يرتبط عيد الفطر المبارك، الذى ودعنا أيامه، فى التقاليد المصرية بعمل الكعك بكل أنواعه، بالإضافة الى شراء ملابس للأطفال الصغار، وشراء مستلزمات الاحتفال بالعيد من حلوى ومشروبات وخلافه، وهى عادات توارثتها الأجيال عاما بعد عام، وبدونها يفقد الناس إحساسهم ببهجة العيد وفرحة قدومه.
هذه العادات والتقاليد أصبحت مكلفة للغاية، خاصة أن الشهر الفضيل أيضا تتزايد فيه المصروفات بشكل مضاعف، فهو شهر التزاور والتواصل مع الأهل والأصدقاء، وبالتالي فإن هناك إجراءات تقشفية فرضت نفسها هذا العام، على معظم الأسر، ومنها الاستغناء عن بعض الأنواع من الأطعمة مرتفعة الثمن، وتقليل العزومات، أو تقليل أعداد المدعوين، وخفض النفقات من خلال تقليل الأصناف المقدمة وهكذا.
الأسعار التى قفزت قفزات سريعة خلال أيام الشهر الفضيل، فى معظم السلع الأساسية وخاصة اللحوم والدواجن، كان لها أثر بالغ، فى التخطيط لاستقبال العيد، وعلى سبيل المثال كعك العيد الذي تجاوز سعره هذا العام المائتي جنيه للأصناف العادية منه، لم تقدم كثير من الأسر على شراء كميات كبيرة منه، كما كان يحدث فى السابق، ولكن تم تقليل الكميات بقدر المستطاع، حتى أن البعض اكتفي بكميات بسيطة للغاية حتى لايحرم أطفاله منها.
موجة الغلاء التى ضربت كل شيء، أثرت بشكل كبير على مبيعات محال الحلويات ومطاعم الوجبات الجاهزة وغيرها، فكلما مررت خلال أيام العيد ببعض المحال التى كانت تشهد كثافات من المترددين عليها فيما سبق من الأعياد، وجدت بها أعدادا لاتقارن بمثيلاتها من قبل، وكذلك محال العصائر والأيس كريم وخلافه، وهو أمر طبيعي نتيجة الزيادة المبالغ فيها فى أسعار هذه المنتجات وعدم قدرة من يحتفلون بالعيد على شرائها.
المشكلة فى الأمرأن الأماكن التى يمكن أن ترتادها الأسر بسيطة الحال والشباب، أصبحت قليلة ولاتكفي تلك الأعداد التى تتدفق من الأحياء الشعبية باتجاه منطقة وسط البلد مثلا، وبالتالي تكتظ الشوارع بشكل كبير، ويقضي الشباب كل وقتهم فى التنقل من شارع لآخر، مع تفريغ طاقة اللعب واللهو فى الشارع، وهو ماينتج عنه أحيانا سلوكيات غير حضارية.
حتى الكباري الممتدة بطول نهر النيل استغلها أصحاب الكافيهات فى وضع كراسي واستقبال الزبائن، غير عابئين بحق الناس الطبيعي فى التجول دون تضييق، كما أن غلق حديقة الحيوان بالجيزة للتطوير، والتى كانت تستقبل أعدادا غفيرة من الأسر والطلاب من كل أنحاء الجمهورية، قد أثر أيضا بشكل كبير على قلة الأماكن التى يقضي فيها "البسطاء" العيد.. الأمر الذى يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، والتوسع في عمل متنزهات وحدائق عامة بأسعار رمزية فى كل الأحياء السكنية أو قريبا منها، تستوعب كل الأطفال الذين لاتكفيهم "العيدية".. وكل عام وأنتم بخير..
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
كاتب صحفي: سوق اليوم الواحد يهدف إلى تقليل سلسلة التجارة الداخلية
قال الكاتب الصحفي أشرف عبدالغني، إنّ الفكرة الرئيسية لافتتاح سوق اليوم الواحد هي تقليل سلسلة التجارة الداخلية لأقل عدد ممكن، موضحا أنها مهمة للغاية خاصة أن الأزمة الكبرى التي يعاني منها المستهلك المصري هي طول سلسلة التجارة الداخلية، بمعنى أن السلعة تصل من المصدر الرئيسي إلى المستهلك عبر حلقات كثيرة، ما يؤدي إلى زيادة الأسعار.
وزارة التموين دشنت فكرة سوق اليوم الواحدوأضاف «عبدالغني»، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية «إكسترا نيوز»، أنّ وزارة التموين دشنت فكرة سوق اليوم الواحد، بهدف توصيل المنتج والسلع الغذائية من المصدر إلى المستهلك بشكل مباشر، مشيرا إلى أن هذه المسألة ستؤدي بشكل تلقائي إلى انخفاض أسعار السلع بصورة غير مسبوقة ربما تتجاوز 40%.
سوق اليوم الواحد يحقق مردود إيجابي للمواطنوتابع: «فكرة سوق اليوم الواحد سيحقق مردودا إيجابيا وجيدا للمواطن المصري، إذ إن الدولة المصرية تكثف جهودها لتقديم خدمات للمواطنين على أعلى مستوى وبأقل أسعار ممكنة».