الأسبوع:
2024-11-14@04:11:44 GMT

فرنسا المتخوفة من تأمين الأولمبياد

تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT

فرنسا المتخوفة من تأمين الأولمبياد

مع اقتراب انطلاق أولمبياد باريس ٢٠٢٤، فإن فرنسا ورغم كونها دولة عظمى تخشى من تأمين تلك الأولمبياد، ويرجع السبب في ذلك إلى تأكد أجهزتها الأمنية والاستخباراتية من إمكانية تعرض فرنسا لهجمات إرهابية، ما جعلها ترفع درجة التأهب إلى درجات قصوى، وذلك أيضًا بعد تعرض موسكو لهجمات إرهابية في الثاني والعشرين من مارس الماضي ٢٠٢٤، هذا إضافة إلى أن حرب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قد أرخت بظلالها على النواحي الأمنية التي كانت مستقرة نسبيًّا قبلها في فرنسا، ويرجع السبب في ذلك إلى ثبوت تورط فرنسا في مساعدة إسرائيل، ومدها بالأسلحة مع بداية تلك الحرب الغاشمة، وتخاذل فرنسا في بداية تلك الأحداث بغزة في إنقاذ الفلسطينيين، وإعلان تضامنها مع إسرائيل، ومنعها المظاهرات الاحتجاجية الرافضة لعدوان إسرائيل على أبناء غزة، ما خلق حالة من الغضب لدى الكثير من شعوب العالم الحر، وبخاصة البلدان العربية والإسلامية، وبالتالي خوف فرنسا من ردات فعل انتقامية في الوقت الذي تطالب فيه فرنسا بمزيد من الحماية الأمنية للوفد الرياضي الإسرائيلي المشارك في الأولمبياد، بالرغم من تغيير فرنسا لموقفها من الحرب، وانحيازها لحقوق الشعب الفلسطيني بعد جرائم الإبادة الجماعية التي أقرتها المؤسسات الدولية، ومنها الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية، والمؤسسات الحقوقية، والكثير من شعوب العالم، كما يأتي تخوف فرنسا أيضًا من تأمين الأولمبياد بسبب زيادة نسبية منذ بداية العام ٢٠٢٤ في جرائم الأمن العام، وتجارة المخدرات، ومافيا التهريب في غالبية المدن الفرنسية، وبخاصة في العاصمة باريس، ومدينة مارسيليا، الأمر الذي يضاعف الأعباء، والضغوط على الحكومة الفرنسية وسلطاتها الأمنية خلال التظاهرة الرياضية الدولية المرتقبة في السادس والعشرين من شهر يوليو القادم، وقد جاءت حادثة تعرض الخطط الأمنية لتأمين الألعاب الأولمبية إلى السرقة بأحد قطارات العاصمة الفرنسية باريس بمحطة "غار دو نور الدولية" لتزيد من ارتباك السلطات الفرنسية التي تم إحراجها على المستوى الدولي بعد سرقة حقيبة مهندس من مجلس بلدية باريس أثناء تغييره للقطار، وكانت تحتوي تلك الحقيبة على الخطط الأمنية المتعلقة بتأمين الشرطة لسلامة الألعاب الأولمبية التي سيتم افتتاحها بمنطقة نهر السين بباريس، ما جعل وزير الداخلية جيرالد دارمانان يعلن أن خطر الإرهاب على فرنسا خلال تلك الفترة قويًّا للغاية، ما جعل فرنسا تطلب أواخر شهر مارس الماضي دعمًا دوليًّا لتأمين الأولمبياد، وقد عرضت أكثر من خمس وأربعين دولة أجنبية المساهمة بعدد كبير من رجال الشرطة والعسكريين المتخصصين في مكافحة الإرهاب، وتنظيم المؤتمرات والعروض الدولية، وكانت كلٌّ من أمريكا وإسرائيل بولندا على رأس الدول أبدت رغبتها في مساعدة فرنسا في تأمين الأولمبياد، ومن تلك التعزيزات مد فرنسا بمزيد من الكلاب البوليسية، وألوية من الفرسان، وخبراء متخصصين في الكشف عن المفرقعات وتزوير الوثائق، ومتخصصين في إزالة الألغام، ومكافحة الطائرات المسيرة، وغيرها من الوسائل الحديثة لمكافحة الإرهاب، ومطالبة فرنسا لبعض الدول بمدها بمزيد من المعلوماتية عن تنظيم الدولة الإسلامية بولاية خُراسان، وذلك بعد أن ثبت تورط التنظيم في بعض الأحداث الإرهابية بفرنسا، وفي اعتداءات موسكو الأخيرة.

ونتيجة للضغوط التي تتعرض لها الشرطة الفرنسية بسبب حالة الارتباك الأمني الذي تعيشه فرنسا، فإن رجال الشرطة قاموا خلال الفترة الماضية بالكثير من المظاهرات، ومطالبتهم لوزارة الداخلية الفرنسية بتخصيص مكافآت خاصة وظروف العمل اللائقة التي تتعلق بفترة تأمين الأولمبياد، وهددوا في حالة عدم تلبية مطالبتهم بتعطيل حركة المطارات، وتأمين المواصلات العامة خلال فترة الأولمبياد، يحدث ذلك في الوقت الذي تعاني فيه فرنسا من نقص كبير في الأيدي العاملة في الكثير من القطاعات، ومنها رجال الشرطة، والدفاع المدني، ووسائل النقل العامة، وعمال النظافة، ما جعل فرنسا- الدولة العظمى- مجبرة على مد يد العون للكثير من الدول، ونشرها لأكثر من ثلاثين ألف ضابط من الشرطة والجيش لتأمين حفل افتتاح الأولمبياد في شهر يوليو القادم، فهل ستنجح فرنسا في تأمين تلك التظاهرة الرياضية العالمية؟

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فرنسا فی

إقرأ أيضاً:

تطور جديد في العملية سيرلي التي نفذتها فرنسا لتصفية مدنيين في مصر

أعلنت المحكمة الأوروبية عن خطوات جديدة لتقدم قضية ضد "عملية سيرلي" إلى المراحل الأولى من الإجراءات، عقب نشر المحكمة إخطاراً على موقعها الرسمي بشأن خطوات قضية قدمت لها للتحقيق في "جرائم مزعومة ضد المدنيين" ارتكبتها فرنسا بالتعاون مع السلطات المصرية.

