"صناعة المحتوى" ودورها في النهضة الاقتصادية لكوريا الجنوبية
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
في عصر يتسم بتطور التكنولوجيا وتغيرات الثقافة العالمية، ظهرت كوريا الجنوبية كقوة اقتصادية عالمية تتصدر صناعة المحتوى بتنوعها وابتكاراتها، ويتجلى هذا بوضوح في النهضة الاقتصادية الضخمة التي عاشتها البلاد في السنوات الأخيرة، حيث شهدت الصادرات والواردات في قطاع صناعة المحتوى ارتفاعًا لافتًا إلى مستويات قياسية، وتفوقت هذه الصناعة على صادرات الأجهزة المنزلية والبطاريات الثانوية ولوحات العرض والمركبات الكهربائية، وذلك بعد التطور الاستثنائي الذي شهدته والنجاح الهائل الذي حققته في هذا المجال.
وأكدت دراسة بحثية لعام 2022 حول صناعة المحتوى الثقافي أعدتها وزارة الثقافة والرياضة والسياحة في كوريا الجنوبية، أن صادرات صناعة المحتوى سجلت أرقامًا قياسية تتجاوز 13 مليار دولار في العام 2022، مما يعكس زيادة بنسبة 6.3٪ مقارنة بالعام السابق 2021م، وتشمل هذه الصناعة مجموعة واسعة من الأنشطة مثل النشر، والموسيقى، وألعاب الفيديو، والبث، والأفلام، والرسوم المتحركة.
ويساعد التنوع الثقافي في المحتوى الكوري، في جذب جمهور عالمي يرى تمثيلًا لمختلف الثقافات والهويات في الأعمال الفنية والترفيهية الكورية، وتركت ثقافة البوب تأثيرًا كبيرًا على المستوى العالمي، بما في ذلك الظهور المتزايد للموسيقى الكورية (K-pop)، والدراما التلفزيونية الكورية (K-dramas)، والأفلام الكورية، وأصبحت هذه العناصر جزءًا من حياة الملايين حول العالم بعد نجاح الدولة في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتطوير وتوزيع المحتوى والتوسع في الأسواق الخارجية.
وتعمل الحكومة الكورية على دعم صناعة المحتوى من خلال التشريعات الداعمة والاستثمار في التعليم والبحث والتطوير، مما يعزز من جاذبية القطاع للمستثمرين ويسهم في تطوير التكنولوجيا والابتكار في هذا المجال. وعلاوة على ذلك، يواجه قطاع صناعة المحتوى تحديات مثل التنافس الشرس وحماية حقوق الملكية الفكرية، لكنه يستفيد أيضًا من فرص مثل التوسع في الأسواق الخارجية واستخدام التقنيات الجديدة في عالم الإنترنت.
وأكد تقرير صادر عن بنك التصدير والاستيراد الكوري أن صناعة المحتوى أصبحت بالفعل قطاعًا رئيسيًا لصادرات البلاد، وتفوقت صادراتها على الأجهزة المنزلية والبطاريات الثانوية والمركبات الكهربائية، ولوحات العرض ومستحضرات التجميل.
وأعلنت وزارة الثقافة الكورية في يناير من العام 2023، عن برنامج لرعاية عشرة آلاف محترف لديهم القدرة على إنشاء محتوى باستخدام تقنيات جديدة في إطار خطة العمل الشاملة لتمويل المحتوى والاستثمار في المحتوى الثقافي الكوري ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم والشركات الناشئة والمجموعات الاستثمارية العاملة في صناعة المحتوى.
وتشهد صادرات صناعة المحتوى الكوري زيادة مستمرة في أعمال المواقع الإلكترونية وألعاب الفيديو وصناعة الشخصيات والرسوم المتحركة ومعلومات المعرفة والإعلانات والموسيقى، وحقق المحتوى مشاهدات مليونية على منصات الصوت والفيديو، وفي أبريل 2024، أعلنت فرقة الفتيات "بلاك بينك" أن أغنية "آيس كريم" حققت أكثر من 900 مليون مشاهدة على اليوتيوب، وسجلت أعمال سابقة للفرقة 2 مليار مشاهدة، كما حققت إحدى أغنيات الفرقة مليار استماع على "سبوتيفاي"، وتجاوزت فيديوهات فرقة البوب الكورية "BTS" رقم المليار مشاهدة على "يوتيوب" في ألبوماتها الموسيقية وتمتلك عشرات الفيديوهات التي حققت رقم المائة مليون مشاهدة على منصات أخرى، وأكدت بيانات منصة "نتفليكس" أن الإنتاج الكوري الجنوبي حقق نجاحًا لافتًا، حيث شاهد أكثر من 60% من مستخدميها إنتاجًا كوريًا واحدًا على الأقل، سواء المسلسلات الدرامية أو برامج تلفزيون الواقع.
