الأسبوع:
2024-11-20@00:30:48 GMT

العين على رفح

تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT

العين على رفح

ما زالت مدينة رفح هي الهدف الذى تهدد إسرائيل باجتياحه عسكريا، وليس هذا آخر أهداف "نتنياهو" الذي يريدها حربا لسنوات وسنوات. ولقد ظهر مؤخرًا وهو يعبئ الإسرائيليين بالخوف من القادم، مستغلا هذا كوسيلة لبقائه فى الحكم، وكأنه هو الضامن لحياتهم، والقادر على حماية أمنهم. ومن ثم أشاع لديهم الخوف من النووى الإيرانى، والخوف من دولة فلسطينية غرب النهر، والخوف من سوريا، ومن حزب الله، ومن حماس، ومن منظمة التحرير.

بل والخوف من الولايات المتحدة ومن الدول العربية، وغاب عنه أن الخوف الحقيقي هو المرتبط بوجوده كرئيس لوزراء إسرائيل.

تأتي رفح التى يترصدها "نتنياهو" بوصفها المدينة الحدودية مع مصر وتضم نحو مليون ونصف المليون فلسطيني، غالبيتهم من النازحين، بحسب الأمم المتحدة، مما يثير المخاوف من ارتفاع الحصيلة الكبيرة للقتلى فى حال وقوع هجوم بريّ. ولقد التحف الجميع بالصمت إزاء طموحات "نتنياهو"، تحوّل الجميع إلى متفرجين وكأنهم يشاهدون مباراة مثيرة، ويدركون أن النصر سيكون للطاغوت الإسرائيلى، لأن معه السلاح القاتل. ولهذا مضت إسرائيل فى غلوائها، لم تترك مبنى إلا اغتالته، حتى المرافق الإنسانية كالمستشفيات حاصرتها وفرضت حصارًا تجويعيا على الفلسطينيين، كما فرضت إغلاقا تاما على قطاع غزة وحرمت سكانه من الغذاء والماء والدواء والوقود.اجتاحت كل الأماكن وضربت بالقرارات الدولية عرض الحائط.

منذ بداية الحرب التى أشعلتها إسرائيل بات معدل القتل فى المتوسط يوميا لا يقل عن 300 شخص، غير أن الأطباء فى غزة يقولون بأن العدد أعلى بكثير مع الأخذ فى الاعتبار الجثث المدفونة تحت أنقاض المباني المدمرة أو التى لم تنقل إلى المستشفيات. ولعل الثابت اليوم أن وتيرة القتل فى هذه الحرب تعد أعلى بكثير من وتيرة حرب غزة الممتدة منذ عام 2008، فالحرب الحالية تعد غير مسبوقة سواء من حيث عدد القتلى، أو من حيث عمليات القتل العشوائي، ولهذا عكف الخبراء العسكريون على فحص القنابل التى استخدمتها إسرائيل فى حربها الحالية ضد الفلسطينيين، ووجدوا أن الكيان الصهيونى قد استخدم مجموعة كبيرة من القنابل التي يتراوح وزنها بين مائة رطل وألفيْ رطل، وهذه هى التى أسهمت فى ارتفاع حجم الوفيات فى الحرب الأخيرة. ولا شك أن عامل الكثافة السكانية المرتفعة فى قطاع غزة مقارنة بمساحته حيث يبلغ طوله 41 كيلومترا، وعرضه عشرة كيلومترات فى المتوسط كان عاملا مساعدا فى أن تصبح القنابل التى تستخدمها إسرائيل فى قصف القطاع أكثر تدميرا.

لقد ألحقت قنابل إسرائيل القتل والدمار فى القطاع، فكان ما نسبته 90% من الوفيات هم من المدنيين بسبب استخدام إسرائيل الأسلحة المتفجرة فى المناطق المأهولة بالسكان. ووفقا لتقييمات المخابرات الأمريكية فإن إسرائيل أسقطت فى هذه الحرب منذ السابع من أكتوبر وحتى منتصف ديسمبر أكثر من 29 ألف قنبلة على غزة، وكان نحو من 40 ــ 45% من هذه القنابل غير موجهة، بيد أن هذا النوع يمكن أن يخطئ الهدف. ولقد بلغت نسبة القتلى من النساء والأطفال حوالى 70%.

الجدير بالذكر أن معدل القتل فى قطاع غزة كان أكبر بكثير من المعدلات التى نجمت عن الصراعات الأخرى التى دارت رحاها مؤخرا فى العالم، فلقد تجاوز عدد الوفيات بين المدنيين في القطاع معدلات الضرر الناجم عن أى صراع تم توثيقه من قبل، وقال مسؤول دولى إنه لن يتفاجأ على الإطلاق إذا كان حوالى 80% من القتلى من المدنيين. ويرجع ذلك إلى كثافة المتفجرات شديدة الانفجار التى استخدمتها إسرائيل فى منطقة صغيرة مأهولة بالسكان، فكانت العمليات شبيهة بحرب "فيتنام".

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسرائیل فى

إقرأ أيضاً:

باحثة سياسية: الكرة في ملعب إسرائيل لوقف الحرب في لبنان

قالت الدكتورة نجاة شرف الدين، الباحثة السياسية، إن الموفد الأمريكي آموس هوكشتاين، وكذلك مستشار الأمن القومي تحدثا عن أجواء إيجابية تتعلق بموضوع قرب الاتفاق بين لبنان وإسرائيل.

وأضافت «شرف الدين»، خلال مداخلة على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن هذه الأجواء الإيجابية لا يمكن التأكد منها إلا بعد الزيارة التي سيقوم بها هوكستين إلى الجانب الإسرائيلي، لأن الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي، لاسيما بعد موافقة لبنان رسميا ممثلة في رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

وأكد «شرف الدين»، أن نجيب ميقاتي شدد أما هوكستين على التطبيق الكامل لقرار 1701 وعلى استعداد لبنان لإرسال الجيش للجنوب والالتزام بكل المنطلقات التي كتب في الورقة الأمريكية التي قدمت للجانب اللبناني وأبدى عليها بعد الملاحظات.

وتابع «شرف الدين»،: «كل ذلك يوحي أن الجو الإيجابي من الجانب اللبناني والجانب الأمريكي، ويبقى الطرف الآخر وهو الجانب الإسرائيلي، وهل سيوافق على هذه الورقة أم ستكون شراء لمزيد من الوقت في هذه المرحلة الحالية».

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل ماضية في الحرب ولا يوجد بصيص أمل في معاقبتها
  • باحثة سياسية: الكرة في ملعب إسرائيل لوقف الحرب على لبنان
  • باحثة سياسية: الكرة في ملعب إسرائيل لوقف الحرب في لبنان
  • خبير عسكري: إسرائيل تريد قطع طرق الإمداد على «حزب الله» في لبنان
  • القيصر الروسى فى عزلته المجيدة
  • جيروزاليم بوست: يا ترى إلى أين تتجه إسرائيل؟
  • القنابل العنقودية الإسرائيلية كارثة متجددة في الجنوب
  • سامح فايز يكتب: الحرب الثقافية (3)
  • إسرائيل: مقتل 27 ضابطا وجنديا في شمال قطاع غزة منذ بدء العملية البرية بجباليا
  • العراق يدعو لوقف جرائم "إسرائيل" في غزة ولبنان