على سمعة الاتحاد الأوروبي، وخاصة أن هناك حالة من عدم التوافق على سياسات اللجوء، ففي حين تطالب بعض الدول الأوروبية المتوسطية مثل اليونان وإيطاليا بالتشدد في سياسة اللجوء، ترفض العديد من الدول المركزية ذلك".
وقال المحلل السياسي، في الغالب فإن هذه التعديلات ستبقى خارج الإجماع الأوروبي، لأن ذلك ينطوي على مخالفة كبيرة لقوانين وأنظمة العديد من الدول.
التخوف من موجات لجوء
من جانبه، فسر مدير "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" الحقوقي الدولي فضل عبد الغني التعديلات إلى تخوف الاتحاد الأوروبي من تصاعد موجات اللجوء، وخاصة في ظل حالة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والحرب على غزة، وإلى تصاعد اليمين الشعبي في بعض الدول الأوروبية.
وفي حديثه لـ"عربي21" قال إن بعض التعديلات أو الشروط على سياسة اللجوء تنتهك اتفاقيات حقوق اللاجئين، مضيفاً: "في المقابل لا تنتهك بعض التعديلات القوانين".
وأوضح أن التعديلات تنص على عدم قبول اللاجئين الذين وصلوا الاتحاد الأوروبي من دولة ثالثة (آمنة)، وقال: "على سبيل المثال هل سيتم رفض طلبات اللجوء الذين قدموا عبر تركيا التي تُصنف آمنة للاجئين، رغم أن تركيا تُعيد الآلاف من اللاجئين السوريين إلى بلادهم قسراً"، على حد تأكيده.
في المقابل، أشاد عبد الغني ببعض التعديلات التي تبحث في عدم استحقاق البعض للجوء، معتبراً أن "الاتحاد الأوروبي استفاد من تجارب اللجوء الطويلة، بحيث تقطع التعديلات الأخيرة الفرص على غير المستحقين، وخاصة أن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع استيعاب كل اللاجئين، وخاصة على سبيل المثال الذين يأتون من مناطق سيطرة النظام السوري، وهم من الموالين له".
وفي شباط/فبراير الماضي، أظهرت بيانات من وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء ارتفاع طلبات اللجوء في التكتل 18 في المئة إلى 1.14 مليون في 2023، وهو أعلى مستوى منذ أزمة المهاجرين في عامي 2015 و2016.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية اللجوء الاتحاد الأوروبي تركيا سوريا تركيا الاتحاد الأوروبي اللجوء المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاتحاد الأوروبی طلبات اللجوء
إقرأ أيضاً:
مصر.. كيف يؤثر “مشروع القانون الجديد” على اللاجئين؟
أوضح الباحث المتخصص في دراسات الهجرة والسكان، أيمن زهري، لموقع “الحرة”، طبيعة مشروع القانون المقدم من الحكومة المصرية، الخاص بتنظيم وجود اللاجئين في البلاد، وأبرز بنوده، وذلك بعد أن وافق مجلس النواب عليه “من حيث المبدأ”، الأحد.
وقال زهري إن القانون “لم يصدر بعد”، لافتا إلى أنه جرت الموافقة على مشروع القانون من قبل لجنة الدفاع والأمن القومي واللجنة التشريعية في البرلمان.
وتابع: “بعد ذلك سيُعرض على اللجنة العامة للإقرار عليه”، معتبرا أن ذلك التشريع “مهم للغاية، فهو يصدر للمرة الأولى في مصر بالرغم من توقيع القاهرة لاتفاقية اللاجئين عام١٩٥١، ورغم تواجد المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في البلاد منذ سنة ١٩٥٤”.
وشدد زهري على أن مصر “تلتزم بالعديد من الاتفاقيات الدولية المتعلقة بتنظيم أوضاع اللاجئين، وأبرزها اتفاقيات الأمم المتحدة الخاصة بوضع اللاجئين، ومنظمة الوحدة الأفريقية، وبروتوكول تعدل الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين”.
كما ينص الدستور المصري في المادة رقم 91، على أن تمنح الدولة حق اللجوء السياسي لكل أجنبي اضطهد، بسبب الدفاع عن مصالح الشعوب، أو حقوق الإنسان، أو السلام، أو العدالة، مع حظر تسليم اللاجئين السياسيين.
