الأسبوع:
2025-05-01@06:36:10 GMT

بسبب غزة.. نيكاراجوا تفضح ألمانيا

تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT

بسبب غزة.. نيكاراجوا تفضح ألمانيا

اتساقًا مع موقفها الإنساني والقانوني، أغلقت نيكاراجوا (إحدى دول أمريكا الوسطى) مؤخرًا سفارتها في العاصمة الألمانية برلين، وذلك بعد يومين تقريبًا من تقديم مرافعتها الرائعة أمام محكمة العدل الدولية يوم 8 من أبريل الجاري، بشأن دعواها ضد ألمانيا لاتهامها بالمشاركة في جرائم الإبادة التي ترتكبها دول الكيان الصهيوني في غزة في أعقاب "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023م، حيث انضمت نيكاراجوا إلى دعوى جنوب إفريقيا في اتهام الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم إبادة في غزة.

وأمام المحكمة، قال الفريق القانوني لنيكاراجوا بوضوح تام: ''ألمانيا مسؤولة عن الإبادة الجماعية في غزة بدعمها إسرائيل، ومسؤولة عن المشاركة في الإبادة في فلسطين وانتهاك اتفاقية منع الإبادة". مضيفًا: ''هناك انتهاك صارخ للقانون الدولي منذ اليوم الأول للعملية العسكرية الإسرائيلية بغزة".

وأشار الفريق في المرافعة إلى ارتفاع الصادرات العسكرية الألمانية إلى الاحتلال منذ انطلاق العدوان حتى بعد قرار المحكمة الدولية في أواخر يناير المنقضي، مؤكدًا أن شركات التصنيع العسكري الألمانية تحقّق أرباحًا من الحرب في غزة، حيث بلغت الصادرات العسكرية الألمانية إلى الاحتلال في عام 2023م ما قيمته (326) مليون يورو..

وقد عبّر الفريق القانوني لنيكاراجوا عن أسفه لتبرير ألمانيا مساعداتها العسكرية للاحتلال بمساندتها في الدفاع عن نفسها، قائلاً: ''تبرير مؤسف للأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين بأن تقدّم مساعدات إنسانية، بما في ذلك عبر إلقائها من الجو، من جهة، وتمدّ الاحتلال بالمعدّات العسكرية لقتلهم"ّ!!.

وأضاف: ''ألمانيا تيسّر الانتهاكات الإسرائيلية بدلاً من زيادة المساعدات الإنسانية للغزاويين"!!، مستطردًا: ''ألمانيا كانت وما زالت تعي بالكامل بأن الأسلحة التي زوّدت وما زالت تزوّد إسرائيل بها تحمل خطر "احتمال استخدامها لارتكاب إبادة"، متابعًا: "ألمانيا أوقفت تمويل الأونروا بـ450 مليون دولار مما أثّر في جهودها الإغاثية".

وفي هذا السياق، دعت نيكاراجوا محكمة العدل إلى فرض تدابير تجبر ألمانيا على التراجع عن قرارها تعليق تمويل الأونروا، كما طالبت بمعاقبة ألمانيا، وإجبارها على وقف مساعداتها العسكرية للاحتلال، وذلك بموجب اتفاقية منع الإبادة.

وشدد الفريق القانوني لنيكاراجوا على أنّ للشعب الفلسطيني الحق في تقرير مصيره والدفاع عن نفسه في وجه الاحتلال.

وإذا كان الدعم الأمريكي الكامل لإسرائيل في عدوانها على غزة هو الأكثر وقاحةً بما يفوق "الوقاحة الألمانية" بمراحل، فإن لنيكاراجوا قصة عداء مستعرة تاريخيَّا مع الولايات المتحدة، حيث تعرضت في مطلع ثمانينيات القرن العشرين لتدخل عسكري أمريكي بحجة مساعدتها للثوار في السلفادور، ورفعت نيكاراجوا النزاع إلى محكمة العدل الدولية التي قضت لصالح نيكاراجوا، وتم تغريم الولايات المتحدة ما قدره 12 مليار دولار، فرفضت أمريكا القرار، وامتنعت عن تنفيذه، وسحبت اعترافها الملزم بالمحكمة!.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

تحذير إسرائيلي من نشوء تيار عالمي يساوي الإبادة في غزة بـالمحرقة النازية

تتابع الأوساط السياسية والثقافية والإعلامية الاسرائيلية معظم ما ينشر في دور النشر العالمية من كتب ودراسات حول العدوان الجاري على غزة منذ عام ونصف، ليس بدافع الثقافة والاطلاع، ولكن رغبة برصد تيار سياسي ثقافي فكري يسعى رويدا رويدا لحرمان دولة الاحتلال من احتكار "المحرقة النازية".