وباعتبارها واحدة من الدول الرائدة في مجال صناعة المحتوى، يُتوقع أن تواصل كوريا الجنوبية تحقيق النجاحات والإنجازات في هذا القطاع خلال السنوات المقبلة، مما يجعلها محورًا لجذب الاستثمارات وتعزيز التنمية المستدامة، وتنظر العديد من الدول إلى تجربة كوريا الجنوبية الرائدة في صناعة المحتوى، للاستفادة منها في تطوير بنية تحتية قوية لدعم صناعة المحتوى، بما في ذلك توفير التشريعات الداعمة والاستثمار في التعليم والبحث والتطوير في هذا القطاع، ورعاية المواهب الإبداعية والفنية، وتشجيع الشباب على اكتشاف مواهبهم في مجالات مثل الأفلام والموسيقى والألعاب الإلكترونية، وتعزيز التعاون بين القطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية لتعزيز صناعة المحتوى وتحقيق نجاحات تسهم في تحقيق نهضة اقتصادية مستدامة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: کوریا الجنوبیة صناعة المحتوى المحتوى ا فی هذا
إقرأ أيضاً:
صور.. الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يظهر لأول مرة في محاكمة عزله
مثل رئيس كوريا الجنوبية المعزول يون سوك يول للمرة الأولى في محاكمة عزله أمام المحكمة الدستورية يوم الثلاثاء، متحدثًا عن إيمانه الراسخ بالديمقراطية الليبرالية، وطلب من المحكمة النظر في شأنه بشكل إيجابي.
وقالت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية، إن يون وصل إلى المحكمة في وقت سابق بعد مغادرته مركز الاحتجاز في أويوانج جنوب العاصمة سول حيث كان محتجزًا منذ يوم الأربعاء الماضي، في موكب يرافقه جهاز الأمن الرئاسي.
قال يون: "إنها المرة الأولى التي أحضر فيها اليوم، لذلك سأتحدث بإيجاز".
وأضاف: "منذ بلوغي سن الرشد، وأنا أعيش إيمانًا راسخًا بالديمقراطية الليبرالية حتى يومنا هذا، وخاصة خلال فترة عملي في الخدمة العامة".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يظهر لأول مرة في محاكمة عزله - رويترز
وتابع: "نظرًا إلى أن المحكمة الدستورية هي المؤسسة المعنية بالدفاع عن الدستور، فإني أطلب من القضاة أن ينظروا إليّ بشكل إيجابي من مختلف النواحي".
وصف محام يدافع عن السياسي المحافظ قرار فرض الأحكام العرفية بأنه طريقة لدق ناقوس الخطر بشأن الانتهاكات التي ترتكبها الجمعية الوطنية، ويهدف القرار إلى "حظر الممارسات غير الشرعية من قبل الجمعية الوطنية.
ولم يجر اقتياد يون بعد المحاكمة إلى زنزانته كما كان متوقعًا.
ونقلت وكالة أنباء يونهاب عن مصادر لم تسمها أنه جرى نقله إلى مستشفى عسكري
تجري وكالة التحقيق في فساد كبار المسؤولين تحقيقا بالتوازي مع المحاكمة، وتحقق الوكالة فيما إذا كان يون مذنبًا في محاولة التحريض على اضطراب عن طريق فرض الأحكام العرفية.
وإذا أدين، سيواجه يون حكمًا طويلًا بالسجن.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يظهر لأول مرة في محاكمة عزله - رويترز
وهذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها شخصيًا رئيس كوري جنوبي معزول في محاكمة أمام المحكمة الدستورية، إذ غاب الرئيسان السابقان روه مو هيون وبارك جون هاي عن محاكمتيهما.
وصوتت الجمعية الوطنية (البرلمان) لصالح عزل يون يوم 14 ديسمبر، ولا يزال عمله معلقًا، بينما يخضع للتحقيق في اتهامات بأنه قاد تمردًا، وأساء استخدام سلطته من خلال إعلانه الأحكام العرفية.
وأمام المحكمة الدستورية 180 يومًا اعتبارًا من اليوم الذي تسلمت فيه القضية، 14 ديسمبر، لتأييد قرار عزله وإقالته من منصبه أو إسقاطه وإعادته إلى منصبه.
وحال تأييد العزل، تُجرى انتخابات رئاسية مبكرة في غضون 60 يومًا.