أحد المراكز التعليمية السودانية في مصر
إغلاق مدارس مجتمعية سودانية في مصر.. وقلق على مستقبل الأطفال اللاجئين
يواجه عدد لا بأس به من الطلاب السودانيين في مصر مستقبلا غامضا مع بدء العام الدراسي الجديد في مصر، بعدما اتخذت الحكومة المصرية قرارات بإغلاق مدراس سودانية بسبب عدم التزامها بإجراءات الحصول على تصاريح عمل.
أبرز البنود
وأشار زهري إلى أن مميزات القانون الجديد تكمن في أنه “يعيد حقا من حقوق الدولة السيادية، وهو إتاحة تحديد صفة اللاجئ، والفصل في طلبات اللجوء، وهو حق كانت مصر قد تنازلت عنه في السابق للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين”.
ويضم مشروع قانون لجوء الأجانب المقدم من الحكومة المصرية للبرلمان، 39 مادة، أبرزها تشكيل لجنة دائمة لشؤون اللاجئين تتبع مجلس الوزراء، وتتولى جمع البيانات والإحصائيات الخاصة بأعداد اللاجئين، وكذلك الفصل في طلبات اللجوء.
وحدد القانون توقيتات للفصل في الطلب خلال 6 أشهر من تاريخ تقديمه، إذا كان طالب اللجوء قد دخل بطرق مشروعة.
وترتفع مدة الفصل إلى عام في حال دخوله بطريق غير قانونية، مع منح الأولوية لذوي الإعاقة والمسنين والحوامل والأطفال وضحايا الاتجار بالبشر والعنف الجنسي.
عقوبات صارمة
من جانبه، أوضح المحامي المعني بشؤون اللاجئين، أشرف روكسي، في تصريحات خاصة لموقع “الحرة”، أنه على الرغم من أن مشروع القانون الجديد له مميزات، على رأسها رفع بعض التحفظات الخاصة باتفاقية ١٩٥١ للاجئين، فإنه فرض عقوبات صارمة لضمان الالتزام بأحكامه.
وجاء في نص مشروع القانون، أن أي شخص يثبت أنه استخدم أو آوى طالب لجوء دون إخطار قسم الشرطة المختص، ستتم معاقبته بالحبس لمدة لا تقل عن 6 أشهر، وغرامة تتراوح بين 50 ألف جنيه و100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
عدد اللاجئين السوريين المسجلين في لبنان يصل لنحو 795 ألفا
“قيود جديدة”.. لبنان يحرم أطفال اللاجئين السوريين من حق التعليم
وسعت السلطات اللبنانية حملتها ضد اللاجئين السوريين لتطال أطفالهم، فوفقا لتقرير صدر قبل أيام عن منظمة “هيومن رايتس ووتش”، جاء فيه أن “السلطات المحلية والسياسيون في لبنان يحاولون فرض قيود تمييزية من شأنها أن تؤدي إلى حرمان عشرات آلاف الأطفال اللاجئين السوريين من حقهم في التعليم”، وتتضمن هذه القيود اشتراط حيازة إقامة صالحة كشرط للتسجيل في المدرسة.
وحظر مشروع القانون على اللاجئ القيام بأي نشاط من شأنه المساس بالأمن القومي أو النظام العام، ومباشرة أي عمل سياسي أو حزبي أو أي عمل داخل النقابات.
ومع هذا، منح مشروع القانون عدة حقوق للاجئ، أبرزها حظر تسليمه إلى الدولة التي يحمل جنسيتها، والحق في التقاضي والإعفاء من الرسوم القضائية، وكذلك الحق في التعليم الأساسي والحصول على رعاية صحية مناسبة.
وشملت حقوق اللاجئ أيضا، الحق في العمل لحسابه وتأسيس شركات أو الانضمام لشركات قائمة، وعدم تحميله أي ضرائب أو رسوم أو أعباء مالية أخرى، علاوة على منح اللاجئ حق التقدم للحصول على الجنسية المصرية.
ويعيش في مصر لاجئون من مختلف الجنسيات، تصل أعدادهم إلى أكثر من 9 ملايين لاجئ من نحو 133 دولة، يمثلون نسبة 8.7 بالمئة من حجم سكان البلاد، وفق بيان رسمي صدر في أبريل الماضي.
أميرة جادالله – القاهرة
الحرة