بين تل أبيب وطهران.. ما السيناريوهات المحتملة بعد الرد الإيراني؟
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
لا يزال الترقب والاستنفار على حاله في إسرائيل وإيران، رغم إعلان طهران انتهاء هجومها العسكري على تل أبيب بالمسيرات والصواريخ الباليستية، ردا على مهاجمة إسرائيل قنصليتها الدبلوماسية في سوريا.
وحسب مدير مكتب الجزيرة في فلسطين والأراضي المحتلة وليد العمري، لا يزال الجيش الإسرائيلي في حالة استنفار رغم تخفيف بعض الإجراءات التي أعلنت قبيل الرد الإيراني.
ونقل العمري عن مصادر مطلعة على المحادثة الهاتفية بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن سيد البيت الأبيض قال بوضوح -خلال المكالمة- إنه لن يكون بجانب تل أبيب في حال قررت الهجوم.
وأوضح العمري أن المواقف في مجلس الحرب الإسرائيلي تتوقف عند قراءتين، إحداها تقول إن إيران بهجومها المباشر على إسرائيل "كسرت الخطوط الحمراء المرسومة على مدار عقدين، وهو ما يستدعي ردا إسرائيليا".
وأشار إلى أن القراءة الراجحة تقول إن طهران مُنيت بفشل إستراتيجي ذريع بعد تمكن الدفاعات الإسرائيلية وجيوش المنطقة من صد 99% من الهجمات الصاروخية الإيرانية.
لذلك، فإن على إسرائيل -حسب هذه القراءة- احتواء الموقف وترسيخ هذا التحالف وترميم التعاطف الذي فقدته بعد حربها على غزة، والتعامل وفق قواعد الاشتباك السابقة، كعمليات استخبارية في إيران، أو ضرب أهداف إيرانية في سوريا، وفق العمري.
"السيناريو رقم 2"
بدوره، قال مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز إن إيران تترقب كل ما هو قادم من إسرائيل بحذر واستنفار، إضافة إلى حركة دبلوماسية نشطة لاحتواء ما حدث.
ونقل فايز عن مصدر، وصفه بالمطلع على نقاشات ما قبل الرد الإيراني وتفاصيله بدقة، أن القادة العسكريين الإيرانيين وضعوا على طاولة مجلس الأمن القومي الإيراني سيناريوهات مختلفة، لكن المرشد الإيراني علي خامنئي هو من طلب أن يكون الرد الإيراني انطلاقا من الأراضي الإيرانية، من أجل التحول من "الصبر الإستراتيجي" إلى مفهوم الردع لإسرائيل.
وأوضح أيضا -نقلا عن المصدر- أن إيران ليس لديها اطمئنان كبير، وأن إسرائيل لن تذهب للرد في الداخل الإيراني أو مساحات النفوذ الإيراني، "لذلك هناك استنفار عسكري قائم لكافة القطاعات العسكرية".
وحسب المصدر نفسه، فإن إيران مستعدة للرد بمستوى ثان وغير تقليدي، إذ وضع الحرس الثوري الإيراني السيناريو رقم "2" في حال هاجمت إسرائيل إيران بشكل مباشر، واصفا هذا السيناريو بالخطير والمرعب.
وأكد أن حديث هذا المصدر يتقاطع مع تصريحات القيادة العسكرية للحرس الثوري مفادها أن الذهاب لاستهداف الداخل الإيراني سيقود إلى رد غير تقليدي، بعد انتهاء مرحلة الصبر الإستراتيجي ودخول مرحلة الصراع المباشر.
ولفت المصدر إلى أن إيران توقفت عند هذا السقف، ولكنها لا تنهي حالة الاستنفار وتسمح بتبادل الرسائل الدبلوماسية، مضيفا أن طهران تريد من واشنطن "ضبط عدادات إسرائيل في هذه المرحلة عند هذا السقف وعدم الذهاب لأي مغامرة إسرائيلية، وفق الرئيس الإيراني".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الرد الإیرانی
إقرأ أيضاً:
هولندا تستدعي السفير الإيراني بسبب عمليات تصفية مشبوهة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استدعت وزارة الخارجية في هولندا، يوم الخميس، مبعوث إيران المعتمد لديها، وذلك على خلفية ما ورد في تقرير استخباراتي رسمي يشير إلى وجود صلة محتملة بين طهران ومحاولتين لتصفية معارضين على أراضٍ أوروبية.
وجاء الاستدعاء عقب نشر التقرير السنوي لجهاز الأمن والمخابرات الهولندي، الذي أفاد بأن رجلين جرى توقيفهما في يونيو 2024 بمدينة هارلم يشتبه بضلوعهما في محاولة تصفية مواطن من أصل إيراني يقيم في البلاد منذ فترة.
وأشار التقرير إلى أن أحد المعتقلين يُعتقد أنه كان أيضًا جزءًا من مخطط آخر استهدف السياسي الإسباني أليخو فيدال كوادراس، المعروف بانتقاداته للنظام الإيراني، والذي تعرّض لمحاولة تصفية في العاصمة الإسبانية مدريد خلال نوفمبر 2023.
وأوردت الأجهزة الأمنية في الوثيقة الصادرة أن طبيعة التنفيذ تحمل بصمات طرق سبق أن استُخدمت في عمليات مشابهة، نُسبت سابقًا إلى جهات مرتبطة بالحكومة الإيرانية، لافتة إلى لجوء هذه الأطراف إلى مجموعات تعمل في إطار شبكات الجريمة المنظمة داخل أوروبا، بغرض ملاحقة الخصوم السياسيين.
وبحسب التقييم القائم على معطيات استخباراتية، فإن السلطات الهولندية تميل إلى تحميل طهران المسؤولية المباشرة عن العمليتين، ما دفع الحكومة إلى اتخاذ موقف دبلوماسي حازم تمثل في استدعاء السفير الإيراني لتقديم توضيحات رسمية.