فرنسا المتخوفة من تأمين الأولمبياد
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
مع اقتراب انطلاق أولمبياد باريس ٢٠٢٤، فإن فرنسا ورغم كونها دولة عظمى تخشى من تأمين تلك الأولمبياد، ويرجع السبب في ذلك إلى تأكد أجهزتها الأمنية والاستخباراتية من إمكانية تعرض فرنسا لهجمات إرهابية، ما جعلها ترفع درجة التأهب إلى درجات قصوى، وذلك أيضًا بعد تعرض موسكو لهجمات إرهابية في الثاني والعشرين من مارس الماضي ٢٠٢٤، هذا إضافة إلى أن حرب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قد أرخت بظلالها على النواحي الأمنية التي كانت مستقرة نسبيًّا قبلها في فرنسا، ويرجع السبب في ذلك إلى ثبوت تورط فرنسا في مساعدة إسرائيل، ومدها بالأسلحة مع بداية تلك الحرب الغاشمة، وتخاذل فرنسا في بداية تلك الأحداث بغزة في إنقاذ الفلسطينيين، وإعلان تضامنها مع إسرائيل، ومنعها المظاهرات الاحتجاجية الرافضة لعدوان إسرائيل على أبناء غزة، ما خلق حالة من الغضب لدى الكثير من شعوب العالم الحر، وبخاصة البلدان العربية والإسلامية، وبالتالي خوف فرنسا من ردات فعل انتقامية في الوقت الذي تطالب فيه فرنسا بمزيد من الحماية الأمنية للوفد الرياضي الإسرائيلي المشارك في الأولمبياد، بالرغم من تغيير فرنسا لموقفها من الحرب، وانحيازها لحقوق الشعب الفلسطيني بعد جرائم الإبادة الجماعية التي أقرتها المؤسسات الدولية، ومنها الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية، والمؤسسات الحقوقية، والكثير من شعوب العالم، كما يأتي تخوف فرنسا أيضًا من تأمين الأولمبياد بسبب زيادة نسبية منذ بداية العام ٢٠٢٤ في جرائم الأمن العام، وتجارة المخدرات، ومافيا التهريب في غالبية المدن الفرنسية، وبخاصة في العاصمة باريس، ومدينة مارسيليا، الأمر الذي يضاعف الأعباء، والضغوط على الحكومة الفرنسية وسلطاتها الأمنية خلال التظاهرة الرياضية الدولية المرتقبة في السادس والعشرين من شهر يوليو القادم، وقد جاءت حادثة تعرض الخطط الأمنية لتأمين الألعاب الأولمبية إلى السرقة بأحد قطارات العاصمة الفرنسية باريس بمحطة "غار دو نور الدولية" لتزيد من ارتباك السلطات الفرنسية التي تم إحراجها على المستوى الدولي بعد سرقة حقيبة مهندس من مجلس بلدية باريس أثناء تغييره للقطار، وكانت تحتوي تلك الحقيبة على الخطط الأمنية المتعلقة بتأمين الشرطة لسلامة الألعاب الأولمبية التي سيتم افتتاحها بمنطقة نهر السين بباريس، ما جعل وزير الداخلية جيرالد دارمانان يعلن أن خطر الإرهاب على فرنسا خلال تلك الفترة قويًّا للغاية، ما جعل فرنسا تطلب أواخر شهر مارس الماضي دعمًا دوليًّا لتأمين الأولمبياد، وقد عرضت أكثر من خمس وأربعين دولة أجنبية المساهمة بعدد كبير من رجال الشرطة والعسكريين المتخصصين في مكافحة الإرهاب، وتنظيم المؤتمرات والعروض الدولية، وكانت كلٌّ من أمريكا وإسرائيل بولندا على رأس الدول أبدت رغبتها في مساعدة فرنسا في تأمين الأولمبياد، ومن تلك التعزيزات مد فرنسا بمزيد من الكلاب البوليسية، وألوية من الفرسان، وخبراء متخصصين في الكشف عن المفرقعات وتزوير الوثائق، ومتخصصين في إزالة الألغام، ومكافحة الطائرات المسيرة، وغيرها من الوسائل الحديثة لمكافحة الإرهاب، ومطالبة فرنسا لبعض الدول بمدها بمزيد من المعلوماتية عن تنظيم الدولة الإسلامية بولاية خُراسان، وذلك بعد أن ثبت تورط التنظيم في بعض الأحداث الإرهابية بفرنسا، وفي اعتداءات موسكو الأخيرة.
ونتيجة للضغوط التي تتعرض لها الشرطة الفرنسية بسبب حالة الارتباك الأمني الذي تعيشه فرنسا، فإن رجال الشرطة قاموا خلال الفترة الماضية بالكثير من المظاهرات، ومطالبتهم لوزارة الداخلية الفرنسية بتخصيص مكافآت خاصة وظروف العمل اللائقة التي تتعلق بفترة تأمين الأولمبياد، وهددوا في حالة عدم تلبية مطالبتهم بتعطيل حركة المطارات، وتأمين المواصلات العامة خلال فترة الأولمبياد، يحدث ذلك في الوقت الذي تعاني فيه فرنسا من نقص كبير في الأيدي العاملة في الكثير من القطاعات، ومنها رجال الشرطة، والدفاع المدني، ووسائل النقل العامة، وعمال النظافة، ما جعل فرنسا- الدولة العظمى- مجبرة على مد يد العون للكثير من الدول، ونشرها لأكثر من ثلاثين ألف ضابط من الشرطة والجيش لتأمين حفل افتتاح الأولمبياد في شهر يوليو القادم، فهل ستنجح فرنسا في تأمين تلك التظاهرة الرياضية العالمية؟
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فرنسا فی
إقرأ أيضاً:
ما الدول التي إذا زارها نتنياهو قد يتعرض فيها للإعتقال بعد قرار الجنائية الدولية؟
بات السؤال المطروح: كم عدد الدول التي قد يعجز نتنياهو عن زيارتها؟ بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية، يوم الخميس، مذكرات اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وفقا لنظام روما الأساسي، وهو المؤسس للمحكمة، تلتزم 123 دولة من أعضائها بالتعاون مع قراراتها، بما في ذلك اعتقال الأفراد المطلوبين وتسليمهم عند دخول أراضيها، وتشمل هذه الدول: دولا أوروبية مثل فرنسا، ألمانيا، وإيطاليا، ودول أمريكا اللاتينية مثل الأرجنتين والبرازيل، ودول افريقية مثل جنوب أفريقيا، والسنغال ، اما الدول الآسيوية فهي محدودة مثل اليابان وكوريا الجنوبية.
في المقابل، هناك دول غير ملزمة بتنفيذ قرارات المحكمة الجنائية الدولية، لأنها لم تصادق على نظام روما الأساسي أو انسحبت منه، مثل: أمريكا وقّعت على الاتفاقية ثم سحبت توقيعها، أما الصين وروسيا لم تصادقا على النظام.
وهذا يعني أن أي زيارة يقوم بها نتنياهو إلى إحدى الدول الموقعة على نظام روما، قد تعرضه لخطر الاعتقال، مما يضع قيودا كبيرة على حركته الدولية.