إيتاي مالاخ الباحث في المشروع المشترك بين معهد "فان- لير"، ومنتدى التفكير الإقليمي، وضع يده على عدد من المؤلفات الصادرة أخيرا حول هذا الموضوع، وآخرها كتاب جديد للمؤلف الهندي بانكاج ميشرا، بعنوان "العالم بعد غزة: بين لامبالاة الغرب في 1945 تجاه اليهود، ولامبالاته تجاه الفلسطينيين في غزة 2025"، فيما نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية المرموقة مقتطفاً من كتاب "كيف حطّمت غزة أسطورة الغرب"، وكأننا في هذا الربط أمام أيديولوجية منهجية تأخذ في التصاعد بصورة لافتة".


 العجز الدولي في مواجهة رعب الإبادة
وأضاف في مقال نشره موقع "الموقع الأكثر سخونة في العالم"، وترجمته "عربي21" أن "هناك تيار عالمي يسعى للربط بين المحرقة النازية ضد اليهود في الحرب العالمية الثانية، وجريمة الإبادة الاسرائيلية ضد غزة بين 2023-2025، فيما يتكرر ذات الشعور الدولي بالعجز في مواجهة الرعب الذي يحدث على مسافة غير بعيدة عنه، مع أنه يُبقي الكثيرين في الغرب مستيقظين طوال الليل، وهم يشاهدون ويسمعون صراخ أم فلسطينية على ابنتها المحترقة حتى الموت بالقصف الإسرائيلي لمدرسة نازحين، وصورة مفجعة لأب يحمل جسد طفله مقطوع الرأس بقذيفة إسرائيلية".

وذكر أن "ردود الفعل العالمية الباهتة إزاء ما تشهده غزة لا تقل إثارة عن الصدمة والسخط، وتفسح المجال لطرح السؤال: كيف يمكن لعالم ما بعد الهولوكوست أن يسمح بحدوث مثل هذه القسوة ضد الفلسطينيين، بل إن الغربيين لا ينفكّون عن الزعم بأن الهولوكوست لا ينبغي مقارنته بأي حدث تاريخي آخر، أي أن من يسمحون بوقوع جرائم خطيرة في غزة على غرار الهولوكست لا يستوفون المعايير الأخلاقية للالتزام بمنع وقوع محرقة أخرى، إلا إذا كان المقصود هو نزع الصفة الإنسانية عن ضحايا غزة، والطريقة التي يقدمهم بها الإسرائيليون بأنهم يُجسّدون الشر المطلق".

وأوضح أن "هذا التوجه الاسرائيلي منذ بداية الحرب تجاه الضحايا الفلسطينيين كشف عن نوايا مبيّتة لتدمير كل شيء في غزة، خاصة إيذاء الأبرياء، الذين يشكلون الغالبية العظمى من الضحايا؛ وتصاعد مُعدّل القتل، ونطاقه، والأساليب المتطرفة المستخدمة؛ وحجب الأدوية والأغذية؛ وحجم الدمار الأكبر نسبيا من الدمار الذي أحدثه الحلفاء في قصفهم لألمانيا في الحرب العالمية الثانية".

وأشار إلى أن "القيادة الإسرائيلية الحالية الأكثر تعصباً في التاريخ سعت لاستغلال هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، لتعزيز مخاوف اليهود من وقوع محرقة أخرى، وسارعت لاستغلال هذه المشاعر بإطلاق تهديدات تتجاوز الدفاع عن النفس، وصولا لجعل قطاع غزة بأكمله غير صالح للسكن، وإضعاف سكانه حتى يموتوا، أو يفعلوا كل شيء للهروب".


ترديد الأكاذيب الإسرائيلية
ونقل عن مؤرخين عالميين أنه "لا توجد كارثة تقارن بما تشهده غزة، وهنا باتت العلاقة بين الهولوكوست والحرب على غزة أكثر وضوحا، في ضوء سلبية الغرب في كلتيهما، بل إن الغرب هذه المرة اعتمد نهجا بتوجيه أصابع الاتهام للفلسطينيين، وبالتالي تطبيع الجرائم الإسرائيلية، ولذلك لم يتورّع الرئيس الأميركي السابق جو بايدن عن ذكر مقاطع فيديو رعب حصلت في مستوطنات غلاف غزة من قبل المسلحين الفلسطينيين، وثبت لاحقا أنها غير موجودة، لكنه ردد أكاذيب إسرائيلية حول ما زعمه الاحتلال بالفظائع".