كما أبلغت المحكمة فرنسا بالقضية وطرحت عليها مجموعة من الأسئلة منها ما هو حول التزام الجمهورية الفرنسية بالتحقيق في القتلى المدنيين بسبب "عملية سيرلي"، إضافة إلى مدى كفاية وفعالية الإجراءات للتحقيق والفصل الكامل في الشكوى.
المحامية الدولية ديكستال توضح ما معني وما اهمية قبول قضية العملية سيرلي المقدمة ضد الحكومة الفرنسية و النظام المصري في المحكمة الأوروبية بعد أن رفضتها فرنسا !

اليوم بإذن الله الاثنين العاشرة مساء بتوقيت القاهرة علي صفحة حزب امل مصر @amlmasr2011 موعدنا علي تويتر مع الفريق… pic.twitter.com/fMgRpSJOoJ — Mohamed Ismail (@Mohamed71935373) November 11, 2024
وطالب مقدمو القضية بتحديد المسؤولين الفرنسيين والمصريين عن هذه العملية، ومحاكماتهم في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية استمرت لسنوات، وتحديداً في الفترة من 2015 إلى 2019.

ما هي "عملية سيرلي"؟
بدأت "عملية سيرلي" في شباط/فبراير 2016 كنتيجة لاتفاق سري بين الحكومة الفرنسية للتعاون في مكافحة الإرهاب. وكشف موقع "ديسكلوز" في عام 2021 عن تفاصيل العملية، حيث كانت تركز على المراقبة الجوية على الحدود المصرية.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر من نفس العام، كشف الموقع عن استخدام العملية بشكل رئيسي من قبل السلطات المصرية لاستهداف المدنيين في عمليات تهريب وتنفيذ إعدامات خارج نطاق القانون، بدلاً من محاربة الإرهاب.

وقد أظهرت بيانات تحديد المواقع تورط مشغلي العملية في استهداف المدنيين، مما أسفر عن مقتل وإصابة مئات الأشخاص.

رغم التحذيرات المتكررة من قبل المشغلين الفرنسيين لرؤسائهم بين عامي 2016 و2019 بشأن الاستخدام غير القانوني للعملية، استمر اهتمام فرنسا بتطبيقها لمكافحة الإرهاب.

وأعلنت وزارة القوات المسلحة الفرنسية في تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر 2021 عن تحقيق داخلي حول المعلومات التي تم كشفها، إلا أن نتائجه ظلت سرية، وخلصت إلى عدم تحميل الوزارة أي مسؤولية.

اعتقال صحفية
وفي أيلول/سبتمبر 2023 تم احتجاز الصحفية المستقلة أريان لافريو من قبل عملاء المديرية العامة للأمن الداخلي الفرنسي، وذلك بعد نشرها تقارير حول عملية سيرلي عبر موقع "ديسكلوز" في تشرين الثاني/نوفمبر 2021.
????"C'est une technique de manipulation des services de renseignement pour vous faire passer à table."@AriaLavrilleux sort de 39h de garde vue par la DGSI pour avoir enquêté sur les exportations d'armements de la France vers les dictatures. @Disclose_ngo
Elle témoigne pour RSF ↓ pic.twitter.com/WJlL3wZxEC — RSF (@RSF_inter) September 21, 2023
 وقد تم استجوابها لمدة 48 ساعة، رغم أنها لم تُتهم بشكل رسمي. ومع ذلك، قدمت وزارة القوات المسلحة الفرنسية شكوى قانونية ضدها بتهمة "انتهاك أسرار الدفاع الوطني".

وقوبلت هذه الخطوة بانتقاد واسع من قبل جماعات حقوقية، التي اعتبرتها هجومًا خطيرًا على حرية الإعلام وتعرضًا لسرية مصادر الصحفيين، حيث وصفها "مراسلون بلا حدود" بأنها خطوة تقوض حرية الصحافة بشكل جاد.

مقالات مشابهة

  • الشرطة الفرنسية تستخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق مظاهرة مؤيدة لفلسطين
  • بعد اشتباكات أمستردام.. فرنسا تشدد إجراءاتها الأمنية قبل مباراة منتخبها مع إسرائيل
  • المفوضية تعقد اجتماعا مع الأجهزة الأمنية حول تأمين الانتخابات
  • سفير فرنسا من العيون : الصحراء المغربية تشكل أفق جديد للإستثمارات والإستراتيجيات الفرنسية
  • تطور جديد في العملية سيرلي التي نفذتها فرنسا لتصفية مدنيين في مصر
  • بالصور.. مدير الإدارة العامة للشرطة الأمنية يتفقد دورة حرب المدن
  • نائبة الشيوخ: إلغاء المادة الفرنسية يخل بالاتفاقيات الدولية
  • فرنسا تحظر رفع العلم الفلسطيني في مباراتها مع (إسرائيل)
  • تسريبات بن غفير تكشف خفايا وزارته الأمنية.. ماذا جاء فيه؟ (شاهد)
  • الفضاءات الفرنسية في القدس.. الجذور التاريخية والوضع القانوني