الإخوان الإرهابية ومسيرة التلون والتواطؤ (١٣٧)
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
نستكمل حديثنا اليوم مع الأستاذ كمال السنانيرى أول شهيد لجماعة الإخوان الإرهابية فى العهد الجديد، فى مذكراته التى سجل فيها شهادته على تاريخ الحركة الإسلامية فى مصر يقول عبدالمنعم أبوالفتوح عن نفس الواقعة فى سجن استقبال طرة تعرضنا للتعذيب والإساءة كثيرا، لكن ما أصابنا هو قتل الأستاذ كمال السنانيرى، رحمه الله، كان من أكبر الإخوان سنا حين تم القبض عليه فى سبتمبر ١٩٨١، وبعد مقتل السادات وزيادة جرعة التعذيب كان الشهيد السنانيرى من أكثر من طالهم التعذيب، وكنت أسمعه يصرخ مستجيرا بالله من شدة التعذيب وبشاعته، فقد كانوا يصبون عليه العذاب للضغط عليه ظنا منهم أنه هو المسؤول عن سفر الشباب المسلم إلى أفغانستان، وقد كان رحمه الله مسؤولا عن ملف القضية الأفغانية.
يكمل أبوالفتوح ما جرى فى ١٤ نوفمبر ١٩٨١ كان الوضع غريبا فى السجن بما يوحى بحدوث شىء غير عادى، ولم يلبث أن جاءنى الشاويش وقال لى الراجل العجوز الذى فى الزنزانة المجاورة مات.
يتهم أبوالفتوح فى مذكراته وبشكل واضح اللواء فؤاد علام بأنه كان وراء قتل السنانيرى، يقول عبدالمنعم كان قائد السجن فى هذا الوقت فؤاد علام ضابط مباحث أمن الدولة المعروف، ورئيس ما كان يعرف بقسم مكافحة النشاط الدينى، ولم يمض إلا وقت قليل حتى أعلنت نتائج تحقيق وهمى أشارت إلى أن السنانيرى انتحر، وفؤاد علام دائما يعلن براءته من قتل السنانيرى ويصر على أنه انتحر، لكننى لا أصدقه ولا يمكن أن أصدقه، فقد كنت فى نفس السجن وفى نفس الزنزانة المجاورة له، وقد رأيته بنفسى ورأيت توقيعاته، وحين ذهبت إلى مستشفى السجن فى هذا الوقت قابلت قائد المستشفى وهو ضابط، وعلمت منه أنه رأى توقيعات فؤاد علام بخط يده على كل ما كان يحدث فى السجن من انتهاكات لحقوق البشر ومن تعذيب وإيذاء نفسى وبدنى حقير.
طبقا لشهادة أبوالفتوح فإن فؤاد علام هو من قتل السنانيرى، لكن ما الذى فعلته الجماعة من أجل قتيلها؟ على أرض الواقع لا شىء على الإطلاق، وهنا لابد أن نحكى الحكاية عزيزى القارئ من خلال وثائقها، لكن قبل سرد الحكاية، علينا أن ندخل البيوت من أبوابها، من عند هذا الإخوانى محمد كمال الدين السنانيرى، الذى ولد فى العام ١٩١٨، وحصل على شهادة الثانوية العامة فى العام ١٩٣٤، واكتفى من التعليم بها، حيث اتجه للعمل فالتحق بوزارة الصحة فى قسم مكافحة الملاريا، لكنه ترك العمل بها بعد ٤ سنوات فقط، فكر السنانيرى فى أن يكمل تعليمه وأن يلتحق بإحدى الجامعات الأمريكية لدراسة الصيدلة، لكنه رضخ لنصيحة أحد العلماء بعدم السفر إلى أمريكا وكان ذلك لسببين، الأول أن أمريكا هى أرض الكفر، والثانى أن المسلم يجب ألا يشغل نفسه بغير العلوم الشرعية، فتنازل عن حلمه وذهب ليعمل فى ميناء أبوسلطان، وتزامن ذلك مع الحرب العالمية الثانية، أثناء عمله انضم إلى جماعة الإخوان، ومنذ اللحظة الأولى كان عضوا نشطا بها، ولذلك كان طبيعيا أن يتم اعتقاله فى عام ١٩٥٤ على ذمة محاولة الإخوان لاغتيال عبدالناصر، وظل فى السجن ١٩ عاما كاملة حيث لم يخرج منه إلا عام ١٩٧٣، وللحديث بقية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جماعة الإخوان الإرهابية العهد الجديد عبدالمنعم أبوالفتوح فؤاد علام فى السجن
إقرأ أيضاً:
د. منال علام تختتم فعاليات الورشة التدريبية "قياس أثر الأنشطة والخدمات الثقافية"
اختتمت الدكتورة منال علام رئيس الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين، التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، فعاليات الورشة التدريبية "قياس أثر الأنشطة والخدمات الثقافية " بمصر الجديدة والتي بدأت في السابع عشر من الشهر الجاري.
وأشارت الدكتورة منال علام في كلمتها الختامية إلى أن الهدف من الورشة هو تغطية الجوانب المختلفة لقياس الأثر الخاص بالأنشطة الثقافية المقدمة بالمواقع المختلفة بكافة الأقاليم بحيث تعطي للعاملين والمهتمين بهذا المجال مزيجاً من المعرفة بالجوانب الإحصائية لمنهجيات القياس ، وأهم الجوانب الإجرائية لاستطلاعات الأثر وتنمية تطوير مهارات وأداء المشاركين.
بالاضافة الى تدريبهم، وتزويدهم بالمنهج العلمي وإكسابهم الخبرات العلمية والعملية لدعم التنمية الثقافية بمواقع الهيئة.
د. منال علام
ولفتت "علام" إلى ضرورة الاهتمام بقياس الأثر لمواكبة حجم التحولات نتيجة اتساع وتعدد وسائل التأثير بشتى الصور والأساليب.
وأكدت أن كل ذلك يتطلب مضاعفة الجهود على كافة المستويات والعمل على متابعة حجم التأثيرات وقياس الاتجاهات وبحث الأسباب والمؤثرات، وتبني السياسات والمعالجات للتصدي لكل الظواهر التي تستهدف المجتمعات، من خلال عمليات الرصد والتحليل الدقيق والعلمي واستخلاص المؤشرات واتخاذ القرارات المناسبة.
وعبرت رئيس الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين عن الأمل بأن تكون هذه الورشة بمثابة اللبنة لخلق ثراء معرفي ميداني يسهم في زيادة المعرفة بصورة أشمل مع الرواد في كل المواقع الثقافية.
وأكدت أن الورشة تميزت بملامستها للواقع ذات علاقة بما يترتب على مخرجاتها من انعكاسات إيجابية على توجيه الأداء الثقافي ومعرفته بالواقع.
وخلال الختام تم تكريم المشاركين في الورشة وتقديم شهادات الاجتياز .