ولفت إلى أن "رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لم يتردد في "منح الاحتلال الحق بحجب الكهرباء والمياه عن الفلسطينيين لحماية نفسه من حماس، بل انضم لهؤلاء الزعماء سلسلة طويلة من الصحفيين والمنظمات ووسائل الإعلام الغربية والمثقفين والرأسماليين والمؤسسات التعليمية، وكلهم متواطئون، بالفعل أو التقصير، في تطبيع العنف الإسرائيلي في غزة، وإخفاء ذنب الاحتلال، وإسكات منتقديه، وكل ذلك يعني تواطؤا غربيا تجاه جريمة الإبادة في غزة، من خلال الوقوف مكتوفي الأيدي، تماما كما فعل أثناء الهولوكوست".

وتساءل "لماذا يستبعد الغرب الفلسطينيين بشكل صارخ من بين من لديه واجب ومسؤولية إنسانية تجاههم، بينما يحمي الأوكرانيين، ويوفر لهم المأوى من الهجوم الروسي، مع أنه كان بإمكان الزعماء الغربيين بسهولة وقف الدعم غير المشروط للحكومة الاسرائيلية المتطرفة، مما يؤكد أن النظام العالمي الليبرالي المبني على حقوق الإنسان ليس سوى وهم، بدليل عدم التأثر من المشاهد الملحمية للبؤس والقلق والرعب والإرهاق الذي يعيشه أهل غزة، وبذلك فهي لا تختلف عن المحرقة التي سبقتها، وعن المآسي الأخرى التي سمح الغرب بوقوعها في القرن الماضي، واليوم يقف حكام الغرب بجانب الاحتلال بسبب سطحيّتهم الأخلاقية".


التطهير العرقي والهولوكوست
وأشار إلى أن "الغربيين الذين شاهدوا من بعيد، عاجزين، عشرات آلاف الفلسطينيين يقتلون ويدمرون على شريط ضيق من الساحل الساحلي في غزة، سيعيشون بجرح داخلي، ولن تتمكن السنوات من علاجه، لأن جريمة غزة حالة استثنائية في تاريخ النظام العالمي والأخلاق الغربية، لكنها لم تفرض على العالم  شيءٌ قطّ من الحزن والحرج ووخز الضمير، وهي ظاهرة غير مسبوقة للعجز عن إظهار التعاطف، والاحتجاج على الظلم، وعلى قصر النظر، وفشل الوعي".

واستدرك بالقول أنه "رغم كل ذلك، سيبقى للحرب على غزة، مثل الهولوكوست، تأثير تاريخي على الضمير الجماعي للبشرية، وربما تكون المسمار الأخير في نعش أسطورة الأخلاق التي زرعها الغرب منذ عصر التنوير في القرن الثامن عشر، بل إن بعض وسائله الإعلامية لم تستخدم مصطلحات "التطهير العرقي" أو "مخيمات اللاجئين" في تغطيتها للحرب، انصياعا للإملاءات الإسرائيلية الساعية لإخفاء الجريمة الاستعمارية التي لا يمكن إصلاحها، المسماة إسرائيل، وترتكب جرائم الإبادة الجماعية والاستعمار الاستيطاني".

مقالات مشابهة

  • عائلات استُشهدت بكاملها.. الاحتلال يمارس التطهير العرقي في غزة
  • تحذير إسرائيلي من نشوء تيار عالمي يساوي الإبادة في غزة بـالمحرقة النازية
  • محكمة الاحتلال تقرر تشريح جثمان الشهيد الأسير مصعب عديلي
  • جيش الاحتلال يحشد قواته الاحتياطية لتوسيع عملياته العسكرية في غزة
  • عداد الشهداء في غزة لا يتوقف والعالم يتفرج على حرب الإبادة الصهيونية 
  • قيادي بحماس: الاحتلال يرفض حتى الآن إنهاء الحرب
  • ارتفاع عدد الصحفيين المعتقلين إلى 49 منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة
  • ارتفاع عدد الصحفيين المعتقلين إلى 49 منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة
  • كيف ينعكس توسيع الاحتلال عمليته العسكرية بغزة على الأرض؟ الدويري يجيب
  • ارتفاع حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية إلى 52 الفا و243